أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - كاظم عريبي ( فاكهة الفكاهة في الناصرية )














المزيد.....

كاظم عريبي ( فاكهة الفكاهة في الناصرية )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 15:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



تولد الغرائز في البشر في فطرة التكوين الفسلجي للبشر ، وفي المدن الحضرية تبرز الوجوه بما يُميزها ، فيما يتضاءل بروز تلك الوجوه في القرى والقصبات ، وتلك الوجوه بما يميزها من ابداع ووجمال في جانب يلفت انتباه المجتمع ، تصبح جزءا من التراث الاجتماعي ومن الصعب اخفاءها من ذاكرة التأريخ إلا إذا تعمدنا ذلك.
تقع الناصرية في قارة أسيا ، وتقع قارة أسيا في مزاج المدينة الحار صيفا ، والبارد قليل المطر شتاء ، وقرب هذه الحاضرة التي تقع على نهر الفرات والتي أسست من خلال حلم أصلاحي لوال عثماني أسمه مدحت باشا ، قربها تقع واحدة من اشهر مدن التأريخ الأثرية ( أور ).
تحمل مدينة الناصرية تلوينات أجتماعية لاتحصى ، وهذا آت من كونها مدينة منفتحته حضارية والتعايش فيها سهل ، فكانت افرازات الظواهر المجتمعية تبدوا واضحة ومعروفة لدى الجميع ، المثقف المبدع والرسام والمطرب والمجنون والرياضي وصاحب الموكب الحسيني وعالم الدين والصائغ الماهر وصاحب النكتة السريعة وغير ذلك.
اليوم أتذكر واحدا من تلك الاسماء التي حملت روحها الى السماء وابقت في ذاكرة المدينة مواقف تميزت فيها وجعلت تأريخ المدينة يسجل في حضور هذا الاسم ما كنا نضحك بوت عال وبمرح كلما نصادف هذا الوجه .
المرحوم ( كاظم عريبي ) أبو ( أيمن ) ، كان جارنا في محلة الشرقية حيث يقع بيته ( 60 مترا ) أمام بيت المرجع الديني الكبير آية الله الشيخ عباس الخويبراوي ــ الناصري .
كاظم عريبي صاحب البديهة الطريفة والنكتة السريعة في محتواها السياسي الناقد والاجتماعي المرح عاش حياته والى موته يعيش بروح طيبة ومحبوبة وعفيفة ، وحتى يعيش مرحه جرب الكثير من مهام الحياة بين ان يكون يساري مرة وقوميا مرة ومتدينا مرة ، وسألته مرة لماذا فعلت ذلك قال : حتى نعرف من العنب من هو الحلو ومن هو الحامض.
قلت له ومن وجدته حامضا في كل هذه التقلبات :
ضحك وقال : خل الطرشي..................!
كان يعيش عاما كاملا من المرح ولايمر يوم في حياته دون ان يكون له طرفه او موقف كوميدي يأتي بتلقائي ، إلا أنه يصوم عن هذا في عشرة أيام محرم فقط ، حيث تتحول الواجهة الامامية لبيتهم والتي هي بعرض 10 امتار الى مكان لعرض سجادة نسجت في اصفهان الايرانية ومنسوجا عليه واقعة الطف بكامل تفاصيلها ، وكان الناس يتبركون بها ، واعتقد ان هذه السجادة الثمنية لو عرضت اليوم في مزاد البيع فلا يقدر لها ثمن ، ولا اعرف اين هي الان ...
وكان جميع أهالي الناصرية يأتون الى هذه السجادة التي كانت ملكا للمرحوم الحاج ( كاظم مخيفي ) الذي كان بيته في اول الزقاق مجاور بيت كاظم عريبي ، يأتون ليتبركون بها ، وكان كاظم يقف الى جانب السجادة ومن يريد ان يمازحه من الاصدقاء كان يقول له انه صائم عن النكتة واذا تلح عليه .اخرج سهما من سهام حرمله المرسومة في السجادة ( وأجقك ) به ...!
روح كاظم عريبي التي عاشت عليلة في آخر ايامها ، لم تكف عن صناعة تلك الطرفة حتى بعد أن اشتد عليه المرض ، ظل وجه البشوش يشعرك بضرورة أن نعيش مع الطرافة والنكتة التي ربما كلفته ذات مرة وحين جرب ان يكون مرتديا دشاشة قصيرة ان ينام في زنزانة مديرية الامن لاكثر من عام .
ويقال ان ضباط التحقيق في المديرية اذا ارادوا الترفيه عن انفسهم يبعثون على كاظم عريبي ليسمعوا آخر نكتة منه . فيرد .إذا كانت وكالة رويتر بالسجن فكيف تجلب الاخبار ؟
المرحوم كاظم عريبي بعض من أفرارزات ثقافة المدينة وروحها المتسامحة والفطرية ، وهو يمثل بالنسبة للمدينة ( جحا ) برداءه السومري حيث لاتخلو الطرفة والنكتة التي تطلقها بديهة كاظم عريبي من حكمة وموقف سياسي يلبسه روح النكتة حتى يتخلص من الرقيب والتقرير الحزبي كما فعل ذات مرة في بداية الحرب العراقية ــ الايرانية عندما شاهدوه يمسك ابريقا ممتلأ بالماء ويمشي في الشارع ، وعندما سألوه الى أين انت ذاهب ؟ قال :لأطفيء خط النار .
وكان يقصد بخطوط جبهات القتال ، ربما لأنه كان يدرك أن بقي هذا الحال ، الحرب ستأكل الأخضر واليابس .
الآن الحياة بدأت تأكل تلك الوجوه المشعة بأبداعها الفطري والاجتماعي ، الشاعر الشعبي ، والرادود ، ومقتني البلابل ، وصاحب النكتة ، والصائغ الماهر ، والقهوجي وغيرهم .
ذهب كاظم عريبي ، لكنه أبقى في ذكريات المدينة شيئا كبيرا من اجواء المرح والبراءة وضحكات القلوب الطيبة..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفولتارين و ( واحد يسأل واحد )...!
- أسرار مدينة الناصرية
- حسن داخل حسين ( شهيدا )
- قبر أخي والثقافة السومرية
- الناصرية مدينة عباءتها حنجرة ( أبو كاظم )
- للناصرية ، تعطش والماءُ مَطر
- الماوردية في الشعر......!
- عاشوريات
- رفات احمد الجاسم ..يهبط سعيدا في الناصرية
- ماركس والميتافيزيقيا
- إشراقات مندائية
- الديانة المندائية ..أعشاش النور والنجم المسحور
- سماء المندائيون
- شُباك نَدورهْ ( مندائية على جدار القلب )
- أهبط يا يحيى ..المندائيون في أنتظارك
- وصفة مندائية لعلاج طرشَ بتهوفن
- الآس والعباس ديوك النذر المندائي
- الخبز في المائدة المندائية
- ذكريات شجرة التين المندائية
- صورة المولى في الجفن المندائي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - كاظم عريبي ( فاكهة الفكاهة في الناصرية )