في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(الاخير)

ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

"ذهبت الى بيوتهم وشممت رائحة حياتهم كبرجوازيين صغار،ولم تخدعني حاسة شمي"..
-تروتسكي-


يقول السيد النمري في الفقرة الاخيرة من مقاله الموسوم"في بيتنا تروتسكي"!:"ففي التحقيقات حول مقتله شهد أحد أصدقائه المقربين أن تروتسكي تعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي بأن أرسل إلى المكتب في واشنطن أسماء الشيوعيين في المكسيك وجنوب الولايات المتحدة محذراً المكتب من التعامل معهم . ورأى ذلك الصديق أن تروتسكي لم يعمل كمخبر أو جاسوس بل أراد أن يثبت أنه ليس عدواً للولايات المتحدة لأجل أن يسمح المكتب له بدخول الولايات المتحدة الأمر الذي يعني أن تروتسكي عمل كمخبر بثمن وليس بدونه .
إلى مثل هذا الحد " جاسوس بالأجرة " ينحط أعداء المشروع اللينيني وأولهم تروتسكي والتروتسكيون "....
نحن لانعرف المبدأ المعياري،ومقياس مواصفات و تحديد السيد النمري لمستويات الصداقة والصديق ناهيك عن الرفيق! ، ولكننا نسأله هل من الصداقة في شيئ أن يشوه و يلفق ذلك الصديق المفترض !اشاعات مسمومة ،خبيثة الغرض، بحق صديقه و خاصة بعد موته؟!. اي نوع من الاصدقاء يكون في هذه الحالة ؟!. أن السيد النمري لا يمحص ولا يراجع ولا يدقق مصادر معلوماته! و يأخذها على علاتها و يرمي لك المعلومة المنسوجة بفجاجة سمجة على عواهنها، وينتظر منك ان تبصم على قبولها تصديقا ملزما تحت طائلة المروق والتحريف ! . ومن اجل تنميق و تجميل صورة الافتراء ، وجعل الرواية المزعومة قابلة للتصديق بعد تحقيق ترتيبها المتهافت! ينفي النمري عن تروتسكي -فعله واتصاله- بال FBI تهمة التجسس والعمالة ! ! مفسراالحكاية الى مجرد الرغبة بأداء العون المجاني ، وتقديم خدمة لرفاقه !!في ال FBI بغية الحصول على الاقامة في الولايات المتحدة ! هذا ماكان يطمح اليه تروتسكي ، وهذه كانت امنيته الملحة ، ورغبته الجامحة التي تلبسته !! و هنا نطرح بعض الاسئلة على النمري لعله يجيب عنها ومع وثوقنا الكامل من عدم امتلاكه لأي اجوبة !. أولا : من هو ذلك الصديق الصدوق الذي صرح بأن تروتسكي تعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي ، و زودهم بأسماء شيوعيي المكسيك ؟! أنه لا يذكر أسما لذلك الصديق المجهول حتى نناقش تاريخ أو حقيقة ذلك الصديق المزعوم ! فيبقيه نكرة غير معروف الهوية !. من البديهي المعروف عن الولايات المتحدة أنها كانت تحتضن وتفتح ذراعيها مرحبة بأتفه منشق أو معادي للاتحاد السوفيتي فتمنحه اللجوء على اراضيها كجزء من سياستها و صراعها الايديولوجي ضد الشيوعية . فلم امتنعت عن فعل ذلك مع رجل بحجم تروتسكي ، وبأعتباره عدوا وخصما مزعوما للاتحاد السوفيتي و تقبل بدخوله اليها؟! . ان سؤال كهذا لا يخطر طبعا بذهن النمري اللانقدي ! فهو لايخرج شعرة عن القالب الاسمنتي الذي صُب فيه ، وشب عليه تلقينا من مدرسة التزويروالتحمير والتكفير الستاليني ! . هل كان ذلك الصديق ( الشبح) يشبه صديق ليوفا ( ابن تروتسكي ) والمدعو أتيان واسمه الحقيقي هو(مارك زبوروفسكي) والذي خدع الاثنان - ليوفا وتروتسكي - وتبين لاحقا بأنه كان عميلا استفزازياً للغيبو!!. أم كان صديقا على شاكلة رامون ميركادير ( جاكسون) الذي ادعى أيضا بأنه تروتسكيا وتظاهر بأنه صديقاً حميما لتروتسكي ، وهو من قام بأغتياله في أب عام ١-;-٩-;-٤-;-٠-;- ؟! . ماهي تلك العلاقة التي ربطت بين FBI والحزب الشيوعي المكسيكي ، والتي نصح تروتسكي بفكها وأنهاء تعامل الFBI مع الشيوعيين المكسيكيين ؟! و ما طبيعة ذلك التعامل بينهما ؟! هل هو سياسي ؟! أم أمني ؟! أم ايديولوجي ؟! أو تبادل خدمات ؟! يسكت النمري كأبي الهول ولا يفصح عن هذه الاسرار ! . وكيف استطاع تروتسكي وهو الغريب الذي لم يمض أكثر من ثلاث سنوات في المكسيك شبه معتقل في ضاحية كيواكان تحت حراسة مشددة ! والمرات القليلة التي زار فيها مكسيكو كانت بصحبة حراسه ومتخفيا لدرجة كان يُطلب منه خفض رأسه داخل السيارة اثناء مرورها في شوارع العاصمة ؟! وكيف استطاع الوصول والتعرف على أسماء الشيوعيين وتزويد ال FBI بها و هو الجهول بلغة البلاد و مدنها وناسها؟! وهل كان مكتب التحقيقات الفدرالي عاجزا عن معرفة نشاطات الحزب الشيوعي المكسيكي - والمكسيك ليست اكثر من الحديقة الخلفية للولايات المتحدة ! - لتستعين بقدرات ومعلومات تروتسكي الاجئ والمطارد والهدف رقم واحد والدائم للتصفية من قبل جهاز الغيبيو الستاليني و عملائه المنتشرون في كل العالم ؟! . أن السيد النمري يدفعني مجبرا لنبش الذاكرة بحثا عن نماذج من الاحداث والقرائن المتشابهة و قريبة الصلة و متفقه على ما نحن بصدده ! ...في عام ١-;-٩-;-٦-;-٣-;- وبعد الانقلاب الفاشي لشباط البعث الاسود في العراق ، وفي لقاء صحفي بين حسين طلال (ملك شرق الاردن) مع محمد حسنين هيكل ، ذكر فيه مليك النمري ( الهاشمي ) وفي ٢-;-٧-;-أيلول ١-;-٩-;-٦-;-٣-;- أن ال CIA كانت تزود البعث الفاشي بقوائم أسماء و عناوين الشيوعيين العراقيين ! فقد قال بالنص في ذلك اللقاء : " أتعرف ان محطة اذاعة سرية كانت تبث الى العراق ، وكانت تزود رجال انقلاب ٨-;- شباط بأسماء وعناوين الشيوعيين للتمكن من اعتقالهم وأعدامهم" !! هذا ماكان يعرفه وصرح به المليك المقبور حسين طلال ونحن نصدقه فعلا ، لأن الاعتقالات كانت تجري وفق مساهمة ال CIA وارشاداته . ولأن حسين كان من عيون اهل مكة ويعرف اخبارها و ما يجري في شعابها !! ..والسؤال الذي يحضر هو : اذا كانت الامبريالية الامريكية بواسطة اجهزتها المخابراتية والسرية اخترقت تنظيم الحزب الشيوعي و عرفت اسراره و اوكاره وأسماء وعناوين الشيوعيين في بلد يبعد عنهم ألاف الكيلومترات ! فهل تعجز الFBIعن معرفة مايجري في فنائها الخلفي !! .وتحتاج لتروتسكي ليزودها بتلك المعلومات عن جيرانها من الشيوعيين وهو حبيس اللجوء وحيدا وعجوزا ومريضا ولا يعرف شيئا سابقا عن المكسيك و منظماته السياسية ؟! أننا نهمس بأذن السيد النمري بنصيحة رفاقية - هذا اذا كان حقا شيوعيا صادقا لا برجوازيا صغيرا متمركسا !! - فعليه بدل من التطبيل والتزمير لتعاون تروتسكي المزعوم مع الFBI والذي لايمل من تكراره و يشعر بنشوة و لذة و هو يردده بأستمرار ! لما لا ينظر تحت اقدامه في البركة القذرة وفي بلده الذي استحثه الاستعمار البريطاني لخمة مصالح في المنطقة!. ليشم ويرى التعفن والتفسخ الوضيع لنظام امارته( الهاشمية ) و مملكته ومليكه المصنوع، الذي نصب على (شرق الاردن ) سلالة ملكية استوردها من الجزيرة ويتأمل التاريخ و صورة مليكه المفدى حسين طلال الذي عمل في خدمة ال CIA لعقدين من الزمن و منذ عام ١-;-٩-;-٥-;-٧-;- و بأجر سخي بأسمه السري Mr.Beef ( جلالة الملك الهاشمي ) جاسوسا براتب شهري ( مليون دولار ) و هو ماكشفه الصحفي الامريكي بوب وورد !!اي انه عمل جاسوسا مأجورا ل عشرين عاما !!...يبدو ان السيد النمري مؤهلا فقط لأبتلاع فيلا ملكيا بكل سهولة ، ويعجز و يغص بذبابة تروتسكية صغيرة !! و يجهل تاريخا مشبوها لمعبوده الذي عمل مخبرا للأوخرانا القيصرية !!... ويتمسك بكذبة مفضوحةعن تعاون تروتسكي مع ال FBI !! ( ان بيت النمري من زجاج هش ومع ذلك يرمي الناس بالحجر !!) . ونحن نسأل النمري عن حدود الخيانة والعمالة وعقد المقارنات والقرائن بين من يبيع وطنه و شعبه ، وبين من يُتهم لمجرد اتهام بالتعاون مع ال FBI !! بين من عمل لعقدين مخبرا اجيرا لتزويد مخابرات الامبريالية بالمعلومات عن البلدان التي تحيط ببلده ! و بين من وقف ضد الامبريالية الفاشية و ضحى بحياته من اجل البلشفية اللينينية الحقة ؟! فأي وقاحة وانعدام الخجل وأي صلف و تبجح ماتطوي عليه سريرة النمري ضد الابعدين ! واي مراءاة و تملق و تزلف و خنوع للأقربين! ونحن لسنا بمعرض حفر التاريخ وتسليط الضوء على سيرة الملك الراحل ، ولكن السيد النمري اضطرنا لنشر الغسيل القذر فهو اما يجهله وتلك مصيبة !، وأما يتجاهله وذلك ألعن !!. فلماذا عنبه عسل و عنب الاخرين حنظل ؟! ولماذا يرى القشة الدقيقة في عين غريمه ولا يرى الجذع الضخم في عينيه ؟! .ولنصحح معلومة النمري نقول له أن اصل ومصدر تلك الفرية الظالمة عن تعاون تروتسكي الباطل مع ال FBI هو التالي : فقبل نهاية عام ١-;-٩-;-٣-;-٩-;- وافق تروتسكي على الذهاب الى الولايات المتحدة ليمثل بصفة شاهد امام لجنة شكلت للقيام بتحقيقات عن النشاط المعادي لأمريكا بأشراف السيناتور دايز(وهي اللجنة الام التي ولدت لجنة مكارثي الفاشية!)، والتي كان يطالب فيها بحضور الحزب الشيوعي الامريكي بحجة انه فرع لدولة اجنبية ، وكان تروتيسكي ينوي استخدام تلك اللجنة كمنبر لفضح النشاط الاجرامي لجهاز الغيبيو ضده و ضد انصاره من المعارضة . وايلغ اللجنة دون لبس أنه سيقف ضد الحضر الذي دعت اليه الجنة ضد الحزب الشيوعي الامريكي ، و سيدعوا من هناك شغيلة العالم لتحويل الحرب العالمية الى ثورة عالمية ، ولكنه لم ينفذ ذلك بسبب المعارضة الشديدة لأنصاره و خاصة بورنهام ، هذا من جانب والجانب الاخر هو أن لجنة دايز التي ادركت نوع الافادة التي كان تروتسكي مستعدا لأعطائها والمناهضة لأهدافها فتخلت عن رغبتها في الاستماع اليه .فأفادة من هذا النوع لاتصب في مصلحتها وغايتها ! ولكن الستالينيون تلقفوا الكرة معتبرين مجرد موافقة تروتسكي على المثول امام تلك اللجنة ، هو سعي لحبك الدسائس وفسرته بخبث مقصود على أنه مؤامرات مع دايز والاحتكارات النفطية ضد الشعب الامريكي !! هذه حقيقة تعاون تروتسكي المزعوم مع ال FBI وبلا رتوش ياسيد نمري !- وقد عرض عليه بعض الاصدقاء الامريكيين و بعد الهجوم المسلح الذي تعرض له تروتسكي والذي قاده عميل الغيبيو سيكابروس في ايار ١-;-٩-;-٤-;-٠-;- أن يدخل الحياة السرية و يحمل أسما مستعارا ، وأن يقدموا له ملجأ سريا و أمينا في الولايات المتحدة حفاظا على حياته ، لكنه رفض ذلك - رفض ذلك ياسيد نمري فكيف تدعي أنه كان حريصا على دخول الولايات المتحدة من خلال تعاونه مع الFBI ؟! و كيف يسعى لذلك عن طريق الFBI ويرفض ذلك من قبل أصدقائه ؟! لقد تعمدت ان يتصدر مقالي الاخير هذا نصا لتروتسكي من رسالة له الى فيكتور سيرج يصف فيها حال المثقفين الفرنسيين من انصاره الذين نعتهم بالمبتذلين :" ذهبت الى بيوتهم و شممت رائحة حياتهم كبرجوازيين صغار ، ولم تخني حاسة شمي " ، لما له علاقة بعنوان مقال النمري " في بيتنا تروتسكي " ، فلا تروتسكي كان يرغب بزيارة النمري ، وأيضا النمري لم يكن مستعدا ليضيف تروتسكي !! - لقد فتشنا بيت النمري من خلال مقاله ولم نجد اثرا لتروتسكي ، ولكننا وجدنا شبح ستالين يحوم في ارجاء بيت النمري والنمري يتبعه كظله حاملا مبخرة تنفث دخانها و شمعة موقدة و هو يتمتم بخشوع ب" أبانا الذي يرقد تحت ثرى الكرملين .....!!" - ولو جارينا النمري و وضعنا عقلنا على الرف ، وقبلنا خرافته عن تعاون تروتسكي مع ال FBI و حسب صديقه المجهول المزعوم ! وبعد ان تعاون بشهامة و لوجه الله بتزويدهم بأسماء الشيوعيين المكسيكيين و جنوب الولايات المتحدة دون مقابل ! فلم لم تسمح له الولايات المتحدة بدخولها و منحه اللجوء ؟؟!!.، فهو أثبت حسن نيته و عمل مخبرا دون ان ينتظر جزاءا او شكورا ، وخدمها دون أجر ! وليس كمليك النمري بثمن باهض و قبض الملايين ؟! . أن أسئلة كهذه لاتخطر ببال النمري ، فهو لايعرف سوى الأجوبة ا المقولبة على الاسئلة الموجودة لدى مدرسة التزوير والتحمير الستاليني والتي حولت الرفاق الى مسوخ أيديولوجية و حزبية !!، ولاتعرف سوى جواب واحد و وجه واحد و رد واحد على كل الاسئلة !!...
................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...

#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات