أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - نعمة النسيان














المزيد.....

نعمة النسيان


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 18:57
المحور: كتابات ساخرة
    


نعمة النسيان
لم ينجُ كغيره من "أبناء الموت" ، ولم تنفع في إطالة عمره كثرة الأموال ، رغم أن المال يشتري الصحة ، ولكن ليس إلى ما لا نهاية ...!! رحل أبو متعب كغيره ، وتساوى مع الضعاف والمستضعفين ، مع الأنثى المُحتقرة والمُزدراة في بلاده ، ومع الطفل والعاجز ، الفقير والمُعدم ، تساوى حتى مع من سلبهم لقمة عيشهم وثرواتهم الطبيعية .
لكنه قرر ولكي لا ينسوه ، أو قرر له من قرر ، أن يُنافس الفقراء على بقعة راحتهم الأبدية ، ألا وهي المقبرة . فقد تحدثت الروايات الرسمية عن "تواضعه " العظيم وهو ميت (لماذا لم يتواضع مع الفقراء حينما كان حيا ؟)، وقرر أن يُدفن مع الفقراء ، لكي لا ينسوه أحياء وأمواتا .
هل يتميزون غيظا من هذا الزائر الذي إقتحم عليهم حياتهم دون إستئذان ؟؟
ما علينا ، فالملك الجديد ، سلمان ، تربع على العرش ، لكن "ألسنة ألسوء " لا تكف عن الحديث عنه وعن إصابته بالخرف المبكر (او كما يُعرف علميا بالديمنتسيا ) . ولا يكتفي أصحاب هذه الألسنة بذكر المرض فقط ، عافانا الله وإياكم من الأمراض خبيثها وحميدها ، بل ولكي يؤكدوا صحة معلوماتهم ، فإنهم يُجرون مقابلات مع أطباء قاموا بعلاج جلالته ، ليشرحوا عن المرض ، عوارضه ومآلاته .
وقد تغنى البعض بنعمة النسيان ، لأن للنسيان جوانب ايجابية كثيرة . والنسيان تقنية ، أو كما يُطلق عليها علم النفس ، هو حيلة دفاعية ، تكون نتيجتها في العادة ، قمع الذكريات السيئة والإلقاء بها في "غياهب " اللاوعي ، حتى لا تستمر بالمضايقة وتنغيص الحياة . فبعض الذكريات تُسبب الاما ، تبلغ درجتها في الألام التي تسببها لصاحبها درجة تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي .
وأغلب حالات "قمع " و"كبح" الذكريات الصعبة تكون في العادة ، عند ضحايا الإعتداءات الجنسية ،وهناك ذكريات تمت "قمعها " و"كبحها " في غياهب اللاوعي ، تظهر على شكل تعدد شخصيات ( وهو إضطراب شخصية صعب ) وقد عرفت شخصيا إحدى هذه الحالات وعلى الطبيعة ، بلغت الشخصيات عند هذه الحالة ، 7 شخصيات مختلفة ومنفصلة الواحدة عن الأخرى .
نعم في مثل حالات ضحايا الإعتداء الجنسي قد يكون النسيان نعمة ، وقد يكون نعمة لدى ضحايا العنف ، الإستغلال والإهانة ... لكن مثلنا يقرر بأن ، الأسى "يعني الإساءة " ما بينتسى "لا تُنسى "، الإساءة لا تُنسى، لكن الإنسان قادر على الصفح إذا شاء ورغب ، وحصل على إعتذار وتعويض مادي ومعنوي .
سلمان وكما تقول "ألسنة السوء " عنه ، يستطيع أن يُركز في موضوع ما ، 5 دقائق في أقصى حدود التركيز ، أي أنه ينسى عمّا يدور الحديث خلال 5 دقائق من النقاش عنه ..
ألم يعرف من قرر "مُبايعته " بأنه غير مؤهل صحيا ، ليكون "قائدا " لبلد كبير وثري ؟؟
لكن هل يقود الملك أو من يحتل منصب الملك في دول النفط (على نمط جمهوريات الموز ) ، هل يقود شيئا؟ أم أنه يُكرر وينفذ سياسة الأسياد الذين يضمنون بقاءه على عرش البلاد وصدور العباد ؟؟
في الحقيقة ، كنتُ أتعاطف مع ابي متعب ، حينما كان يرقص ويجرجر نفسه بأخر ما يملك من قوة ، وكنتُ أتعاطف معه أكثر حينما كان يقرأُ متهجئا الأحرف ، كطفل بدأ لتوه تعلم الحروف .
فهل سنكون شهودا على سلمان ، وهو يقفز من موضوع لأخر ، بعد ان يكون نسي الموضوع الأساسي ؟؟ أم سنراه يجيب على اسئلة الصحافة ، إجابات غير ذات صلة بموضوع السؤال ؟؟
لكنني مُتيقن بأن هناك الملايين في جزيرة العرب والعالم الإسلامي ، من يتوقون لنسيان هذه العائلة و"ملوكها " وشطبهم من كتب التاريخ ، وإخفائهم في غياهب اللاوعي !!
يا لها من نعمة حينما سيختفون من الذاكرة ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل طفل في الخامسة والسبعين ..
- قائمة مشتركة والزميلة عايدة سليمان عضوة كنيست ..
- كوميديا سوداء ..
- الأقلية ومؤسسات السلطة ..!!
- ألذكاء ومؤخرات الأمهات ..!!
- داعش عندنا ؟ لا مرحبا ..
- لِكُلٍّ من إسمه نصيب ..حتى موقع الحوار .
- ما زالوا يُشمّرون ..!!
- دمعة محمد وبرائته ..
- -هأرتس- في مرمى النيران .
- تَبَلُّد حَواس ..؟!
- ألكيمياء تهزم فرويد ..!!
- تجربة 929 .. أو من يمتلك النص ؟!
- بلغَ السيلُ الزُبى..
- أبراهام بورغ ..
- الإنسان والألوان : الأزرق .. لونا ورمزا
- ألحمارُ يحملُ أسفارا ..
- أيتام صدام ..
- تحديات أمام زغلول 2015
- ألنفاق الأمريكي ..


المزيد.....




- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...
- فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - نعمة النسيان