أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي حسين الموسوي - عودة شهرزاد........الى بغداد... في زمن الفساد /2














المزيد.....

عودة شهرزاد........الى بغداد... في زمن الفساد /2


هادي حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 22:42
المحور: كتابات ساخرة
    


نامت شهرزاد في سرير غريب لا يشبه سريرها لكنه مريح ........ اين هي الان ؟؟؟؟؟؟؟؟ اين القصر الملكي ...؟؟ اين الخيول التي تجرها العربات ؟؟؟ كيف تشتعل هذه القناديل وهي في اعلى الجدران من يوصل لها الزيت ويسرجها؟ ارتعبت في هذا اليوم لرؤيتها شاشة العرض(التلفزيون) وفيها اناس يتحركون والموبايل والثلاجة والغسالة والتكييف ... يومها انقضى بالرعب الممزوج بالدهشة ...... ولم تجد تفسيرا لما رأت!!! شهرزاد متحصنة بالصبر والاناة لذلك ابتلعت خوفها مما صادفته في اول يوم حياتها في بغداد 2015 وتذكرت سبب رحلتها عبر الزمن من اجل الملك شهريار الذي أرجأ قتلها لتوافيه بقصص عن بغداد بعد عدة قرون من الزمن ...... شهرزاد تمنت لو انها لم تاتِ وتصطدم بواقع مرير ......... ركزت ببصرها للوحة ملصقة بالجدار قال صاحب الصوت المبحوح انها (تلفزيون) وشاهدت رجل وفتاة يتكلمان العربية بداخل اللوحة...... اصغت اليهما كانا يتحدثان عن تفجيرات ومفخخات وقنص ولم تفهم لكنها رات دماء مسفوحة على الارض ومبانِ مهدمة وصخب وكتل مستطيلة تسير من دون خيول تسحبها (سيارات الاسعاف ) يضعون فيها اجساداَ مضمخة بدمائها ...... قدحت براسها استنتاجات مفادها :ــ هذه المشاهد المؤلمة بسبب وجود المحتل والحكام والحاقدين على ابناء البلد المساكين حسب وصف صاحب الصوت المبحوح....... قال المذيع :ــ ان حكومتنا الوطنية ستحارب الارهاب والفساد المالي والاداري وستطرد داعش من ارض العراق الطاهرة ...... وان الوطن سيسترد عافيته ...
شهرزاد اسلمت نفسها لنوم قلق ......... وتعرضت لابشع الكوابيس لتصحو على الصوت المبحوح : ــ جئت لك بكتاب يحوي بين دفتيه احباطات السنوات العشر وما تضمنته من مآسِِ ....... يمكنك العودة الى زمنك الان ....... لتتجنبي الكوارث التي تصيب ابناء الوطن الان ....... انا متأكد من شهريار سيبكي علينا بعد كل قصة ( غصة ) ترويها له ....... قالت له :ــ انه كتاب ضخم ....... قال هو كذلك والاضخم منه الحوادث الجسام التي فيه ... اذهبي الان فهذا الكتاب لن تنجزي قراءته الا بعد عشر سنوات ....... يكون فيها شهريار من ضيوف القبور .. وتكوني بمأمن من السيف ....
قبل ان اذهب اود ان اعرف من انت؟؟؟ قال :ــ انا الزمان الرديء ..... كنت جيدا ومعافى في الازمنة المنسلخة ....... اما الان فأنا في اسوأ حالاتي .... حروب وفتن ودماء تهدر واعراض تنتهك ومدن عامرة تتقوض والامنين في بيوتهم يسكنون العراء وغزاة متوحشين وحكومات مأجورة لا تفكر الا بإذكاء الفتن ليخلو لها الجو في السلب والنهب والبطش ...... انا حزين على بغداد ومثيلاتها ..... ارجوكِ اذهبي قبل ان يفسد عقلك ..... واطلبي من الملك شهريار ان لا يضيِق على اهل وطنه كما يفعل هؤلاء ............. قالت سافعل .......
قال اغمضي عينيك وافتحيها بعد لحظات ستجدين نفسك على طرف سرير شهريار لتحكي له احداث الليلة الاولى ....... اغمضت شهرزاد واحست ان ثمة امر حدث ... فتحت عيناها ..... انها في غرفة الملك شهريار ولم يك بادِِ عليه الاستغراب ...
قال لها :ــ هل ستفين بوعدك ؟ قالت اجل يامولاي ...لكني متعبة من السفر الان امهلني لارتاح ... قال الملك ترتاحين من ماذا؟ قالت :ــ من السفر ... تملكته الدهشه :ــ اي سفر هذا ؟؟؟؟؟ قالت :ــ كنت في بغداد سنة 2015....... صرخ بوجهها :ــ ما هذا التخريف ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!! كنت امس هنا فكيف سافرتِ ؟؟؟؟! سقطت شهرزاد بفخ لا منجاة منه .... كيف ستقنعه انها ذهبت الى بغداد المستقبل لكنها بذكائها المميز استدركت ::ــــ يبدو يامولاي غلبتني الحمى ليلة الامس سامحني ......... عاد الملك لهدوئه :ــ حسنا اريد الايفاء بالوعد ..قالت :ـــ انا طوع امر مولاي الملك .....
(( الليلة الاولى )) قالت شهرزاد :ــ (بلغني ايها الملك السعيد ذو الرأي السديد ان بغداد ستمر بحقبة زمنية عسيرة .... تدنس ارضها جيوش مغيره .. تذهب بها ارواح غفيره ....... فلا يبقى امن ولا امان .... يحيا فيها بخوف كل انسان .... الغزاة هم من الامريكان ... احتلوا ارض السواد .... وأذلوا العباد...)
قاطعها الملك بعد ان اتشح بالحزن :ــ متى سيحدث ذلك ؟؟؟ قالت وهي ترقب عيني الملك الملتمعتان بالدمع :ــ انا فداء مولاي الملك لا احب الدموع في عينيك ... سيحدث هذا في سنة 2003م/ 1424هـ بعد عدة قرون من الان .....احتد غاضبا :ــ وكيف عرفت ؟؟
غرقت شهرزاد ببحر الحيرة فما عساها تقول؟؟ قالت بعد ومضة تفكير :ــ اطلعت على كتاب يسرد مجريات الايام عبر القرون .... لم يستحسن الملك جوابها لكنه امرها بالكلام ........ تابعت حكايتها وقالت (ستتعرض ارض السواد .., الى غزو الاوغاد .. تذل فيه البلاد...وتكثر فيه اللصوص والسراق .... وتخلو من السلع الاسواق ... وانهار من الدماء تراق ... والاحرار الى السجون تساق ... يلي ذلك حكم شذاذ الافاق .... تناوبوا على سدة الحكم .... يأتمرون بامر المحتل كالغنم .... وعرابهم بول بريمر ... ينفذون له ما امر .... غذاهم بروح التنافر ... ودعا للحكم كل ماكر ...
عينا شهريار فاضتا بالدمع السخين وقال لشهرزاد كُفُي ........ لقد ادميت قلبي وفجعتني بأبناء وطني ... ارتبكت وقالت :ــ انني لم احدثك عن وقتنا الحاضر ان ذا سيحدث بعد قرون ........... قال الملك :ــ هم اهلي في كل الاحوال ... حدثيني احاديث مبهجة ..... لا اريد احاديث للاحزان مهيجة
وهنا ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الحديث المباح
((للحكاية تتمة ))



#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة شهرزاد.......الى بغداد ........... في زمن الفساد
- نبهارة وكاشيه ........... بعد الترميم
- جعجة الساسة .........و............ طحين المواطن
- جعجة الساسة .........و............ طحين المواطن/2
- جعجعة الساسة ......... و............. طحين المواطن
- الاسلام هو السلام
- شمولية واممية الاسلام
- العراق الكسيح - 2 -
- العراق الكسيح 1
- سواقي
- مطر ... مطر .... عاصي... طول شعر راسي
- خرفان حمدان : بأي حال جئت ياعيد؟؟؟!!!
- من اوراق الحب السياسي!!
- لا امر لمن لا يطاع
- مشمش والمعضلات الثلاث
- 14تموز نعمة ام نقمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- تفتيت العراق حلم يهودي يحققه الاكراد !!!
- فضائل المرحوم
- البستان المنتهبه
- مدينة كان اسمها الكرادة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي حسين الموسوي - عودة شهرزاد........الى بغداد... في زمن الفساد /2