أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - خمسون حجة تُفند وجود الإله-جزء رابع27 إلى 34من50















المزيد.....


خمسون حجة تُفند وجود الإله-جزء رابع27 إلى 34من50


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 14:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإنسان أبدع فكرة الإله لتفى إحتياجاته النفسية والوجدانية والمعرفية ,وليَعبر بها دوائر الغموض والألم والحيرة من وجود غير معتنى فكانت الفكرة تعبيراً حقيقياً عن تلك الإحتياجات تبغى ملاذ وراحة وأمان فى عالم مادى يقذف بقسوته .
تتمدد الفكرة لتتسلل وتستوعب كل مفردات الجهل الإنساني وليتماهى الإنسان فيها ليرفع سقوف أوهامه حداً يصل منح الفكرة حالة من الإستقلالية والوجود بالرغم أنها فكرة كل صورها ومفرداتها وبنائها جاء من الدماغ .!
سيكون نهجنا فى تفنيد وجود إله من المعطيات والفرضيات التى تساق عنه فمنها سنحظى على التناقض الذى ينفى وجوده فلن يكون لنا تصور خاص ننقد على أساسه خارج معطيات فكرة الله بل من أحشاءها ومكوناتها وفرضياتها ومفرداتها ذاتها , كما سنتطرق فى نهاية هذه المجموعة إلى تفنيد حجج الدينيين المتهافته عن وجود إله .
قدمت حتى الآن ثلاثة أجزاء :
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=446913
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6 إلى 20 من50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=447489
-خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث 21 إلى 26 من 50.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=448534
وبإسم العقل نقدم الجزء الرابع
خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء رابع 27 إلى 34 من 50

*27- الله ليس كمثله شئ
"الله ليس كمثله شئ" رؤية فكرية عبقرية تعتنى بالألوهية وتحصنها من النقد والإقتراب والبحث والتفكير وأتصور أن كل الأديان والمعتقدات ستقر بأن الله ليس كمثله شئ بالرغم أن الوكيل الرسمى لها هو الفكر الإسلامى .
بالرغم أن "الله ليس كمثله شئ" مقولة تُعظم وتُمجد الإله وتجعله فى وجود مفارق إلا إنها تنسف كل الأديان والإدعاءات والقصص التى روجت عن الإله فأنت لا تستطيع أن تقول بأن الإله مادة لوجود كيانات مادية لذا الله غير مادى وهى رؤية منطقية تحقق "ليس كمثله شئ" بالرغم أن السرد الدينى لم يمنحنا هذه الرؤية ليدخله فى التشخيص فكل الصفات الإلهية كالرحيم والكريم والغفور والمنتقم والجبار الخ تعارض "ليس كمثله شئ" وتثبت أن من أبدعها فكر بشرى فتلك الصفات يوجد مثلها لدى البشر كذلك القول عن غضب وإنتقام الله فهى صفات ومشاعر بشرية مفعمة بالإنفعال تجعل الإله خاضعاً للفعل يمارس رد فعل إنفعالى لا تستقيم مع ليس مثله شئ كما ستنهار الأساطير والقصص والأوامر الإلهية كقصة العرش مثلا فكل هذه الصفات والسمات والكينونات والأحداث والمشاهد يوجد مثيلها فى البشر بغض النظر عن حجم ومقدار حضورها وقوتها ,فنحن نتحدث هنا عن ليس كمثله شئ فى المطلق أى إستحالة وجود أى تقارب أو تشابه أو مثيل ومن هنا إذا كان الله ليس كمثله شئ فكل ما يروج عنه غير صحيح لتتبدد الأديان والمعتقدات وتثبت بشريتها أمام مقولة " ليس كمثله شئ" .

*28- الله واحد أحد .
لماذا الله واحد و لماذا لا توجد آلهة عديدة ليقال لك حتى لا يتنازعوا ,ولكن من قال إنهم سيتنازعوا ,فلماذا لا توجد صيغة توافق بينهم وتوزيع وتنسيق مهام وأدوار كما يصنع البشر الآن فى حياتهم , فلماذا نتصور أنهم سيتنازعون كتطاحن البلطجية على ناصية الحارة .!
فكرة النزاع منطق إنسانى قديم ليسقط منطقه على عالم الألوهية مستحضراً فكرة المثل الشعبى القائل "المركب اللى ليها ريسين تغرق" وقد قدم القرآن منطق فكرة النزاع وتفرد به عن أى دين آخر ففى الاسراء 44( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلاً ) وفى الانبياء 22( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان رب العرش عما يصفون) وفى الإسراء111( قل الحمد الله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً) فالمنطق القرآنى يرى أن كل خالق سيذهب بما خلق , ويعلو بعضهم على بعض وسيتولد صراع على العرش كرمز للسلطة والتفرد وأن تعدد الالهة في السموات والارض ستؤدي الى فساد النظام لذا لا شراكة فى الملك , فالقرآن يعطينا العديد من الاحتمالات جميعها قائم على حتمية الصراع بهذا المنطق البشرى نحو النزاع والسيادة والهيمنة ,فأليس هذا رؤية ومنطق إنسانى بحت ,فالمفترض أن الإله أو الآلهه ذو منطق وعلاقات ونظم خاصة بعيدة عن منطقنا .
نحن من خلقنا صور آلهتنا لذا أسقطنا رؤيتنا ومنطقنا البشري على فكرة الإله والآلهة فإذا كنا نتعامل مع وجود عالم يحتوى على إله أو آلهة فمن الخطأ أن نسقط منطقنا ومنظومتنا عليها وإلا ما كانوا آلهة بل مجموعة من الفتوات يمكن أن يتنازعوا ويتصالحوا فمن المفترض أن الإله أو الآلهه لهم منطقهم وعلاقاتهم ونظمهم الخاص المغاير والبعيد تماماً عن منطقنا ورؤيتنا البشرية علاوة أن إصباغ العلاقة بالصراع يعنى التنازع على الحاجات والنفوذ والغايات والمُفترض أن الإله أو الآلهة خارج نطاق الحاجات والغايات والتسلط والمجد الذاتى .
فكرة الإله الواحد فكرة بشرية سياسية قديمة لتوحيد الجماعات البشرية فى كيان واحد لتلقى حضوراً كمنهج فكرى لنسقط من خلال فكرة الإله الواحد أسس الإستبداد والديكتاتورية ورغبتنا فى التفرد والتسلط بينما هى تخالف منطقنا الإنسانى الحديث فنحن نقيم علاقات شراكة وتكامل مع الآخر بدون صراع وإحتدام وتنازع كحال التخصصات الطبية والهندسية .

*29- الله اكبر
المسلمون وقعوا في إشكالية عندما وصفوا إلههم بصفات قابله للمقارنه مثل قولهم "الله اكبر" فهم يرمزون إلى إلههم كونه الأكبر عن أي كينونه ثانية وبذا تضع الله ككمية مقاسة يكون هو الأكبر وسط كينونات أخرى لتستدعى مقولة "الله اكبر" مشاكل عديدة فبداية هى تنسف التوحيد عندما تعلن عن وجود كيانات إلهية أخرى يكون فيها الله هو الأكبر كما تضع المقارنة بين المحدود واللامحدود حال المقارنة بين الإله والإنسان والمُفترض أن الإله كصفات وذات غير قابلة للمقارنة إضافة أن " الله أكبر " وضعت الإله ككمية قياسية محددة والمفترض أيضا أنه خارج القياس وبلا حدود .

* 30- الله والجمال
يقول الحديث :" الله جميل يحب الجمال" ويقول القرآن : "الذي أحسن كل شيء خلقه و بدأ خلق الإنسان من طين" وفي سفر التكوين :"ورأى الله كل ماعمله فإذا هو حسن جداً" . وهذا يعنى أن الله خالق الجمال والحُسن ولنا أن نتوقف هنا ملياً أمام هذا الإدعاء ,لنسأل أولا عن ماهية الجمال لنقول هل الجمال يتواجد فى الأشياء ككينونة أم هو تقييم وتوصيف وتقدير الإنسان وفقاً لإنطباعاته وإعتياده وتقييمه للأشياء وما تجلبه من متعة أو ألم فلا يوجد شئ جميل فى ذاته بل نحن من نسقط الجمال والتناسق على الأشياء ونحدد معايرها وفقا ذوقنا وانطباعاتنا, فالجمال ليس حقيقة بل تقديرات نسبية .
لنا أن نسأل أيضا هل هذه المقولات عن الله خالق الحسن والجمال مقولة بشرية تحتفى بإلهها أم توصيف الإله لذاته فإذا كانت توصيفاً بشرياً مُحتفياً فنحن هنا أمام بشرية النص والفكرة فالإنسان يرسم ملامح إلهه أما إذا كانت توصيف الإله لذاته وصفاته فهذا لا يجوز لعدة اسباب :
الأول: إن إحتكار الإله لخلق الجمال والحُسن سيدعنا نتساءل عن القبح فى الخلق الماثل أمامنا فى التشوهات والإعاقات ومشاهد الطبيعة التى نستقبحها ,فأنت لا تستطيع القول بأن الإله خالق الجمال فقط فهاهى منتجات قبيحة فلمن تكون , كما تنال من قدرته وخلقه ومشيئته وتفرده فهو عجز عن المحافظة على خلقه أن يكون جميلاً فكلى القدرة لن يخلق القبيح كمنتج سيئ عجز أن ينتجه جميلاً ,كما لا تستطيع أن تلقى بالقبح على فعل الإنسان بالرغم أنه كذلك فهذا سيضع الإله فى محدودية القدرة بعجزه أمام من يعبث فى مخلوقاته الجميلة ليكون هناك من له مشيئة غير مشيئته قادر على العبث والتغيير فى الخلق .

النقطة الثانية : أن إحتكار الإله لمفهوم الجمال والحسن ستنال من ألوهيته وتضعه فى إطار إنسانى ولتفسير ذلك علينا تناول ماهية الغاية والتقييم .
- الغاية : خلق الله الوجود يكون إما لفائدة ورؤية ذاتية تعود عليه بالإنتفاع أو لفائدة تعود على غيره أو كون فعل الخلق حسن فى ذاته والإحتمالين الأخيرين لا يدفعان الله للخلق أو للدقة تنالا من ألوهيته ,فالإله لن يعمل لحساب الغير علاوة على عدم وجود الغير ولو وجد كالإنسان فلا يليق بذات إلهية أن تتسخر لمصلحة الإنسان ,أما كون فعل الخلق حسن فى ذاته فهى ليس له أى وجه من الصحة كون الإله صار يتعامل مع معنى كأنه صنم علاوة على أن الحُسن هو معنى وتقييم نتاج فعل ,ولا وجود لمعنى وصفة بدون وجود فعل يسبقه ,ليبقى السبب الأول كمصلحتة الذاتية كإله لتكون عملية حُسن الخلق تدمير ونسف لفكرة الكمال ,فالله هكذا إستكمل كماله بالخلق وهذا يعنى إنه كان ناقصاً وإستكمل كماله بفعل الخلق وإذا كان هذا الأمر مرفوض كونه كامل بلا نقص ولا زيادة فرضاً فهذا يعنى أن الوجود أزلى لم يُخلق .
عملية الخلق تعنى أيضا أن الإله دخل فى علاقة بعد أن كان بلا علاقات فى وجوده السرمدى وبما أن الإله حسب الفكر الدينى واللاهوتى لا يطرأ عليه تغيير ولا تبديل فهذا ينفى عملية الخلق سواء حسناً أو قبيحاً ليكون الوجود أزلياً .

- التقييم : عندما يقول الكتاب المقدس "ورأى الله كل ماعمله فإذا هو حسن جداً " وقول القرآن "الذي أحسن كل شيء خلقه" فهذا يعنى أن الله لديه تقييم للأشياء ليراها حسنه أو قبيحة ,ولكن الحُسن لن يكون حَسناً وجَميلاً إلا بوجود القبح لنسأل هنا من خلق القبح فأليس من الإله وهذا ينفى قدرته الإلهية على خلق الجمال فهناك مخلوقات عجز أن ينتجها جميلة ونالها القبح .
- نأتى لنقطة أخرى جديرة بالإعتناء وهى أن تقييم الإله للجمال والحسن يعنى أنه يتأثر بالأشياء وينفعل بالموجودات ليميل إلى إستحسان أشياء وإستقباح أشياء وهذا يعنى أن لديه مشاعر مُنفعلة ذواقة كمشاعرنا وذوقنا وأن هذه الأشياء خارجة عنه تمارس عليه فعل التاثير لنسأل ثانية عن أين ليس كمثله شئ فهو يشبهنا كذلك.
- رؤية الله فى الخلق أنه حسن كما يذكر الكتاب المقدس والقرآن فإذا كان كذلك,فإما أنه يعلم هذا أو لا يعلمه فإذا كان يعلمه فلماذا لم يبدأ الخلق قبل تلك اللحظة فهذا يعنى أن هناك معوقات حالت دون ذلك وإذا كان لا يعلم بأنه سيخلق فهذا يُفقده ألوهيته بحكم أن من المُفترض أنه عليم علاوة أنه أصبح تحت رد فعل الحدث المُستجد الذى يواجهه .
- فعل الخلق بالنسبة للإله إما يكون شئ حسن أو بلا معنى وبلا غاية فإذا كان بلا معنى وبلا غاية فنحن أمام فكرة عبثية تصب فى رؤية العدميين الملحدين بأن الوجود جاء بلا معنى ولاغاية ولا ترتيب أما إذا كان الخلق شئ حسن فهذا يعنى ان لديه معرفة للقياس كون الأشياء حسنه أو قبيحة ليختار الطيب والحسن منها ولكن التقييمات لا تكون إلا بعد الحدث والمثول ليتكون التقييم من رد الفعل عليه ,وكذلك التصنيف كونه طيب أو قبيح يأتى وفقاً لتفاعله مع المشهد ليتكون منه معنى وهذا يعنى احتياج الله لإمتلاك تجارب وخبرات سابقة تجعله يُقيم الاشياء القبيحة والحسنه على أساسها وهى ردود الفعل الذاتية على الشئ وهذا يعنى أن الله متأثر بالخارج ليستحسن ويستقبح وفق إنطباعاته الخاصة ,أى أن الأشياء خارجيه مستقلة عن الإله لتتكون لديه ردود فعل وإنطباعات إيجابية أو سلبية عليها ومنها يُكون خبراته وهذا يعنى حتمية وجود مستقل بمشاهده وأحداثه قبل الخلق ليُكون منه خبرات وإنطباعات الحسن والقبيح .
- يأتى تكوين أحاسيس عن الجمال والقبح من مشاهد وتجارب وإنفعالات لتتكون خبرات عن الأشياء كما ذكرنا وهذا يعنى أن الإله لديه مشاهد سابقة لأشياء خارجة عنه لتتكون فى داخله إنطباعات وتفاعلات معها فيُقيم منها الحسن والقبيح وفقا لتجاربه وأحاسيسه ومن هنا نحن وضعنا الإله الذى يحب الجمال فى دوائر الإنفعالات والإحساس والمشاعر وتأثره وتفاعله معها ليكون منها قيمه الجمالية والقبيحة ,علاوة أن الجمال والقبح لا يتكونا إلا بالتفاعل مع الأشياء التى تجلب المنفعة واللذة أو النفور والألم فما يتم إستحسان وجوده يُطلق عليه جمال وما يُنفر من وجوده يطلق عليه قبيح كما تطرقت سابقاً فى مقال "فلسفة الجمال ".

* 31- الله احسن الخالقين
الله احسن الخالقين .. هل هو إحتفاء ومدح من الإنسان لإلهه ولكن المؤمنين بفكرة الإله لا يقرون بذلك فقد ورد قوله فى القرآن " تبارك الله أحسن الخالقين" ولكن هذه المقولة تنال من الألوهية ولا تحتفى بها كما نتصور فهى شبيهة بقول "الله اكبر" فالله تم وضعه فى المقارنة والقياس فهو الأحسن وسط مجموعة من الخالقين , فهذه المقولة الخطيرة تقر بوجود عدة خالقين أى آلهة مثلة يكون الله أحسنهم وأفضلهم ليتناقض القرآن مع نفسه عندما يقول ( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) فكيف يكون هناك أفضلية بقوله أحسن الخالقين مع تفرده فى الخلق .!!
يفسر المفسرون مقولة أحسن الخالقين أى أفضل من الإنسان فى خلقه وإبداعه ليزيدوا الطين بلة فقد تم وضع المخلوق فى مقارنة مع الخالق أى المحدود أمام اللامتناهى اللانهائى الغير محدود أى مقارنة بين اللانهاية وقيمة تؤول للصفر بل سخفت مقولة أحسن الخالقين من فكرة الخلق ,فالإنسان لا يخلق بل صانع محول للأشياء .!
يحاول مفسرون آخرون التحايل حتى يسعفوا مقولة "تبارك الله احسن الخالقين" فيأتون بكلمة خارج السياق تماما بالقول أحسن المُقدرين ,فالله يُقدر وأنتم تقدرون وتقدير الله أفضل منكم , وبغض النظر عن الإحتيال على اللغة ليجعل الخلق يعنى التقدير فهى لم تتخلص من ورطتها أيضاً ,فليس هناك وجه مقارنة بين المقدرة المطلقة اللانهائية والقدرة المحدودة كما وضعت الإله ككمية مقاسة محددة فى وضعية مقارنة .!

* 32- الله والعدم
يُعرف الإله أنه الخالق , والخلق هو إيجاد الشئ من العدم ودون ذلك لا يوجد معنى لخلق ولا خالق والكتب الدينية لم يُورد فيها أى إشارة للإيجاد من العدم بل العملية تصنيعية تحويلية فقط ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) , (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) أى أن الخلق جاء من طين وتراب (في البدء خلق الله السموات والارض. وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه) تكوين 1-أى وجود الماء كوجود مستقل ( وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية ) أى ان الإيجاد جاء من تراب .
من هنا نقول أننا أمام صانع وعملية صناعية تحويلية وليس بخلق , فالخلق لابد ان يأتى من عدم ليأتى السؤال البديهى من أوجد التراب والطين والماء لتكون إجابة المؤمن من الله وهذا يعنى أن قصة الإيجاد من العدم مطروحة وضرورية لتعتنى بمعنى وماهية الخلق ,وهذا ما لم يفطن له مبدع النصوص الدينية ليتداركه أهل اللاهوت والكلام .

لن ننفى العدم من قانون بقاء المادة الذى يقول أن المادة لم تخلق من عدم ولا تفنى الى العدم وهو القانون الماثل أمامنا قيد التحقق فى مليارات المشاهد المادية أمس واليوم وبعد مليون سنه ولكننا سنتعاطى مع فكرة العدم بمنظور منطقى فلسفى ,فالعدم توصيف لغوى فقط بلا كينونة لإنتفاء وجوده ,فالعدم عكس الوجود حيث العدم ليس وجود فهو لاشئ على الاطلاق ,فإذا كان الله موجود إنتفى العدم وإذا كان الله ذو وجود أزلي فالعدم يكون منفياً ازلياً أيضاً لذا لايكون عدم مع وجود على الإطلاق , فالكون هو إستمرار للوجود الازلي ، فلا يمكن ان يكون هناك شئ اسمه عدم كما أن الوجود الالهي يُفترض إنه المصدر الوحيد المتفرد وليس العدم وهذا يعنى لو كان هناك عدم فلن ينشأ الكون ,فالعدم لا يمكن أن يكون مصدراً فى وجود الإله وبذلك يكون الكون شئ أزلى أو ظهر عن شئ من الله وليس من عدم وبذا يكون الله مادياً أو نقول لا وجود لإله .
يُفترض أن الله شئ لانهائي غير محدود أى لا يوجد حد يحد وجوده ليبدأ بعدها وجوده لذا لا يوجد شئ إسمه عدم خارج الإله اللانهائى وهذا يتنافى أيضا مع الخلق , فالخلق هو أشياء محدودة خارجه وبوجود أشياء خارجية يصبح محدود بها وإلا فهي داخله أو جزء منه إذن لا وجود لخلق طالما لا يوجد إيجاد علاوة ان وجودنا يحد من وجوده كما أن وجودنا حقيقة ماثلة وليس إفتراض .

* 33- كن فيكون
"وإذا قضى أمرا فأنما يقول له كن فيكون" هذه المقولة لا تخرج عن التحويل والصناعة ولا تدخل فى مفهوم الخلق بالرغم من سحرية مقولة "كن فيكون" التى كنت أتصورها كالعفريت فى أفلام اسماعيل ياسين عندما كان يستحضر طلباته من الهواء فى لمح البصر ولكن بالتدقيق فى مقولة "كن فيكون" نجدها لا تعنى الخلق من عدم إنما عملية تحويلية فهناك أمر موجه لشئ موجود وكائن وليس بعدم ليتوجه بالأمر له "كن " فإذا كان الشئ عدماً غير موجود فكيف يأمره الله إلا إذا كان الشئ موجود ذو كينونة ليصدر له أمر بالتحول وتغيير كينونته , لذا كان الحرى القول فليتواجد وليس كُن الآمرة للشئ بتغيير كينونته ولكننا نعذر من ألف فكرة الإله الخالق فلم يستطع خياله أن يصل إلى وجود شيء بدون مواد أولية .

* 34- الله على كل شئ قدير والمستحيل
تقول فرضية الله أنه على كل شيئ قدير لتمنعك من إفتراض أي شيئ يعجز عنه لذا تكون المقولات على شاكلة ,هل يستطيع الله خلق صخرة يعجز عن حملها ,أو هل يستطيع أن ينهى وجوده ,أو يلغى الجنه والجحيم مقولات صحيحة فى سياق القدرة المطلقة وليست خاطئة فاسدة كما يردد البعض لأن القدرة المطلقة تعنى المقدرة على إتيان أى شئ نراه صعباً معجزاً مستحيلاً كما أن مقولة الإستحالة المنطقية التى يرددها المؤمنون أمام هذه المقولات الإفتراضية فهم هنا إستخدموا منطقهم البشرى المحدود وأسقطوه على الإله وكأن الإله الفائق القدرة صار محدود يتحرك ويتعامل مع منطقهم ومستحيلاتهم بينما قدرة الله المطلقة تعنى أنه لا يوجد شئ يستحيل عليه القيام به فهو لا يعرف منطقنا ومستحيلاتنا وعليه إذا تفعلت القدرة المطلقة فى المالانهاية فستطول أى شئ ليدخل الإله فى تناقضات لا حصر لها مع صفاته الأخرى بل مع صفة القدرة ذاتها لذا لا يمكن منح صفة القدرة قيمة لانهائية لذات فإما هى ذات أو مطلق .
يأتى هذا التخبط والتناقض والعبثية من كون فكرة الإله بشرية خيالية ذات رؤية مشخصنة فى الأصل ليمط اللاهوتيون صفاته بلا حدود لتتناقض الصفات والقدرات مع بعضها البعض , لذا لا معنى ان يكون ذو قدرة مطلقة فهذا سيفسد الألوهية المفترضة وستجلب لها المتناقضات .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى القانون الطبيعى والرياضيات والنظام-نحو فهم للوجود والحياة ...
- دعوة للنقاش حول الحوار المتمدن إلى أين
- أرجوكم إنتبهوا
- ثقافة الكراهية والعنف والطريق إلى الإرهاب .
- ثقافة النقل قبل العقل والطريق إلى التخلف
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث21 إلى 26من 50
- زهايمر3-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء عاشر
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6إلى20من50
- 50حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50
- الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد هو الحل والتغيير
- ماذا تستنتج من هذه المشاهد التراثية-الأديان بشرية الفكر واله ...
- فنجرة بق- الصورعندما تحاكم وتدين
- دعوة للخربشة– نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- ماذا لو ؟!- الأديان بشرية الفكر والهوى .
- ليس هذا إسلام داعش بل إسلام الأزهر الوسطى الطيب
- تأملات فى الإنسان والإيمان .
- تنبيط 2-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- بالذمة ده كلام – منطق الله 3.
- ضبابية الإيمان أم عبثيته– منطق الله الغريب2
- ثلاثة أسباب لإستحالة وجود إله–خربشة عقل على جدران الخرافة وا ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - خمسون حجة تُفند وجود الإله-جزء رابع27 إلى 34من50