أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - يوتيوب(قصة سريالية)














المزيد.....

يوتيوب(قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


يوتيوب(قصة سريالية)
د. غالب المسعودي
منحتنا وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع عرض الافلام الثقافية ,كموقع اليوتيوب وغيرها فرصة ثمينة للابتعاد عما يوجع الرأس من أخبار سياسية سمجة, وأخبار القتالات البينية والطائفية والعشائرية ,التي تمتهن العبث وتخدش السمع, يبدو أن حصتنا من أخبار العالم هي أخبار القتل والتفجيرات والتهجير الداخلي والخارجي, أما اخبار التطور العلمي والاقتصادي ظلت من حصة الآخر الكافر بنعمتنا , في جلسة مع صديقي المطلع على تطورات التكنولوجيا ومتابع جيد لمواقع الانترنيت ,أ سرَ لي, أن موقع اليوتيوب يحوي الكثير من الافلام, حتى التي لا تخطر في بال الجن الازرق, و في الوقت عينه تغلق ذهنك عن سماع كافة انواع الدجل الفضائي, ويحوي أيضا القديم والحديث من أيام الحرب العالمية الاولى الى العرض المجسم ,حنت ذاكرتي ورجعت بي الى أيام زمان, ليس بعيدا جدا ,الى أيام السبعينات, تذكرت شارع أبو نؤاس, وكيف كان ,تذكرت المقاهي المنسدلة على شاطئ دجلة ,تذكرت مزة الزرازير وعرق المستكي, مسرح الستين كرسيا في شارع السعدون,
ايام الجالغي وجمعة المقام العراقي في المتحف البغدادي, سحبت لوحة المفاتيح من امام حاسوبي القديم وضغطت على مفاتيحه بيد مرتجفة, ولقلة خبرتي باستعمال الحاسوب اتعبني البحث عن الاغاني العراقية القديمة, وبالأخص المقام, ويوسف عمر بالذات, لم أكن متعبا من الضغط الذي اصابني أخيراً, ضغطت بأصابعي على اللوحة وانا لا اعلم لغة الادخال, أخذتني اغفاءة( يبدو انه كان متعبا من يوم مرير في دائرته التي يعمل, بها بعد مشادات مع مرؤوسيه الذين تولوا ادارة المنشاة بعد الاحتلالات) يبدو أنهم مصابون بعقدة بروكوست, وبروكوست هذا في جمهوريات شرق المتوسط ,قزم وذو عقلية طفولية, لكنني مضطر ,وأنا في حلمي هذا وجدت نفسي في قاعة ضخمة نضدت فيها الكراسي بشكل جميل تتدرج من الاعلى الى الاسفل, اكتظت القاعة بوجوه أعرفها من قبل الا انني لا أتذكر أين, وجوه غطيت معظمها باللحى, لكنني عندما أراجع ذاكرتي جيداَ, أرى أن معظمهم كانوا بلا لحى ,جلس في الصف الاول من الكراسي المكسوة بالجلد الطبيعي والدماء, شخصيات عرفتها من خلال قراءتي الكتب العتيقة, منهم من توفاه الاجل منذ مئات السنين, ومنهم من لا يزال على قيد الحياة, لكنهم آثروا الهجرة من بلدانهم خوفا من التفكير, يعتلي المنصة محاضر شاب وعلى غير هيئة الجالسين في المقاعد, كان قد حلق وشاربه, ارتدى بدلة رمادية لكنه أخطأ في وضع ربطة عنقه, فقد أدخلها في جيب قميصه الايمن , بدى عصبيا نوعا ما.. تطاير شيء ما من شعره كسى المنصة التي أمامه , افترش أرضية القاعة على هيئة سجادة من النوع الفاخر, ارتبك الحضور وصرخ ذو اللحية الرمادية ,رائحة البول ازكمت انوفنا, اجابه الاخر الذي يرتدي شيئا ما فوق راسه يشبه الصحن الطائر, هذه رائحة صمتك هي التي ازكمت انوفنا, ساد القاعة هرج ومرج, سمعت دويا يأتي من فوق كانه صوت الآلهة.... من ينتخب المفسدين هو آلة بيدهم, انكشف سقف القاعة ,وإذا بالسماء مزينة بجميع أنواع الباطنيات والراديوهات , هناك تظاهرات غريبة من نوعها في وسط السماء, ربطات العنق بألوانها القزحية ترفع شعارا تحتج به على طريقة الربط, الحفاظات النسائية تحتج على...... الكلمات تحتج لأنها سقطت سهوا , زرارة الملابس تحتج لاستعمالها في المكان الغير صحيح ,لكن أغرب التظاهرات هي تلك التي نظمها الواقي الذكري بقيادة الشبح ,لم الحظ انهم يرفعون شعارا ما أو مطلب ما, سألت الشبح لم تتظاهرون انتم .....؟قال نحن نستخدم وفي نفس الوقت استخداما مزدوج ..عفوا لم افهم ....!في البداية ,لكني عملت الفكر وسرحت بمخيلتي..... ضحكت...... الآن فهمت... قلت وما المانع في شرق المتوسط الجميع هكذا من كبير الحجاب الى صباغ الاحذية, قال هم بشر ونحن بلاستك كرامتنا لا تسمح, أحسست أن الفرج قد أتى من السماء, إن ربطات العنق متظاهرة , أزرار الملابس محتجة , الكلام البذيء احتل المنصة ,وإن ميزانية غذاء الفقراء سيأخذها المسافرون الى بلدان غرب المتوسط ,يشربون اباريق.... نخب حرماننا, ويسكرون, نحن سنكون العائدين من وحل الليالي بخيبتنا, واذا بي اصحو على صوت يوسف عمر الاتي من مكبرات الصوت في الآلة الحاسبة وهو يصيح من كل قلبه(دكم سترتك زين لا ..عاد اشتم...بالفيس الك عدوان جم .... دوب ..... أعلم) في حينها لم أرتدي الا بنطالي لكنه كان مفتوحا من الامام ويدي كانت تعبث بشيء ما يكسوه شعر كثيف, صنع به الواقي ما صنع الى أن تعلمت طريقة استغنيت بها عن الواقي, لكن الشعر كان ملمسه ناعماً كسجاد عتيق يتجدد, بصقت بوجه الريح وأخذت نفسا عميقا من سيكاري, وانا استمتع بباقي المقام.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمان ألصفر (قصة سريالية)
- عبد الجبار(قصة سيريالية)
- هذيان(قصة سيريالية)
- مقهى المتقاعدين (قصة سريالية)
- (مو بيدينة) قصة سريالية
- حلم...قصة سريالية
- العنف وثقافة الاطفال
- علمتيني كيف أحب عندما يغتسل ألسومري بماء ألورد...........!
- ظاهرة ألأحتباس الثقافي...كلٌ يغني على ليلاه.....!
- ألمرأة ألعربية بين محنتين..........
- (ألحنقباز) بين ألامس وأليوم
- يتفاحة عشك
- ألأنثى وأجنحة الحمامة
- أنكيدو وثور السماء
- ألمنتج ألثقافي ألعربي ....حقول من تراب..............
- النوستالجيا وذهنية التحريم تداعيات
- قلق.............!
- ألاسود لون ألحزن أم لون ألكلمات
- مقاطع من وحي الآلهة السومرية
- ألجذور ألثقافية للعنف وألأرهاب


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - يوتيوب(قصة سريالية)