أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - رسالة إلى الشباب الأيزيدي














المزيد.....

رسالة إلى الشباب الأيزيدي


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 13:13
المحور: الادب والفن
    



بسم يزدان الجميل
رسالة إلى الشباب الأيزيدي
أيها الكبار في نظري ونظرتي أخوتي في المعتقد والإنسانية :
في ظل هذه الظروف التي لا ظل لها سمحت لنفسي بمخاطبتكم بعد أن رأيت بأن المخاطبة الجماعية المباشرة ربما تكون أجدى من كتابة بعض النصوص الأدبية التي أخاطبكم بها عادة وأنشر فيها أفكاري الداعية للحاق بالركب الإنساني المتمدن للمجتمعات المتقدمة .
أيها الأحبة :
أقول لكم بأن أيامنا هذه ـ كما هي حال الأيام ـ ستصبح ذكرى أيضا ، مثلما أصبحت كل آلامنا وانتكاساتنا وهزائمنا وفرماناتنا الصغيرة وفرماناتنا الكبيرة وخسائرنا الطفيفة وخسائرنا التي لن تعوض ذكرى نجترها جيل بعد جيل منذ أن أحرق الفرس بابل العظيمة في عام (539) ق.م وإلى يوم أمس عندما حاول (الداعشيون) اقتلاعنا من الجذور فكان الفرمان رقم (74) والتي يحاولون فيها تحويل اللون الأبيض فينا إلى اللون الأسود ، لونهم الذي يلبسونه والذي يشبه فكرهم وتفكيرهم وفاتهم بأن الأبيض هو مصدر كل الألوان وتنبثق منه جميع الأشياء الجميلة وليس العكس ، ويبدو أننا الوحيدون في بلاد فجر الحضارات الذين أصبحت أساطير فرماناتنا حية وتسير معنا وترافقها في كل حين .
أخواتي وأخواني :
أني أخاطبكم دون بعض الكهول وكبار السن أولئك الذين وضعوا الحياة ، كل الحياة في أطر لا يرغبون بالتحدث عنها إلا إذا كانت داخل تلك البراويز التي تمتلك زوايا قائمة والتي لا تقبل التغيير أو التبديل فيبقى مجرد محاولة التفكير بأن المجتمع يمكن أن يتحرك للأمام يوما وبطريقة ما مغامرة لا تحمد عقباها .
لا تنتظروا أولئك المسلوبة أرادتهم والمشلولة تفكيرهم بل بادروا بأنفسكم وشاركوا الناس كل شيء وأعملوا على تعميم المفيد منه بين أخوانكم .
أني أخاطبكم دون بعض شيوخ عشائركم ذوي الكروش العظيمة والذي همهم الوحيد هو حشوها .
لا تنتظروا من هؤلاء أن يقوموا بالخطوات الأولى لأجلكم بل بادروا أنتم بذلك وتذكروا سيرة حياة العظماء من أجدادكم لتتخذوا منهم قدوة ومن أعمالهم المجيدة مآثر تتباهون بها أمام الغير .
تذكروا الصغار الذين ينظرون إليكم بعيون قلقة ويحملون تساؤلات بريئة لا يجدون الإجابة الكافية التي تشبع فضولهم الزائد .. كونوا لهم أصدقاء وازرعوا فيهم الأمل والخير .
هلا أجبتم عن أسئلة الملائكة الصغار .. كل من بأسلوبه .. كل من بطريقته .. ولكن كلموهم .
أصدقائي :
كما ترون أني أخاطبكم أنتم بالذات لأني أرى تقصيرا فيكم ولم أجد ذلك في النساء ..
أنا لا أخاطب النساء هنا فأعرفهن جيدا أولئك الأمهات والأخوات والزوجات الوفيات والبنات الأصيلات فقد قمن ما لم يقم به أي مغامر في رحلة العذاب والموت من شنكال إلى كوردستان عبر الجبل ، وقدمن تضحيات ونكران للذات ما لا تقدر امرأة أخرى على الأرض تقديمه ولهن قصص إيثار يعجز اللسان فيها عن الوصف .
خلدوا الأيزيديات بأحاديثكم وقصصكم وأشعاركم وحوكوا حولهن الأساطير فأنهن والله مقدسات .
إنه دوركم لتطمأنوا أمهاتنا وأخواتنا ذوات الرداء الأبيض بأن كل شيء سيكون على ما يرام ، وقبلوا أيديهن على كل ما قمن به من أجلنا كل شيء قبل الفرمان وكل ما استطاعوا فعله أثناء الفرمان وكل ما يقدمونه الآن .
سامحوا بعضكم البعض وضعوا أيديكم في أيدي البعض وسيروا باسم طاووس ملك مبتسمين للشمس ..
ألا يكفي أنها لا تزال تشرق علينا ..
أدعوا شيشمس برزق جديد ووفير ، ولا يزلزل أيمانكم ما جرى لكم يا بنو أمي .
أني أخاطبكم أيها الشباب ولم أخاطب الأمير أو وكيله أو المجلس الروحاني الذي لم يزرنا للآن في مخيماتنا فلنزر نحن بعضنا بدلا من انتظار (غودو) الذي لن يأتي .
عندما تزر أحدهم كف عن التأفف وبرهن له بفعل ايجابي بأن الآتي أهم من الماضي .
لا تنظر لصغائر الأمور وكأنها نهاية العالم ..
كن متسامحا ومحبا كما كنت دوما ..
أبتسم بوجه من يحاول أن يسيء إليك ليعرف بأنك تعلم ما لا يعلمه هو فبابتسامتك سيشعر بالخجل وسيلحقه العار ومن ثم سيتيقن بأن من واجبه أن يكون عونا لك كما ينبغي بدلا من أن يسيء إليك ولو بقيد شعرة .
أيها الشباب كقلبي :
لم أخاطب رجال الدين لأنهم كانوا سيحيلونني إلى غرفة الانتظار وكانوا سيجلسونني على كرسي القناعة .
أما انتم فعليكم أن تنهضوا معي لاستقبال الفجر الجديد الذي سيأتي حتما بعد هذا الليل الطويل الحالك .
أشكر شرطي المرور الذي يدلك على وجهتك ..
وأشكر سائق التاكسي الذي يوصلك إلى مكانك الذي تروم الذهاب إليه .
قبل يد العجوز التي قدمت لأطفالك الملابس ..
شد على أيدي الشباب الذين تطوعوا بحب لإيصال وجبات الطعام لك في بداية قدومك إلى كوردستان الجميلة .
حيوا خطيب الجامع الذي دعا إلى تقديم كل العون لأخوتهم الأيزيديين .
أني أخاطبكم لأجل أن تقوموا بدوركم ، ومن لا دور له فليبحث بنفسه عن دور مناسب ليتفوق فيه .
دوركم هو أن تزيلوا أوجاعنا وترفعوا من معنوياتنا وتبثوا فينا الرغبة في الحياة من جديد ..
أشرحوا لإخوانكم الذين لا يزالون يذرفون الدموع على من فقدوهم وعلى الأسرى .. أشرحوا لهم وبطرق جديدة ومبتكرة للنظر إلى الأيزيدياتي والأيزيدية والعالم ..
خففوا من همومهم قدر المستطاع لأن من ذهب سيعود يوما ، فنحن أول من آمن بالتناسخ ..
الأرواح الأيزيدية لا تموت ولا تذهب بعيدا بل دائما ترجع إلى أحبابها بصور شتى وأشكال مختلفة ..
أيها الشباب الحالم :
أدعوكم إلى الحلم الجميل .. حلم عبور المأساة فقوموا ببناء أحلامكم أولا لنلحق بها ومن ثم نجعلها حقيقة واقعية .
ألا فلتكن أحلامكم كبيرة ، وطموحاتكم كثيرة ، وشدوا العزم إليها جميعا .
لا تنسوا عامكم هذا ..
لا تنسوا فرمانكم هذا ..
وليكن اهتمامكم منصبا على الأعوام القادمة .
وكونوا بخير لأخيكم .
مراد سليمان علو
زاخو / كوردستان
شتاء 2014



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص خارج المدار
- هلوسات نازح 3
- هلوسات نازح 2
- طبقة الجلد الثانية
- بتلات الورد 60
- في حضرة الأسد
- هلوسات نازح 1
- الأسيرة
- يوم ما بعد الكارثة
- في شوارع بابل من جديد
- الزمن الجميل
- ومضات من القرية
- ذاكرة القرية
- اليتيم
- اجنحة الزوايا
- الحبّ المجنون
- قصيدتان
- حياة من طين
- تقاطيع وجهك الحبيب
- أحلام الصيف


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - رسالة إلى الشباب الأيزيدي