أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - الفكر العربي حقيقة ام وهم















المزيد.....

الفكر العربي حقيقة ام وهم


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 23:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقدمات ضرورية لدراسة يجب ان تنجز
مقدمة:
حكايات أربع هي التي قادتني بإلحاح ومنذ أمد بعيد لتناول هذا الموضوع
الأولى: كنت في طريقي من المطار إلى مدينة بنزرت التونسية حين شاهدت يافطة مكتوب عليها منزل الحبيب بورقيبة فطلبت من مرافقي أن نعرج لزيارة منزل بورقيبة للتعرف على تاريخ الرجل فأوضح لي زميلي التونسي أن منزل معناها بلدة وان هذه البلدة كانت الأجمل إبان الاستعمار الفرنسي وتمنى لو أن الاستعمار لم يغادرها لكانت بقيت على روعتها
الثانية: كانت مع صحفي مغربي في مدينة تطوان وهو يشرح لي عن سبته ومليلة المستعمرة من قبل اسبانيا وحين سألته عن حجم الحراك الوطني التحرري هناك ضحك الرجل كثيرا وقال لا احد يتمنى أن تعود المدينتان فهنك حالهم أفضل بكثير بل إن الذين هنا يتمنون لو أنهم هناك.
الثالثة: حين بدا الحديث يدور عن تبادلية الأرض بين الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا وبين السلطة الوطنية الفلسطينية بدا واضحا أن هناك رعب لدى فلسطينيي الداخل من فكرة الانتقال لسلطة عربية فلسطينية وأنهم يهمسون في السر وبعيدا عن الإعلام برفضهم المطلق لذلك مهما كانت مبرراته.
الرابعة: وهي الأخطر برأيي حين كان المطاردين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي يحتمون داخل المستشفيات اعتقادا منهم أن جيش الاحتلال لا يقترب من المستشفيات رغم انه يعرف بوجودهم هناك.
الحكايات الأربعة وبعدها الخامسة والسادسة والسابعة والقائمة تطول من حكايات اخجل والله من تسجيلها جعلتني أتساءل أية قيم وأي فكر هذا الذي يقودنا لنصل إلى مثل هذه الحال وما هي القيم الحقيقية الموحدة لنا واقصد بالقيم الحقيقة تلك القيم التي نعيشها ونتعامل معها بالسر والعلن فالأيمان أولا بالذات هو اللبنة الأولى للتحرر من الأجنبي بل هو لبنة سنمار لكل بناء أيا كان.
لذلك فان هذه الدراسة تسعى إلى قراءة واقع الحال العربي وذلك برصد الفرق بين صناع واقع غابوا ورواة ماض لا يكترث له احد وإجراء مقارنة مع صناع أحياء للثورة الصناعية والثورة الرقمية ومستهلكين لمنتجهم وفكره عمليا مع ممانعة لفظية لذلك وبالتالي فان السؤال هو هل نحن صناع فكر حي أم أننا مجرد رواة بلهاء لماض صنعه عظماء حقيقيين وما هو مصدر القطيعة وأسبابها بيننا وبين السابقين مما جعلنا لا نطور إبداعاتهم ولا نجذرها ولا نتواصل مع الحضارات الأخرى بل نستقبلها ونستهلكها, وقد يقودنا السؤال إلى ما هو أخطر هل الإطار الحالي المرسوم ككينونة عربية هو إطار صحيح أم وهم وهل غياب الفكر العربي يأتي بسبب هذه الهلامية الغير مفهومة والغير محددة لمكونات الأمة وتأصيلها.
يجب ان تسعى هذه الدراسة إلى الاقتراب من المحرمات أو من المسكوت عنه في محاولة لطرق الأبواب المغلقة بكل الجرأة الضرورية لإعادة الفكر العربي إلى سكة المشاركة في صياغة الفكر الإنساني وتفترض الدراسة مسبقا أن ذلك غير ممكن إلا بتحديد مكونات الأمة وإعادة الاعتبار لدورها في الفعل الإنساني أولا كمقدمة لبلورة مكانتها المميزة في الفكر الإنساني في زمن باتت الحدود فيه ضرب من الوهم ونمطية شكلية لا أكثر.

مشكلة الدراسة:
أصر العديد من المفكرين والسياسيين العرب دوما على أن هناك فكر عربي واحد وموحد ومثل أولئك أقطاب حركة القوميين العرب ورغم أن البعض منهم ذهب إلى خلاف ذلك كمن اعتقد بوجود أكثر من امة عربية كالأمة السورية مثلا حسب رأي أنطوان سعادة فق ذهب البعض إلى الاعتقاد بتماثل الفكر العربي مع الفكر الإسلامي, لكن أحدا لم يسعى للبحث في كون الفكر أداة اختلاف بهدف الوصول إلى الحقيقة وليس أداة اتفاق مسبقة الصنع والتجهيز تعمي العيون عن الحقيقة, وذلك على قاعدة أن الفكر القومي هو مجموع رؤى فكرية أو أنماط تفكير يشكل بالمجموع البيت الفكري للأمة بأكملها وعلى قاعدة الاختلاف والتمايز بهدف الالتقاء على الطريق, بينما يبدو واقع الحال عكس ذلك كليا فهناك خطاب لفظي عربي واحد يحلو للبعض تسميته بالفكر العربي وهناك طرق متعاكسة لا لقاء بينها أبدا.
من هنا فان هذه الدراسة تهدف إلى الإجابة على سؤالين مركزيين متداخلين فرض وجودهما الحال المزري الذي تعيشه الأمة العربية أو البلدان العربية وشعوبها وحالة التمزق والفرقة والانشغال بالهموم المحلية والغياب الكلي تقريبا للقضايا المشتركة. وهذان السؤالين هما
الأول: هل هناك فكر عربي عام واحد وموحد, أم أن هناك أفكار قومية مختلفة أم أنماط عيش وقيم وعمق تاريخي متمايز ولد أنماط تفكير متمايزة لدى شعوب الأقاليم العربية
الثاني: هل هناك امة عربية واحدة موحدة وإذا كان كذلك فكيف وأين وما هي مكوناتها.
وعلى قاعدة هذين السؤالين يبرز السؤال المشكلة وهو هل هناك تمايز ما بين شعوب الأقطار أو الأقاليم العربية وبالتالي تمايز بين أنماط التفكير وأدواته ورؤاه وإذا كان كذلك هل هناك إمكانية لانتظام الأنماط المختلفة هذه في قاعدة فكرية واحدة تجيز التمايز والاختلاف

فرضيات وأسئلة مسبقة:
1- هناك أمم عربية متعددة بسبب المكون التاريخي والجغرافي والاجتماعي والاقتصادي كبلدان مجلس التعاون الخليجي وبلدان الهلال الخصيب وبلدان المغرب العربي وحوض نهر النيل, وان من الضروري الاعتراف بذلك حتى نشكل قاعدة للمشترك بين المكونات الأربعة لأمة كبرى هي الأمة العربية.
2- هذه المكونات السابقة تحمل بذورا جنينية لأنماط للتفكير العربي لم ترقى بعد إلى مستوى الفكر العربي لكونها غير منتهية التشكيل وتخشى كل منها الإقرار بتميزها عن الأخرى.
3- قد يكون الإسلام هو الموحد لفكر المكونات الأربعة للأمة.
4- وإذا كان الإسلام كذلك فأين يأتي دور العرب المسيحيين وهل هناك ما يمكن تسميته العرب اليهود مثلا.
5- هل كون الإسلام يعتبر اليهودية والمسيحية من مكوناته يكفي لاعتباره الفكر الموحد لأركان الأمة العربية الأوسع إقليميا ودينيا وبالتالي يمكن اعتباره القاعدة الاشمل لفكر الأمة وإعادة الاعتبار له على قاعدة تأصيله وعصرنته.


أهمية الدراسة:
تكتسب هذه الدراسة أهميتها للأسباب التالية:
1- الدراسات السابقة لم تحاول الاقتراب من مشكلة الجدز وهي مكون الأمة أصلا وهي لم تجب على سؤال فيما إذا كانت الأمة قائمة أصلا بالنمط المعروف من بغداد إلى تطوان أو من المحيط إلى الخليج.
2- غياب الدراسات الجدية في الموضوع منذ أمد طويل.
3- الاعتماد على النمط الأدبي والخطابي في تناول الموضوع بعيدا عن البحث العلمي الدقيق والمبرر.
4- حال الأمة العربية اليوم والتي تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تناول قضاياها الرئيسية برؤية العلم وبأسلوب التفكير النقدي الجريء بهدف الوصول إلى الإجابات المناسبة لمعضلات الأمة وما يعيق تطورها.

الافتراض الرئيسي:
تسعى هذه الدراسة إلى إثبات أن الأمة العربية واحدة موحدة بمكونات متمايزة وهذا لا يعيبها أبدا شريطة أن تتعاطى مع هذا الواقع كمصدر قوة لا كمصدر ضعف وان تعترف بتلك التمايزات وأهميتها لا العكس وهناك ما يكفي من الشواهد التاريخية عن قيام أمم وانتصارها رغم ان مكوناتها متمايزة ومختلفة الجذور بشكل كامل بل وأحيانا متناقضة إلا أنها تمكنت من جعل ذلك مصدر قوة لا مصدر ضعف وبالتالي فان لدى مكونات الأمة العربية ما يكفي معا من جعل أنماط التفكير المختلفة محفزات لصياغة نمط مشترك وموحد على قاعدة ان التمايز والاختلاف يثري ولا يفقر القضية.

طريقة الدراسة وإجراءاتها:
1- تقسيم الوطن العربي إلى أربع مكونات هي بلدان مجلس التعاون الخليجي واليمن, حوض نهر النيل, شمال إفريقيا, والهلال الخصيب.
2- البحث في لمحة تاريخية للماضي المختلف لكل منهما.
3- البحث في أنماط العيش والعادات والتقاليد بما هو مشترك وما هو مختلف
4- اختيار بلدة واحدة يمكن تصنيفها بين القرية والمدينة لاعتبارها عينة البحث ومن الضروري أن نحاول في هذه العينات أن تكون تلك البلدات أو إحداهن على الأقل بها تلون سكاني ديني أو مذهبي.
5- إجراء مقابلات مع ابرز الوجوه في كل مكون من المكونات الأربع خصوصا في الحياة الفكرية والاجتماعية.
6- عمل استبيان لتنفيذه على عينة عشوائية في البلدات الأربع.
7- العودة إلى مراجع الحركة الفكرية والقومية في الوطن العربي ومحاولات الوحدة وأسباب فشلها.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اوراق الشهداء
- غزة على أطراف السكاكين
- أن نحترم نصرنا وعقولنا
- مصيدة المقاومة القاتلة
- صاروخ الشعب الذي لا يقهر ... عودة 9م
- أرض واحدة امة واحدة
- من قتل ياسر عرفات ... اي سؤال هذا
- خيارات وخيارات الا المفاوضات
- مقدمات للبيان القومي العربي الأخير
- العودة إلى الأصل فلسطين التاريخية كونفدرالية أو موحدة
- استحقاق أيلول والمخاطر المحدقة
- رسائل فلسطيني الى امراة نائية
- إنهاء الاحتلال المشروع الوطني الفلسطيني الوحيد
- الحداثة في التفكير السياسي الفلسطيني
- العلمانية عند العرب...من الاصالة الى البؤس
- جتمعة الفرد ... فلسفة بناء الذات من خلال الآخر
- بلستاين داي
- من شحيبر الى دولة رئيس الوزراء
- فذكر ان نفعت الذكرى
- في مواجهة العنصرية


المزيد.....




- -نوفوستي-: رئيس طاجيكستان سيحضر احتفالات عيد النصر في موسكو ...
- أسوأ مقابلات التوظيف: ما الذي يمكن أن نتعلمه منها؟
- فيديو: انتفاضة الطلبة في الجامعات الأمريكية دعماً لغزة تمتد ...
- مفتش البحرية الألمانية يطالب بتعزيز الأسطول بسفن جديدة
- ظاهرة النينيو تفتك بشرق أفريقيا
- وزارة الداخلية الروسية تدرج زيلينسكي على لائحة المطلوبين
- أكثر من 6.6 ألف جندي وأنظمة HIMARS وIRIS-T.. الدفاع الروسية ...
- مصر.. تطورات قضائية على قضية طالبة العريش
- إسبانيا ترفض انتقادات الأرجنتين الرافضة لانتقادات إسبانية سا ...
- هروب من دبابة أبرامس أمريكية الصنع


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - الفكر العربي حقيقة ام وهم