أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لماذا التركيز على نقد القرآن؟















المزيد.....

لماذا التركيز على نقد القرآن؟


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البيت المتهدم
--------
كان امام بيتي سكن قديم متصدع الجدران وسقفه مثل الغربال يهطل فيه المطر. فهو لا يحمي اصحابه لا من برد ولا من ريح. وقد حاول البعض اصلاح الخلل بوضع الواح من الخشب مثبتة بمسامير طويلة تخترق الجدران من طرف إلى طرف، وبوضع غطاء من القصدير على السقف. ومنهم من زين حيطان الغرف بصور جميلة للطبيعة والممثلين الكبار حتى يلتهي بها الزوار ولا يرون تعاسة السكن. ولكن سرعان ما تشققت الصور، وتطاير القصدير مع الرياح العاتية. وكان الناس في حيرة من امرهم، خاصة في فصل الشتاء ببرده القارص، فلا تدفئة تفيد ولا ملابس شتوية تقي.

وقد اجمع اصحاب البيت على وضع حد للمشكلة التي عانوا منها السنة تلو الأخرى. فأحضروا جرافات كبيرة هدمت جدران البيت واعادوا البناء من جديد ودهنوه من الداخل والخارج واثثوه واقاموا حفل كبير يوم تدشينه دعوا اليه القريب والبعيد. ولكن سرعان ما بدأت الجدران بالتصدع من جديد، واخذ المطر ينزل من السقف. فاحتار الساكنون من امرهم. لقد صرفوا الكثير ولكنهم رجعوا إلى نفس الوضع.

أين الخطأ؟
-------
اجتمع اصحاب البيت ليتدارسوا الأمر وايجاد حل للمشكلة، ودعوا المهندسين والخبراء. وبعد عناء طويل، اكتشفوا ان البيت كان مبني على طبقة رملية متحركة بسبب وجود المنطقة على مقربة من بحيرة. ولكن ما الحل؟
قدم الخبراء والمهندسون حلين: إما انتقال اصحاب البيت إلى منطقة اخرى ارضها صخرية ثابتة، او جرف البيت من جديد وحفر اساسات البيت حتى الصخر ووضع قضبان حديدة في الأرض لتبيت السكن ومنعه من التشقق من جديد.

بلادنا العربية هو هذا البيت
-----------------
الدارسون للشريعة الإسلامية يعرفون انها تنقسم إلى قسمين: أصول الشريعة والفروع. واصول الشريعة كما هو معروف تبحث في مصادر الشريعة (القرآن والسنة) وفي كيفية تفسيرها ومدى تطبيقها في الزمان والمكان. وأما الفروع فهي التطبيقات التي نراها، منها العبادات التي تنظم العلاقة بين الإنسان والله (وهي اركان الإسلام الخمسة)، ومنها المعاملات بين افراد المجتمع مثل نظام العائلة والميراث والعقود، ومنها علاقة الأفراد بالدولة وعلاقة الأكثرية بالأقليات التي تعيش ضمن نفس الدولة، ومنها علاقات الدولة بالدول المجاورة وقت الحرب ووقت السلم، ومنها العقوبات التي تضع حدا لمن تسول له نفسه عدم احترام النظم التي تحكم المجتمع.

وخروقات حقوق الإنسان عامة تظهر في الفروع، مثل عدم المساواة بين الرجل والمرآة، وعدم المساواة بين المسلمين وغير المسلمين ومن ضمنها نظام الرق والجزية والسبي والتعدي على الممتلكات ودور العبادة والحرية الدينية، والعقوبات غير الإنسانية، والتصرفات الشائنة الأخرى اما في زمن السلم، أو في زمن الحرب.

وعامة يحاول الناس اصلاح ما يظهر من عيوب في الفروع ويوجهون الإنتقادات لها. ولكنهم نادرا ما يقومون بنقد الأصول التي بنيت عليها تلك الفروع. فالأصول تعتبر من الثوابت التي لا يسمح بالمس بها. فالويل الويل لمن يمس بالقرآن والسنة. وهكذا سنة بعد سنة، وجيل بعد جيل، ما زال مجتمعنا يعاني الويلات بعد الويلات، ولا احد يجرؤ على طرح المشكلة من أساسها.

في العالم الغربي، كان الوضع مشابها لما هو عليه الأمر في دولنا العربية والإسلامية، مع اختلاف كبير بينهما. فالمسيحية لا تتضمن نظما قانونية ملزمة مثل الإسلام. إلا ان رجال الدين المسيحيين حاولوا كل ما بإمكانهم لفرض سيطرتهم على المجتمع فأقاموا محاكم التفتيش ومنعوا حرية الدين وحرية التفكير. وجاء المفكرون والفلاسفة لإصلاح المجتمع، ولم يجدوا وسيلة لذلك إلا برفع القداسة عن الكتب المقدسة وسحب السلطة من يد رجال الدين. هذا باختصار شديد ما حدث في الغرب. وعلى هذا الأساس قامت الحضارة الغربية في جميع المجالات اما العلمية او الصناعية او الإجتماعية. ومهما انتقدنا الغرب، فإن المسلمون من كل بقاع العالم يهربون من جحيم بلادهم طالبين اللجوء إلى الدول الغربية التي ينتقدونها. فلا تجد مسلما يلجأ إلى الصومال أو افغانستان أو باكستان، بينما الآلاف المؤلفة يقفون في طوابير امام السفارات الغربية يرجون الحصول على تأشيرة للذهاب إلى الدول الغربية. ومن لا يستطيع الحصول على تأشيرة، يرمي بنفسه في البحر مغامرا هربا من جحيم الدول الإسلامية، آملا الوصل إلى بر الأمان في الدول الغربية -- التي ينظر لها على أنها دولا كافرة ... حتى بعد وصوله لها واحتضانها له.... وكل حلمه هو ان يحول الدول الكافرة إلى الإسلام.... فيهرب من الخراب في الدول الإسلامية ويريد ان يزرع الخراب في الدول الغربية التي يلجأ لها.
تناقض فظيع... نابع من اعتقاد المسلم بأن الإسلام هو دين الله، وأن لا خلاص للعالم دون الإسلام، وأن القرآن كتاب الله ومحمد اسوة للبشرية ولا بد من اتباع كتاب الله وسنة رسوله....
ناسيا ان ما يدعو اليه هو سبب خراب بلاده وسبب الجحيم الذي يهرب منه.

أين الخطأ؟
-------
على ساكني البلاد العربية والإسلامية التفكير مليا في سبب خراب بلادهم، أو ما تبقى من بلادهم، قبل ان تجرفهم الهمجية بلا عودة فتحرق الأخضر واليابس.
عليهم ضرب الأساس الذي بني عليه المجتمع العربي والإسلامي، وهو القرآن والسنة.
عليهم رفع القداسة عن هذين المصدرين ورؤية الحقيقة بدلا من التمسك بالخزعبلات التي يتاجر فيها رجال الدين واساتذة الجامعات المخرفين.
فمن دون حفر الأساسات حتى القاع، سوف يستمر العالم العربي والإسلامي بالتصدع، المرة بعد الأخرى.
يجب عليهم تغيير كل النظم التعليمية الدينية من الروضة إلى الجامعة، ونزع فكرة ان القرآن كلام الله وأن محمد اسوة حسنة.
فالقرآن ليس إلا كتابا مثله مثل اي كتاب، لا بل هو سبب مصائبنا.
ومحمد ليس اسوة حسنة، بل هو المثال الذي تطبقه داعش على ارض الواقع... خلافا لما يقوله العطارون الكذابون الذين يريدون تبرئة القرآن ومحمد من جرائم داعش.

لم يعد كاف نقد تصرفات داعش وغيرها من خروقات حقوق الإنسان في الدول العربية والإسلامية. يجب النزول إلى الأساسات وتغييرها بالكامل.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني: [email protected]
انضموا إلى مجموعة اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية https://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنجهية مؤلف القرآن اوقعت المسلمين في فخ
- لا تناقش عاشق أو متعصب
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 77 (النواقص)
- الشعر الجاهلي والقرآن
- رسالة الى الله ورد الله عليها بخصوص الكتب المقدسة
- ورطة الله مع القرآن
- الله بريء من القرآن
- غباء الإعتقاد ان القرآن كلام الله
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 76 (النواقص)
- حتمية نقد الدين عندما يصبح ضارا
- الفاتحة وثقافة الكراهية
- الله مجنون يعاقب على نقد القرآن
- قرأن جديد يفرز بين الغث والسمين
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 75 (النواقص)
- الإنسان وليس الإسلام يعلو ولا يعلى عليه
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 74 (النواقص)
- عودا لعقولكم قبل ان يفنيكم غباؤكم
- عندما تصحح الترجمات القرآن
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 73(النواقص)
- فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لماذا التركيز على نقد القرآن؟