أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رجا زعاترة - نصف مجتمعنا تحت خط الفقر من يُطنّش لمن؟














المزيد.....

نصف مجتمعنا تحت خط الفقر من يُطنّش لمن؟


رجا زعاترة

الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست ولم تكن يوما مشكلة جباية الضرائب سببا أساسيا أو من الأسباب الهامة للأزمة المالية التي تعاني منها السلطات المحلية العربية. والأرقام تؤكد انه حتى لو جبت هذه السلطات نسبة 100% فلن يخرجها هذا من العجز المالي الجاري الذي يُـقدر بحوالي المليار ونصف المليار والذي يزج بها بخطوات سريعة نحو الإنهيار والشلل المطلقين. كلنا نعرف السبب الأول والأخير وهو سياسة الحكومة.
ولكن هل يجعلنا هذا في حلّ من التعامل مع "تطنيش" جزء كبير من مجتمعنا على دفع أثمان المياه؟
صحيح أن نصف مجتمعنا وحوالي ثلثي أطفالنا يعيشون تحت خط الفقر؛ لكن نفس هذا المجتمع يبذّر مئات الملايين سنويا على صناعة الأعراس والمفرقعات النارية وفنطازيات أخرى. لا شك في أن نصف المجتمع على الأقل قادر على دفع ثمن المياه التي يشربها ويطبخ ويستحم بها، ولا منطق يقبل أن تقتطع السلطات المحلية من الخدمات المحدودة والشحيحة أصلا لتموّل أثمان المياه "المُطنش" عليها.
صحيح أيضا أن ظواهر الإدارة غير السليمة والفساد والفئوية مستشرية بدرجات متفاوتة في جزء كبير جدا من السلطات المحلية العربية، وأن جزء من رؤساء السلطات المحلية له مواقف سياسية مخزية مستوحاة من زمن الحكم العسكري وأسيرة عقليته؛ وليس هذا بجديد و"التطنيش" لا يشكل حلا لأن الحل الجذري لهذا هو بأن يكون لدى الناس بديل سياسي للاصطفافات القبلية ولمخترة القرن الحادي والعشرين، وحتى لو انتخب آخرون يجب أن تبقى أثمان المياه خارج اللعبة السياسية.
قد يقال وبحق إن "التطنيش" ليس منزوعا عن التشوّه في مفهوم العام والخاص لدينا، مجتمعا وأفراد، وهذا التشوه ليس بدوره منزوعا عن واقعنا السياسي في هذه الدولة؛ هذا الإدعاء صحيح نظريا لكنه محاولة توظيفه كإجابة على مشكلة (عدم) دفع أثمان المياه يجعل منه تنظيرا في غير محله.
الحكومة (وزارة الداخلية تحديدا) تستغل هذه المسألة لتساوم السلطات المحلية العربية على الموارد الحكومية المستحقة، والربط بين الأمرين مرفوض من حيث المبدأ ومن حيث مؤداه، حيث تحصل السلطات المحلية الغنية بضرائب المناطق الصناعية والمصالح التجارية على موارد تحرم منها السلطات المحلية الفقيرة التي يعجز نصف سكانها عن الدفع و"يطنش" النصف الآخر. والنتيجة "تنطيش" حكومي على مطالبنا العادلة. ولكن هل الرد المناسب على سياسة "التطنيش" الحكومي هو مواصلة "التطنيش" الذاتي، هذه المرة تحت راية "وطنية"؟
الكف عن "التطنيش" على أثمان المياه لن يحل أزمة السلطات المحلية العربية، ولكنه يسلب الحكومة ذريعتها شبه الوحيدة في سياسة "التطنيش" على حقوقنا.



#رجا_زعاترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه حقيقة الفاشية هنا.. ولن ندعها تمر
- ملاحظات حول: عمل الحزب الشيوعي والجبهة بين الأجيال الشابة
- مخاطر إفرازات الصراع في الخندق الاحتلالي الواحد
- المجلس القطري للحزب الشيوعي: ليكن رافعة لفكرنا وعملنا
- اللاسامية والصهيونية.. نقيضان أم رديفان؟
- شارون والمستوطنين: لعبة متقنة جدًا
- وفي دور اليسار..
- برتوكول
- حق العودة - إلى ماركس
- دولتان للشعبين.. الآن بالذات
- عزمي بشارة ليس عميلاً
- مسابقة – انتلكتوالية – في المعلومات
- قراءة في ثورية ((الثورة الدستورية)) الإسرائيلية
- عن التيارات الفكرية في الحركة النسوية: من الليبرالية الى الم ...
- بين الديمغرافية والديمقراطية
- بين قبعة بوش وسجائر شارون..
- المرأة في الإعلانات التجارية: تكريس الآراء المسبقة أم -تحرر- ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رجا زعاترة - نصف مجتمعنا تحت خط الفقر من يُطنّش لمن؟