أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى - حوار مع فريد العليبي حول الانتخابات و الديمقراطية و الثقافة و الثورة















المزيد.....


حوار مع فريد العليبي حول الانتخابات و الديمقراطية و الثقافة و الثورة


حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 16:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقاء صحفى مع الرفيق فريد العليبي .

- كمثقف وسياسي نود أنْ نطرح عليكم السؤال التالي: " لماذا قاطعتم انتخابات 2014 ؟
الانتخابات ليست الديمقراطية بل يمكن أن تكون انقلابا عليها وتقديرنا أن الانتخابات في تونس تندرج ضمن هذا الإطار فالمهيمنون على الاقتصاد و السياسة و الإعلام و الثقافة لا يريدون من الانتخابات الديمقراطية بل يبحثون من خلالها عن مصدر للشرعية و قد ذهبوا إليها وهم مدججين بالمال الفاسد و الإعلام المأجور و القوانين غير الديمقراطية و التزكيات المدلسة و الخلط بين الدين و السياسة و تدخل السفارات الأجنبية و الترهيب و التخويف و الوعد و الوعيد .
إنها انتخابات مضادة لمسار انتفاضة 17 ديسمبر لذلك كانت دعوتنا للمقاطعة فالظروف التي تعيشها تونس الآن لا يتوفر فيها الحد الأدنى لقيام انتخابات ديمقراطية . و نحن نرى أنه لا فرق جوهري بين مترشح و آخر و قائمة انتخابية و أخرى فكلهم منخرطين في لعبة انتخابية لمغالطة الشعب الذي أصبح غير مهتم بصراعاتهم التي لا علاقة لها بجوعه و فقره و مرضه و بطالته ...إنهم يريدون كرسي الحكم و لا شئ غير ذلك و عندما نقاطعهم و نحدث الفراغ من حولهم فإننا لا نمكنهم من الشرعية الشعبية التي يبحثون عنها .
نحن ننادى بالديمقراطية الشعبية لوضع حدا لهذه المخاتلة التى تتمكن من خلالها الطبقات السائدة من تبادل الأدوار و تجديد أنفاسها كل أربع سنوات زاعمة إن هناك تداولا شعبيا على السلطة و الحال أنه تداول بين تلك الطبقات و لا علاقة له بالشعب الذى يكتم صوته بعد أن يضع ورقة في الصندوق و ينبري البرلمان و الرئيس الجديد للحديث باسمه .
يقول المترشحون انهم سيمثلون الشعب و أنهم صوته و حراسه بينما الحقيقة غير ذلك ، من ينجح منهم سيكون بحكم الأوضاع و القوانين و موازين القوى ممثلا لبنوك النهب و القوى العسكرية و البوليسية النافذة و الطبقات المهيمنة و الدول الكبرى التي تسير الأوضاع من وراء الستار ، لأجل ذلك نحن نرى ان الديمقراطية غير ممكنة دون حل المسألة الوطنية أي التحرر من الامبريالية و القطع سياسيا مع عملائها فكيف يعقل أن يشارك رموز سلطة بن على في انتخابات و الحال أنهم من قمع و استغل و باع و نهب ، ثم إنهم يشاركون في تلك الانتخابات بكامل عدتهم و عتادهم و الجميع الآن يتحدث عن الماكينة التجمعية التى تعمل في وضح النهار مستفيدة من تفقوقها اللوجستى .
ان من يشارك في هذه اللعبة إنما يصب الماء في طاحونة هؤلاء و يضفى الشرعية عليهم و هناك أخبار متداولة عن عشرات النواب التجمعيين الذين سيعسكرون تحت قبة البرلمان القادم . ألم يكن أمام هؤلاء الذين يصفون أنفسهم باليساريين و أولاد الشعب أن يفضحوا هذه اللعبة و يقاطعوها لرفع الغطاء أولا عن هؤلاء و بعد ذلك لكل حادث حديث ؟
لقد قدرنا أن مهمة اليسار الثوري تكمن في يفضح تلك اللعبة و كشف عوراتها أمام الملا ، أي فضح ديمقراطية مخاتلة كاذبة لصالح ديمقراطية شعبية في اتصال وثيق بشعارات الانتفاضة و أهدافها . و رغم أن الوسائل تعوزه فان ما قام به هذا اليسار من تجذيف ضد التيار مهم جدا و يؤسس للمقاومة الشعبية بشرط التخلي عن الفرقة و الانقسام و التخلص من وهم أنا أو لا أحد و اننى العمود الفقري و غيري توابع و استفاقة النائمين من سباتهم و الانصهار في صميم الحياة السياسية و الاجتماعية .
اليسار الثوري معنى بخلق مؤسسات مضادة مؤسسات مقاومة فعلية ترجع للشعب صوته و لسانه الذي يحاولون قطعه ، هذا ما رأينا أن على حملة المقاطعة أن تنجزه لذلك كان شعار الكادحين المقاطعة مقاومة و المقاومة حياة لتأكيد استمرارية الكفاح على هذا الصعيد بالذات .
2- ما هي قراءتكم لنتائج الانتخابات ولنسبة المقاطعة والتي تميزت بعزوف كبير في صفوف الشبيبة ؟
لم تكن النتائج مفاجأة بالنسبة ألينا فقد كان واضحا منذ مدة أن الأوضاع تتجه ناحية إحداث توازن بين الرجعيتين الدينية و الليبرالية مع إمكانية كبيرة لتقاسم السلطة بينهما فالأمر يتعلق بإضفاء الاستقرار على أوضاع متفجرة و اختتام مسار ترميم النظام .
لقد بدأت عملية الترميم تلك مبكرا أي منذ الساعات الأولى التي تلت تهريب بن على ووصلت الآن إلى انتخابات يأملون ان تحقق الاستقرار و التوازن و التوافق في المصالح بين قطبي النظام و إعادة الشعب المنتفض إلى الزريبة مجددا و هو مقيد بالسلاسل و الحديد .
و مع صدور نتائج الاقتراع أثبت تاكتيك المقاطعة شعبيته فنسبة المقاطعين للتسجيل والاقتراع تقارب ثلثي من يحق لهم التصويت.و تنبين ان قاعدة المقاطعة توجد بين الشبيبة الثورية و المناطق و الأحياء الفقيرة التي يقطنها الكادحون و هي الحاضنة الأساسية لانتفاضة 17 ديسمبر و أثبت تاكتيك المشاركة الذي اعتمدته بعض القوى و الجبهات الانتهازية فشله فأحزاب المال السياسي و الإعلام الفاسد والاتّجــار بالدين و المدعومة امبرياليا هى الفائز الأول و الأخير في اللعبة الانتخابية بينما حصلت تلك الأحزاب والجبهات على فتات الموائد و رغم ذلك فإنها تواصل بث الأوهام عن انتصاراتها المدوية و أثبتت الانتخابات مرّة أخرى النفوذ الامبريالي في تونس من خلال حضور السفير الأمريكي في أحد مراكز الاقتراع و نحن لا نزعم أننا أصحاب الفضل في ذلك فقد تكفلت الوقائع بإقناع الناخبين بالمقاطعة .
- 3يتهمكم البعض بأنّكم بدعوتكم إلى المقاطعة فسمتم "اليسار" وأضعفتموه وأنكم حلفاء موضوعيون لحركة النهضة وحركة نداء تونس ؟
لقد قلنا في مناسبة سابقة أن اليسار غير موحد حتى نتهم بتقسيمه و نحن نسعى لتجاوز تشتته و لكننا نرى أن ذلك يجب أن يتم على قاعدة الثورة لا على قاعدة ترميم النظام لذلك فإن من يتهمنا بالتقسيم هو من تحالف مرارا مع الرجعية الدستورية و تكرارا مع الرجعية الدينية فكان سببا في زرع الفرقة و الانقسام في صفوف اليسار و فيما يخصنا فإننا نرى أنه من العيب نفي العيب حيث لا عيب بمعنى أننا لا نلتفت كثيرا إلى ذلك الاتهام .
و بالنسبة الى المقاطعة فنحن نرى عكس ذلك فتاكتيك المشاركة في الانتخابات هو الذي يقسم اليسار فما معنى التنافس اليوم انتخابيا مع الدستوريين مثلا ؟ ما معنى المشاركة في لعبة انتخابية تعيد الاعتبار للتجمع الدستورى من خلال مرشحيه المعروفين و الذين لا يخفون هويتهم السياسية بل يفاخرون بها ؟
و على هذا الصعيد فإن الخطر الآن يتمثل في الانتهازية و هناك من يريد التوغل في هذا الطريق و تعتقد جموع من اليساريين الطيبين ذوى النوايا الحسنة أن التشتت دواؤه الوحدة و بأي ثمن كان دون التساؤل عن أسس تلك الوحدة و مع من يجب أن تكون ؟ و في سبيل ماذا ؟ و وراء ذلك تقف الانتهازية التى تريد تحويل اليسار الى قوة انتخابية متصالحة مع السائد ومشاركة في الحكم لتحقيق مكاسب شخصية و فئوية .
و نحن نرى أن اليسار التونسي عريق في كفاحه و الانتهازية تحاول الآن السيطرة عليه بمعاضدة الرجعية المحلية و الامبريالية لأجل ذلك هناك حاجة إلى قراءة عميقة لتجربته و بالأخص ضرورة الاشتغال على أرشيف الحركة اليسارية التونسية ، فهناك جهل كبير بتاريخها و استيعاب دروسها و الذين يتكلمون الآن باسمها أكثرهم في غربة عنها بل يخونونها علنا فأين نحن من تجارب العامل التونسي بخطوطه المختلفة و الشعلة و الوطد و حزب الشعب الثوري الخ...؟ و كان المؤمل التقدم في علاقة بها و لكن الآن هناك تراجع بالقياس إليها .
في ذلك الأرشيف هناك خطاب نظري و سياسي و هناك تاكتيك و استراتيجيا الخ ... و دون تقييم تلك التجربة فإن اليسار لا يتقدم بل يمكن أن يتراجع إلى ما قبلها فالانتهازية تهيل التراب عليها و تدفنها و تعمل على أن لا يلتفت إليها أحد و حتى إن عادت إليها أحيانا فلكي تنشر وهم زعامتها التاريخية لليسار فهى تستثمر ذلك الماضي لتبرير خيانتها في الحاضر ، معولة على النسيان فالأجيال الجديدة منفصلة عن الأجيال القديمة ، بل هناك محاولة لترسيخ ثقافة تقديس الأب المزعوم الذي اختار في الأخير الواقعية و تصالح مع ما كان اليسار يعلن تضاده معه في السياسة و الفكر أيضا و لو كان ذلك بالتبرك بأولياء الله و سفراء فرنسا و أمريكا .
4- .. الكلّ يعلم أنّك لست فقط أستاذ فلسفة ومثقف ثوري بل أنت أيضًا تمثل طرفًا سياسيًا (أمين عام حزب الكادحين الوطني الديمقراطي ) .. فيما تتمثل المقاطعة التي دعوت إليها صلب "ملتقى مقاطعة إنتخابات 2014" وأيّ فرق بين حزب الكادحين و أحزاب معادية للديمقراطية "كحزب التحرير" نادت هي أيضًا بالمقاطعة ؟
لقد دعونا إلى المقاطعة النشيطة و عقدنا مع حلفائنا في ملتقى مقاطعة الانتخابات ندوة سياسية و أصدرنا بيانات و نصوص و مقالات و رسوم و لافتات ، و تم القيام بحملة لشرح موقف المقاطعة و كان شعارنا : المقاطعة مقاومة و المقاومة حياة ، في تأكيد منا على الارتباط الديالكتيكى بين المقاطعة و المقاومة ، و نحن نأمل أن يتحول الملتقى إلى إطار جبهوى للمقاومة الشعبية و أن يجمع بين صفوفه مختلف التيارات الثورية ، و هى عديدة و تمتلك مخزونا نضاليا مهما و تتمتع بطاقات تتدفق حيوية غير أن ما ينقصها هو تنظيم عملها و توحيده ، لقد كان أداء الملتقى جيدا رغم الحصار الاعلامى و البوليسي ففي الوقت الذى تزعم فيه السلطة التونسية أنها ديمقراطية نراها تحجب موقف المقاطعة في وسائل إعلامها أما أجهزتها الأمنية فقد تولت اعتقال عدد من الرفاق و أرسلتهم الى المحاكمة ، و لم تستثن من ذلك حتى بعض الصحفيين الأجانب الذين التفتوا إلى موقف المقاطعة و قاموا بتغطيته إعلاميا مما أثار غضبها .
أما بالنسبة الى الشق الثاني من سؤالك فنحن نقاطع انتخابات لا تتوفر فيها شروط الديمقراطية من موقع الدفاع عن الديمقراطية لا من موقع نقضها و نفيها فلسنا من هؤلاء الذين يقولون إن الانتخابات شر مطلق و كذبة دائمة فنحن نمارسها متى توفرت شروطها و لا نمارسها متى انعدمت فالانتخابات معركة يمكن خوضها بالمشاركة أو بالمقاطعة وفق الظروف التي تتم فيها و الشروط التى تخضع لها و موازين القوى بين الطبقات المتنازعة أما الرجعية الدينية فإن بعضها يقاطع الديمقراطية بإطلاق مدفوعا برؤية ماضوية ترى فيها كفرا بالشرع ، و البعض الآخر يستعملها كوسيلة للتخلص منها نهائيا بعد ذلك عند تأسيس نظام حكم ثيوقراطى .
و نحن نرى أن الرجعيين يصنعون مفاهيمهم و أطروحاتهم ضمن خطاب التركيع و التطويع و الاضطهاد ، زاعمين أننا انعزاليون و مثلنا مثل حزب التحرير و غيره و ربما طالبوا غدا بإدراجنا في قائمة الإرهابيين و فرضوا الحجر علينا ، و هو يفعلون ذلك للسيطرة على الشعب و كتم صوته فهم يعرفون أننا جزء من ذلك الصوت ، و نحن في المقابل نرى أن هناك ثالوثا يقف اليوم قبالة الشعب يتكون سياسيا من اليمينين الديني و الليبرالي و الانتهازية و هذا الثالوث لا مجال للتقدم على طريق تنفيذ مهام 17 ديسمبر دون إلحاق الهزيمة به ، و قد تطول المعركة او تقصر و لكنها في كل الحالات ستستمر بأشكال مختلفة قبل أن يحقق الشعب نصره .
5- من أهم الشعارات التي أتت بها الثورة الثقافية الصينية شعار "تجرأ على الكفاح .. تجرأ على الانتصار " فهل جرأتكم في الدعوة إلى المقاطعة هي انتصار للديمقراطية الجديدة التي تدعو إليها ؟
نحن نرى أن هناك أنواعا مختلفة من الديمقراطية ، الديمقراطية الليبرالية و الديمقراطية الشعبية و الديمقراطية العمالية الخ ... و بالتالي فإن الديمقراطية كجوهر لا وجود لها ، غير أن الليبرالية السائدة في عالم اليوم تزعم ان ديمقراطيتها هى الديمقراطية الحقيقية و الوحيدة ، و هذا فيه جانب كبير من المخاتلة و الغطرسة على المستوين النظري و العملي، و هناك مسعى لربط الانتفاضات العربية بالديمقراطية الليبرالية و تصويرها على أنها مجرد رد فعل ضد الاستبداد و غياب الحريات و أنه يكفى تنظيم انتخابات و ايجاد أحزاب و جمعيات و جرائد و إذاعات لكى تحل المشاكل التي حركت تلك الانتفاضات .
أما عن مفهوم الديمقراطية الجديدة فقد استعمله ماوتسي تونغ في علاقة بالصين و المستعمرات و أشباهها و هو يعنى بالنسبة إلينا عربيا تحقيق الاستقلال الوطني الفعلي و الديمقراطية الشعبية و توحيد الوطن و حل المشكلة الزراعية ، و هى مهام لم تتحقق بعد ، لذلك قلنا منذ البداية أن الثورة لم تقع و أن الانتفاضات العربية خطوة مهمة على طريق تلك الثورة و أن على الكادحين مواصلة كفاحهم في سبيل ذلك .
و نحن ملتزمون بالدفاع عن الديمقراطية الجديدة في دلالاتها الاقتصادية و السياسية و الثقافية ، في تناقض مع الديمقراطية القديمة و معنيون بالربط بين الثورة الوطنية الديمقراطية و الثورة الاشتراكية و ذلك وفق تحليل لطبيعة المجتمع و الثورة في تونس و الوطن العربي كله فالديمقراطية القديمة في معناها البرجوازي متجاوزة تاريخيا في رأينا ، و قد هرمت الآن و لم تعد تستجيب لتطلعات الكادحين في عالمنا بل انها أصبحت مجرد أداة لقمعهم .
6- كيف ترون دور المثقفين التقدميين في تجنيب البلاد سيناريوهات كارثية ممكنة في الأشهر والسنوات القادمة ؟
بلادنا في أزمة و تحدق بها كوارث شتى ، و المثقف الثوري يمكنه المساهمة في الكفاح بتشريح الأزمة من موقع النقد و الانخراط في الممارسة الثورية ، و غنى عن البيان ان فيلسوفا و مثقفا مثل غرامشى لم يكتف فقط ينقد المجتمع البرجوازي الذى عاش في كنفه و إنما كان أيضا مؤسسا و قائدا للحزب الشيوعى الايطالي ، اما ماركس و أنجلس فقد كانا بالإضافة الى فلسفتهما من قادة الأممية الأولى و هما من صاغ بيان الحزب الشيوعي ذائع الشهرة .
وهناك من يتأفف اليوم من بين المثقفين من السياسة و يتعالى عن النظر في معضلاتها منزويا في صومعته بينما تمثل الآن الحلقة الرئيسية أي المجال الأشد أهمية و خطورة في كفاح الشعب ، فهى التي تتكثف فيها شتى الصراعات الاجتماعية و الويل لأمة لا يلتفت مثقفوها إلى السياسة .
لقد قاوم الشعب أعداءه خلال انتفاضته الأخيرة ، و لكن من استأثر بفائض قيمة النضال الشعبي ؟ كيف تم توزيع فائض القيمة ذاك ؟ ألم يأخذ طريقه إلى جيوب الرجعية و يتحول الى فائض قيمة حقيقي ، اى مالا و أعمالا ؟ إن هذه و تلك من القضايا الشائكة للانتفاضة التونسية تحتاج إلى التفات المثقفين النقديين وعندما يتعلق الأمر بأزمة تبحث عن حل مثلما الحال في بلدنا ، أزمة في حاجة إلى من يتمثلها ويرسم سبيل التعامل معها. فان المثقف الثوري أمامه الكثير مما ينبغى فعله فالايام العظيمة فى أوضاع متحركة بسرعة كما يقول لينين تضم في أحشائها عشرات السنين و هو ما يستدعى نظر المثقفين.
و الفلسفة على سبيل الذكر يجب أن تعي الاضطهاد المسلط على البشر من قبل البشر أنفسهم ، و أن تجعل ذلك الاضطهاد أشد وطأة بتيسير وعيه من قبل المضطهدين ، وبالتالي ربط الصلة بينها وبين أوسع الناس الذين ينبغي أن تتوجه إليهم بخطابها العقلي النقدي وفي هذا الإطار فقط نفهم صرخة ديدرو: لنعجـــــــــل بجعـل الفلسفة شعبــية .
وعلى المثقفين أن يكفوا عن الامتلاء كبرياء ارستقراطيا لأنّ “العامّة” لا تفهم ما يقولون فيتركون الجموع فريسة لشيوخ التضليل و مثقفي السلاطين ، و بالتالي أن يقطعوا مع تلك العادة التي نشأت مع طاليس الذي كان يتأمل النجوم و لا يلتفت للحفر التي أمامه حتى أنه سقط في إحداها فأثار سخرية خادمته ، لقد كان ماركس يردد : إن سلاح النقد لا يمكن أن يحل محـــل نقد السلاح، القوة المادية لا يمكن القضاء عليها إلا بالقوة المادية ، لكن النظرية تغدو هي أيضا قوة مادية حين تستحوذ على الجماهير ".
7 - ماذا يميز حزب الكادحين الوطني الديمقراطي عن بقية التنظيمات الوطنية الديمقراطية ؟ وهل ما تطرحونه كبديل جماهيري واسع يرصّ صفوف الوطنيين الديمقراطيين ؟
نحن نحاول ان نرسى تجربة جديدة للعمل الثوري في تونس من خلال التعامل مع السياسة لا كخطابة و عواطف و مشاعر جياشة و إنما كعلم للثورة لذلك فإن عملنا الفكري و السياسي يتشكل في ارتباط بالوقائع العينية التي نبحث في صميمها عن الحقائق و نسعى ان تكون ممارستنا خاضعة لذلك ، و بالتالي إقامة قطيعة مع ترديد الموضوعات الإيديولوجية بمناسبة و بغيرها ، و اجترار الوقائع التاريخية السابقة ، اى الارتقاء بالسياسة إلى مستوى التمثل الفلسفي واختبار النظرية في الواقع ، و فضلا عن هذا نعمل على توحيد المجموعات الوطنية الديمقراطية حزبيا و جبهويا و هو ما جسدنا البعض منه فعليا ، و نحن نعتقد أن ما قدمناه على الأصعدة الفكرية و السياسية و التنظيمية يمكنه المساعدة على رص صفوف الوطنيين الديمقراطيين و توحيدهم ، و تجربتنا ملك لمختلف المناضلين المعنيين بانجاز تلك المهمة .
8 - حاولتم في كتابكم "تونس : الانتفاضة والثورة" نقض الفكرة القائلة أنّ ما وقع في تونس هو ثورة كما نقدتم مقولة "الانتقال الديمقراطي " والتدليل على أن ما وقع هو انتفاضة إلاّ أنّكم تغاضيتم على ضرورة رسم دليل تكتيكي واستراتيجي لقوى الانتفاضة في مواصلة نضالها الدؤوب نحو التحرر .. فما ردّكم على ذلك ؟
لم يكن كتاب تونس : الانتفاضة و الثورة معنيا رئيسيا برسم خط استراتيجي و تاكتيكى لقوى الانتفاضة بشكل مباشر و إنما شرح و تحليل ما جرى و استخلاص الدروس ، فما تضمنه كتب قبل الانتفاضة و أثناءها و بعدها ، و هو ما يصح أيضا على الكتاب الثاني : الربيع العربي و المخاتلة في الدين و السياسة ، و ان كان قد كتب بعد تهريب بن على ، و يظل مركز الاهتمام في الكتابين تفسير ما حدث و لكنهما لا يخلوان من رسم مهام و تحديد أهداف و التنبيه أيضا على وسائل و صيغ كفاح .
9- غيب الإعلام (العمومي والخاص) مسألة المقاطعة معتبرا إياها مسبقًا مدعاة إلى الفوضى لماذا غيبكم الإعلام من الحضور في برامجه ؟ وهل من رؤية لمثقفي المقاومة لفك الحصار ؟
يوجد الإعلام في قلب الصراع الطبقي و حياده مجرد نكتة سمجة ، و لكن هناك صحافيين يمارسون مهمتهم كمرايا للمجتمع مجذفين بصعوبة ضد التيار، و نحن نحييهم على ما يقومون به ، و في مناسبات مختلفة أجرى معي بعضهم مقابلات غير أنهم لم يتمكنوا من نشرها في المنابر الإعلامية التي يشتغلون فيها .
ان الديمقراطية تعنى في جانب منها امتلاك الشعب القدرة على التعبير عن نفسه و لكن آليات ممارساتها في المجتمعات البرجوازية و الإقطاعية تحيل الكادحين على الصمت و تخرجهم من مجال السياسة التي تصبح من اختصاص القلة الحاكمة و لاختراق السياج و كسر الحصار يجب التعويل رئيسيا على الإعلام الثورى البديل .
10 - كأكاديمي مطلع على تاريخ حركة الشبيبة الثورية على المستوى العالمي ودورها في المنعرجات الاجتماعية الكبرى في بلدان عديدة .. أيّ نقد أو ملاحظات توجهونها لرابطة النضال الشبابي ؟
رابطة النضال الشبابي مكسب للشبيبة الثورية على صعيد التنظيم و قد حافظت فكريا و سياسيا على جوهر الخط العام للحركة التحررية الوطنية و الاشتراكية في تونس و الوطن العربي و العالم ، و هذا مهم جدا في الوقت الذي ينتشر فيه الوهم الاشتراكي الديمقراطي الذى يجد أصوله في الأممية الثانية ، مسببا الكثير من الضرر في أوساط الشبيبة ، و بإمكان الرابطة أن تتطور قدما لكي تصبح منظمة جماهيرية تجمع في صفوفها أغلب الطلبة الوطنيين الديمقراطيين الثوريين ، و لما لا التلاميذ و المعطلين أيضا ، و قد يكون أمامها الاختيار بين أن تكون فصيلا حزبيا ضيقا أو منظمة جماهيرية ثورية واسعة .



#حزب_الكادحين_الوطنى_الديمقراطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان حول الاعتداء على الرفيق فريد العليبي .
- بيان مقاطعة الانتخابات الرئاسية
- لقاء مع الأمين العام لحزب الكادحين
- بيان حول حصار كوبانى
- بيان مشترك حول مقاطعة الانتخابات
- مقاطعة الانتخابات و الحصار الاعلامى
- الوضع في اليمن الآن ؟
- مقاطعة الانتخابات مقاومة و المقاومة حياة /حوار مع الأمين الع ...
- داعش أداة الامبريالية الأمريكية لمزيد تفتيت الوطن العربي
- أبناء الكادحين ضحايا الحروب الرّجعيّة
- حوار مع الرفيق الأمين العام للحزب
- الإرهاب و الانتخاب
- العنف الانتخابي في تونس
- مرحبا بالمهجرين الليبيين في تونس
- بيان : خدعة لن نشارك فيها
- بيان حول ليبيا
- مجزرة في غزة
- الوضع في تونس الآن
- بيان اليسار الثورى في تونس جول غزة
- بيان حول مأدبة الإفطار في السفارة الأمريكية بتونس .


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى - حوار مع فريد العليبي حول الانتخابات و الديمقراطية و الثقافة و الثورة