هل الأنسان جاء من الفضاء

طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 22:24
المحور: الطب , والعلوم
    

الأنسان هو الكائن الوحيدعلى الأرض الذي يمشي على قدمين ،ويمتلك عقل متطور قادر على التفكير المجرد واستخدام اللغة والنطق والقدرة على ايجاد حلول لما يواجهه من مشاكل،وهو الوحيد الذي يحاول ومنذ الاف السنين معرفة قصة خلقه الأولى وما يؤول اليه مستقبله .
يصنف علماءالأنثروبولوجيا الأنسان الى الأنسان العاقل النيدرتالي وهو جنس منقرض قبل حوالي 30 الف عام و الإنسان الحديث وهو النوع المتبقي الوحيد والذي ظهر على الأرض قبل 200 الف عام .
هل هناك مخلوقات لها شبه بالأنسان :
نعم فهو يشترك مع الثدييات في وجود العمود الفقري والثديين والدماغ(وان كان دماغه اكثر تطورا ً ) ،والأرجل واليدين والحمض النووي والميتوكندريا ،وتشير البنية التشريحية له انه مركب من مليارات الخلايا والتي تبني وحدات الحياة الضرورية ،وبالتالي لايختلف عن الكائنات الأرضية الأخرى .اما من الناحية الفلسفية فقد اعتبر الأنسان كائنا ًفريدا ومتميزا ًعلى الأرض لأمتلاكه قوى جباره تضفي خصوصية على وجوده مثل العقل والعقل يختلف هنا عن الدماغ كون الدماغ موجود في جميع الكائنات الحية على الأرض ولكن العقل خاصية الأنسان وحده ،والعقل وما يتبعه من الحواس والوجدان جعلته ذات مبدعة ينشد تحقيق الأفضل في طريق سعادته وان اختلفت طرقه اليها وتعددت اجتهاداته .
الكون من حولنا :
لو تمعنا في ما يصفه لنا العلم من اتساع هائل للكون الذي نعيش في جزء يسير ويسير جدا ً منه لما امكن ان نصدق اننا وحدنا .
فلو توفرت للأنسان مركبة فضائية تسير بسرعة الضوء لأحتاج الى مليارات من السنين للطواف بأجزاء الكون الذي يتكون من بلايين المجرات والمجرة تتكون من عشرات البلايين من النجوم الشبيهة بشمسنا .
لنبدأ بالقصص الديني :
يحثنا القرآن الكريم على سبر اغوار الحياة من حولنا ،
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت
ويقدم لنا صور عن اوليات خلق الأنسان اذ خلق الله الأنسان من نوع خاص من تراب الأرض والذي تحول الى طين فحمأ مسنون ، ثم صلصال او ما يشبه الفخار )
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) المؤمنون .
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) الرحمن .
وكثير من الأيات القرآنية التي تؤكد ان الأنسان خلق من تراب الأرض .
وان اول وجوده كان في الجنة ،حيث اغضب ابانا آدم الله بقبوله لغنج ودلال امّنا حواء وهو ما يحصل الى اليوم حيث يقال ابحث عن المرأة !
وعاش ابوانا ادم وحواء على الأرض ثم تناسلوا وتوالدوا ليكثر النسل ويتشعب بعد ذلك الى شعوب الأرض .
والناس حسب المنظور القرآني كانوا في فطرتهم الأولى امة واحدة لا أختلاف بينهم ولكن تعقد الحياة وتوسعها أظهر تشابك الحاجات والمنافع ، وحتم ظهور الأختلاف في الصراع من اجل العيش ولكن هذا لايعني عدم امكانية اتفاقهم على مبادئ ومثل وقيم سامية تيسر الحياة ،وتخدم المصالح المشتركة المتبادلة بين بني البشر :
{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)} [يونس ] .
اقدم الرقم السومرية :
وحسب اقدم الرقم الطينية في وادي الرافدين وهي للعهد السومري تبين قصة خلق البشر :
انه قبل 450 الف سنة حصل ان جاء اقوام من كوكب نبيرو من بينهم ثلاثة من الآله وكانوا يبحثون عن المعادن الثمينة كالذهب والفضة والزئبق وقد قاموا باستخراج الذهب من اماكن معروفة اليوم بغناها بهذا المعدن مثل جنوب افريقيا ومن غيره ،وتضيف الأسطورة ، انهم نزلوا في بلاد الرافدين ،وواجهوا مشكلة العمالة الغير كفوءة مما دعاهم الى القيام بعملية شبيهه بما نسميه اليوم ( الهندسة الوراثية ) اي تجارب بيولوجية جينية بين الأنسان الموجود انذاك وكائنات هابطة من الفضاء،وسبب نزولهم ان كوكبهم كان يتعرض لنشاط اشعاعي مدمر مما اجبرهم على النزول على الأرض بحثا عن معادن لتعزيز حماية الغلاف الجوي له ، وبعد ان فشلت تجاربهم البيولوجية مع القرود فقد نجحت مع الأنسان القديم لتنتج انسان حديث،وقد شاهدوا نتائج تجاربهم ابان عودتهم بعد ثلاثة الاف وستمائة سنة (قد تكون فترة دورة كوكبهم المدارية وقد يكون مدار بيضوى يقترب فيه من الأرض ) وقد وجدوا ان نتائج تجاربهم جنــس جــديد يمتاز بالفتنة والجمــال وخاصــة العنصر النــسوي ، وللنتائج الباهرة التي حصلوا عليها فقد عبدهم سكان وادي الرافدين واعتبروهم الهه .
ان مثل هذه الروايات والتي وجدت على الواح الفخارالسومرية قد يعتبرها البعض اساطير غير ان زكريا ستيكين وهو باحث وكاتب من اصل روسي يعتبرها حقائق حصلت في مستعمرة في بلاد مابين النهرين سميت بمستعمرة عدن .
وهناك المعترضين على نظرية ستيكين والذين لاينكرون التطور المفاجئ الذي كانت عليه حضارات سومر ومصرالفرعونية والمايا ،ولكنهم يرجعون ذلك الى حضارات متطورة كانت موجودة على الأرض ثم بادت بفعل الطوفان ، وان ناجين من هذه الحضارات هم من ساعدوا على نقل العلوم والمعارف الى الحضارات اللاحقة التي تبدو لنا وكأنها انطلقت الى القمة من فراغ .
العصر الحديث :
ذكر الفيلسوف بليز باسكال 1670 م ،ان الصمت الأزلي لتلك الفضاءات اللا متناهية يرعبني .وكان يعبر عن خيبة امل الأنسان في اكتشاف جيرانه من سكان الفضاء اللامتناهي .
وفي عام1950 م وفي جلسة جمعت علماء الفيزياء صرح العالم الأيطالي الأصل والحائز على جائزة نوبل عام 1938م انريكو فيرمي ،في لوس ألاموس :
ما اتفه هذه الحياة التي نعتقد انها فريدة من نوعها ،اعتقد ان هناك العديد من الحضارات الفضائية يمكن ان توجد حولنا ،واعتقد ان على احداها على الاقل الأتصال بنا ،ومع ذلك لاارى احدا منهم ، فاين هم اذن ؟
وقداطلق العلماء الذين جاؤا بعد فيرمي على فكرته بمفارقة فيرمي ،وكان العلماء يبنون حساباتهم في منطقية وجود حيوات عاقلة قد تكون زارت الأرض ،على حقيقة ان شمسنا قد تكونت منذ اربعة مليارات ونصف المليار سنة اما مجرتنا فعمرها اكثر من سبعة مليارات سنة وهذا يعطي الوقت الكافي والفرصة لتكون حياة اخرى مجاورة ،وكان فيرمي قد حدد الفترة الزمنية اللازمة لنشوء حياة في مجرتنا بين بضعة ملايين الى بضعة عشرات من الملايين من السنين وهو ما متوفر في عمر مجرتنا ،غير ان المفارقة هو هذا الصمت .والعديد من علماء الفلك والفيزياء من تناول الوضوع واغلبهم يشدد على وجود حياة في الكون و ان الأرض هي مهدنا الذي نشئنا عليه ولكن الأنسان لايبقى دائما ً في المهد وان الحيوات موجودة في الكون وانها ما ان تمتلك السيطرة على الطاقة حتى تنتشر ،ويشدد الكثيرون على ان كائنات متقدمة قد زارت الأرض في فترات سابقة وان علينا البحث عن الأشارات والدلائل التي تركتها بيننا ،واكبر الأدلة على ذلك هو بروز حضارات في عالمنا الأرضي القديم ووصولها الى درجات مذهلة من التطور بينما يحيط بها مجتمعات في غاية السبات .
السومريون :
لايزال الباحثون لايعطون جواب شافي للتطور الذي برز لدى السومريون قبل 6000 سنة ، حيث انهم اوجدوا اول لغة مكتوبة ( المسمارية ) والمدارس والنظام الستيني في الأعداد وانظمة هندسية ومعمارية متطورة وبناء الصروح كالزقورات ونظام قضاء متقدم وعلوم رياضيات ومعادن وفلك وطب وفنون وملاحم واستخدام المحراث واكتشاف العجلة ونظم الري وغيرها ،وقد وجد رقم طيني يحمل صورة للمجموعة الشمسية وفيها كواكب لم تكتشف الا ّبعد عام 1930م ، كما وجد صور كمثرية للأرض !
والتسائل الأكبر هو هل زارت الأرض كائنات متطورة اثرت في عالمنا وعجلت من تطوره ،وهل انساننا الحالي نتاج لتجارب هذه الكائنات ،قد تكون طعمت جيناتها مع اسلافنا لتحقيق تسريع نمو الذكاء والقدرة على التفكير والوعي .
ونجد في جميع التراث القديم وخاصة الديني اساطير تحكي نزول الهه من السماء وتأثيرها على حياة الأنسان ،وهذا مايوحي بوجود كائنات متطورة بالقياس لما كان عليه اسلافنا مما جعلهم يصفوهم بالآله .

#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات