أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرزاق تركي - لاديني لاتقليدي














المزيد.....

لاديني لاتقليدي


عبدالرزاق تركي

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 09:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تبدو مجتمعاتنا مجتمعات دينية في الظاهر ومع ان الدين هو السمة الغالبة لها الاانه عادة مايختلط بمجموعة من الاعراف والتقاليد الاجتماعية والتي ترتكز على الدين لاثباتها فاحيانا يختلط كل من الدين والعرف للتأكيدعلى نمط معين من انماط التعامل الحياتي مع مجموعة المستجدات حوله غير ان الملاحظ ان غالبية هذا التعامل هو تعامل استاتيكي ثابث لاياخذ بنظر الاعتبار ماتفرزه المدنية والحضارة من تعاملات واذا ماتعارض كل من الدين والعرف حول ظاهرة معينة فستكون الغلبة في اغلب الاحوال للعرف باعتباره يمثل التأصل القبلي اي قبل الديني في تكوين هذا العرف وفي معظم الاحوال ماتكون الغلبة للعصبية الخاصة بالعرف وهناك الكثير من الاختلافات والالتقاءات بين العرف والدين غيران جانب الاختلاف مايكون الاكبر عموما ومع ذالك لايمكن اعتبار الدين الدستور الذي ينهل منه العرف فهناك الكثير من التقاليد التي لاتمت للدين بصلة وانما هي سلسلة من الموروثات الاجتماعية المتواترة والتي تم نقلها من جيل الى جيل وهي على مابها من عيوب فانها بالنسبة لمجتمعاتها مقبولة ان عدد غير قليل منها يعود الى عصر ماقبل ظهور الدين في منطقة ذالك المجتمع وكلما قلة ثقافة المجتمع كلما ازداد توسعا في ممارسة ذالك العرف و كلما قلت سلطتي الدولة والقانون كلما زادت ممارساتها على نطاق اوسع باعتبارها القانون الرديف بل ان الدولة في بعض الاحيان تدفع ابنائها لممارسة ذالك العرف كنوع من التنفيس عن قدم قدرتها على الضبط وكثيرا ماتواجه الدولة تحديات كثيرة عند محاولتها ردع اوصد مجموعة من التقاليد الخاطئة والممارسة والتي تصل احيانا الى حد التمرد ضدها يدعو كل من الدين والعرف ضاهريا الى السمو الاخلاقي عن طريق التمسك بمثاليات معينة تأتي يمكن تلخيصها بالوصايا السبعة التي هي في الحقيقة متشابهه في كل الاديان والتي يمكن ان نطلق عليها تسمية مثاليات كلاسيكية وبالطبع ليس هذا تقليل لها بل للتأكيدات التاريخية والمستمرة لها مع ملاحظة ان الدين وحده ليس من يدعو بمفرده الى مثاليات اخلاقية فالى جانبة يوجد الفلسلفة والاجتماع والقانون الا انه يعتبر احد اهم مصادرها غير ان التعارض يبدو واضحا كذالك على سبيل المثال فان غالبية الاديان تدعو الى عدم اخذ الفرد بجريرة غيره مع ان العرف يرى اشراك شخص لم يذنب في ذنب شخص اخر امرا مباحا ولامبرر لهذا الاشراك سوى صلة القرابة التي غالبا ماتكون من الدرجة الاولى بين المذنب واللامذنب الذي يذهب ضحيته في احيان كثيرة بينما يبقى المذنب الاصلي طليقا بما فعلة كذالك يدعو الدين الى عدم الاسراف والتبذيرفي جميع النواحي بينما نرى العادات الاجتماعية القائمة على العرف تجعل من التبذير والاسراف صورة بارزة لتبيان فخرها ويشمل هذا جميع النواحي سواء في المأكل او الملبس او المأوى وغيرها كذالك فان الدين يدعو مثلا الى الصفح عند القوة فيما نجد ان العرف السائد هو ضرورة مواجهة الشيء بالشيء واحيانا اقسى من ممايستحق وهناك امثلة اخرى عديدة يستطيع القارئ ذكرها ملخص القول اننا مع كل مانحاول اثباته من سير مزور نحو المدنية وليس الحضارة لاختلاف المعنى بين المسمين نجد ان مجتمعاتنا في الغالب اسيرة لتناقضاتها فهي وان كانت تدعي انها مجتمعات دينية فهي ليست كذالك فعليا كما انها ليست مجتمعات مدنية ايضا انها خليط غير متجانس من كل شيء واذا ماستمر الحال هكذا وهو مانتوقعة سنجد مجتمعاتنا في النهاية كما البداية بدوي في لباس مدني ومدني بعقل بدوي انه ببساطة كالذي يصعد الليموزين في الصحراء او كالذي يركب الجمل في قلب باريس



#عبدالرزاق_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمقى الاذكياء
- في القلق الاجتماعي
- هل ان نفسك
- (المتدين اللاعارف والملحد كلاهما يصنعان دينهما)
- (ذاتية المثقف )
- (السلفية والأرتباط بالماضي )
- أراء في الفصول العربية
- بعد الاوان
- أمنية
- الى
- السطرالفارغ
- أقواس
- اسم
- أبواب
- الخواطر الستة
- فجأه
- تداعيات
- بذور صريحة
- الى الخلف
- لانهاية


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرزاق تركي - لاديني لاتقليدي