الحمقى الاذكياء

عبدالرزاق تركي

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الحمقى الاذكياء

الحمقى يصعدون السلالم التي يصنعها الاذكياء والمغفلون يحاولون دائما التمنطق باسلوب العارفين وفي حين يختفي هؤلاء يصعد اولئك على السطح ليشكلوا بذالك استمرارية التراجع المزمن للمجتمعات وخاصة مجتمعاتنا العربية انهم انهم وان كانوا على يسيرون على تلك السلالم الا انهم يسيئون اليها فل كل حين بدراية او عدم دراية مع انهم مرتبطون بها ان فشل الدوله في احداث تغيير حيوي في مجتمعها فانه يتضمن بالضرورة فشلها في احداث اي تغيير يذكر للعالم من حولها فتبدا بمحاولة ابراز تمدن مجتمعاتها للخارج من خلال القيام بأعمال مشابهه لما تقوم بها المجتمعات المتحضرة وعادة مايكون هذا البروز بالشكل الخارجي فقط كالقيام بمشاريع بناء عملاقة وغيرها من المظاهر العمرانية الاخرى كالابنية العصرية والطرقات والكهرباء اضافة الى الفنون وحتى تنظيم مسابقات رياضية عالمية كبرى او معارض خاصة بالتقتيات وغيرها كي توهم الرائي من بعيد انها تملك مجتمعا متحضرا انهم بذالك ينشئون قفصا ذهبيا يلمع من الخارج غير ان من يسكنه مجردطائر مهما كان جميل الا انه لايستطيع التحليق مع اقرانه ولمحاولة اللحاق بهم فانه يقوم بالتغريد طويلا لمحاولة جذب الطيور اليه والتي تلفتت نحوه احيانا كي تأخذ ما حوله من طعام او تهديه قطعة من ريش يتبختر بها ليقنع نفسه انه مهم ان هذه الدول بمجتمعاتها في الوقت الذي لاتستطيع الاستمرار بدون تلك السلالم الا انها تحاربها بشكل مباشر اوغير مباشر وهي تتناسى في بعض الاحيان انها لاتستطيع الصمود لحظة بدون مؤسسي هذه السلالم وكثيرا مانرى ذالك النوع من السذاجة الدائمة في التفكير والمتمثل مثلا بمقاطعة منتجات هذه الدوله او تلك على اساس ان هذه الدول اذا ما قوطعت منتجاتها فكانها لاتقوى على الاستمرار والسؤال الذي يلح هنا هل تفكير الدوله هوجزء من تفكير مجتمعها ام ان المجتمع يفكر بطريقة مختلفة عن دولته ام كليهما يفكر بشكل منفصل عن الاخر وبالتالي هنالك مجتمعات متعدده داخل الدولة تنجمع ظاهريا مع انها مفككة من الداخل مما يؤدي الى هشاشة الدولة او ربما تكون الدولة ليست انعكاس مباشر لابنائها بل الى زعمائها فماذا لوكانت تملك اكثر من زعيم على سجادة واحدة وكل زعيم يعتبر مجتمعه هي دولته....

#عبدالرزاق_تركي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات