وحدة الأديان ممكنة ! جارودي نموذجا.

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 02:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

قبل أيام شاهدت عبر قناة الجزيرة الإخبارية الناطقة باللغة العربية - على أساس أنني أشاهدها بلغات متعددة ! ماعلينا ، - شاهدت تقريرا إخباريا رائعا عن محاولة بناء مسجد وكنيسة على أرض واحدة في الأراضي المقدسة في فلسطين ، هزني ذاك التقرير وأذكر أنني سرحت بالفكرة بعض وقت متأملا الفكرة ، واذكر أيضا أنني منذ فترة ليست بالبعيدة قد شاهدت برنامجا وثائقيا عن صلوات مشتركة لجماعة هم يقولون إنهم مسلمون ومسيحيون بذات الوقت ! بمعنى أنهم يجمعون المعتقدين معا بطقوسهم وشعائرهم التعبدية بصيغة معينة ، فهل وحدة الأديان بل والمذاهب يمكن تحقيقها ؟! أنا شخصيا أرى إمكانية ذلك وسأسعى بكل طاقة وجهد لنشر هذه الفكرة لكن ما يزعجني أن بلدي هو الوحيد في العالم كله الذي يخلو من دور عبادة لغير المسلمين !! بل إن إخوة الوطن من أتباع مدرسة أهل البيت الكرام من المواطن شيعة الإمام علي بن أبي طالب ومحبيه ومريديه من المواطنين شركاء الهم والوطن هم أيضا محرومون من بناء حسينيات للذكر والقراءة والتعبد وإقامة طقوسهم وشعائرهم الخاصة بكل حرية وإطمئنان ! ناهيك عن إخوتنا الصوفيين والكرام الإسماعيليين !! فكيف يستقيم حلمي بإقامة كنائس لإخوة الإنسانية المسيحيين مواطنين كانوا أم إخوة كرام وافدين !! وكيف أيضا أحلم بوحدة أديان ومذاهب والحالة هذه ؟!! هو حلم سأضع بذرته بمعية كل أخ إنسان يؤمن بحرية أخيه الإنسان ولا يهمني من سيحصد ثمرتها ومتى هو موعد حصادها ؟!! ؛ قبل سنوات قرأت سيرة الفيلسوف الفرنسي الكبير روجيه جان شارل جارودي والذي عمر قرنا إلا عام واحد فقد توفي عن عمر 99 سنة ، هذا الرجل العظيم ولد لأبوين ملحدين وفي سن 14 من عمره اعتنق المسيحية ، وبعد سنوات انضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي ، - البعض قال كان يهوديا ثم اعتنق المسيحية لكنني لم أجد أدلة قاطعة بل ما قلته بخصوص إلحاد والديه رغم أن البعض أكد مسيحية أمه وكانت من الطائفة الكريمة الكاثوليك - وفي أثناء الحرب العالمية الثانية اعتقل الفيلسوف في الجزائر فتعرف وقرأ عن الإسلام وبعد عقود اعتنق الإسلام ؛ الرجل تنقل بين أديان وفلسفات شتى ؛ وفي العقدين الأخرين من عمره تبنى فلسفة إنسانية رائعة وهي تقوم على أساس الدين الإبراهيمي ، هي دعوة وحدة أديان بصبغة إنسانية محضة من المحبة والتكاتف الإنساني بين الأديان الكتابية ، ولم يستثني حتى الماركسيين وبقية المعتقدات الأخرى ، يقول فيلسوفنا العظيم : أنا جئت للإسلام بعد مسيرة طويلة تنقلت فيها بين الفلسفة المحضة والمسيحية والماركسية ، وانتهيت إلى الإسلام دون التخلي عن اعتقاداتي الخاصة وقناعاتي الفكرية ، لأن إنتقالي إلى الإسلام لا يعتبر انقطاعا من ماض ، بل هو تواصل لذلك الماضي الطويل الذي عشت فيه تجارب كثيرة ، والدين الذي أنا عليه اليوم هو توفيق بين الإسلام وما سبقه من ديانات ، وكوني أصبحت مسلما فهذا لا يعني أني تخليت عن اعتقاداتي الدينية والفلسفية السابقة ، انتهى النقل ، والرجل في أواخر سني عمره أنشأ متحف قرطبة للحضارة الإسلامية في أسبانيا ، وعقد مؤتمرا دينيا إبراهيميا وأسند رئاسته بالتساوي إلى ثلاث شخصيات إسلامية ومسيحية ويهودية ؛ ما أروع إيمان وإنسانية الرجل وصدق دعوته ومحبته فهل سينضم لي في تبني فكرته ومواصلة تحقيق حلمه آخرون ؟!!! .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات