عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 01:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقدح كثير من السلفيين في الإنجيل الشريف زاعمين إحتواء الإنجيل الشريف على سفر باسم سفر السلامات ! وسواء كان قدحهم عن جهل أم تهكم بسخرية عن سبق عمد فإنه لا يوجد في الإنجيل الشريف سفر يحمل مثل هذه التسمية ألبتة ؛ هم يقصدون بعض الرسائل التي تبدأ بالسلام أو تحتوي جنابتاتها أو خواتيمها ؛ والعجيب أن القرآن الكريم نفسه وردت مفردة السلام في مئة وأربعين موضعا وبصيغ وسياقات متعددة في منتصف السور وأواخرها ! سلام من الله أو سلام من أنبياء على أنفسهم ؛ مثل : سلام على إلياسين وقراءة آل ياسين ، هذا سلام من الله لنبيه وﻵ-;-ل نبيه ، ومثل : والسلام علي يوم أموت.. سلام من نبي على نفسه ، بل الملائكة أيضا ترحب وتسلم بشهادة القرآن الكريم أيضا بمواضع متعددة ومختلفة ؛ وكذلك الخزنة من الملائكة ، وبعض الملائكة تقول : لا مرحبا !! ومرحبا صيغة سلام ابتداءا !! وتحية ! إذن لا وجه كتابي ولا دليل عقلاني يسوغ تهكم وقدح أولئك ، والآن صديقي القارئ الكريم والعزيز نأتي للإنجيل الشريف ، في كل رسائل بولس نجد صيغة سلام وتحايا استفتاحية وختامية تقريبا ، كذلك نجدها في رسائل بطرس الرسول ويوحنا ، أولا : سبق لنا إيضاح الفرق في المفهوم في الوحي الإلهي بين المفهوم الإسلامي والإيمان المسيحي ، ثانيا : الرسائل ليست تشريعات أو شرائع قدر ما هي إرشاد للأفضل في التعليم والسلوك لهذا ليس فيها صيغة أمر بفعل أو نهي ، بل في واقع الأمر السلام فيها إنما هو امتثال التلاميذ والرسل لوصايا وأقوال وأفعال وسلوكيات السيد المسيح نفسه ! لاحظ معي الآية الشريفة التالية من الإنجيل الشريف برواية البشير لوقا إصحاح 10 آية 5 : وأي بيت دخلتموه فقولوا اولا : سلام لهذا البيت ، فالرسل كانوا يؤكدون تعليما وصايا السيد المسيح هذا من جانب ومن جانب آخر هذه التحايا وبعث السلام لأشخاص بعينهم إنما هو بواقع الأمر تكريم لهؤلاء لعظم خدمتهم وجهادهم بالكلمة ، فكان ذكرهم لغرض المبالغة في التكريم والثناء وبيان فضلهم وقدرهم وتخليد ذكراهم وليكونوا نبراسا وقدوة لمن بعدهم ناهيك عن إبراز حقيقة مهمة وهي تكريم المرأة بأزهى صورة وتأكيد دورها في الخدمة أسوة بالرجل دون تمييز ! فلا فرق بين المرأة والرجل في الإيمان والخدمة وليست تنقص عنه وزنة أو إيمانا أو عقلا !! فتخصيصها في التحية والسلام مثل الرجل دليل مساواتها معه بما ذكرناه آنفا ؛ بل القرآن الكريم نفسه ذكر صيغ سلام لرسل بعينهم دون سواهم فما المشكلة إذن ؟! ولماذا اصطناع تهكم ينم عن جهل من يرده ؟!!!
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟