الثالوث المريمي بين القرآنيين والسلفيين !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 17:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

صديقي القارئ الكريم لعلك تذكر أنني قلت في مقالة سابقة إن العرب الوثنيين توارثوا ثالوثا وثنيا قبل الإسلام وهو أنهم كانوا يعتقدون أن القمر هو الأب والشمس هو الأم والزهرة - النجم الثاقب - هو الابن ، وسبق لي أيضا إثبات تحريف عقيدة الثالوث المقدس التي يؤمن بها إخوة الإنسانية المسيحيون قبل ظهور السيد المسيح ، فبين آدم وظهور السيد المسيح حرفت أمم وشعوب معنى الثالوث المقدس الجامع لوحدانية الإله دون تعدد ، وأن كل أمة أو شعب كيفت ورسمت واعتقدت بثالوث يتواكب وظروفها وخدمة سلطانها وإخضاع شعبها من قبلها سلطتها بإستغلال الثالوث المقدس وجعله بهيئة يخدمها وإن حرفت وبدلت ، وأثبتنا منطقا وبالبراهين التأريخية وذكر نماذج لذلك ، ولعل من نافلة القول أن نزيد بمسألة تواتر اصطلاح ومفهوم الثالوث المقدس بين كل الأمم القديمة وشعوبها وأخذ صورا متعددة ومختلفة في الاستغلال والتطويع بما ويتواكب مع أحوالها وسمت ذلك كله ورابطه وقاسمه المشترك تحريف الثالوث المقدس وجعله يأخذ صورة من الهرطقة والوثنية المخالفة لما أوصى به آدم ذريته وعقبه وتناقلته الأجيال الأولى من نسله ، فعمت الوثنية عقب تطويعه ليخدم هذه السلطة أو تلك عبر كل الممالك والإمبراطوريات القديمة من الصين حتى مصر الفرعونية وممالك الهند القديمة ومرورا بالآشوريين والبابليين وما قبل وبعد مملكة سبأ في اليمن ، ولهذا غلبت الوثنية وتفشت كثقافة عقائدية بهذا الجانب ومن الطبيعي أن يعرف العرب قبل الإسلام والجزيرة العربية الثالوث الوثني والذي لا علاقة له بما قاله آدم أو ترسخ بعصر السيد المسيح ، إذن العرب عرفوا الثالوث الوثني كما قلنا ، ومن الهراطقة كانت هناك فرقة تسمى وتعرف بالفرقة المريمية وهم ابتداءا كانوا وثنيين من الذين توارثوا الثالوث الوثني الذي أشرنا له آنفا وكانوا في جزيرة العرب وقسم منهم من القبائل العربية ومتداول بينهم أيضا ومعروف معتقد الثالوث الوثني الفلكي أو الكواكبي والذي سبق لي معالجته بمقالة سابقة ، وثالوث الوثنيين من العرب وغير العرب من أركانه وجود الأم ومن هنا انتشرت هذه الهرطقة الوثنية بينهم وتم تحريف حقيقة الثالوث المقدس وفق الإيمان المسيحي بجعلهم الصديقة مريم العذراء ركنا ثالثا فيه فخالفوا صحيح الإيمان المسيحي والكتاب المقدس فهرطقوا وصاروا وثنيين بإمتياز ، وهذه الفرقة المريمية هي فرقة عربية وسكنت الجزيرة العربية سواء في سواحلها الشرقية أو وسطها ، وبعض العرب الرحل الذين يؤمنون بالثالوث الكواكبي اعتنقوا المعتقد المريمي فجلوا الآب والأم والابن وفق ما كانوا يعتقدون بالقمر والشمس والزهرة ولهذا نعتوا بالمريميين ، وهنا قد يسأل أحدهم : هل القرآن الكريم بتحدثوا عن تعدد الآلهة بسياق قدحه بالثالوث قصد ثالوث المريميين ومن معهم مما كان يعتقد بالثالوث الكواكبي ؟!! سؤال أحدهم نحيله لإثنين من الأطراف هذه المرة !! الطرف الأول السادة الكرام القرآنيون ولهم حضور قوي وقراءة في موقع الحوار المتمدن ولا شك بذلك بوجود الأب الروحي ومعلمهم الاستاذ صبحي منصور وموقعه الفرعي المعروف ، والطرف الثاني ممن نوجه لهم سؤال أحدهم السادة الكرام من القراء الأعزاء السلفيين لعلل الجميع يظفر بجواب شاف ومقنع .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل