حكم السلفيين بأطفال الكفار المتوفين !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

للإنصاف صديقي القارئ الكريم تخبط السلف الصالح بحكمهم على الذين يتوفون ويموتون وهم أطفال من غير المسلمين والذين هم كفار حسب وصفهم مرده تناقض الآحاديث بهذا الشأن ! وإن كان الشيء بالشيء يذكر فإنه من المستغرب أيضا أن يشهد النبي بمصير أمه وأبيه وأنهما في النار !! فتبعا للنصوص الإسلامية هم من أهل الفترة وهؤلاء لهم حكم معروف مشهور تبعا أيضا لنصوص بهذا الشأن ، وإليك صديقي القارئ الكريم حكم ورأي الشيخ ابن باز مفتي السعودية السابقة باأطفال غير المسلمين الذين يموتون قبل البلوغ أو بعد ولادتهم وهم رضع أو بعمر دون الخامسة مثلا ، وفق ما نقله الشيخ محمد صالح المنجد - أعتقد أنه سوري الجنسية يقيم في السعودية من عقود - قال المنجد : وأما حال أطفالهم الذين ماتوا في الصغر ، فسئل عنهم الشيخ عبدالعزيز بن باز فقال : إذا مات غير المكلف بين والدين كافرين !! فحكمه حكمهما في أحكام الدنيا ! فلا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين - حتى الأطفال لم يسلموا من داء التكفير والتحقير عن أتباع ابن تيمية وابن عبدالوهاب !! ما علينا ، - ويكمل ابن باز قائلا : أما في الآخرة فأمره إلى الله سبحانه ، وقد صح عن رسول الله أنه لما سئل عن أولاد المشركين قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ، رواه البخاري ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن علم الله فيهم يظهر يوم القيامة ، وأنهم يمتحنون كما يمتحن أهل الفترة ونحوهم ، فإن أجابوا إلى ما يطلب منهم دخلوا الجنة ، وإن عصوا دخلوا النار ، وقد صحت الأحاديث عن النبي في امتحان أهل الفترة يوم القيامة ، وهم الذين لم تبلغهم دعوة الرسل ومن كانىفي حكمهم كأطفال المشركين ، لقوله عز وجل " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ، وهذا القول أصح الأقوال في أهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الدعوة الإلهية ، وهو إختيار شيخ الإسلام ابن تيمية !!! وتلميذه العلامة ابن القيم وجماعة من السلف ، انتهى النقل ، والآن صديقي القارئ الكريم من فضلك إقرأ بتمعن وروية ما يلي وهو كلام فضيلة الشيخ الدكتور سفر الحوالي وأنقله بالنص من موقعه الرسمي في الإنترنت : أطفال المشركين في الدنيا نقول : أولا : نفرق بين أطفال المسلمين وأطفال المشركين !! - ليش ؟!! ماعلينا ، - فأطفال المسلمين في الجنة ، أما أطفال المشركين فأرجح ما قاله ابن تيمية !! ، انتهى النقل بتصرف محدود ، هل لاحظت صديقي القارئ الكريم ؟! رمزان من مشائخ السلفية السعودية اتبعا رأي ابن تيمية !! وسنرد على ابن تيمية بكلام العقل ومنطق العدل : أولا تخصيصكم لأبناء المسلمين بدخول الجنة دون معيار الإختبار إياه تخصيص باطل مردود عليكم لبطلان منطقكم ومنطق ابن تيمية ! فلو سلمنا جدلا بمنطق استدلالكم بعلة إختبار أطفال من أسميتموهم كفارا ومشركين فإنه من السهولة بمكان القول أيضا أنه ربما الطفل المسلم لو عاش لتنصر أو ألحد أو كفر وفق وصفكم !! وتأريخكم خير مثال وأوضح برهان بمئات الأمثلة من قدماء المسلمين ومن أبوين مسلمين تنصروا أو أنتم وفق كتبهم ومؤلفاتهم حكمتم بكفرهم وزندقتهم !! ثم من شروط التكليف البلوغ والطفل لم يبلغ فليس بواجب عليه شيء ليحاسب ثوابا أو عقابا !! ثم كيف يكون العدل الإلهي والحالة هذه ؟!! يحرم من الحياة الدنيا ثم يخضع لامتحان في الآخرة ؟!! ثم بين وفاته وقبره والآخرة حياة برزخ وفق مفهومكم بعذاب القبر ونعيمه فهل يعذب الطفل الصغير ويسأل من ناكر ونكير ؟!! أو ينعم !! ، وأيضا القرآن الكريم يقول : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا !! والطفل لا يعي ولا يعقل رسالة الرسل فهل سيبعث الله له رسل يوم القيامة ؟! ولو سلمنا لكم بأنه يعقد له امتحان فهل عاش دهرا لتكو عنده الفرصة الكافية مثل من عاش بهذه الحياة ؟! ، وسؤالنا للسادة السلفيين الكرام : هل من العدل الإلهي حتى مجرد الامتحان للطفل وهو لم يبلغ سن التكليف أصلا لا دنيا ولا أخرة ؟؟!

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل