أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - صرخة انثى بوجه الحجاب














المزيد.....

صرخة انثى بوجه الحجاب


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 23:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقول الروائية والباحثة الأنثروبولوجية الأيرانية شاهدورت جافان :(( تحجبت طوال عشر سنوات . كان الأمر الحجاب أو الموت. لهذا فأنا اعرف عما أتحدث . بعد الكارثة التاريخية التي شهدها العام 1979 . احتل الأسلام وفروعه مكانا بارزا في منظومة ايران التربوية ، التي أَصبحت إِسلامية جذرياً ، منذ المدرسة الأبتدائية حتى الجامعة ايا كانت نوع الدراسة ، بمواضيعها الإلزامية التي لا تنضب: سور القرآن وتفاسيرها، والأحاديث، والشريعة، والمذاهب الإسلامية، والأخلاق الإسلامية، والمجتمع الإسلامي، والنظرة الإسلامية إلى العالم. وكان الشعار الذي يقرع الأسماع على مدار السنة: «ما الفائدة من العلم إن لم يكن في خدمة الإسلام»؟ كنت تلميذة مجتهدة. مَرَّ عليّ زمن كان باستطاعتي أن أصبح إماماً أو آية الله، لو وجد مكان للنساء في هذه الأمور.
قُمِعتُ منذ الثالثة عشرة إلى الثالثة والعشرين من عمري، محكومة بكوني مسلمة، خاضعة ومسجونة تحت سواد الحجاب. من الثالثة عشرة إلى الثالثة والعشرين. ولن أسمح لأيٍ كان أن يقول إنها كانت أجمل سنوات حياتي.
ليس بوسع من يعيشون في البلدان الديمقراطية أن يعرفوا كيف تغدو الحقوق، الطبيعية جداً في نظرهم، أمراً لا يمكن تصوره في الأنظمة الدينية الإسلامية. كنت أستحق، كما كل كائن بشري، أن أولد في بلد ديمقراطي، فلم أحظ بهذا النصيب، لذلك وُلدتُ ثائرة ناقمة. ولكن ما هو هذا الحجاب، وماذا تعني سُكنَى جسدٍ مُحَجَّبٍ؟ وأن أكون محكومة بالحبس في جسد مُحَجَّب لأنه مؤنث؟ من له الحق بالكلام في هذا الشأن؟
كنت في الثالثة عشرة عندما فُرض القانون الإسلامي على إيران تحت سيطرة الخميني العائد من فرنسا مع بركات كثيرين من المفكرين الفرنسيين، الذين قَرَّروا، مَرَّةً إضافية، كيف ينبغي أن تكون حرية غيرهم ومستقبلهم. وأفاضوا، أيضاً وأيضاً، بإلقاء المواعظ الأخلاقية وبإعطاء الدروس السياسية. وفشلوا مرة أخرى في رؤية ما هو قادم، ولم يفهموا شيئاً. كما أنهم نسوا، مرة أخرى، كل شيء، وتهيأوا ـ تعضدهم أخطاؤهم السالفة ـ لكي يرصدوا المحنَ التي تنزل بالآخرين دون أن يخشوا عقاباً ولا عاقبة، ولكي يتألموا بالوكالة، مع احتمال القيام ببعض المراجعات المؤلمة، في اللحظة المناسبة: مراجعات لا تمس راحة ضمائرهم ولا كبرياءهم وغطرستهم. يتكلم بعض المفكرين الفرنسيين نيابة عن الآخرين بكل طيبة خاطر. وها هم اليوم يتكلمون مكان اللواتي لا نستمع إليهن ـ هذا المكان الذي ينبغي لأي كائن سواهن أن يكون له القدر الكافي من اللياقة كيلا يحاول احتلاله. إن هؤلاء المثقفين يواصلون على الطريق نفسه ويُوقّعون ويُقدّمون العرائض. يتكلمون عن المدرسة، حيث لم يضعوا أقدامهم منذ مدة طويلة، وعن الضواحي التي ما سكنوها قط، وعن الحجاب الذي لم يقيموا تحته أبداً. ويضعون الخطط ويدبّرون وينظّمون، ناسين أن من يتكلمون عنهن موجودات، يعشنَ في فرنسا، بلد القانون، وأنهن لسن موضوع مبحث أو معالجة مسهبة، ولا نتاج حصيلة جمعية توضع في متن مؤلف من ثلاثة أقسام. فهل سيمتنعون نهائياً عن تبليط جحيم الآخرين بحسن نواياهم، جاهزين لفعل أي شيء ليشاهدوا اسمهم في ذيل مقال في صحيفة؟
أيستطيع هؤلاء المفكرون إعطائي جواباً؟
لماذا تُحَجَّبُ البنات، والبنات فقط، المراهقات ذوات الستة عشر عاماً، والأربعة عشر، والصغيرات ذوات الإثني عشر عاماً، والعشرة والتسعة والسبعة أعوام؟ لماذا نُغَطّي جَسَدَهُنّ وشَعرَهن؟ ماذا يعني فعلاً حجاب البنات؟ وما الذي يحاولون ترسيخه فيهن وطبعه ببطء في أذهانهن؟ ذلك أنهن في البدء لم يَخْتَرن الحجاب. بل حُجِّبْن. وكيف يَعِشْنَ، ويَسْكُنَّ جسدَ مراهقة محجبة؟ وعلى كل حال، لماذا لا يُحَجَّب الصبيان المسلمون؟ ألا يمكن أن تثير أجسامهم وشعورهم رغبة البنات؟ إلا أن البنات لم يُصنََعْنَ ليملكن الرغبة الجنسية، إنهن في الإسلام أداة لشهوة الرجال فحسب. ألا نُخفي ما نَخجلُ منه؟ عيوبَنا، ونقائصَنا، وتقصيراتِنا، وضعفنا، وحرماناتنا، وشذوذنا، وتشوهاتنا، وعَجْزنا، ودناءاتنا، وخَوَرنا، وأخطاءنا، ودونيّتنا، وخمولنا، وهشاشتنا، وأخطاءنا، وخِداعَنا، وجرائرنا، وآثامنا، وسرقاتنا، واغتصاباتنا، وخطايانا، وجرائمنا؟
منذ ولادة البنت عند المسلمين، تعتبر عاراً ينبغي ستره، لأنها ليست ولداً ذكراً، وهي تُمثّل في ذاتها النَقْصَ والعَجْز والدونية… وتُعتَبر أداة كامنة للجنوح. وإلى خطيئتِها تعود كل محاولة لممارسة الفعل الجنسي يقوم بها الرجل قبل الزواج. وهي أداة الاغتصاب المُحتَملة وأداة الخطيئة وزنا المحارم، بل والسرقة، لأن الرجال يستطيعون سرقة حيائها بنظرة مجردة. وباختصار، هي الإثم مُشَخّصاً، لأنها تخلق الرغبة الجنسية، وهذه الرغبة نفسها آثمة عند الرجل. تشكل البنت تهديداً دائماً للمبادئ والأخلاق الإسلامية. إنها أداة الجريمة المُحْتَملَة، مذبوحة بيد الأب أو الإخوة من أجل غَسْل الشرف المُلَطَّخ. ذلك أن شرف الرجال المسلمين يغسل بدم البنات.)) هذه الكلمات ايها الأخوة كلمات سيدة ايرانية مسلمة عالمة باحثة مثقفة معروفة أطلقت صرختها في وجه النظام الأيراني الثيوقراطي المجرم وبوجه هذه العقيدة الأجرامية التي تحتقر المرأة .. هذا النظام الذي جثم على صدر الشعب الأيراني منذ سنة 79 والذي فرض نموذجه الأسلامي البدوي المتخلف وابتداء أول ماابتدأ بفرض الحجاب (( هذه البقرة المقدسة )) التي تمسك بتلابيبها كل الأسلاميين... المـــــــــــصــــــــــــــدر : (( كتاب فليُنزع الحجاب ، تأليف : شاهدورت جافان ، ص 3 _ ص 4 ، ترجمة : فاطمة بالحسن ، مراجعة : الهام سعد الله ، الطبعة الأولى لسنة 2005 ، بموافقة من وزارة الأعلام السورية تحت الرقم : 79602 ، الناشر : دار بترا للنشر والتوزيع , دمشق ))



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور مفهوم الذبائِح الحيوانية في المسيحية
- تطور مفهوم الذبائِح الحيوانية في اليهودية
- دي گولديني مادونا
- العذراء تُطِلُ من بوليفيا حاسرة الرأس
- لقد أَضحكني عُثمان حتى بَدَت نواجذي
- الإيقونات والأَعمال الفنية وعلاقتها بالحجاب
- تعقيباً على مسأَلة الحجاب والمسيحية
- العاهات النفسية المُحمدية
- خفوت نبرة النصر الإلهي
- ماذا يقول الأَلمان عن الإِخواني أَردوغان.؟!
- إِنتصارات إِلهية وهمية
- أَخلاقيات جيش الدفاع الإِسرائيلي وخصومه
- رسالة الى القيادات الأوربية على وجه الخصوص
- أخلاقيات حماس في الحرب
- الهدي النبوي في جناحي الذبابة
- يوم اغتيال الطاغية
- رسالة الى الجاليات المسيحية والأيزيدية في الخارج
- ياليتني شعرة في جلد هذا الحمار.!
- مدينة كاراماي الصينية تحظر الرموز الأسلامية.!
- منظمة حماس الأرهابية


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - صرخة انثى بوجه الحجاب