صحيح السنة يعارض القرآن الكريم فما المخرج ؟!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 26 - 19:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في القرآن الكريم في سورة الأنعام هذه الآية : ما فرطنا في الكتاب من شيء ، 38 ؛ وفي سورة المائدة آية 3 : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ، فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ، ظاهر الآيتين الكريمتين واضح لا يحتاج لإيضاح ، فكل شيء قد بان واتضح في الكتاب وأن الدين قد كمل بكمال نزول القرآن كاملا !! لكن في الأيام الأخيرة من حياة النبي وقبل وفاته هم بأن يملي على أصحابه كتابا لن يضلوا بعده وإليكم الحديث أولا : صحيح البخاري ومسلم : عن ابن عباس قال : لما حضر رسول وفي البيت رجال وفيهم عمر بن الخطاب فقال النبي : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ، فقال عمر : إن رسول الله قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا !! فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال الرسول : قوموا ، فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم ، انتهى النقل ، وفي رواية عند الحاكم في المستدرك : قال رسول الله : ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، ثم ولانا قفاه ، ثم أقبل علينا فقال : يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ، انتهى النقل ، وعلى ضوء هذه الروايات نجد أن القرآن الكريم لم يكن كافيا لمنع الضلال عن أمة الإسلام بدليل أن النبي هم بكتابة كتاب آخر غيره يعصم أمته من الزيغ وعن الضلال !! والروايات صحيحة ولا مجال للطعن بها بين الصحة أو الضعف ولا يعنينا رفض عمر ولا يعنينا اختلاف السلف بالحمى التي أصابت النبي في مرض وفاته كما قال بعض المعللين والذين برروا مثل هذه الروايات الثابتة والصحيحة ، بل يعنينا أن القرآن الكريم ووفق الآيتين اللتين أوردهما بداية حديثي قد قطعتا بكمال النعمة والبلاغ دون تفريط !! بينما صحيح هذه الروايات يناقضهما !! وهنا أيضا نورد هذه الآية الكريمة في سورة المائدة 67 : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ، فهل اجتهد النبي وبمرض موته من تلقاء نفسه دون وحي ؟! أم لعلة أخرى ؟! وكيف نزيل هذا التناقض الواضح والظاهر بين القرآن الكريم والسنة المطهرة ؟!! ولو سلمنا جدلا بتبرير بعض السلف وأنها من تأثير حمى مرض الوفاة فكيف يفكر بأمر لم يوح به ؟! ثم يتراجع عنه لاختلاف وغلط أصحابه وتنازعهم بين القبول الفوري والتأجيل حتى تحسن صحته وهو أصلا بمرض وفاته ؟!! ثم ماقصة هذا الحديث ؟! : اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ، فإن اختلفتم فقوموا عنه ، قال أبو عبدالله وقال يزيد بن هارون الأعور حدثنا أبو عمران عن جندب عن النبي ؛ هذا الحديث ظاهره يخالف ظاهر آيات كثيرة تتحدث عن أن القرآن الكريم شفاء لما في الصدور فلما الخلاف عند قراءته ؟! وهناك آيات أخرى تتحدث عن أن القرآن سبب وحدة وإخوة وتعاضد وتكاتف واعتصام بحبل الله فكيف أيضا يناقض هذا كله ؟!! هذه الأسئلة البريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب نحيلها باعتراضاتنا وإشكالياتنا العقلانية للسادة الكرام من القراء الأعزاء السلفيين وعموم الإسلاميين وبرسم الإحالة وطلب الإجابة .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات