أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - رسالة إلى سيد القصر!














المزيد.....

رسالة إلى سيد القصر!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 15:41
المحور: حقوق الانسان
    


رسالة إلى سيد القصر!

يا سيد هذا القصر،

بيني وبينك مئة مستشار، يلتف حول كل منهم مئة معاون، يلتصق بذيل كل معاون مئة مساعد، يحمي كل مساعد مئة حارس، فكيف تقرأ كلماتي؟
لو جمعت ما كتبه القلم عنك من عاشقي النيل لـَـصـَـدَمتك دهشة المعرفة، فمشاكل وأزمات ومعضلات وفواجع وكوارث أم الدنيا بين اصبعين من أصابع أبناء شعبك، لكن القصر مغلق، والمستشار في جيبه المفتاح، والمعاون يعرف كوده، والمساعد قام بتغييره، والحارس كالجدار يمنع الرؤية عن الخارج، ويحجب الرؤية من الداخل.

يا سيد هذا القصر،
أطرقُ بابك كما يفعل آلاف غيري، ونضع الفكرة تلو الفكرة، ونُحذِّر من مطب هنا، ومصيدة هناك، ونقوم بحمايتك أكثر مما يفعل المحيطون بك، وعندما يتناهى إلى سمعك صوتــُــنا يكون قد خــَــفــَـت، وبهـَـت، وضــَـعف، وفصلتنا عنك سنواتٌ ضوئية.

يا سيد هذا القصر،
أوصلك الشعب إلى القصر، وساندك وأنت على البساط الأحمر، وكانت مطالبه خجولة كأنها استجداء أو توسّل أو أنهار دموع عاشقي الوطن: حاكمهم، وطهــِّـر القضاء، واعقد بيديك حبل المشنقة، وهددهم في عائلاتهم وأحبابهم حتى يعيدوا أموال الذين أمسكوا بذراعيك لتدخل القصر بسلام.
جنود مصر ورجال أمنها ليسوا ملكية خاصة بالرئاسة ولا يتبعون الزعيم أو وزير الدفاع أو وزير الداخلية، لكنهم أبناؤنا، لذا فالثأر من قاتليهم ثأرنا، فلماذا هذا التباطؤ المهين لنا؟

يا سيد هذا القصر،
يخرجون في حضرتك واحداً وراء الآخر، أموالهم، أقصد أموالنا، تكفلهم، وتجعل القاضي يطرق خجلا: حكمت المحكمة على الثري بالعودة إلى بيته بكفالة عدة ملايين من الأموال المسروقة، وحكمت المحكمة على الفقير، ابن الكلب، بالبقاء خلف القضبان لأنه لم يسرق ليدفع الكفالة!

يا سيد هذا القصر،
قم بزيارة السجون والمعتقلات واخرج منها وفي يدك الأبرياء، فهذا أشرف من مئة قناة سويس!
امنع مكبرات الصوت، فهذا أصلح من ألف طبيب أنف وأذن وحنجرة، فمواطنوك سيصيبهم الصمم قريباً.
امنع السلفيين وأعضاء حزب النور من العبث بمستقبلنا، أو الدخول تحت قبة البرلمان، فقد أظهروا عداوتهم للوطن والنشيد والعــَــلــَــم، ومع ذلك فهم آمنون على جرائمهم في عهدك!
تحدّث ولو مرة واحدة أمام شعبك، واقسم له برحمة ربك أنك ستعيد كل جنيه.. كل قرش .كل مليم إلى الشعب ، وتعرف أن الأموال لن تعود قبل الأحكام، والأحكام لن تصدر قبل تطهير القضاء، والقضاة لن يعدلوا إلا إذا عرفوا أنك لست مدينا لهم.

يا سيد هذا القصر،
نقف معك، ونتعاطف مع أحلامك وطموحاتك ما لم تتصادم مع آمالنا وتمنياتنا وثورتنا الينايرية الطاهرة، فكيف نلتقي ورموز النجس الماضي تــُــخرج لنا ألسنتها مع انبلاج كل فجر جديد؟

يا سيد هذا القصر،
نحن أيضا نغضب ففي الغضب روح الحياة، ونتمرد ففي التمرد أوامر السماء، ونــُـتقـَـبـِّـل تراب الوطن فالوطن قبـْـلك وقبل العقائد والأديان والمذاهب، وقد سقطنا من أرحام أمهاتنا على تراب الوطن و.. ليس فوق الكتب المقدسة!

يا سيد هذا القصر،
لا تجعل رموز من جاءوا قبلك يشيرون لك على الطريق الصحيح، فكلهم، مبارك وطنطاوي ومرسي، سيبتسمون لك ويطلبون منك الولوج في طريق الشيطان.
إعلامُك بوجهين: الأول يبتسم في وجهك، والثاني يطعنك في ظهرك، فهل تنبهت، أم لم تتنبه كما جعلوك تسكت على الارهابيين وهم يمسكون أجهزة التحكم في الطاقة، وغدا في المياه، وبعد غدٍ سيتحكمون في الهواء الذي نتنفسه!

يا سيد هذا القصر،
معذرة، فقد ظننتك تستمع إليَّ، لكن المسافة أصبحت كسدرة المُنتــَـهىَ التي هي أقرب إلى صوتي من قصرك!
ومع ذلك فلك مني، حتى الآن، كل محبة إلىَ أنْ يشاء الله.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 12 سبتمبر 2014



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قِرَدة مقارنة الأديان!
- لهذا يكرهون السيسي!
- فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
- الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!
- تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
- حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!
- متى نقوم بتحنيط الصحافة المصرية؟
- الارهاب والأشباح!
- حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!
- دعوني أفرح أياماً أو أسابيع فقط!
- القاضي الحُلم!
- دافعوا عن اليهود لنربح قضايانا!
- حوار بين مرسي و .. السيسي!
- حوار بين الحياة و .. الموت!
- الوطن من الخارج أكبر!
- المشهد المصري إذا عاد مرسي رئيساً!
- مقطع من يوميات شاب رابعي!
- أرجوكم، لا تقتلوا السيسي!
- أفراح القتلة وأعراس اللصوص!
- السطريون يسيطرون!


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - رسالة إلى سيد القصر!