أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - مخملباف ينتقد العنف الذي يلي سقوط الطغاة














المزيد.....

مخملباف ينتقد العنف الذي يلي سقوط الطغاة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 12:59
المحور: الادب والفن
    


انطلقت في السابع والعشرين من الشهر الجاري فعاليات الدورة الحادية والسبعين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي وتستمتر لغاية السادس من سبتمبر 2014. وسوف يُعرض خلال أيام المهرجان 55 فيلماً روائياً ووثائقياً وقصيراً تمثل 39 بلداً. لا شك في أن محاور المهرجان مهمة برمتها وإن كان التركيز مُنصباً على المسابقة الرسمية حيث تحتدم المنافسات للحصول على جوائز المهرجان.
تحظى أفلام المخرج الإيراني محسن مخلمباف بعناية خاصة في غالبية المهرجانات السينمائية الدولية فلاغرابة أن يخصص مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الحادية والسبعين فيلم "الرئيس" الذي أنجزه محسن مخملباف ليكون فيلم الافتتاح لمسابقة "آفاق" التي تقف بموازاة المسابقة الرسمية الرئيسة للمهرجان.

البنية السردية
لم يُقتَبس فيلم "الرئيس" عن قصة معروفة أو رواية شائعة لكننا بالنتيجة نتعامل مع قصة سينمائية كتبها مخرج الفيلم بالتعاون مع زوجته مرزية مشكيني، كاتبة السيناريو والمصورة والمخرجة السينمائية المعروفة التي سبق لها أن أخرجت أفلاماً سينمائية مهمة مثل "اليوم الذي أصبحت فيه امرأة" و "كلاب ضالة" وغيرها من الأفلام الأخرى التي يعرفها متابعو هذه المخرجة التي أنجبت مع مخملباف عائلة سينمائية تتألف من مخرجتين مشهورتين ومصور معروف وهم سميرة وهانا وميسم.
لا تقوم بنية الفيلم على حكاية متخيلة على الرغم من تسلل الكثير من اللمسات الخيالية إلى بنية النص القصصي. أن تأكيدنا على وجود القصة السينمائية متأتٍ من أن بنية الحكاية سطحية أو أفقية على نحو أصحّ، بينما بنية القصة عموماً، أية قصة هي بنية عميقة أو عمودية إن جاز لنا التعبير، ذلك لأن الأخيرة فيها "سبب ونتيجة"، بينما تفتقر الأولى إليهما معاً، أي أن السرد الحكائي هو سرد أفقي يتحرك على السطح دائماً ولا يقدّم لنا أسباباً ونتائج منطقية تُرضي الذهنية البشرية المتعارف عليها.
من هنا فإن مخملباف ومرزية لا يهدفان إلى سرد حكاية شعبية أو أسطورية، وإنما يقصان قصة، أو يرويان رواية بالمعنى الأوسع، وقد أرادا لها منذ البداية أن تكون قصة أو رواية عالمية لا تخص بلداً بعينه، ولا تستهدف دكتاتوراً بحد ذاته. يا تُرى، هل نجح الكاتبان في تحقيق هذا الهدف الكبير الذي لا يخلو من تعقيدات شائكة، وتحديات تحتاج إلى مبدعين يحفرون أسماءهم بقوة في ذاكرة الناس الجمعية؟

الثيمة الرمزية
لقد أحسن الكاتبان اختيار الثيمة القصصية أول الأمر بحيث جعلاها مقنعة جداً، كما أنها تنطوي على نقدٍ لاذع، وشجاعة نادرة، خصوصاً وأن رأس مخملباف، أو رؤوس أسرته برمتها مطلوبة من قبل الحكومة الثيوقراطية المستبدة في إيران التي لم تكف عن محاولاتها الهمجية في القبض عليه أو تسميمه، أو اغتياله إن سنحت لها الفرصة.
تتجسّد قصة الفيلم بهرب الرئيس المستبد بعد الثورة عليه والإطاحة بحكمه الدكتاتوري، الأمر الذي اضطره للتنكر بزي موسيقي جوال يجوب البلاد التي حكمها بالحديد والنار على مدى سنوات طوالا، فيلمس عن كثب حجم المعاناة والآلام والعذابات التي سببها هو وجيشه وبطانته المقربة منه إلى شعبه المغلوب على أمره.
لا تكمن أهمية الفيلم في عرض هذه الثيمة التي باتت شائعة ومألوفة في غالبية البلدان التي تحكمها أنظمة دكتاتورية مستبدة، ولكن الأكثر أهمية في هذا الفيلم هو معالجة المخرج لمرحلة ما بعد الثورة حيث يعمّ العنف، وتتغلب الفوضى، ويسود التطرّف إلى الدرجة التي يصبح فيها الثوار هم الضحايا الجدد. وقد صرّح مخملباف غير مرة بأن أهمية هذا الفيلم تكمن في نقد العنف أكثر من نقده للدكتاتورية نفسها.
لا شك في أن هذا الفيلم يحمل بصمات واضحة من ثورات الربيع العربي حتى أن بعضهم قد قارن بين نهاية الدكتاتور في هذا الفيلم وبين المَشاهِد الأخيرة لمقتل الرئيس معمّر القذافي على الرغم من أحداث الفيلم التي صورت في جيورجيا تدور في دولة من دول القوقاز.
خلاصة القول إن مخملباف يرى أن الحكام الذين جاؤوا بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية هم أكثر سوءاً من سابقيهم ويمكن التأكد من عدد القتلى الذين أبادتهم الثورات الجديدة هو عشرة أضعاف ما أبادتهم الأنظة المستبدة السابقة وربما تكون العراق وليبيا هما خير أنموذج لما فعله الطغاة الجدد سواء بشعبهم أم بخصومهم الفكريين ومناوئيهم السياسيين.
أنجز مخملباف أكثر من عشرين فيلماً روائياً ووثائقياً، كما فاز بخمسين جائزة عالمية وأبرز أفلامه "راكب الدراجة"، "وقت للحُب"، "لحظة براءة"، "طعم الديمقراطية"، "قندهار"، "الرجل الذي جاء مع الثلج" و "الجنائني".



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة البريطانية مارلو موس ونأيها عن الشهرة
- التزامات الحكومة العراقية الجديدة
- مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الحادية والسبعين
- رحيل المخرج البريطاني ريشارد أتنبره
- رؤية عبد المنعم الأعسم للإصلاح والفكر الإصلاحي في بلد مضطرب
- بليندا باور تفوز بجائزة هاروغيت لأدب الجريمة
- كينغ روبو وحروبة الفنية على الجدران
- متوالية الأقنعة في رواية -أقصى الجنون . . الفراغ يهذي- لوفاء ...
- أنتلجينسيا العراق بين الماضي والمستقبل تحت مجهر سيّار الجميل
- حركة السوبر ستروك ومضامينها الفنية
- الشخصية الأسطورية في الفيلم الوثائقي الإيراني
- تقنية الإبهار في فيلم أمازونيا لتييري راغوبير
- مقبول فدا حسين. . أهدى حبيبته ثمانين لوحة لكنه لم يحظَ بالزو ...
- قراءة نقدية في كتاب سينما الواقع (2-2)
- قراءة في كتاب سينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- الفنانة لويز بورجوا تغرف من سيرتها الذاتية
- أكراد سوريا وثورتهم الصامتة
- المخرج الأميركي جون فافرو يقتبس -كتاب الأدغال-
- ملاعق ليست للأكل وإنما لتشويه الأعضاء الحسّاسة!
- زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - مخملباف ينتقد العنف الذي يلي سقوط الطغاة