أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - رحيل المخرج البريطاني ريشارد أتنبره














المزيد.....

رحيل المخرج البريطاني ريشارد أتنبره


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 13:29
المحور: الادب والفن
    


اعتبر الكثيرون في الوسط الثقافي البريطاني أن رحيل الفنان والمخرج البريطاني ريتشارد أتنبره هو خسارة كبيرة للوطن لكن عزاءهم الوحيد أن هذا المبدع الكبير قد خلّف إرثاً فنياً كبيراً على صعيد التمثيل والإخراج والإنتاج. فقد اشترك في تمثيل 64 فيلماً طويلاً لعل أبرزها "برايتون روك"،"الهروب الكبير"،و "الحديقة الجوراسية". كما أخرج 12 فيلماً روائياً شكّلت بصمة خاصة في المشهد السينمائي البريطاني من بينها "ونستون الشاب"، "غاندي"، "شابلن" إضافة إلى أفلام أخرى لن تغادر ذاكرة محبّي هذا المخرج المبدع الذي حصد خلال حياته الفنية جائزتي أوسكار، وأربع جوائز بافتا، وأربع جوائز غولدن غلوب . وجدير ذكره أن أتنبره قد ساهم في إنتاج 13 فيلماً مهماً نذكر منها "في الحب والحرب" و "البومة الرمادية" وسواها من الأفلام المعروفة محلياً وعالمياً.
توالت التصريحات إثر وفاته من كبار الشخصيات الفنية والسياسية حيث أعرب الفنان بِن كينغسلي عن أسفه لرحيل هذا الفنان الكبير وقال: "إنه يفتقده كثيراً". أما ديفيد كاميرون فقد قال في تغريدة له: (إن تمثيله في "برايتون روك" كان رائعاً، وإخراجه لفيلم "غاندي" كان مذهلاً. كان أتنبره واحداً من عظماء السينما). فيما قالت الممثلة الأميركية ميا فارو: "كان ريتشارد أتنبره الرجل الألطف الذي لم أحظَ بشرف العمل معه".

سِير العظماء
يستنتج المتابع حتى من المشاهدات والقراءات العابرة أن أتنبره مولع باالسِير الذاتية للعظماء ولعل فيلم "ونستون الشاب" الذي أُطلق عام 1972 هو خير دليل على ما نذهب إليه حيث يرصد هذا الفيلم حياة ونستون تشرشل في مراحل متعددة. يركز الفيلم في القسم الأول منه على الحياة المدرسية غير السعيدة لونستون تشرشل حتى وفاة أبيه. فيما يغطي القسم الثاني خدمته كضابط في سلاح الفرسان في الهند والسودان، وصولاً إلى القسم الثالث الذي يتم فيه انتخابه للبرلمان في سن السادسة والعشرين. وقد جسّد دوره الفنان البريطاني المعروف سيمون وورد وتألق فيه.
ومثلما تحضر الحرب بقوة في الفيلم السابق فإن فيلم "جسر بعيد جداً" يقوم عليها أيضاً، إذ يحكي هذا الفيلم فشل عملية "ماركيت غاردن" خلال الحرب العالمية الثانية، ومحاولة الحلفاء لاختراق خطوط الدفاع الألمانية والسيطرة على عدد من الجسور في هولندا المحتلة بهدف الالتفاف على القطعات الألمانية.
وعلى الرغم من تمحور فيلم "صرخة الحرية" على سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وتركيز المخرج على الأحداث الحقيقية للناشط السياسي ستيف بيكو الذي يبرع في أدائه دينزل واشنطن إلاّ أن ثيمة الفيلم تتشظى كثيراً لتطال الفساد السياسي، وترصد تداعيات العنف في سبعينات القرن الماضي.
تتكرر السيرة الذاتية في فيلم "غاندي" الذي يعتبر بحق "تحفة فنية نادرة" حيث يتناول الفيلم شخصية المهاتما غاندي في لحظة حاسمة حينما يُقذف به من قطار مخصص للبيض في جنوب أفريقيا عام 1893، وينتهي باغتياله وشعائر دفنه عام 1948. وعلى الرغم من ممارسة غاندي للشعائر الهندوسية إلاّ أنه كان يتقبّل الديانات الأخرى برحابة صدر كالإسلام والمسيحية. ربما يكون جوهر الفيلم مبنياً على نظرية غاندي في مقاومته السلمية ضد حكم بريطانيا الاستعماري خلال احتلالها للهند في النصف الأول من القرن العشرين. وقد فاز هذا الفيلم بعدة جوائز أوسكار لأفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل تصوير.
يصنع أتنبره من ذكريات شابلن تحفة فنية أخرى حينما يوظفها في فيلمه المعنون "شابلن" مبتدئاً بطفولته ومراحل الفقر المدقع التي مرّ بها هو وعائلته الصغيرة وتمتد إلى سفره صوب أميركا والشهرة الكبيرة التي حققها هناك لتضعه في مصاف الفنانين الكبار الذين أغنوا الخطاب البصري في العالم برمته.

حب وحرب
يعود أتنبره إلى ثيمة الحرب بين أوانٍ وآخر ففي فيلم "في الحب والحرب" الذي تقع أحداثه في الحرب العالمية الأولى، وتتعزّز قصته في أثناء إصابة همنغواي ونقله إلى المستشفى حيث يقع في حب الممرضة أغنس فون موروفسكي لكن علاقتهما العاطفية تتعثر ولم تصل إلى نهايتها المُرتقَبة السعيدة.
ما يميز أفلام أتنبره عن غيره من المخرجين البريطانيين هو تنوع موضوعاتها التي تمتد من الحب إلى الحرب، ومن سير العظماء إلى أساطير الشعوب. ويكفي أن نشير هنا إلى فيلم "البومة الرمادية" لنكتشف أن المواطن البريطاني قد قرر أن يترك بريطانيا ويغادر إلى كندا ليعيش الحياة البدائية للهنود الحمر ويجد ضالته المنشودة في الأمن والسلام الروحي.
وعلى الرغم من أن "شدولاندز" هو فيلم سيري أيضاً لكن الحب يتسيّد فيه حيث تنشأ علاقة عاطفية بين كليف ستيبل لويس، وهو أكاديمي من جامعة أكسفورد والشاعرة الأميركية جوي ديفيدمان، وتداعيات موتها المأساوي إثر إصابتها بمرض السرطان.
إن مخرجاً يتمتع بهذا العمق، ويركز على القضايا الإنسانية، ويضع مصائر الشعوب في ضميره لن ينساه محبوه، ولن يتخلى عنه جمهوره العريض الذي يبدأ من الهند، ويمر بأوروبا كلها، ليصل إلى كندا وأميركا الشمالية، وبالذات إلى هنودها الحمر وحياتهم البدائية التي تغرف من النبع الأول.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية عبد المنعم الأعسم للإصلاح والفكر الإصلاحي في بلد مضطرب
- بليندا باور تفوز بجائزة هاروغيت لأدب الجريمة
- كينغ روبو وحروبة الفنية على الجدران
- متوالية الأقنعة في رواية -أقصى الجنون . . الفراغ يهذي- لوفاء ...
- أنتلجينسيا العراق بين الماضي والمستقبل تحت مجهر سيّار الجميل
- حركة السوبر ستروك ومضامينها الفنية
- الشخصية الأسطورية في الفيلم الوثائقي الإيراني
- تقنية الإبهار في فيلم أمازونيا لتييري راغوبير
- مقبول فدا حسين. . أهدى حبيبته ثمانين لوحة لكنه لم يحظَ بالزو ...
- قراءة نقدية في كتاب سينما الواقع (2-2)
- قراءة في كتاب سينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- الفنانة لويز بورجوا تغرف من سيرتها الذاتية
- أكراد سوريا وثورتهم الصامتة
- المخرج الأميركي جون فافرو يقتبس -كتاب الأدغال-
- ملاعق ليست للأكل وإنما لتشويه الأعضاء الحسّاسة!
- زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية
- عين النجمة البريطانية مَبَيذا - رو على دور كليوباترا
- المخرج آسو حاجي يوثق الديانة الإيزيدية عبر خطاب بصري
- فيلم (Dom) للمخرج التركي خليل آيغون
- لمناسبة تكريمه في مؤسسة الحوار الإنساني (2-2)


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - رحيل المخرج البريطاني ريشارد أتنبره