أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفنانة البريطانية مارلو موس ونأيها عن الشهرة














المزيد.....

الفنانة البريطانية مارلو موس ونأيها عن الشهرة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 11:28
المحور: الادب والفن
    


تُعتبر الفنانة التشكيلية مارلو موس واحدة من المواهب المتفردة في تاريخ الفن البريطاني لكنها غير معروفة، مع الأسف الشديد، ولم يسمع بها إلاّ القلّة النادرة من المتخصصين في الرسم والنحت التجريديين تحديداً. وربّ سائل يسأل عن الأسباب الموضوعية التي تقف وراء انحسارها أو نأيها عن الشهرة. فبعض الفنانين لا يميلون إلى الشهرة والذيوع، وبعضهم الآخر يسعى إليها بكل الوسائل المتاحة بهدف البقاء تحت الأضواء لأطول مدة ممكنة.
وُلدت مارلو موس بلندن عام 1889. درست الفن في مدرسة سانت جون الفنية عام 1916 بالضد من رغبة أبويها. ثم واصلت دراستها عام 1919 في مدرسة سِلَيد للفنون الجميلة ويُعتقد أنها غادرت الأخيرة بسبب انهيار عصبي ألمّ بها فقررت الذهاب إلى مدينة كورنوول كي تعيش وحيدة منطوية على عالمها الخاص الذي انقلب رأساً عقب فظهرت للناس بقَصّة شعر غلمانية، وارتدت ربطة العنق إضافة ملابس الجوكي، كما أبدلت اسمها من مارجوري جويل إلى مارلو موس فغدا مظهرها الخارجي أقرب إلى الرجل منه إلى المرأة. وربما يكون توحّدها، ومرضها العصبي السابق، وحبها للعزلة هي الأسباب التي أبعَدتها عن الشهرة والذيوع.
في عام 1923 وقعت السيرة الذاتية لماري كوري بين يديها فاستمدت منها الكثير من عناصر الإلهام. فلاغرابة أن تتحفز مارلو للعودة إلى مقاعد الدراسة في المتحف البريطاني لتدرس النحت هذه المرة وتتوسّع اختصاصاتها الفنية لتشمل الرسم والنحت والنقش البارز.
حدثت النقلة النوعية في حياة مارلو حينما زارت باريس عام 1927، ثم انتقلت لتعيش هناك ردحاً من الزمن وتلتقي بالكاتبة الهولندية أي. أج نايهوف- وند لتصبح شريكة حياتها فقد كان الاثنتان سحاقيتين، ووجدت كل واحدة منهما ضالتها في الأخرى. تتلمذت مارلو على يد الرسّام فردناند ليجيه، كما أفادت كثيراً من خبرات الرسام التكعيبي أميدو أوزونفو في الأكاديمية الحديثة لكن أسلوبها قد تأثر بشكل خاص بالرسام الهولندي بيت موندريان، غير أن هذا التأثر ظل في حدود المزاعم لأن بعض النقاد سيثبتون أن العكس هو الصحيح. كما تعرفت إلى فنانين آخرين من بينهم الرسام البلجيكي التجريدي جورج فانتونغيرلوو والرسام الفرنسي ألبير غوران. ومع بداية الحرب العالمية الثانية تركت باريس وجاءت لتعيش في كورنوول وتدرس هذه المرة العمارة في مدرسة بينزانس للفنون. لقد عاشت بقية حياتها في كورنوول وكانت تزور باريس بين أوانٍ وآخر. كما أقامت معرضين شخصيين في غاليري هانوفر عامي 1953 و 1958. وفي العام ذاته ماتت بمدينة بينزانس نتيجة تفاقم مرض السرطان.
يقسِّم النقاد حياتها الفنية إلى مرحلتين وهما قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها. فقبل الحرب كانت ترسم أعمالاً تجريدية وتكوينات فنية لا تتجاوز بضعة خطوط سوداء بسيطة وشبكات هندسية متصالبة قريبة جداً إلى النمط التشكيلي الجديد الذي كان يرسمه موندريان ويجد صدىً طيباً في نفسها، لكن البعض يعتقد أن موندريان نفسه قد تأثر بها. يؤكد الناقد البريطاني تشارلس دارونت أن مارلو رسمت عام 1931 خطوط مزدوجة متوازية و "متصبِّعة" في لوحتها، وهي محاولة مبتكرة وغير تقليدية في ذلك الوقت الأمر الذي ترك موندريان مصعوقاً وساقطاً في الذهول. وفي العام 1932 رسم موندريان لوحة فيها خطوط مزدوجة باللون الأصفر وهي موجودة في أدنبرة الآن فثار النقاش حول هذه اللوحة تحديداً وهل كانت رد فعل على اختراع لوحة مارلو موس أم لا؟ والأغرب من ذلك كما يذهب دارونت أن معظم النقاشات قد انصبّت على موندريان وأهملت موس أو تغافلتها على الرغم من كونها المبدعة التي اجترحت هذا الشكل الفني الجديد.
ولأن أوجه الشبه كبيرة بين أسلوبها وبين أسلوب موندريان فقد كان الجميع يعتقدون بأن لوحاتها هي نفس لوحات موندريان. ففي عام 1933 كان الرسام السويسري ماكس بيل يتطلع إلى مجموعة من اللوحات المعلقة على جدران صالة باريس فقال:"شكراً للسماء لأن موندريان قد أرسل هذه اللوحات الجميلة" ثم خيّم صمت قصير قطعه صوت امرأة صغيرة كانت تقف إلى جوار نيتي نايهوف، شريكة حياتها، لتقول بصوت هشّ: "تلك اللوحات هي لوحاتي".
تبدو مارلو شخصية غريبة الأطوار لا يمكن تذكّرها، وإذا تذكرها أحد بالكاد فإنها، كما يقول، دارونت تبدو مثل الهامش في تاريخ الرجل الفني بيت موندريان الذي تعامل هو الآخر معها بفظاظة على الرغم من الصداقة التي كانت تربطهما معاً. فحينما بعثت له رسالة تشرح فيها نظريتها الفنية التي تعوِّل على الأرقام كثيراً أجابها: "إن الأرقام لا تعني شيئاً بالنسبة لي" فمجمل أعمالها التشكيلية الجديدة آنذاك كانت تعتمد على أسس رياضية أما أعمال موندريان فهي غريزية إن صحّ التعبير. ومن هنا يمكن القول إن أعمال مارلو تشبه أعمال موندريان ولا تشبهها في الوقت نفسه. فثمة فرق ضئيل لا يمكن رؤيته ولكن يمكن حدسه أو الاحساس بوجوده في مكان ما من اللوحة. وإذا كانت لوحات مارلو قبل الحرب الثانية تشبه لوحات موندريان فإن أعمال موندريان نفسه شبيهة بأعمال أندريه ديران في توازنها الهندسي في الأقل.




#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التزامات الحكومة العراقية الجديدة
- مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الحادية والسبعين
- رحيل المخرج البريطاني ريشارد أتنبره
- رؤية عبد المنعم الأعسم للإصلاح والفكر الإصلاحي في بلد مضطرب
- بليندا باور تفوز بجائزة هاروغيت لأدب الجريمة
- كينغ روبو وحروبة الفنية على الجدران
- متوالية الأقنعة في رواية -أقصى الجنون . . الفراغ يهذي- لوفاء ...
- أنتلجينسيا العراق بين الماضي والمستقبل تحت مجهر سيّار الجميل
- حركة السوبر ستروك ومضامينها الفنية
- الشخصية الأسطورية في الفيلم الوثائقي الإيراني
- تقنية الإبهار في فيلم أمازونيا لتييري راغوبير
- مقبول فدا حسين. . أهدى حبيبته ثمانين لوحة لكنه لم يحظَ بالزو ...
- قراءة نقدية في كتاب سينما الواقع (2-2)
- قراءة في كتاب سينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- الفنانة لويز بورجوا تغرف من سيرتها الذاتية
- أكراد سوريا وثورتهم الصامتة
- المخرج الأميركي جون فافرو يقتبس -كتاب الأدغال-
- ملاعق ليست للأكل وإنما لتشويه الأعضاء الحسّاسة!
- زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية
- عين النجمة البريطانية مَبَيذا - رو على دور كليوباترا


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفنانة البريطانية مارلو موس ونأيها عن الشهرة