أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علاء عبد الهادي - جائزة نوبل للآداب: -في نقد المركزية اللغوية الغربية-















المزيد.....

جائزة نوبل للآداب: -في نقد المركزية اللغوية الغربية-


علاء عبد الهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 00:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جائزة نوبل للآداب:
"في نقد المركزية اللغوية الغربية"

علاء عبد الهادي*

أصبح اتحاد كتاب مصر واحدًا من الجهات المرشحة لجائزة نوبل للآداب‏,‏ بدءًا من العام 2010‏,‏ وذلك بعد أن استجابت لجنة الجائزة لطلب رئيس اتحاد الكتاب المصري بشأن اعتماده بوصفه جهة رسمية لها حق الترشيح للجائزة‏,‏ وتجدر الإشارة إلي أن هذا الحق مقصور علي أعضاء الأكاديمية السويدية‏,‏ والمؤسسات الشبيهة بها في بنيتها وأهدافها‏,‏ بالإضافة إلي عدد مختار من أساتذة الأدب وتاريخه‏,‏ في الجامعات‏,‏ فضلا عمن منحوا جائزة نوبل من قبل‏.‏ ولا يستحق الجائزة إلا من رشحته شخصية أو جهة معتمدة‏,‏ تلقت دعوة من لجنة نوبل للآداب لتقديم ترشيحها‏.‏ ويمكننا القول إنه حتى عام 2010, حجبت الجائزة ست مرات‏,‏ في أعوام‏1935,1914,‏ والأعوام من‏1940‏ إلي‏.1943‏ بسبب الحربين العالميتين‏,‏ أما أهم القوميات التي حصلت عليها مرة واحدة فهي الهند وحصل عليها‏ ‏ رابندارات طاغور‏ ‏ عام‏1913,‏ واليابان وفاز بها‏ ‏ كاواباتا ياسوناري‏ ‏ عام ‏1968,‏ ثم تلتفت جائزة نوبل إلي الأدب الأفريقي بعد ستة وثمانين عاما فيأخذها النيجيري‏ ‏ وول سونيكا‏ ‏ عام ‏1986,‏ وينالها أديبنا‏ ‏ نجيب محفوظ‏ ‏ عام ‏1988,‏ كما تمنح أول مرة للأدب التركي فيأخذها‏ ‏ أورهان باموك‏ ‏ عام ‏2006,‏ وقبل كل هؤلاء مُنحت الجائزة للروائي الإسرائيلي شاموئيل يوسف عجنون‏(1888-1970)‏ عام ‏1966,‏ مشاركة مع الشاعر السويدي نلي شاس‏,‏ وما لا يعرفه الكثيرون أن طه حسين‏-‏ ونحن علي شفا الاحتفال بمئويته هذا الشهر‏-‏ قد رشح لها مرتين الأولي عام‏1949,‏ رشحه لها‏ ‏ أحمد لطفي السيد‏ ,‏ كما رشح لها مرة ثانية في عام ‏1950,‏ ورشحه لها‏ ‏ برنار جيون‏ ‏ أستاذ تاريخ الأدب في جامعة القاهرة آنذاك‏.‏

وهو المرشح العربي الوحيد في السنوات الممتدة ما بين عامي ‏1901 إلي ‏1951,‏ ربما لم يعلم طه حسين بترشيحه‏,‏ ذلك لأنه وفق اشتراطات الجائزة يظل اسم المرشح سرًّا خمسين عاما‏,‏ فنحن إلي الآن لا نعرف من الذي رشح نجيب محفوظ لهذه الجائزة‏!‏ وأي حديث عن كون أديب ما قد رشح للفوز بالجائزة هو حديث لا يمكن التأكد من صحته‏,‏ ويظل في إطار الادعاء حتي تعلن لجنة الجائزة هذه البيانات‏,‏ وهذا ما يجري علي ترشيحات اتحاد الكتاب للجائزة أيضا‏..‏

لا يماري أحد في أن لكل لغة آدابها‏,‏ وخصوصيتها‏,‏ وعبقريتها الخاصة‏,‏ فإذا ما نظرنا إلي من منحت لهم الجائزة من منظور لغوي كلي‏,‏ ومن خلال الأسرات اللغوية وآدابها المكرمة بهذه الجائزة لتبين لنا من فورنا هيمنة المركزية الأوروبية الغربية علي هذه الجائزة‏.‏ يتضح ذلك مباشرة من نتيجة أي حصر احصائي لأسرات اللغات التي منحت الجائزة‏.‏ ربما لا يتفق مع هذا التناول من يرون أن احتفال أدب ما للحصول علي جائزة نوبل هو احتفال يكون محصورا في الجانبين القومي‏,‏ والشخصي‏,‏ في الوقت الذي أري فيه أن النظر إلي الجائزة من خلال جغرافيتها اللغوية سيكون دالا علي ما نرمي إليه في هذا السياق‏, وهذا التناول حتى بداية عام 2010 ..‏

بداية‏,‏ هناك ما يزيد علي‏(24)‏ فصيلة لغوية‏,‏ ولكل فصيلة أسرات‏,‏ وفئات‏,‏ والمثير هنا أن معظم الحاصلين علي جائزة نوبل للآداب ينتمون إلي أسرتين لغويتين فقط من أسرات فصيلة واحدة هي فصيلة اللغات الهندو‏-‏أوروبية‏,‏ فقد فازت آداب الأسرة الجرمانية بفئتيها الشمالية التي تضم لغات السويد والنرويج والدنمارك‏,‏ وأيسلندا‏(12)‏ مرة‏,‏ وفازت آداب الفئة الجرمانية الغربية التي تضم فيما تضمه اللغات الإنجليزية والألمانية والفلامية بالجائزة‏(38)‏ مرة‏,‏ وحصلت آداب الأسرة الرومانية التي تضم اللغات الفرنسية‏,‏ والأسبانية‏,‏ والإيطالية‏,‏ والبرتغالية‏,‏ علي الجائزة‏(33)‏ مرة‏,‏ يتضح من هذا أن آداب الأسرتين اللغويتين الجرمانية‏, والرومانية‏,‏ وحدهما قد حازتا جائزة نوبل‏(83)‏ مرة‏,‏ بنسبة مئوية تزيد علي‏(80%)‏ من مرات الحصول علي الجائزة‏.‏ تشف هذه الأرقام عن وجه آخر‏,‏ لا يرتبط بقيمة الآداب المكتوبة بلغات الأسرتين الجرمانية والرومانية‏,‏ ممثلة في اللغات الفرنسية‏,‏ والإنجليزية‏,‏ والأسبانية‏,‏ والإيطالية علي نحو خاص‏,‏ فحسب‏,‏ بل يرتبط بقوة هذه اللغات بسبب ماضيها الاستعماري الذي فرض انتشارها‏.‏ ربما كان هذا التناول كافيا لتبيان كيف أن الرؤية الكلية الرابطة بين الأسرات اللغوية وجائزة نوبل‏,‏ قادرة علي الكشف عن مركزية النظرة الأوروبية إلي آدابها‏,‏ وعن غفلتها عن آداب عظيمة لشعوب أخير‏,‏ هذا فضلا عن محدودية رؤية لجنة نوبل لخريطة الآداب العالمية‏,‏ وقصر نظرها‏-‏ ولا أقول عنصريتها‏-‏ تجاه ما يرتبط بالآداب التي لا تنتمي إلي هاتين الأسرتين اللغويتين الجرمانية والرومانية‏..‏

كما تطرح هذه الرؤية أمرا بالغ الدلالة يرتبط بالدور الذي يمكن أن تلعبه جهات الترشيح في الفوز بالجائزة‏,‏ وأهمية أن يزيد عدد المرشحين للجائزة من أسر لغوية‏,‏ غير الأسرتين الجرمانية والرومانية‏,‏ حيث يكشف عدد المرشحين الإجمالي لهذه الجائزة في الأعوام الخمسين الأولي أن هناك علاقة بين كثافة الترشيح‏,‏ وكثافة الفوز‏,‏ وبإحصاء يسير نجد أنه في الفترة الممتدة ما بين‏1901‏ إلي‏1951‏ وهي الفترة التي كشفت ترشيحاتها‏,‏ حصلت الأسرة اللغوية الرومانية علي‏(547)‏ ترشيحا‏,‏ نسبته‏(31%)‏ تقريبا من مجموع الترشيحات‏,‏ وحصدت الأسرة اللغوية الجرمانية بفئتيها الشمالية والغربية‏(742)‏ ترشيحا‏,‏ نسبته‏(42%)‏ تقريبا‏,‏ وهي نسبة يزيد مجموعها علي‏(73%)‏ من مجموع الترشيحات الكلي‏,‏ وفي هذا ما يشير علي نحو مباشر إلي العلاقة القائمة بين عدد مرات الترشيح وعدد مرات الفوز بالجائزة‏..‏

يتضح من خلال التحليل‏,‏ اتجاه أنظار القائمين علي الجائزة‏-‏ علي نحو أساسي‏-‏ إلي الآداب الغربية الأوروبية‏,‏ وفي هذا ما يوضح أهمية أن يبادر اتحاد كتاب مصر, وجهات علمية عربية أخرى لأن تكون من الجهات المعتمدة للترشيح‏,‏ وذلك للعلاقة الطردية القائمة بين كثافة الترشيح والحصول على الجائزة, وفي هذا ما يسهم -على المدى البعيد- في تفكيك مركزية الرؤية الغربية للقائمين علي هذه الجائزة‏,‏ لصالح بعد إنساني ونظرة موضوعية أرقى في تعاملها مع م تسميه الآداب الأخرى! فللجائزة‏-‏ برغم كثرة ما يوجه إليها من نقد‏-‏ أهمية بالغة في سوق الصناعة الأدبية العالمية‏,‏ وذلك بسبب حركة الترجمة القوية التي تعقب منحها‏,‏ وما يمكن أن تقدمه هذه الترجمات من تأثيرات علي المشهد الأدبي العالمي‏,‏ والحضور فيه‏..‏

ومما لا شك فيه أن للجائزة أخطاءها‏,‏ وإخفاقاتها‏,‏ فقد يثير دهشتنا موت روائي عظيم مثل ليو تولستوي دون أن ينال الجائزة‏,‏ وذلك في ذروة نجاح روايته‏ ‏ الحرب والسلام‏ ,‏ ويفوز بها أدباء‏-‏ في الفترة التاريخية نفسها‏-‏ لم يعد لأي منهم ذكر الآن‏!‏ ويثير تساؤلاتنا أيضا أن فصيلة لغوية مثل فصيلة اللغات الصينية لم تحظ آدابها بجائزة نوبل حتي الآن إلا مرة واحدة‏,‏ هذا فضلا عن أسرات لغوية أخري لها آدابها الرفيعة والعريقة مثل آداب اللغة الكورية‏,‏ ولغات الملايو البولينيزية السومطرية‏---;---‏ ممثلة في الأدبين الأندونيسي والفلبيني علي سبيل المثال‏ لم تحظ بها على الإطلاق!‏

ربما كانت أهم أخطاء جائزة نوبل بعامة ارتباطها بتوجهات سياسية لها انحيازاتها‏,‏ حيث يصعب أن نغض الطرف هنا عن التأثير القوي للوسط الأكاديمي اليهودي علي الجائزة‏---;---‏ ولكن ألا يثير دهشتنا جميعا أن يرشح المهاتما غاندي لجائزة نوبل للسلام‏(12)‏ مرة ما بين أعوام‏1937-1948,‏ ولا يفوز بها‏,‏ ويفوز بها شيمون بيريز‏!‏
* (شاعر ومفكر مصري).



#علاء_عبد_الهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترجمة والتعريب
- اللغة والقوة
- في الهوية القومية والهوية الفردية
- الترجمة الآلية وتأثيراتها 2-2
- الترجمة الآلية وتأثيراتها 1-2
- الإيقاع في قصيدة النثر 3 /3
- الرقابة بين حريتين؛ الجميل والقبيح
- الإيقاع في قصيدة النثر 2 /3
- الإيقاع في قصيدة النثر 1 /3
- قراءة ميتا- نقدية عن كتاب -في الواقعية السحرية- لحامد أبو أح ...
- حق الأرض وحق الإنسان
- هل نحتاج إلى وثيقة جديدة لحقوق الإنسان!
- حول الهوية والثقافة
- تهافت الخطاب النقدي في كتاب زمن الرواية- جابر عصفور نموذجًا ...
- الترجمة وفكرة الأصل
- كرة القدم والهوية
- الترجمة, والثقافة العربية
- الثورة المعلوماتية, والنموذج الثقافي الأميركي؛ التكنولوجيا ب ...
- التدفق الثقافي: في عولمة الثقافة (4)
- الصورة واللغة: في عولمة الثقافي (3)


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علاء عبد الهادي - جائزة نوبل للآداب: -في نقد المركزية اللغوية الغربية-