أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ما أبخس دماء الكردي والفلسطيني















المزيد.....

ما أبخس دماء الكردي والفلسطيني


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبتلي الشعب الكردي والفلسطيني بالمستعمر والسلطات الشمولية من جهة، وبقواهم السياسية من الجهة الأخرى. الأول يحكم ويطغي بدون مواربة، والثاني يزاود بالشعارات الوطنية، والمقاومة والصمود. القوى الأولى تخلق الثانية، وتستخدمهم كأدوات، لتشويه ثقافة شعوبهما، وتحوير متطلباتهما الرئيسة، وإلهائهما بصراعات داخلية كثيرا ما تصل إلى حد هدر الدماء، تقزمهم وترفع من شأنهم حسب الحاجة، لقنتهم ثقافة الأنا الحزبية، وتفرضها على شريحة واسعة من قادتها ومن ثم تنشر بين متبعيها، هؤلاء بدورهم يخلقون من قادة أحزابهم أنصاف ألهه، ضمن تكيات يسيطر عليها المريدين، فلا يطالهم النقد، ويصبحون معصومون لا يخطؤون، فما تملى عليهم من الأعالي فرضيات مقدسة تنشر بين الشعبين، والمريدون يحرسون القول والإملاءات، وعند هذه الأبعاد يكون من السهل هدر دماء شعوبهما.
الحكومات نفسها، والسلطات الشمولية المتفقة أو المعارضة بين بعضها، الطاغية على مقدرات شعوبها، والمسترخصة دمائها، والمتاجرة بها في البازارات الدولية، من السهل لهم المتاجرة بدماء الشعبين الكردي والفلسطيني، اللذين لا سند لهما. إنها السلطات التي أغرقت الشرق بدماء شعوبها، للحفاظ على ذاتها، فليس صعب عليها إرضاخ منظمات فلسطينية متطرفة والمرافقة لها لمتطلباتهم، وكذلك فرض ذاتها واستراتيجيتها على قوى سياسية وأحزاب كردستانية، ليقودوا شرائح من شعبهما إلى تلبية متطلبات القوى الإقليمية الطاغية، يستخدمونهم كمطية لبلوغ غاياتهم. فهم أدوات بدائية بيد إيران وحلفائها الاستراتيجيين، حيث الهلال الشيعي، وبيد تركيا وبعض الدول العربية المتطرفة ضمن استراتيجية الإسلام السني، العنفي أو الليبرالي شكلاً.
كردستان ملئت كما هي فلسطين بالمنظمات والأحزاب التي تتحرك كالدمى، وتنفذ ما يملى عليهم، وتصدق أبسط الوعود التي تملى عليها، وربما لهذا ما يبررها في العمق السياسي المعاش، حيث العزلة الدولية، والإهمال المقصود لوطن يحلمون به، لكن لا تبرير لتبعية من أجل غاية حزبية أنانية أو لسيطرة ذاتية لمنظمة تعمل لفرض إملاءاتها الفكرية أو الإيديولوجية على الشعب.
مستبدون يعبثون بالقضيتين، ويغرقونهما بمعارك أو حروب لا نهاية لها، تهدر الدماء بأرخص الأثمان، فيسقط شهداء كلما حانت لهم الحاجة، إما ببث مفاهيم استراتيجية المقاومة أو بالإسلام السياسي، أو بنشر الإسلام القومي، أو الأممية القومية. علما أنه في الطرف المقابل وخارج هذين المنطقين، يحتدم الصراع التاريخي بين المذهبين السني والشيعي، كل طرف يتحرك لتقويض الآخر، والسيطرة على المنطقة، ومع ذلك يبقى الخاسر الأول هم الشعبين، الكردي والفلسطيني، ولم يستثنوا في هذه الفترة شعوب المنطقة من مجازرهم. مع ذلك تأبى الأحزاب الكردية والمنظمات الفلسطينية، الاعتراف بتبعيتهم وحضورهم في المحافل الدولية كأدوات أو مطية، ويعارضون معالجة قضايا الخلاف المفتعل بينهم، إما لأنانية حزبية، أو رضوخا لطغيان المستبد وإملاءاتهم، أو قناعة بالثقافة الملقنة وهذه أبشعها، حيث تنعدم الإرادة والقدرات الذاتية على معالجة قضاياهم الوطنية بين بعضهم، فيستمرون ضعفاء مهزوزون أمام شعوبهما. وتحت تأثير هذه الإملاءات والثقافة المشوه، كل القوى السياسية الكردية والفلسطينية يزاودون على بعضهم في إعلاء راية الوطن أو الإسلام، والدفاع عن تعاليمه، حسب مناهج المستبد وتأويلات دعاتهم المتطرفون، وثمنها يكون دماء الشعبين وعشرات من الشهداء، فهم أسهل الأدوات في المنطقة ودماء شعوبهما أرخص الدماء.
وعندما تغلق الأبواب في وجوه السلطات الشمولية، وتضيق الأروقة السياسية، يخلقون الدمار ويقتلون الشعوب، ويشرعون أبواب الصراع، وإلهاء المنطقة بقضايا طائفية وعنصرية لتبعدهم عن فسادهم المستشري. فقضية السلطة السورية بتفاقم جرائم داعش أصبحت تثار في المحافل السرية، لوضع نهاية لمغذي المنظمة الإجرامية الخطيرة مستقبلا على العالم الخارجي، وكذلك قضية إحالة المالكي إلى التقاعد بدون إثارة واسعة، بعد أن أدى واجبه والتي كانت آخرها تسليم المنطقة والأسلحة لداعش، إلى أن بلغت المسيرة الطرق المسدودة، فكانت هناك القضية الحاضرة أبدا لكل الظروف، مهاجمة الكرد من كل الأطراف وإشراكهم في الصراع وتوسيع الحلبة، وإثارة قضية غزة والتي لم تبقى دولة عربية إلا وقطع منهما حصته. إنهما ككبش الفداء للكل، على منصتهما تباع الوطنيات وفي ساحاتهما تعرض البازارات السياسية، وهما القضيتان اللتان لم يجاريهما قضية في العالم إلا قضايا الشعوب التي أغرقتهم طغاة الشرق حاضراً في مجازر لا حدود لها، من حيث القتل الجماعي والمجازر، واستخدام أبشع أنواع الأسلحة حتى المحرمة عالميا، وتشكيل منظمات شريرة إجرامية مغطاة بكل أنواع المفاهيم والمعتقدات المشوهة، كل ذلك، للعبث بالأوطان، والحفاظ على الذات، حتى ولو كان بدون شعب ووطن.
دفعت إيران والسلطة السورية حماس من جهة في البعد الوطني، وفي زمن الضياع، وغياب العالم، لإثارة قضية شعب غزة المعاني، وهي تدرك تماما بانها لا تحل بالحروب في هذه الفترة بالذات، فترة الصراعات والقتل السهل، زمن إراقة دماء الشعوب بدون قصاص. وفي الطرف الأخر حركوا داعش لخلق أبشع المجازر، ونشرها في الإعلام، والهجوم على كل المناطق وخاصة مناطق الأقليات والمذاهب غير المسلمة، الإيزيديين والمسيحيين والصائبة وغيرهم وشملوا كل المنطقة الكردية في العراق وسوريا، لخلق أوسع وأفظع الجرائم، وإثارة رأي العام العالمي حول أفعالهم، لإلهائهم عن السلطات الشمولية ومجازرهم، لهذا أسندوا بكل المساعدات العسكرية اللوجستية. فكان من السهل إثارة الواقع، فالبنية الشعبية جاهزة، من حيث المعاناة والمآسي التي تعيشها شعوب المنطقة، من السلطات الدكتاتورية، والاستعمار الإسرائيلي.
لا شك حماس لا تقارن بداعش، ولا يمكن موازنة منظمة تدافع عن قضية شعب يعاني، مع منظمة فاسدة شريرة تكفيرية ظلامية مكونة من مجرمون من كل شعوب العالم، وتعبث بشعوب الشرق، وتهدم الأوطان، ومسنودة من الطغاة، لكن ما فعلوه في هذه الفترة، وفي نفس الوقت، استفاد منهما الاستعمار الصهيوني من جهة والسلطات الشمولية من جهة أخرى، وكانت النتيجة توسيع رقعة المجازر والجرائم، وزيادة سكب دماء الشعوب، فانصب بين ما يراق، دماء الشعبين الكردي والفلسطيني، ولحق بألاف الشهداء من الشعب السوري شهداء من الشعب الكردي الإيزيدي والمسيحي والفلسطيني.
مع كل هذا خرجت إيران دون حصد نتائج، وفي الواقع، ورغم الدماء المقدسة الغزيرة، والألاف من الشهداء الأبرار والأوطان المدمرة، خرجت بخسارة سياسية، فلم تتمكن من الحفاظ بشكل دائم على تغيير الرأي العام العالمي عن السلطة السورية، وحليفها المالكي اضطرت هي بذاتها التنازل عنه، كما وإنها، بدأت تخسر أداتها داعش، وقد تضطر إلى محاربتها، وسحب دعمها لها، فستخسر ما كانت تملي عليها من أعمال غير مباشرة، كتشويه التيار السني، فقد بدأت الأغلبية السنية تتبرأ منها، وعليه، ستكون إيران باحثة عن نقاط التقاء مع الدول الكبرى حول مفاعلها النووية، ربما بدون سلطة بشار الأسد وبدون معارك حماس، وبدون مجازر داعش، وتبقى هناك أوراق عديدة متناثرة تصرف عليهم المليارات للعبث بالمنطقة، ومثلها تصرفها الحلف المقابل، السعودية ودول الخليج وتركيا للحفاظ على استقرارها على الأقل، فأركانهم معرضة لأي طارئ وإيران تبحث عن كل المنافذ للتغلغل، وأسهل الأدوات هما القوى السياسية الكردية والفلسطينية.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تاجَرَ بدماء شعب غزة؟
- الكردي الكافر الخائن اللاوطني
- حضور مرعب لا يفارق الكرد .. إلى المفكر القدير إبراهيم محمود.
- ما بين الله الإيزيدي والإسلامي
- يحسدون هولير على الدعم الأمريكي المقنن
- كردستان تتلاحم
- ينبعث البعث تحت غطاء داعش
- السلطة السورية توقظ معارضة الداخل
- عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة
- خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان
- ما يجمع بين مجرمي قادة الشيعة والسنة
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الثاني)
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض استقلال كردستان
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)
- استقلال كردستان ثورة
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ما أبخس دماء الكردي والفلسطيني