أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عطا درغام - حول التاريخ الأرمني في العصور الوسطي ( من كتاب موجز تاريخ الشعب الأرمني لبورنوتيان )














المزيد.....

حول التاريخ الأرمني في العصور الوسطي ( من كتاب موجز تاريخ الشعب الأرمني لبورنوتيان )


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 00:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يذكر بورنوتيان :أنه بنهاية القرن القاني ، بدأت السلطة الأرشاكية في فارس تضعف نظرا لأن السياسة الرومانية في سورية شجعت حكامها العسكريين علي التدخل باستمرار في السياسات الفارسية لتقويض الأرشاكيين . وفي عام 226 ، قام أردشير – مؤسس الأسرة الساسانية بالإطاحة بهم . ولا ريب أن الثورة الساسانية قد غيرت في ملامج الشرق الأدني ، وأضرت بالروابط السياسية والدينية الأرمنية الفارسية..
اختلف الساسانيون في أوجه كثيرة عمن سبقهم في فارس ؛ إذ احتفظوا بإدارة شديدة المركزية ، وتمسكوا بذكري أرمينية كجزء من المملكة الفارسية الإخمينية . وكان حماس الساسانيين المتوقد للديانة الزرادشتية كديانة رسمية للإمبراطورية لا يعني فقط اضطهاد الطوائف الدينية الأخري في أرمينية . ولا شك ان الحكم الساساني قد أفاد أرمينية في شيء واحد ؛ إذ أصبح من الممكن لأرمينية أن تولي العرش لأعضاء من العائلة الملكية الخاصة بها مما أدي إلي ظهور أسرة أرمنية ملكية حقيقية تسمي الأسرة الأرشاكونية ، استطاعت أن تتولي الحكم تحت حكم الساسانيين لمدة قرنين من الزمان . وخلال تلك الحقبة ، ثمة حدثان جد مهمان في التاريخ العام للشعب الأرمني : اعتناق المسيحية وابتكار الأبجدية الأرمنية.
كان تحول أرمينية إلي المسيحية في عام 301 زمن الملك تردات الثالث من أهم الأحداث الحاسمة في تاريخ الارمن؛ إذ باعتناق الديانة الجديدة تخلت أرمينية عن ماضيها الشرقي المتأثر بالفرس ، ووضعت أسس دينية مسيحية متميزة ذات شخصية خاصة بها ، وفي بعض العصور كانت تعتبر هويتها جزءا من العالم الغربي.
وقد اعتنقت أرمينية وملكها تردات المسيحية علي أيدي القديس جريجوري ( كريكور ) المنور لتكون أرمينية اول دولة مسيحية في العالم . وقام جريجوري بتدمير المعابد الوثنية وأقام مكانها كنائس وأديرة من أبرزها كاتدرائية إيتشميادزين علي أنقاض معبد أهانيت.
وجدير بالتسجيل أن الضغوط الخارجية لا سيما من بلاد الفرس والزرادشتية وحكامها المتعصبين من الأسرة الساسانية هي التي أعطت العرش الأرمني الحافز علي توحيد الشعب وراء المسيحية . وقد حول السانيون الزراداشتية من ديانة للطبقة العليا إلي ديانة رسمية لفارس.
ولذا ، فإنها برزت بمثابة عقيدة رسمية، يدعمها نشاط إرسالي شديد التحمس ، غدا تهديدا لهوية أرمينية السياسية والدينية أيضا . وبذا ، كانت أرمينية مهيأة سياسيا لأن تصبح أول أمة تتخذ المسيحية ديانة رسمية . وراح المبشرون المسيحيون ينشرون العقيدة الجديدة في جميع انحاء أرمينية وجورجيا وألبانيا القوقازية . وكانت هذه الجهود كفيلة باستمرار المسيحية كديانة لأرمينية وكحائل أمام المعتقدات الفارسية المثنوية التي تؤمن بوجود إلهين أحدهما للخير والآحر للشر.
اتبع نظام الكنيسة النظام الإقطاعي ؛ إذ توارثت – لبعض الوقت – عائلة جريجوري المنور منصب الجاثليق او البطريرك الاعلي للكنيسة الأرمنية الرسولية . واختير الأساقفة من بين عائلات النخرار، كما قاموا بدور القضاة علي أن يكون الجاثليق بمثابة قاضي القضاة . وأصبحت الكنيسة مركز قوة في أرمينية ، وساعدت في خلق هوية أرمنية متميزة . وبعد مرور قرن تقريبا علي هذه الأحداث ، جاء ابتكار الحروف الأرمنية ليزيد من تقوية هذه الهوية المتميزة .
وتجدر الإشارة إلي أن هذه الحقبة شهدت تقسيم أرمينية بين الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية في عام 387 ؛ إذ أخذت بيزنطة القسم الأصغر الذي يمتد غرب ثيودوسيوبوليس ( أرضروم الحالية ) في الشمال ، ومارتيروبوليس في الجنوب ، ويشمل ذلك أرمينية الصغري الأكثر ميلا إلي الهيلينية .وحكم أرشاك الثالث باعتباره ملكا وواليا تابعا لبيزنطة. أما فارس قثد أخذت معظم أرمينية الكبرين وحكم خسرو الرابع كملك تابع للساسانيين .
وبعد وفاة أرشاك الثالث ، لم يعين البيزنطيون ملكا أرمينيا آخر، وانتهي خط ملوك الأرشاكيين في أرمينية البيزنطية . ومن ثم ، بدأ الحكام الإغريق والثقافة الإغريقية تغلغلهما في أرمينية البيزنطية .
أما في أرمينية الفارسية ، فتولي فرامشابوه ( 389 – 417 ) عقب خسرو الرابع . وقلد ساهاك – آخر البطاركة من أسرة جريجوري – منصب الجاثليق . ويعد فرامشابوه شخصية مهمة في التاريخ الأرمني ؛ إذ يذكر له أنه كان القوة المحركة وراء ابتكار الأبجدية الأرمنية ، الذي يعد أعظم حدث في عصر الأسرة الأرشاكية . فقد رأي زعماء أرمينية أن تقسيمها حدث ينبيء بدمار هائل ، واكتشفوا مخاطر وجودها تحت الإدارة والسيطرة الدينية لكل من بيزنطة وفارس .
ولذا ، رأوا أن عامل اللغة يعد عاملا توحيديا حاسما لأمة مقسمة ، وطلبوا من القديس ميسروب ماشتوتس ابتكار أبجدية تميز أرمينية لغويا ودينيا عن القوي المحيطة بها . وبعد جهود حثيثة نجح ماشتوتس وتلاميذه في عام 405 في تشكيل الحروف الستة والثلاثين للأبجدية الأرمنية التي تمثل الأصوات الساكنة الكثيرة المتفردة للغة الأرمنية والتي ظلت دون تغيير حتي الآن.
فتح تلاميذ ماشتوتس مدارس في جميع أنحاء المقاطعات الأرمنية لتعليم الأبجدية الجديدة . وبعد ذلك مباشرة ، دخل الأرمن في مرحلة ترجمة أهم النصوص المسيحية والفلسفية إلي اللغة الأرمنية . وكان أول عمل تمت ترجمته هو الإنجيل " ملكة الترجمات ) عن النسختين السريانية والإغريقية.
هذا ، وقد ترك المترجمون تراثا للحضارة الغربية من قبيل بعض النصوص السريانية واليونانية التي لم تحفظ إلا في الترجمات الأرمنية . وفي ذروة عصر النهضة ، عندما كانت أوربا نعيد اكتشاف ثقافة العالم القديم ن شكلت هذه الترجمات خيطا مهما للوصول إلي معرفة الماضي . وهكذا ، كسب الأرمن ثلاثة أسلحة قوية : دين جديد ، أبجدية ، قادة محليون . وبهذا الثالوث ، ستكون أرمينية قادرة علي مواجهة العواصف القادمة



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التاريخ الأرمني القديم ( من خلال موجز تاريخ الشعب الأرمن ...
- حول التاريخ الأرمني القديم ( من خلال موجز تاريخ الشعب الأرمن ...
- موجز تاريخ الشعب الأرمني من العصور القديمة إلي العصور الحديث ...
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق – 6
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق – 5
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-4
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-3
- الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-2
- الأرمن والفكر السياسي : قراءة في فكر أديب إسحق-1
- صورة أرمينية في المصادر العربية والأجنبية
- الكتابات التاريخية العربية عن الإبادة الأرمنية
- الصحافة الأرمنية في مصر
- الأرمن والفكر السياسي العربي: قراءة في فكر رزق الله حسون
- الطائفة الأرمنية تكرم الصحافة المصرية
- من أعلام الشعر الأرمني الحديث
- يوميات كاراباخ: أخضر وأسود.....لا حرب لا سلم
- مذكرات جمال باشا
- روبرت فيسك والأرمن : قراءة في زمن المحارب
- القضية الأرمنية علي قناة النيل الثقافية-2
- القضية الأرمنية علي قناة النيل الثقافية-1


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عطا درغام - حول التاريخ الأرمني في العصور الوسطي ( من كتاب موجز تاريخ الشعب الأرمني لبورنوتيان )