أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - داعش يفضح مناصريه السياسيين















المزيد.....

داعش يفضح مناصريه السياسيين


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ إسقاط حكم البعث الصدامي عام 2003 صار العراق ساحة لحروب إبادة الجنس على الهوية الدينية والطائفية. ولم يكن هذا الصراع الطائفي وليد اللحظة، بل هو نتاج ثمانين عاماً من احتكار المكون الواحد للحكم وعزل وتهميش بقية المكونات. لذلك لم يتحمل هذا المكون نظاماً ديمقراطياً يشارك فيه الجميع وفق نتائج صناديق الاقتراع. لا شك أن أي كاتب يريد قول الحقيقة يشعر بالإحراج إذا ما أراد أن يسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، مثل الصراع الطائفي السني- الشيعي. ولكن بعد أن صار كل شيء على المكشوف، إذ بات معروفاً لدى القاصي والداني أن الإرهابيين القتلة هم من المذهب السني، وأغلب الضحايا المستهدفين هم من الشيعة والمسيحيين و الأزيديين. وبالتأكيد، إذا قلنا هذه الحقيقة في تسمية الجناة والضحايا فلن نسلم من تهمة الطائفية، فسياسة النعامة في دفن رأسها بالرمال ما زالت سائدة.

لقد كانت الطائفية في العراق موجودة قبل 2003، ومنذ تأسيس الدولة العراقية، ولم يستطع المهمشون التعبير عن سخطهم علناً بسبب قمع السلطة الطائفية لهم. والملاحظ أن جميع الأعمال الإرهابية التي وقعت ضد الشيعة بعد 2003، لم يوجه أي سياسي أو رجل دين سني إدانة لهذه الجرائم، إذا ما استثنينا الشيخ خالد الملا (رئيس جماعة علماء العراق)(1)، ونفر قليل مثله، بينما إذا وقعت جريمة ضد أهل السنة نلاحظ إدانة الجانب الشيعي لهذه الجرائم فوراً.
وآخر هذه الجرائم كانت الجريمة المروعة التي وقعت في مسجد مصعب بن عمير في محافظة ديالى، يوم 22/8/2014، التي راح ضحيتها نحو 30 وإصابة 20 من المصلين السنة، و التي هزت وجدان كل إنسان سوي عنده ضمير حي، بغض النظر عن انتمائه الديني والمذهبي.

ولكن الغريب أن العديد من الزعماء السياسيين السنة ومشايخهم الدينيين، وحتى البعض ممن اتصف بالاعتدال، تسرعوا في الاستنتاج بأنه طالما كان الضحايا من السنة، فلا بد وأن يكون الجناة من الشيعة. لذا، أطلقوا العنان لمشاعرهم بالتصريحات الطائفية النارية لتأجيج الوضع والشحن الطائفي. وعلى سبيل المثال، "اعلنت كتلتا (ديالى هويتنا) برئاسة سليم الجبوري، و(ائتلاف القائمة العربية) برئاسة صالح المطلك، انسحابهما من مفاوضات تشكيل الحكومة احتجاجا على اطلاق مجموعة مسلحة النار على مصلين اثناء خروجهم من جامع مصعب بن عمير شرقي بعقوبة." (2). طبعاً لم نقرأ أو نسمع من هؤلاء أية إدانة عندما تحصل جرائم مشابهة وأسوأ منها ضد غير أهل السنة. فالسيد سليم الجبوري هو رئيس البرلمان العراقي وليس رئيس البرلمان السني، كان المفروض به أن يسيطر على مشاعره إلى أن تتكشف الحقيقة، ولكن مع الأسف الشديد لم يستطع الصبر.

أما علي حاتم السليمان، رئيس ما يسمى بـ"مجلس ثوار العشائر” فقد هدد بالثأر السريع والحاسم، واتهم ”ميليشيات تابعة للتيار الصدري بارتكاب ابشع مجزرة في التاريخ”، مطالباً السياسين السنة بـ”الانسحاب من العملية السياسية”.(3) أما الفضائيات الطائفية فحدث عن البحر ولا حرج، فقد استغلت هذه الجريمة إلى أبعد الحدود لتصعيد الاحتقان الطائفي، والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور.

وأخيراً جاء الخبر اليقين، حيث أفادت الأنباء أن (تنظيم "داعش"، أعلن مسؤوليته عن حادثة مسجد مصعب بن عمير في محافظة ديالى في بيان على موقعه في "تويتر"، إن "تفجير الجامع وقتل المرتدين جاء بسبب رفضهم مبايعة الخليفة ابي بكر البغدادي". واضاف "اننا سنكرر هذا العمل في أي مكان وضد أي جهة ترفض مبايعة الخليفة".(نفس المصدر في رابط رقم: 2)
والجدير بالذكر أن تنظيم داعش قتل نحو 17 من أئمة السنة في الموصل لرفضهم مبايعة المدعو أبو بكر البغدادي. وتكررت العملية في أماكن أخرى تحت سلطتهم. كما و"أبلغ إمام جامع النبي إبراهيم في محافظة ديالى الشيخ سعدون الهبهب، المركز الخبري،أن عصابات داعش الإرهابية هددت جميع المساجد السنية في المحافظة، لأنها لم تبايعها، مؤكدا أن التهديد كان قبل أسبوع من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مصلي مسجد مصعب بن عمير شرق بعقوبة."(4)

إن حادثة مسجد مصعب بن عمير في محافظة ديالى المأساوية وقبلها، وما رافقها من تصريحات نارية للشحن الطائفي، يجعلنا في حيرة من أمرنا، ونسأل، هل يمكن أن يعيش هكذا شعب منقسم على نفسه بسلام في دولة واحدة ونظام ديمقراطي؟ أين كان يكمن كل هذا الحقد الطائفي طوال ثمانين سنة؟
يخطأ من يعتقد أن الفتنة كانت نائمة وجاء الأمريكان فأيقظوها. فالطائفية كانت موجودة ولكنها كانت مقموعة بالقبضة الحديدية من قبل سلطة المكون الواحد. فهي أشبه بالبركان الخامد تحت السطح ينبعث منه الدخان الخفيف ينتظر الوقت المناسب للانفجار، وهذا الوقت توفر بعد زوال القمع عام 2003.

وللتذكير، نعيد ما أكدناه مراراً، أن العرب السنة يرفضون أن يكون رئيس الوزراء شيعي حتى ولو جاء عن طريق صناديق الاقتراع، وهذا هو جوهر المشكلة. ولذلك فهم يرفضون الديمقراطية، ولكن إلى متى؟
إن احتكار السلطة من قبل المكون العربي السني بالقبضة الحديدية هو المسؤول الأول والأخير عن فشلهم في بناء الأمة وتكوين الوحدة الوطنية، والتعايش السلمي بين مكونات الشعب. وبذلك فقد شجعوا على ترسيخ الولاء للهويات الثانوية على حساب الولاء للهوية الوطنية. ولذلك راح زعماء الكتل السياسية يستقوون بالحكومات الأجنبية، و نرى ولاء الأخوين النجيفي وطارق الهاشمي لتركيا أكثر من ولائهم للعراق. وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية.

كما ونسمع اليوم الحديث عن العودة إلى مخطط جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، الداعي إلى نظام الفيدرالية. فلو كان هذا النظام يقدم الحل، ويوفر الأمن والسلام للشعب العراقي فمن الجنون عدم الأخذ به، ولكن الواقع يفند هذا الاحتمال. إذ هناك فيدرالية كردستانية، تتمتع بأكثر من الكونفدرالية، بل وحتى أكثر من الدولة المستقلة، ولكن مع ذلك هناك صراع شديد ومحتدم بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية. أما المحافظات العربية السنية فهي الأخرى شبه مستقلة منذ 2003، إذ تدار من قبل ناس من أهل المنطقة، منتخبين من الأهالي دون أي تدخل من المركز، إضافة إلى ممثليهم في البرلمان والحكومة في بغداد وحسب ما تفرزه صناديق الاقتراع. ومع ذلك يعتبرون أنفسهم مهمشين... إلى آخر الأسطوانة.

كما و ردد الإعلام المضلل، بما فيه الإعلام الغربي، أن سبب وجود داعش في العراق هو تهميش وإقصاء السنة والكرد من قبل المالكي، لذلك اضطر العرب السنة من سكان المنطقة الغربية تسهيل اجتياح داعش. وفضلوا حكم داعش على "حكم المالكي الطائفي" كما يزعمون. لذلك ألقوا اللوم على السيد نوري المالكي في وجود داعش في العراق.
أقول لهؤلاء، هناك صراع دموي في ليبيا، ليس فقط بين الإسلاميين والدواعش من جهة، وبين القوى العلمانية من جهة أخرى، بل وحتى بين الجماعات الإسلامية المسلحة ضد بعضها البعض، والسلطة مشلولة لا حول لها ولا قوة. فهل تفشي الإرهاب الإسلاموي في ليبيا هو بسبب الصراع السني- الشيعي ولا يوجد شيعي واحد في ليبيا كما هو معروف؟ وكذلك القتال في سوريا بين جبهة النصرة وداعش، والإسلاميين الآخرين. ونفس الكلام ينطبق على المناطق الأخرى المبتلية بالإرهاب الوهابي في العالم.

لذلك، أعتقد جازماً أنه لو لم يكن في العراق انقاسم سني - شيعي، لاخترعوا شيئاً آخر للصراع، كأن يؤججوا الصراع المناطقي بين الشمال والجنوب، وصراعات بين التنظيمات والفصائل المتنافسة على السلطة والنفوذ. وحتى لو تم تقسيم العراق إلى ثلاثة كانتونات طائفية وعرقية، فستشتعل الحروب الدموية بين العشائر العربية السنية فيما بينها، ناهيك عن الصراع العربي- الكردي على كركوك، وما يسمى بالمناطق المتنازع عليها ومشكلة التطهير العرقي والطائفي. فالمشكلة ليست في تقسيم العراق إلى فيدراليات أو دويلات، وإنما المشكلة فيما بعد التقسيم على الحدود بين هذه الكيانات الجديدة.
لذلك يسعى قادة الكتل العربية السنية إلى إلغاء الديمقراطية، والعودة إلى نظام حكم المكون الواحد، بالقبضة الحديدية كما كان قبل 2003، وحتى عودة حكم البعث، وبأسماء ديمقراطية مزيفة للتمويه. وهذا ما نلمسه من قوائم المطالبات والشروط التعجيزية التي قدموها إلى المكلف بتشكيل الحكومة الدكتور حيدر العبادي.
وآخر الأنباء في هذا الصدد، تفيد عن لقاء بين ائتلاف القوى الكردستانية واتحاد القوى الوطنية [العربية السنية] واتفاقهما على ان يضم برنامج الحكومة المقبلة قضايا المصالحة الوطنية والمساءلة والعدالة [اجتثاث البعث سابقا]"(6). يعني التحالف الكردستاني يطالب بإلغاء قانون اجتثاث البعث!! وفي هذه الحالة يجب على اتحاد القوى الوطنية [العربية السنية] بيان موقفه من كركوك أيضاً و هيمنة حكومة الاقليم على واردات مداخل الحدود والنفط المستثمر في كردستان دون مشاركة الحكومة المركزية.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط المصادر
1-جماعة علماء العراق: تفجيرات يوم الاثنين نتيجة واضحة لتحريض أبواق الفتنة
http://alakhbaar.org/home/2014/8/175256.html

2- " داعش" يتبنى حادثة مسجد مصعب ابن عمير
http://almasalah.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=37167

2- داعش يحرج (أمراء الحرب) ويعلن مسؤوليته عن حادثة جامع مصعب بن عمير
http://alakhbaar.org/home/2014/8/175236.html

3- السليمان يهدد السيد مقتدى الصدر
http://alakhbaar.org/home/2014/8/175348.html

4- داعش هددت جميع مساجد ديالى قبل أسبوع
http://alakhbaar.org/home/2014/8/175116.html

5- سعدي شرشاب ذياب : لا تخافوا من التقسيم الخوف مما بعد التقسيم.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=424339

6- الائتلاف الكردستاني واتحاد القوى يعلنان الاتفاق على ان يضم البرنامج الحكومي قضايا الشراكة وأجتثاث البعث
http://alakhbaar.org/home/2014/8/175417.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني
- لماذا ربح المالكي الانتخابات وخسر (المقبولية)؟
- المالكي يعطي درساً حضارياً في التداول السلمي للسلطة
- أما حان الوقت لإنصاف المسيحيين؟ نقترح مسيحي عراقي نائباً لرئ ...
- هل تكليف العبادي حل لمحنة المالكي؟
- لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟
- حول مفهوم حكومة التكنوقراط
- لا بديل عن صناديق الاقتراع
- البعث يدَّعي إعلان الحرب على داعش!!
- إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء
- مؤتمر عمّان نتاج تساهل الحكومة العراقية مع داعمي الإرهاب
- لماذا رشح الجلبي لمنصب النائب أول لرئيس البرلمان؟
- ماذا لو تحقق ما يريده أنصار داعش؟
- بارزاني على منزلق خطير
- العلاقات العراقية-الأمريكية.. إلى أين؟
- تقسيم العراق لصالح إسرائيل
- لا للوحدة الوطنية القسرية
- هل حقاً المالكي هو السبب؟
- أوباما ينتقم من بوش بترك العراق للإرهابيين
- مرحى لفتوى الإمام السيستاني في مواجهة الإرهاب البعثي الداعشي


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - داعش يفضح مناصريه السياسيين