أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أوباما ينتقم من بوش بترك العراق للإرهابيين















المزيد.....


أوباما ينتقم من بوش بترك العراق للإرهابيين


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الهجمة المفاجئة والسريعة لاحتلال الموصل وصلاح الدين من قبل (داعش) التي أذهلت العالم، أن تتم لولا دعم الدول الإقليمية مثل السعودية وقطر وتركيا، وحتى أمريكا وبريطانيا. فالمتابع لما يتعرض له العراق من هجمة إرهابية شرسة جديدة من قبل هذه العصابات الإرهابية المسلحة، وبطريقة متقنة من جميع الجوانب، وما يرافقها من دعم الإعلام العربي والدولي، والعبارات الموحدة التي يرددها الإعلاميون والسياسيون العرب والغربيون، وبروح التشفي، لا بد وأن يصل إلى قناعة أن هذه الحملة المنسقة لا يمكن أن تكون من صنع هذه المنظمة الإرهابية وحدها، بل وراءها حكومات إقليمية ودولية غربية، وبالأخص إدارة أومابا، وأن هذه المنظمة الإرهابية هي من صنع هذه الحكومات لتوظيفها كقوة ضاربة ضد أية حكومة في العالم تخرج على سياسات هذه الحكومات.
والدليل كما يلي:
أولا، طريقة سيطرة داعش على الموصل بسرعة فائقة وبدون إطلاق رصاصة واحدة بسبب خيانات الضباط الكرد والضباط المحليين حين جاءتهم أوامر من مراجعهم العليا بترك واجبهم الوطني، وطلبوا من الجنود والمراتب الذهاب إلى بيوتهم وبالملابس المدنية. فالضباط الكرد ذهبوا إلى أربيل، والضباط المحليين أنضم قسم منهم إلى داعش، إضافة إلى الخلايا النائمة التي كانت تنتظر ساعة الصفر لتنفذ مهمتها التي أنيطت بها حسب خطة مدروسة تم إعدادها منذ مدة وبمنتهى الدقة.

ثانياً، بعد سقوط الموصل، ومن ثم تكريت، تم تسليم إدارتهما إلى البعثيين، لتواصل بهائم داعش، كقوة ضاربة مستميتة، عملها في احتلال مناطق أخرى، مع إبقاء بعض الداعشيين في المناطق المحتلة ليستمروا في إرهاب الناس بمعاملتهم بمنتهى القسوة من القتل والتعذيب لكل من لا يستجيب لطلباتهم، ولم يسلم منهم حتى رجال الدين السنة، وما قاموا به من هتك الأعراض، وتدمير الآثار التاريخية، وسرقة المتاحف وغيرها، وهدم التماثيل والآثار بالجرافات، كما و قاموا بجلد رجل دين في ساحة عامة في الموصل لأنه استخدم اسم (داعش) بدلاً من (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، فالداعشيون يغضبون من تسميتهم بداعش، و يعمل على نشر هذه الجرائم بالفيدو لإرعاب الناس وشل إرادتهم، وهي طريقة عرف بها البعثيون منذ 8 شباط 1963 إلى هذا اليوم.

ثالثا، طريقة تعامل الإعلام العربي والعالمي بما فيها مؤسسة (BBC)، مع هذه الأحداث، حيث نسمع عبارات موحدة وبتكرار، مثلاً، لحد اليوم لم يصفوا داعش بالإرهاب، بل بـ(السنة المتطرفين) ضد الشيعة ( (Sunni extremists against Shiits، بينما الدعشيون ذبحوا حتى رجال الدين السنة في الموصل وبمنتهى القسوة والوحشية وأمام الناس.
رابعاً، إبراز هذه الحرب بين القوات العراقية والإرهابيين بأنها حرب أهلية بين الشيعة والسنة، في حين أن منتسبي الجيش العراقي هم من جميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء، إضافة إلى مشاركة عشائر سنية مع الجيش لمحاربة داعش في المناطق الغربية والموصل.

خامساً، تكرار الإعلام والسياسيين العرب والغربيين اتهام رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بأن هذه الكارثة هي من صنعه وذلك بعزله وتهميشه للشركاء في العملية السياسية من السنة والكرد. وهذا غير صحيح، فجميع المكونات ممثلة في الحكومة وحسب نتائج الانتخابات التي أعترف بنزاهتها مراقبون دوليون. فإذا كانت غاية بعض الشركاء في العملية السياسية إفشالها من الداخل، وقاموا بأعمال إرهابية، ودعم الإرهاب وسعوا لإلغاء جميع القوانين والإجراءات الرادعة للإرهاب من أمثال طارق الهاشمي، ورافع العيساوي وأحمد العلواني وعشرات غيرهم، فماذا عسى أن يعمل المالكي إزاء هؤلاء الشركاء وهم في السلطة والإرهاب في آن واحد؟
سادساً، محاولة الإعلام إعفاء داعش من مسؤولية هروب مئات الألوف من أهالي الموصل إلى كردستان، فيقابل المراسلون البعض من النازحين وبانتقائية واضحة، وربما تلقينهم ليقولوا ما يريده المراسلون، فيرددون أنهم لم يفروا خوفاً من داعش "فهم رحماء وأصحاب أخلاق! – كما قال أحدهم"، وإنما خوفاً من تنفيذ المالكي لتهديده باسترجاع المناطق المحتلة بقصفها بالطائرات. فالمالكي ملام في جميع الأحوال.
سابعاً، تقاعس إدارة الرئيس الأمريكي أوباما في الاستجابة لطلب العراق بمساعدته في مواجهة الإرهاب، ضمن اطار الاتفاقية الأمنية الإستراتيجية المعقودة بين الدولتين عام 2011، وتبرير أوباما لتقاعسه وكما جاء في بيانه الذي ألقاه في البيت الأبيض يوم 19/6/2014، أنه "لا يوجد حل عسكري للأزمة في العراق وأن الأمر يتطلب حلا سياسيا". هذه العبارة هي الأخرى تتكرر باستمرار من قبل معظم الإعلاميين والسياسيين الغربيين والخليجيين، وكأن داعش التي تضم في صفوفها مرتزقة من الشيشان والأفغان وباكستان، وفلول البعث، هم شركاء في العملية السياسية.

لماذا يتقاعس أوباما في دعم العراق؟
والسؤال هنا، لماذا يتقاعس أوباما في دعم العراق وتركه ضحية لهذا الإرهاب الهمجي المتوحش؟
الجواب هو، أن أمريكا يحكمها حزبان يتنافسان بشراسة على السلطة وهما: الديمقراطي، والجمهوري. وكل حزب يحاول أن يدمر شعبية الحزب اآخر بمختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة. وهذه الحالة ليست جديدة، بل معروفة ومتبعة في أمريكا لعشرات السنين، إذ سمعنا بفضيحة ووترغيت في عهد الرئيس رتشارد نيكسون، والكونتراغيت ضد حكومة ساندانيستا اليسارية في نيكاراغوا، وعملية إيران غيت في عهد الرئيس رونالد ريغن، وغيرها كثير.

فالرئيس أوباما يعاني من عقدة الرئيس الجمهوري السابق، جورج دبليو بوش، وصار من أولوياته إلى حد الهوس، هو إفشال كل ما حققه بوش في العراق بإسقاط حكم البعث الجائر وإقامة النظام الديمقراطي فيه. والمعروف أن أوباما كان معارضاً لسياسة بوش في العراق قبل أن يصبح رئيساً. ولذلك ومنذ تسلمه الرئاسة عام 2009، راح أوباما يعمل على إفشال مشروع بوش في العراق وبمختلف الوسائل والحجج. إذ نراه اليوم يتردد في بيع السلاح لتسليح الجيش العراقي لمواجهة الإرهاب، وسكوته عن دور الشركاء في العملية السياسية في الإرهاب، بل ويلقي اللوم على المالكي.
وفي هذا الخصوص لا بد وأن يتحمل السيد المالكي نصيبه من اللوم في معارضته لإبقاء نحو 15 ألف جندي أمريكي في العراق حسب ما طلبت به أمريكا إثناء المفوضات بين العراق وأمريكا لإبرام الاتفاقية الأمنية الإستراتيجية بينهما، وذلك لإصرار العراق على شرطه أن يُحاكَم العسكري الأمريكي إذا ما ارتكب جريمة في العراق، بقوانين عراقية. وقد نصحنا الحكومة العراقية بتقوية علاقتها مع أمريكا والموافقة على وجود بعض القوات الأمريكية في العراق لتدريب جيشه، ومساعدته في مواجهة الإرهاب عند الحاجة. ولكن للأسف الشديد لم يستجب لندائنا أحد.
ولكن من جهة أخرى، علمتُ من قيادي سياسي عارف بالأمور، أن إيران هددت المالكي أنه في حالة موافقته على إبقاء قوات أمريكية في العراق، فإنهم (الإيرانيون) سيحيلون العراق إلى جهنم! وأعتقد بإمكان إيران تنفيذ هذا التهديد عن طريق بعض المليشيات الشيعية (اتباع الصدر مثلاً). وهذا هو الذي جعل المالكي يمتنع عن إبقاء قوات أمريكية في العراق. والمفروض بالأمريكان أن يعرفوا هذه الحقيقة ويتفهموا الموقف العراقي الحرج.

هل لأمريكا علاقة بداعش؟
هناك مقالات صدرت في الغرب بعد كارثة داعش في العراق، تساعدنا على فهم الأزمة العراقية وحقيقة داعش. ففي مقال للسيد خالد سنجاري بعنوان: الكارثة العراقية والجيوبوليتكس (Iraqi Calamity and Geopolitics) (1)، توصل الباحث إلى استنتاج مقنع أن داعش هي صناعة مخابرات دول إقليمية (السعودية وقطر وتركيا) وبدعم ومباركة أمريكا، لاستخدامها في زعزة أمن واستقرار الدول التي تخرج على سياسات أمريكا وصديقاتها في المنطقة، كما حصل في سوريا ضد حكومة بشار الأسد، ويجري الأن في العراق ضد حكومة المالكي، والقضية أبعد من العراق، فالهدف هو زعزعة إيران وروسيا والصين.
وفيما يخص إيران ومحاولة أمريكا "التقرب" منها لدعم العراق ضد داعش، يرى الباحث البريطاني فنيان كننغهام في مقال له بعنوان: (الولايات المتحدة تقود إيران إلى المستنقع العراقيUS Leading Iran into Iraqi Quagmire)، أن ما يجري في العراق هو من صنع أمريكا، وسبب تردد أوباما في دعم العراق هو لمنح داعش الوقت الكافي لاحتلال أكبر مساحة ممكنة من العراق لتضمن مصادر بقائها من جهة، ومن ثم إقناع إيران للتورط في المستنقع العراقي. والغاية الأخرى من هذه الحملة هي تجزئة العراق، الدعوة التي بدأها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل سنوات,

وهذه اللعبة تعني أن أمريكا تريد الانتقام من إيران، كما انتقمت من سوريا، لأن سوريا وإيران جعلتا العراق مستنقعاً لأمريكا بعد 2003. وإن صح ذلك، فهذا يذكرنا بنجاح أمريكا والدول الغربية الآخرى في جر الاتحاد السوفيتي إلى المستنقع الأفغاني، الأمر الذي استنزف الاقتصاد السوفيتي إلى حد الإنهيار.
وعن منظمة داعش الإرهابية يقول كننغهام: "إن منظمة داعش المتطرفة بشكلها الحالي هي صناعة أمريكا وتدعمها سراً، جنباً إلى جنب مع حلف شمال الأطلسي، وحلفاء واشنطن في الخليج. ففكر داعش هو انعكاس لشيوخ الوهابية في السعودية وقطر، وكلاهما قد خصص أكثر من 10 مليار دولار في دعم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى، مثل جبهة النصرة." (2)
وتأكيداً لدور السعودية وقطر في دعم داعش، "اتهم السيناتور الامريكي جون ماكين، الكيان السعودي بتمويل مجاميع "داعش" الاجرامية في العراق، مطالبا واشنطن بالضغط على حكام آل سعود لوقف تمويل ودعم تنظيم" داعش" التكفيري.(3)
ورداً على سياسات أوباما المدمرة في العراق شن ديك جيني، نائب الرئيس الأمريكي السابق، هجوماً كاسحاً على أوباما حول سياسته الخاطئة في التعامل مع الملف العراقي في حديث له في (معهد أميركان إنتربرايز للأبحاث السياسية العامة) في واشنطن العاصمة قائلاً:
"نادرا ما كان أي رئيس أمريكي على هذا القدر من الخطأ، وبهذا الحجم، وعلى حساب الكثير. في كثير من الأحيان قال لنا السيد أوباما انه "ينهي" الحروب في العراق وأفغانستان، كما يرغب. والآن تحطم خطابه باصطدامه بالواقع ". إذ نرى جهاديي داعش وهم في ملابسهم السوداء يحتلون الأراضي التي أمنت عليها أمريكا عن طريق الدم الأمريكي وهو الدليل النهائي، أي إذا كانت هناك حاجة لأي دليل، أن أعداء أمريكا لم "يهلكوا" وإنما هم مازالوا يستقوون ويواصلون مسيرتهم.(4)

هذه المواقف المتخاذلة من أوباما، ورد فعل القادة الجمهوريين ضده، وما كتبه الإعلام عن حقيقة ما يجري، وسكوت أوباما على ما ترتكبه داعش الإرهابية في العراق، وبعد صدور فتوى الإمام السيستاني للعراقيين المقتدرين على حمل السلاح لمواجهة داعش، والتجاوب الشعبي الواسع للفتوى الذي أذهل العالم، وخوف أوباما أن تخرج الأمور من يد أمريكا كما حصل في دعم أمريكا للقاعدة وطالبان في أفغانستان، والتي كانت من عواقبها كارثة 9 أيلول/سبتمبر 2001، كل هذه الأمور دفعت أوباما إلى تغيير موقفه نسبياً وربما لتهدئة العراقيين والرأي العام الأمريكي والعالمي، وعندئذ، قال أوباما: (إن بلاده مستعدة لتنفيذ ضربات عملية عسكرية محدودة في العراق إذا تطلب الأمر لمواجهة الخطر المتنامي للمتطرفين)، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا عودة لوحدات قتالية أمريكية إلى العراق. وأن الولايات المتحدة سترسل 300 مستشار عسكري إلى العراق، وإنها ستنشئ مراكز عمليات مشتركة في بغداد وشمالي العراق. وعززت من نشاطاتها الاستخبارية وعمليات الرصد في العراق من أجل دراسة المخاطر التي تهدد العاصمة بغداد." (5)
وليفضح دوره في دعم داعش، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، "إن قيام الولايات المتحدة بشن ضربات جوية على عصابات "داعش" في العراق يمكن أن يؤدي لسقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين وإن واشنطن لا تحبذ هذه الاستراتيجية". بينما أردوغان لم يعترض على جرائم داعش الفضيعة في القتل الجماعي ضد العراقيين الأبرياء العزل في المناطق التي احتلتها.

الموقف الأمريكي من المالكي
ورداً على سؤال وجهه له أحد الصحفيين عن رأيه الخاص في بقاء أو رحيل المالكي، وهل سيتمكن المالكي من إعادة الاستقرار السياسي إلى العراق؟ أجاب أوباما قائلاً:
"كما قلت، انها ليست وظيفتنا أن نختار الزعماء للعراق. وكان من بين الأهداف التي حارب الامريكان من أجلها خلال سنوات عديدة في العراق، هو توفير الفرصة للعراقيين لتقرير مصيرهم واختيار قادتهم.)(6)
والجدير بالذكر، أن هناك حملة في الإعلام الغربي وخاصة في أمريكا، ومنذ السفرات المكوكية التي قام بها أسامة النجيفي، وصالح المطلق في العام الماضي، وتأجيرهم لشركات العلاقات العامة (Public Relations=PR)، للتأثير على أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين، وبالتالي للتأثير على موقف إدارة أوباما. ويبدو أن هذه الشركات نجحت إلى حد ما في تكوين لوبيات في واشنطن لصالح النجيفي والمطلق، وهي نتاج الملايين الدولارات التي صرفها هؤلاء وبدعم من السعودية وقطر.
ومهمة هذه الشركات واللوبيات تشويه صورة المالكي، وإظهار الزبائن بالمساكين المظلومين المهمشين من قبل المالكي!!. والتركيز على فكرة مفادها أن المالكي دكتاتور، قام بتهميش وعزل السنة والكرد، وسياسة المالكي هذه أدت إلى تفشي الفساد والإرهاب، وأنه فشل في تحقيق الاستقرار وتوفير الخدمات للشعب، وإرضاء الشركاء في العملية السياسية. وراح الإعلام الغربي وبعض القادة السياسيين يرددون هذه العبارات بمناسبة ودونها.
وإنصافاً للحقيقة نقول، لا يمكن للمالكي أن يهمش أحداً، وإنما هناك حملة للتخلص منه لأنه صمد أمام العواصف، والتزم بالدستور، فالسنة لم يتحملوا أن يكون شيعياً رئيساً للوزراء، وقالها مستشار أسامة النجيفي صراحة: "الحكم للسنة و هم من حكموا العراق طيلة القرون الماضية ولا نسمح للشيعة باختيار رئيس الوزراء". وإذا ما نجحوا في إزاحة المالكي فالبديل إذا كان شيعياً لن يدوم أكثر من ستة أشهر.
أما الكتلة الكردستانية بجناحها البارزاني، فيريدون التخلص من المالكي لأنه يرفض أن يخالفوا الدستور بالتصرف بنفط كردستان كما يشاؤون. هذا كل ما في الأمر.
ولذلك لجأ خصوم المالكي بإثارة الاضطرابات في البلاد على شكل اعتصامات ، وتصعيد الأعمال الإرهابية وسيطرة داعش على بعض المناطق في محافظة الأنبار، تكللت مؤخراً بما حصل في الموصل والذي كان مخططاً له أن يحصل قبل عام، ولكن اجلوه إلى ما بعد الانتخابات، فإذا فاز المالكي وأصر على الولاية الثالثة يطلقون العنان لداعش بكل طاقاته، كما حصل باحتلال الموصل وبمساعدة رئيس الإقليم الكردستاني، والسعي لاحتلال بغداد وإسقاط الحكومة بالقوة. وهذه الخطة بدأت خيوطها تتكشف للعيان، وهي ليست من هذه العصابة الداعشية التي ما هي إلا بهائم للتنفيذ تتصرف بلا عقل، إذ وراءها دول أقليمية (السعودية وقطر وتركيا)، وكذلك بعض الدول الغربية وخاصة أمريكا، ومن هنا نجد تقاعس الرئيس الأمريكي في دعم العراق ومساعدته في دحر الإرهاب.
والجدير بالذكر، أن الحملة الإعلامية والتهديد بالحرب الأهلية وبتجزئة العراق إلى ثلاث دويلات بدأت قبل الانتخابات وإعلان نتائجها، كحملة لتخوبف الشعب العراقي إذا ما فاز المالكي وطالب بتجديد ولاية ثالثة له. وهذا يعني أن معرضوا المالكي لهم لوبيات إعلامية وسياسيين متنفذين في الغرب، وهم الذين يحركون داعش في المكان والزمان المنسابين لتحقيق أغراضهم. كما نجحوا في تحويل الصراع العربي- الإسرائيلي إلى الصراع السني – الشيعي الذي يهدد المنطقة بكوارث مدمرة
.
والسؤال هنا، كيف تقبل أمريكا الديمقراطية الليبرالية التي تسعى لنشر الديمقراطية في العالم، أن تضرب نتائج الانتخابات في العراق عرض الحائط، وتعتمد على عصابات إرهابية من مرتزقة الشيشان والأفغان وباكستان والسعودية، ليقرروا من يشكل الحكومة في العراق؟ إن موقف أوباما من داعش، والضغط على المالكي بالتنحي، وترك داعش لتقرر من يحكم العراق، خيانة كبرى للديمقراطية والعدالة والقيم الإنسانية، وإذا ما تحقق لهم ما يريدون، فلن تبقى أية مصداقية لأمريكا وحلفائها في العالم.

لذلك، نؤكد للرئيس أوباما، وكل من استخدم الوسائل الداعشية لتنفيذ الأعمال القذرة في العراق، ولأغراض مخالفة للدستور أن "حساب الحقل لا ينطبق على حساب البيدر"، و أن كيدهم سيرتد إلى نحورهم. يبدو أن هؤلاء المراهنين لم يعرفوا طبيعة الشعب العراقي وسايكولوجيته الاجتماعية. الشعب العراقي يرفض الإملاءات الخارجية عليه. فالمالكي حصل على أكبر عدد من أصوات الناخبين، نحو ثمانمائة ألف صوت في بغداد وحدها، أما كتلته (دولة القانون) فقد حصلت على 95 مقعداً، فهل من الديمقراطية بمكان أن يزاح هذا الرجل وهو الذي قاد العراق لثمان سنوات في أحلك الظروف، ويحل محله أحمد الجلبي الذي لم يحصل على أكثر من ألفين صوت؟ أية ديمقراطية هذه؟ ولذلك، وكما نشرت صحيفة الواشنطن بوست أن الأزمة الأخيرة رفعت من شعبية المالكي. وعليه فأية محاولة لإزاحة المالكي بالقوة إرضاءً لأسياد داعش فسيكون مردودها كارثة على العراق وعلى الذين يحاولون تنفيذ هذه الخطة الجهنمية. وليتمسك الرئيس أوباما بما صرح به في مؤتمره الصحفي: " إن بلاده لا تستطيع اختيار قادة العراق فهو أمر يعود للعراقيين أنفسهم".

[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــ
روابط المراجع
1- Khalid Sanjari: Iraqi Calamity and Geopolitics
http://www.middle-east-online.com/english/?id=66644

2- Finian Cunningham: US Leading Iran into Iraqi Quagmire
http://www.informationclearinghouse.info/article38847.htm

3- جون ماكين يتهم سعوديون بتمويل العمليات الاجرامية في العراق
http://www.al-ansaar.net/main/pages/news.php?nid=23117

4- Former Vice President Dick Cheney: The Collapsing Obama Doctrine
http://online.wsj.com/articles/dick-cheney-and-liz-cheney-the-collapsing-obama-doctrine-1403046522

5- أوباما: مستعدون لتنفيذ"ضربات محددة" في العراق ضد المتشددين
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2014/06/140619_iraq_obama_us_actions.shtml

6- عبد الصاحب الناصر: تحليل لبعض نقاط الرئيس اوباما
http://alakhbaar.org/home/2014/6/170814.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحى لفتوى الإمام السيستاني في مواجهة الإرهاب البعثي الداعشي
- كلهم داعشيون ومن بعث واحد
- أبعاد مؤامرة تفتيت العراق
- تسليم الموصل لداعش بالتواطؤ
- مع تعليقات القراء على مقال: هل حقاً المالكي أسوأ من صدام؟
- هل حقاً المالكي أسوأ من صدام؟
- حول الشراكة الحقيقية من منظور السيد بارزاني
- دلالات نتائج الانتخابات الأخيرة
- هل ممكن تشكيل حكومة الأغلبية بجميع مكونات الشعب؟
- محاولة لتفسير التخندق الطائفي في الانتخابات
- نجاح الانتخابات دليل على التزام شعبنا بالديمقراطية
- يا أعداء المالكي اتحدوا !!!
- لماذا حكومة الأغلبية السياسية؟
- العلمانية الديمقراطية لا تُبنى على الكذب
- إسقاط حكم البعث في الميزان (2-2)
- إسقاط حكم البعث في الميزان(1-2)
- الانتخابات وهستيرية الحملات التسقيطية
- بمناسبة مرور 11 عاماً على تحرير العراق من الفاشية
- مشروع القانون الجعفري وُلِدَ ميتاً
- هل السيسي أتاتورك مصر؟


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أوباما ينتقم من بوش بترك العراق للإرهابيين