أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدي شرشاب ذياب - لا تخافوا من التقسيم .............. الخوف مما بعد التقسيم.















المزيد.....

لا تخافوا من التقسيم .............. الخوف مما بعد التقسيم.


سعدي شرشاب ذياب

الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تخافوا من التقسيم .............. الخوف مما بعد التقسيم.
بعد إطالة النظر والتفكّر بالتركيبة المعقدة لبلاد ما بين النهرين، في النصف الثاني من القرن العشرين وما قبله غوصاً في بطونِ التاريخ ليس استناداً فقط إلى وثائقَ او كتبٍ قرأناها، وإنما إلى حقبةٍ كاملةٍ سنحت الفرصة ان نكون شهودا على أحداثها. كلٌّ يبدي مخاوفَهُ من التقسيم وكيف ان (الوحدة الوطنية) اصبحت في خطر. فيهم من يبدي هذا الخوف بدافع وطني بريء يحمل صاحبه مواصفات الفروسية في زمن فُقِدَتْ به كل المزايا الخاصة بالفرسان هؤلاء نسميهم الفئة الاولى. وهم كالعطشان يركض خلف السراب عله يصيب ما يبلُّ به عروقَهُ... قد يعثر على الماء في يوم ما وسط هذه الصحراء القاحلة ومنهم من يطلق هذه المخاوف للتسويق والتزويق والتصيد في الماء العكر هؤلاء فقدوا فروسيتهم قبل ان يروها لأنهم اناس منافقون لا قيمة لهم حتى في قرارة أنفسهم هؤلاء نسميهم الفئة الثانية نراهم ينسجمون امام اي مشروع تقسيمي ويقومون بهز الاكتاف على نغماته وصخبه.
ومنهم من يجاهرُ بمطلبِهِ هذا ويُعْتَبَرُ عدوّا ومنافسا لديه درجة من الشرف، مقارنة بالفئه الثانية، امام الفئة الاولى التي ترفض التقسيم وبذلك قد يكون هذا مطلبا مشروعا وواجبا لأسباب انعكست على الواقع العراقي منذ تأسيس هذه الدولة الوهميّة كما يصوّرونَها في كلامِهم وطروحِاتهم. لكن لا أحد ربما خطر على باله مالذي يمكن ان يحدث بعد التقسيم لأننا لسنا في أوربا انما في الشرق وفي منطقة تمتاز بالصراعات الضارية من حيث مصالح الدول الكبرى والدول الإقليمية ودوافع الصراع المحلية الاخرى مثل القومية والدين والمذهب وربما تصل الى المناطقيه. لم يخطر على بال الذين اجتمعوا في غرف مظلمه في عمّان وربما في عوصم اخرى ان قطرات الحبر الذي كتبوا به ما اتفقوا عليه سوف تتحول الى بحار من الدماء تسيل في الوديان وعلى الارض بكل انواعها ان كانت رملية او وعره او كانت من السبخ. لم يفكروا ولو لطرفة عين بهذا السيل الجارف من الدماء والذي يذكرنا بسيول حدثت بعد حروب وفتوحات بربريه شوهت صفحات التاريخ رغم محاولة البعض تزيينها واخفاء الجرائم التي حدثت فيها، لا أحد يفكر بمصير المناطق المختلطة وكيف سيكون الحل فيها الذي هو واحد من اثنين لا ثالث لهما وكلاهما مر، اما تهجير او ابادة الطرف الضعيف سواء كان كرديا او عربيا، سنيا او شيعيا، مسلما او من أية ديانة أخرى. لوكان مشروع التقسيم يتم وفق ادوات التحضر وآليّاته ووفق قناعات انسانيه تمثل سمو الفكر والثقافة والمنهج المتعقل لا أحد يخاف منه وكما يقول المثل المصري (ابعد ده عن ده يرتاح ده من ده) بل سيكون غاية في البشاعة والبعد عن النهج الإنساني والقيم والمثل التي ينادي بها معظمهم. لا أحدٌ فكّر بمصيرِ المناطق التي تحتوي على الثروة، لم يَدُرْ بخلدهم ان المنطقة التي يتدفق فيها النفط بكثره سوف يتدفق الدم من عروق اهليها أكثر وبدلَ ان تصبحَ الثروةُ نعمةً اختُصَّتْ بها هذه الارض تستحيل الى نقمة على الابرياء والمسالمين من أبنائها. لم يفكر دعاة التقسيم كيف سيكون وضعُ بغدادَ؟ هل ستُقَسَّم هي الأخرى لفدراليات او أقاليم؟ ربما الكرخ والرصافة وشارع الكفاح ومحلة باب الشيخ، فدراليات ليس لها اتصال بالإقليم الذي تنتمي له سواء كان اقليما كرديا او سنيا او شيعيا. لا أحد فكر الى ماذا ستؤول احوال الناس في بلد والدجيل وكذلك أحوال بعض الناس في ابي الخصيب والزبير التي ستكون ضمن حدود جمهوريه البصرة الإسلامية او ربما الاشتراكية او تكون ضمن جمهوريه سومر الديمقراطية. هل سينتهي حال بغداد الى بركان من الدم يغرق فيه الأبرياء؟ ولمن ستكون الغلبة فيه؟ هل لا صحاب الإقليم ام لأصحاب الدولة الإسلامية ام لإقليم جمهورية جنوبستان النفطي.
أنا لا أحب ان اتخيل او أتوقع ماذا سيحدث لأنه سيكون غاية في البشاعة والبعد عن النهج الإنساني والقيم والمثل التي ينادي بها معظمهم. الوضع صعب جدا وقد يفضي الى مزيد من الخراب والاحتراب حيث يتكلم أحد الصقور ان لدى مكونه 7 ملايين فوهه في بغداد فقط. ربما رقم مبالغ فيه لكنه يعكس جسامة العنف المحتمل وقوعه في هذه الصورة التي سيؤول الوضع اليها لو إنّ كلَّ طرفٍ حاولَ ان يتمسك بحقه بعاصمة الخلافة الإسلامية أوبمقابرَ قريشٍ في الجهة الأخرى. سوف تحدث ملاحم وفتن وانتهاكات حتى تطال الحيوان وتطال الحرث والزرع. إقليم له ارجحية امتلاك النفط لكن الإقليم الثاني يبين ان له ارجحية اكبر واهم وهي المياه وكل لتر ماء ربما ببرميل نفط مما يضطر الإقليم الحاوي للنفط ان يرتمي بأحضان جمهورية تحده شرقا ويصبح اقليما تابعا لها، وبهذا سوف يتبرع العرب في الدويلة الوسطى بالأغلبية العربية في العراق الى غرمائهم التاريخيين في الصراع على النفوذ بين امبراطوريتين هما العثمانية والصفوية ووفق التقنيات الحديثة تستطيع هذه الجمهورية ان تغير مجرى كل الروافد التي تصب في دجله خارج حدود هذه الولاية الجديدة لكي تصب مرة أخرى في دجلة الجنوب وتمد منها قناة أخرى الى فرات الجنوب وليذهب من هدد بقطع الماء عن رعاياهم الجدد الى الجحيم. لم يفكرْ أحدٌ في إنّ فساد المركز بعد التقسيم سينتقل بصوره فاضحه الى الدويلات الجديدة ويكون متفشيا أكثر وأكثر اذ ربما يكشف مفتش النزاهة من أهالي الصوب الصغير للمدينة فسادا لمسؤولٍ من الصوب الكبير وربما تحدثُ حربٌ بين الصوبين وأحدهما يدّعي بانه هُمِّشَ من قبل أهالي الصوب الآخر. لم يتصوّر أحدٌ إنّ الصراع على المناصب السيادية في الدويلات الجديدة سيكون ليس على أساس القومية او المذهب وانما صراعا بين عشيرة وعشيره وكل منهما تدعي الأرجحية وتريد تهميش العشيرة الأخرى وسوف نشاهد عمليه نزوح كبيره بين الصوبين لكي يرجع كل شخص الى الصوب الذي تنتمي اليه عائلته او عشيرته. لم يتصور دعاة التقسيم ماذا سيحصل لو ان دويلتين نتجتا عن هذا التقسيم اتحدتا بالمصالح ضد الدويلة الثالثة وهذا سيكون على عدة صور. الدويلتان الشمالية والجنوبية ضد الدويلة الوسطى سوف تقوم الدويلة الشمالية بقطع مياه دجله والروافد الأخرى من جهة الشرق اما من جهة الغرب ستكون الدويلة الجنوبية على علاقة قويه بدولة الشام التي ستقوم عرفانا بجميل سابق بقطع مياه الفرات وتحويل مجراه لتجعله يدور في كافة أراضيها ربما عدة دورات اوقد تربطه بالبحر لتكوّن خليجا جديدا على سواحل البحر المتوسط.
الصورة الأخرى ستكون توافق دويلة الوسط ودويلة الجنوب ضد دويلة الشمال ربما ستحدث انفالات أخرى ومجازر مؤسفة والمشكلة كيف سيكون مسير أنبوب النفط الذي لا يجد له طريقا الا عبر الأراضي التركية على سواحل البحر المتوسط إذ أنُّ نفط كركوك بسبب القطيعة التي ستحدث ليس من السهل نقله الى الجنوب عبر الخط الستراتيجي أو تمريره الى سوريا ومنها الى سواحل البحر. وكذلك المستخرج حديثا فإن مروره عبر الأراضي التركية الآن سوف يرافق تدفقه تنازلات كبيره أولها سعر البرميل من ذلك النفط هذا ان غضت تركيا النظر عن معاهدة ضم الموصل الى العراق والمعاهدة العراقية البريطانية في عشرينات وبداية ثلاثينات القرن الماضي والتي انهت أزمة دبلوماسية نشبت بين المملكة العراقية وجمهورية تركيا بعد الحرب العالمية الأولى حول مصير ولاية الموصل.
الصورة الأخيرة، إذا اتحدت الدويلة الشمالية مع الوسطى قد تحدث حرب لكنها لا تطول لان الدويلة الشمالية دويلة محاطة باليابسة من الجهات الأربع والدويلة الوسطى نصف ظهرها مفتوح لحليف طهران القديم.
ربما هنالك أشياء لم اتطرق لها لكني اكتفي بهذا الذي مر بمخيلتي وبقي شيء اود ان اذكره. ان روسيا اليوم هي ليست روسيا الثمانينات والتسعينات وليست روسيا غورباتشوف ولا روسيا يلتسين وليست في مرحلة الغلاسنوست وبيريسترويكا غوربي , انها الان ترفض سياسة الاملاء هذه الكلمة التي قالها يانايف عندما طوقت الدبابات الحمراء قصر الكرملين في اب 1991. انها الان روسيا فلاديمير بوتين الذي قد يضطر الى مشاكسة أمريكا في العراق وقد يبدأ المواجهة معهم على نطاق ضيق في بلدنا وها قد رأيناه ما فعل بمشاكسته في الأراضي السورية عندما أسقط أكبر مؤامرة كونيه على ذلك البلد وحفظ نظامه المتهاوي من السقوط الحتمي. وأخيرا وليس اخرا اتمنى لإخوتي العراقيين العيش بسلام بكل قومياتهم وطوائفهم وان تنتهي معاناتنا لنبدأ مرحله جديده مرحلة رفع أنقاض الماضي وبناء بلد قوي يعيش اهله برخاء وسلام ومحبه.
سعدي شرشاب ذياب
بابل / العراق



#سعدي_شرشاب_ذياب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدي شرشاب ذياب - لا تخافوا من التقسيم .............. الخوف مما بعد التقسيم.