أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - فيدرالية فيلق بدر - تنـزع القناع نهائيا عن حزب آل الحكيم !















المزيد.....

فيدرالية فيلق بدر - تنـزع القناع نهائيا عن حزب آل الحكيم !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 11:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدعوة الخطيرة لتقسيم العراق العربي هذه المرة وليس العراق ككل إلى فيدراليتين الأولى شيعية مقصودة ومفروضة على العرب الشيعة بعسف القمع المليشياوي الطائفي والثانية سُنية غير مرغوب بها بل مفروضة هي الأخرى على أهلنا في محافظات الشمال والشمال الغربي ، هذه الدعوة التي ألقاها اليوم في مظاهرة هستيرية ومخطَّط لها الثنائي عبد العزيز الحكيم رئيس حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وهادي العامري رئيس مليشيا بدر التابعة لهذا الحزب تنزع القناع نهائيا وبشكل قاطع وغير قابل للتبرير عن زيف الشعارات والمزاعم الوطنية والإسلامية التي طالما تشدق بها هذا الحزب الغارق في عَفَن الطائفية ، والذي يقوده أناس يسري الجشع إلى السلطة والقمع في دمهم سريان الهيموغلوبين وهم بهذا لا يختلفون عمن سبقهم في حكم العراق وظلم العراقيين . لقد ظهر حزب آل الحكيم وزعماؤه على حقيقتهم ومنذ زمن بعيد كطائفيين هدفهم تقسيم العراق والاستحواذ على إقليمي الجنوب والفرات أي القسم الغني بالثروات الطبيعية غير أن قطاعات عريضة من أبناء شعبنا كانت لا تريد أو لا تستطيع تصديق ذلك ، واليوم نزع القناع وفاحت الرائحة الكريهة مع طرح هذه الدعوة علنا وعلى لسان عزيز الحكيم نفسه لإقامة إقليم اتحادي في تسع محافظات عراقية مقابل دويلة كردية في الشمال تحكمها مليشيات الحزبين الأوحدين البارتي والاتحاد الوطني وستحاول هذه الدويلة بدعم من أسيادها الأمريكان الاستحواذ على نفط كركوك . بتحقيق هذا المشروع الكارثي يتحقق الحلم الصهيوني الماسوني العتيق وتم استئصال كيان تاريخي وسياسي واقتصادي وحضاري عظيم ، كان وما يزال شوكة في حلق الغزاة الخارجيين والطغاة المحليين ، اسمه العراق !
المبررات التي ساقها العامري لقيام فيدرالية الجنوب الشيعي لست أكثر ذكاء من مبررات سيده بل هي أكثر تهافتا من مبررات وجود عصاباته ذاتها وقد اختصرها بالقمع الذي كان يصدر من المركز ضد المحافظات أو كما قال هو حرفيا لا فض فوه :) يجب أن نصر على تشكيل إقليم واحد في الجنوب وإلا سنندم على ذلك...ما الذي حصلنا عليه من الحكومة المركزية غير القتل.. / رويترز ) لاحظوا طابع الاستعجال و" الحرمنة " في عبارة ( وإلا سنندم على ذلك ) فهو يعرف أن حزبه بلغ الحضيض جماهيريا منذ زمن بعيد ، وأن جرائم عصاباته البدروية صارت تذكر الناس بجرائم الطاغية صدام حسين وأزلامه الدمويين ولهذا فهو على عجلة من أمره ويريد أن يسلق فيدرالتيه الطائفية على عجل لأنه في الحقيقة يريد أن يشق العراق و يقسمه قبل أن تنشق الأرض ويخرج منها المارد العراقي الشعبي في انتفاضة بدأت نذرها وبشائرها تلوح وسترسل به وبأسياده إلى مكانهم الطبيعي من التاريخ .
هل نحن بحاجة فعلا إلى تفنيد حجج هؤلاء الفاشلين سياسيا والجهلة تاريخيا و جغرافيا بخصوص الفيدرالية الجنوبية ؟.. حسنا لنفعل ، ففي الإعادة إفادة كما يقال : الاتحادية "الفيدرالية "شكل سياسي حديث تنظم على أساساته البنية التحتية والفوقية للدولة بسبب وجود مبررات معينة تجعل الحكم المركزي مضرا وغير ممكن .
لنسجل أن المبررات التي تسمح بقيام الاتحادية /الفيدرالية ( لا الكونفدرالية !!) للمحافظات الثلاث ذات الأغلبية الكردية موجودة ومنها اللغة والثقافة والأرض والعادات والتقاليد مع غض النظر عن الفرق العرقي بين العراقيين العرب الساميين وهم الأغلبية الساحقة من السكان التي أعطت للعراق هويته العربية على مر التاريخ وبين الكرد الهندوآريين . ومع ذلك فإن المطالبة بالنظام الاتحادي /الفيدرالي ينبغي أن تأخذ بنظر الاعتبار خطورة وحساسية الوضع العراقي العام واحتمال تفتت وتشتت البلد ككل وعلى السياسيين في الإقليم الشمالي التحلي بالروح الوطنية والإنسانية ومقاومة روحية التشفي والكيدية والاستقواء بالأجنبي على ابن البلد والأخ في الدين واستغلال الفرص ومنطق النشالة واللصوص وحل الخلافات بروح المسئولية والصبر و الاحتكام إلى الشعب وتأجيل القضايا الحساسة والمختلف عليها إلى حين تهدأ النفوس وتصفوا الضمائر ويفيق الجميع من هول الكابوس المرحلة الشمولية الدموية وكوارث الاحتلال الذي جاء بعده والتي لم تنتهي بعد ، وإلا فحتى إذا انفصلوا فلن يجدوا عربا عراقيين كثيرين يذرفون دمعة واحدة على انفصالهم في دولة مستقلة لن تعيش لأكثر من ثلاثة أيام ولن تكون الولايات المتحدة مستعدة للتضحية بثلاثة بغال وليس جنود من أجل حمايتها في مواجهة الجيشين التركي والإيراني . أما كركوك ونفطها فالسياق السياسي والتاريخي واللعبة الجيوسياسية التي تديرها القوة المحتلة تجعل نجوم السماء أقرب منالا من كركوك لزعماء الميليشيات الكردية ، وعليهم أن يفهموا اللعبة لمصلحة شعبهم قبل أي طرف آخر !
طيب ، إذا كان ثمة مبررات بيئية تاريخية وجغرافية وقومية لقيام حكم اتحادي بين العرب والكرد والتركمان في العراق فما هي المبررات التي سيطرحها جهلة عصابات بدر ومجموعة السياسيين الخائبين في المنظمات الكارتونية المحاذية لمدار تساقط فتاتهم لقيام أقاليم اتحادية في العراق العربي ؟ بم يختلف ابن الناصرية عن ابن الرمادي وابن النجف عن ابن الكوت وابن الموصل عن ابن الحلة و ابن القرنة عن ابن تكريت ؟ الفرق بين وواضح وهو الفارق الطائفي فقط لا غير ! فليعترف الشعوبيون من أمثال الحكيم والعامري به فرقا يريدون على أساسه إقامة دولة للعجم والعرب المستعجمين ونحن نرضى بحكم الشعب والتاريخ عليهم ! فليعترفوا بأن أساس مشروعهم هو الانتماء الطائفي المقيت والعقلية الثأرية الانتقامية التي تريد النيل من أهلنا العرب العراقيين في المحافظات الغربية لأسباب سياسية وحزبية وانتمائية ولا علاقة لها بالعراق وأهل العراق وسنوافق على نتائج استفتاء شعبي نزيه ومحايد وتحت إشراف دولي على هذا الخيار !
إن الطائفيين في حزب آل الحكيم وحلفائه يريدون الانتقام من عرب العراق ككل وسيبدأون بعرب " الغربية " ويحاولون عزلهم وتجويعهم من خلال السيطرة على النفط والثروات الأخرى ويدفعونهم ربما إلى الهجرة إلى الدول المجاورة . وبعدها، وهذه - هي المرحلة الثانية من هذا المخطط الجهنمي القديم المعادي للعراق العربي ومهد الساميين الأوائل - سيبدأون باستهداف العرب في الجنوب والفرات حتى ولو كانوا من قمم التشييع ، وللتدليل على ذلك يمكن التذكير بدور هؤلاء " المستعجمين " في معارك النجف وعموم الفرات والجنوب بين الصدريين والمحتلين .. لقد شاهد أهل العراق حقد جلاوزة المليشيات الطائفية كمنظمة العامري على الصدريين خلال معركة التصدي للاحتلال . نعم ، سينتهي الطائفيون الشعوبيون من عرب الغربية ليبدأوا بعدها باستهداف عرب الجنوب والفرات وسيطوقونهم بتهم عديدة جاهزة منذ الآن ويستأصلون شأفتهم ليصير العراق بعدها – كما يحلمون - قزما كسيحا تصفعه الكف الإيرانية من الشرق وتلكمه القبضة الصهيونية من الغرب ولتبدأ بعدها أعراس الجرابيع والعبيد في المحميات الأمريكية المحيطة به من دويلات الخليج والشرق الأوسط الأخرى !
باختصار شديد ،وصراحة قد تخز وتستفز البعض ، يمكن القول ، ردا على الدعوة الصريحة التي أطلقها الحكيم اليوم وحامل إبريقه مهدي العامري لتقسيم العراق :
لقد أصبح الخطر الذي تمثله الحالة الطائفية الشيعية مكافئا لخطر الاحتلال ذاته وليس أقل من الخطر التي تمثله التفجيرات الإرهابية للتيار التكفيري أيضا .
لقد حان الوقت كي تجتمع كلمة القوى المناهضة للاحتلال وتبدأ العمل من أجل توحيد الصف الوطني في مواجهة المشروع التصفوي الطائفي الراهن ، بعيدا عن الشروط المسبقة ، ومحاولة تلميع بقايا مخابرات النظام البعثي الصدامي واعتبارها ممثلا شرعيا وحيدا للشعب ، وهي الحيلة نفسها التي يريد من خلالها حلفاء الاحتلال استغلال توق الملايين من العراقيين للديموقراطية وهرعهم للمشاركة في انتخابات الجمعية العامة في الثلاثين من كانون الثاني 2004 لانتحال شرعية ناقصة تحت ظلال الاحتلال وبسببه .
والواقع فإن من يريد تخريب الوحدة الوطنية للقوى المناهضة للاحتلال ، وتأخير وعرقلة قيام القطب الوطني الواحد الموحد والذي تساهم فيه جميع القوى الوطنية والإسلامية الاستقلالية هو ليس الطرف المطالب بمغادرة مستنقعات الدم والقمع الصدامية وترك صدام ومجموعته لتكون شأننا قضائيا بحتا لتبدأ بعد ذلك عملية مصالحة ومصارحة وبناء في عراق حر مستقل بل إن المخربين الحقيقيين للوحدة الوطنية الناضجة اليوم هم أولئك "المستبعثون " الجدد والذين لا يريدون لحكم العار والدم والقهر الصدامي أن يختفي ويزول ، ومع إنهم ليسوا من البعثيين أو الصداميين كما يزعمون ولكنهم " مستبعثون " ومنحازون إذ يساوون بين الصداميين الذين حكموا العراق لخمسة وثلاثين عاما بالحديد والنار وبين ضحاياهم المظلومين فيطالبون الجميع بالاعتذار بعضا لبعض ، فكيف تعتذر الرقبة المظلومة من السيف الظالم وماذا تقول له ؟!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد وشهادات من داخل مؤتمر بيروت حول - مستقبل العراق والجبه ...
- مداخلة ممثل التيار الوطني الديموقراطي في ندوة بيروت - مستقبل ...
- قراءة في الدستور السويسري 2 من11: لغات الدولة والمساواة ومبد ...
- قراءة في الدستور الاتحادي السويسري1من11: خلفية تاريخية وشكل ...
- اقتراح لفدرالية محافظات عراقية تكون فيها -كردستان -محافظة وا ...
- الحملة المدانة لاستهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق : حقا ...
- الأمريكان يجعلون أطفال العراق دروعا بشرية و التكفيري يفجرهم ...
- هل تمرد الزرقاوي على تعاليم شيخه البرقاوي ؟
- حول التصريحات الطائفية المشؤومة للملا عبد العزيز الحكيم !
- هل يمكن توحيد -يسار- يرى في الإمبريالية محررا مع -يسار- يرى ...
- متى كان الحزب الشيوعي ضد خيار الحرب والاحتلال والمحاصصة الطا ...
- المسفر والأفندي وهارون و الغزو - الشعوبي الصفوي - للعراق
- السيستاني يفتي حول الكهرباء، والدوري يريد إعادة صدام إلى الر ...
- هيئة العلماء المسلمين وقضية كتابة الدستور العراقي الدائم .
- لماذا انتخب الطالباني في ذكرى تأسيس البعث وأحضر صدام لمشاهدة ...
- تقنيات السرد المتداخل والبنية الزمنية في رواية - غرفة البرتق ...
- مجزرة الحلاقين وضرب الطلبة الجامعيين !
- الإرهاب والتهديد بالانفصال وجهان لعملة الاحتلال الواحدة
- الشهرستاني من مرشح إجماع وطني مأمول إلى حصان طائفي مرفوض
- تأملات في النموذج السويسري للديموقراطية المباشرة والدولة الا ...


المزيد.....




- السعودية تحدد قيمة مخالفة من يضبط داخل مكة والمشاعر دون تصري ...
- بوتين يؤدي اليمين الدستورية لولاية خامسة.. شاهد ما قاله عن ا ...
- غزة: ما هي المطبات التي تعطل الهدنة؟
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي عنيف على القطاع ومخاوف من -الغزو ...
- وداعا للسيارات.. مرحبا بالمشاة! طريق سريع في طوكيو يتحول إلى ...
- يومين فقط من إطلاقها.. آثار كارثية للعملية الإسرائيلية برفح ...
- البيت الأبيض يعلق على -محاولة اغتيال- زيلينسكي
- اكتشاف سبب جديد يؤكد أن غواصة تيتان كانت ستقتل ركابها لا محا ...
- -إنسولين فموي- بتقنية النانو قد يغني عن الحقن لمرضى السكري
- السجن لمصري جمع 100 ألف دولار من أبراج الكويت


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - فيدرالية فيلق بدر - تنـزع القناع نهائيا عن حزب آل الحكيم !