أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - تَحَري صدقية -الخَبَر-!














المزيد.....

تَحَري صدقية -الخَبَر-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 14:18
المحور: الصحافة والاعلام
    


جواد البشيتي
فيوضٌ من "الأخبار" نسمعها، أو نشاهدها، أو نقرؤها، كل يومٍ؛ ونتناقلها أيضاً، مساهمين، من ثمَّ، في توسيع دائرة انتشارها؛ لكنَّ معضلة عصرنا الإعلامي تَكْمُن في "التمييز"، أيْ في اشتداد صعوبة تمييز ما هو حقيقي منها مِمَّا هو زائف، وما هو صادِق منها مِمَّا هو كاذِب.
"الخَبَرُ" هو ما يُنْقَل ويُحَدَّث به قولاً أو كتابةً؛ وهو "المعلومة إذا أُذِيعَت ونُشِرَت وبُثَّت"، فَغَدَت، من ثمَّ، مُلْكاً لكل مُسْتَمِعٍ أو مشاهِدٍ؛ ومهمَّة الصحافة (والإعلام على وجه العموم) هي الحصول على "المعلومة" قبل أنْ تلبس لبوس "الخبر"، ومن أجل إلباسها هذا اللبوس؛ فـ "المعلومة" لديها القابلية للبيع والشِّراء؛ أمَّا "الخَبَر" فليست لديه.
هل تُصَدِّق ما سَمِعْتَ، أو قَرَأْتَ، أو شاهدتَّ، من "الأخبار (التي بعضها على شكل "أفلام")" الخاصَّة بهذا الأمر، أو بهذه القضية؟
إجابتكَ عن هذا السؤال، ومهما كانت، تَفْتَقِر، وتزداد افتقاراً، إلى كلِّ ما من شأنه جَعْلِكَ قادراً على تَحرِّي "الحقيقة الموضوعية" في "الخَبَر" الذي يَعْنيكَ؛ وما عليكَ، عندئذٍ، إلاَّ أنْ تَقِفَ من "الخَبَر" موقِفاً "إيمانياً"؛ فإمَّا أنْ "تُؤْمِن" بصدقه، بلا أدلة وبراهين، وإمَّا أنْ تَضْرِب صَفْحاً عنه لاعتبارِكَ إيَّاه غير جدير بالتَّصْديق.
قديماً، وعلى وجه العموم، آمن البشر بصِدْق ما يرونه بعيونهم؛ فَهُمْ بـ "المعاينة" فحسب كانوا يميِّزون الصِّدْق من الكذب في "الأخبار"، بمعناها العام؛ وهذا ما جاء بالنَّصيحة "لا تُصَدِّق إلاَّ ما تراه عيناكَ"؛ فما "يُسْمَع" من "أخبار" لا يُصدَّق إلاَّ بعد، ومن طريق، "المعاينة"؛ لكنَّ "المعاينة الشخصية" تظل ضَيِّقَة الحدود.
ثمَّ جَعَلوا "الثِّقَة بصدق الراوي (أو المُحَدِّث، أو الناقِل)" مقياساً يقيسون به صِدْق "أخباره"؛ وبعض الرواة حَفِظوا "أخبارهم" في "مخطوطات"؛ فظلُّوا زمناً أطول مَصْدَراً لـ "الأخبار".
وبعد اختراع "المَطْبَعة" ظَهَرَت "الجريدة (الورقية)"؛ ثمَّ ظهر "المذياع"، وكان لهما ("الجريدة" و"المذياع") سطوة كبيرة على القُرَّاء والمستمعين؛ فإذا جادَلَتَ في صِدْق وصحَّة خَبَرٍ ما، احْتَجُّوا بالقول الآتي: "لقد وَرَد في الجريدة"؛ ونحن نعرف أنَّ "الكلام المطبوع" له تأثيرٌ أقوى في الناس؛ أمَّا "الصورة" الخاصَّة بالخبر، والمنشورة معه في "الجريدة"، فرَفَعَت منسوب الصِّدْقِيَّة في الخبر لدى الناس.
ومع نهاية القرن العشرين، وبداية القرن الحادي والعشرين، اختلط الحابِل بالنَّابِل؛ فإنَّ البَوْن يضيق، في استمرار، بين "الواقع الافتراضي" و"الواقع الحقيقي"؛ فـ "الخَبَر ــ الفِلْم" تشاهده الآن وأنتَ يستبدُّ بكَ الشعور بصعوبة واستعصاء تمييز حقيقته من زيفه. لقد بلغت تكنولوجيا الإعلام، في تطورها وتَقَدُّمها، مبلغها؛ فأصبح في مقدور صُنَّاع "الخَبَر ــ الفِلْم" أنْ يُتْقِنوا "التزييف (والتَّزوير)" بما يُعْجِزكَ عن كشفه وتمييزه؛ وما أكثر ما نشاهده الآن من هذا النَّمَط من "الأخبار".
إنَّنا، ومن الوجهة الإعلامية، نعيش الآن في "واقعٍ افتراضي" صِلته بـ "الواقع الفعلي (الحقيقي)" كصلة "النَّقْد المُزوَّر" بـ "النَّقْد الحقيقي"؛ وهذا "التزوير" أصبح من الإتقان بمكان. لقد عُدْنا إلى "المعاينة"، باعتبارها طريقة لتَحرِّي الحقيقة في "الأخبار"؛ لكن مع فَرْق جوهري؛ فَمِنْ قَبْل، كنَّا نُعايِن "الخَبَر" في "واقعه الحقيقي (الموضوعي)"؛ أمَّا الآن فنُعاينه في "واقعه الافتراضي" الذي يَرْتَفِع فيه، في استمرار، منسوب التَّزييف (والتَّزوير) المُتْقَن،والذي يزداد إتقاناً!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بَعْد الهُدَن القصيرة!
- ومضات 6
- الأسطورة والهزيمة والانهزامية!
- الحرب إذا غَدَت مرادِفاً للجريمة!
- -النَّصْر- و-التَّحَدِّي- في غزة!
- الحرب كالمطر لجهة خَيْرِها وشَرِّها!
- الفلسطينيون يَصْنَعون تاريخهم الآن!
- نتنياهو هُزِم!
- عندما -تُجَرَّم- المقاوَمة!
- -غزَّة-.. قصة دم مختلف!
- -الجرف الصامد- في عالَمٍ عربيٍّ منهار!
- -الانتفاضة- ضرورة ولكن..
- تقسيم العالَم العربي بَيْن اتِّجاهَيْن
- مرَّة أخرى عن صلة -التسارع- ب -تباطؤ الزمن-
- أكراد العراق في مواجهة الفرصة التاريخية!
- كيف يتسبَّب -التَّسارُع- في -إبطاء الزمن-؟
- -النُّقْطَة- التي منها وُلِدَ الكون!
- حقيقة -التباطؤ في الزَّمَن-
- -النسبية العامة- في مثال بسيط!
- سفينة نوح كونية!


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - تَحَري صدقية -الخَبَر-!