أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - هيلاري ومفاجآتها، للجادين فقط..!!














المزيد.....

هيلاري ومفاجآتها، للجادين فقط..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتصل صديق، في موقع المسؤولية، يسأل عن مذكرات هيلاري كلينتون، وما فيها من أسرار ومفاجآت، قائلاً إن مواقع على الإنترنت، نشرت أشياء مُذهلة عن العلاقة بالإخوان المسلمين، وحتى عن دور أميركا في إنشاء داعش.
قلتُ: هذا مُستبعد، ولكنني سأقرأ المذكرات للتدقيق في هذا الأمر. وهذا ما كان. وتصادف، في الوقت نفسه أن استشهد أشخاص في تعليقات نشرتها صحف فلسطينية بمذكرات السيدة كلينتون، للتدليل على ما أسموه "فضيحة" التحالف بين الأميركيين والإخوان المسلمين.
تقع المذكرات، الصادرة قبل شهرين، بعنوان "خيارات صعبة" في 656 صفحة، وتغطي الفترة التي شغلت فيها السيدة كلينتون منصب وزير الخارجية، في إدارة الرئيس أوباما، وهي تتكون من عدة أجزاء، يغطي الجزء الخامس منها الدبلوماسية الأميركية في العالم العربي، والشرق الأوسط، قبيل، وفي، وبعد ثورات الربيع العربي، إضافة إلى حرب غزة في العام 2012، والمشروع النووي الإيراني، والثورة السورية وتحوّلاتها المُحزنة.
ولا مفاجآت، في المذكرات، ولا أسرار، ولن يجد حتى الباحث، الذي زودته الطبيعة بحاسة شم استثنائية، ما يمكنه من "فضح" العلاقة بين الأميركيين والإخوان المسلمين. كل ما في الأمر أن السيدة كلينتون تضع تصريحات أطلقتها في فترة عملها على رأس الدبلوماسية الأميركية، في سياقها التاريخي، والشخصي، وما حرّض عليها، أو تحكّم بها من ملابسات، وتنسج استناداً إلى هذه الأشياء كلها، حكاية يُراد لها أن تكون شهادة شخصية وسياسية في آن.
وهذا ما تفسّره فرضية أن السيد كلينتون ما تزال طامحة في دور سياسي، ربما في البيت الأبيض نفسه. وفي طموح كهذا ما يقيّد اللسان، ويحوّل "المذكرات" إلى جزء من المؤهلات السياسية، والشخصية، المطلوبة لتحقيق هدف أهم من خدمة التاريخ أو الحقيقة. فلنقل أنها جزء من حملة انتخابية متواصلة، لذلك لا تكسر بيضاً، بل تمشي على حبل مشدود، وغالباً ما تلجأ إلى عبارات إنشائية وعموميات.
وبقدر ما يتعلّق الأمر بالعالم العربي، والشرق الأوسط، فإن السيدة كلينتون تريد العنب لا رأس الناطور. لذلك، لا تتورع عن اتهام من سقطوا، بالفعل، مثل مبارك (وبعده مرسي)، وصالح، والقذافي، وبن علي، بسوء الإدارة، والدكتاتورية، إضافة إلى بشار الأسد، لكنها تصون لسانها عند الكلام عن أنظمة ما تزال قائمة، وحكاّم في سدة الحكم، وتبرر ذلك بخيارات "صعبة" يحتاجها الأميركيون لخلق توازن بين القيم الأميركية من ناحية، والمصالح من ناحية ثانية. والشاطر يفهم.
المهم، يخرج القارئ بانطباعات عامة، لا تمثل جديداً بقدر ما تكرّس قناعات سابقة، ولعل أبرزها مركزية إسرائيل لا في الدبلوماسية الأميركية وحسب، بل وفي المخيال الثقافي، والتاريخي، والسياسي العام للأميركيين، أيضاً. وفي سياق هذه المركزية يحتل إحباط المشروع النووي الإيراني مكانة خاصة في الحسابات الأميركية لخدمة إسرائيل وحمايتها، وهذا لا ينفي، بالضرورة، اختلاف في وجهات النظر مع الإسرائيليين حول السبُل المثلى لتقديم الخدمة، وتحقيق الحماية.
ولنعد إلى موضوع الأميركيين والإخوان. تشير السيدة كلينتون إلى اتهامات رأى أصحابها في وجود مسلمة هي هوما عابدين، الأميركية من أصل باكستاني، ضمن طاقمها في وزارة الخارجية، دليلاً على نفوذ الإخوان في إدارة أوباما. وقد نفت هذه الاتهامات باعتبارها من تجليات نظرية المؤامرة في السياسة.
ولا ينبغي لأحد انتظار اعتراف من جانب السيدة كلينتون، أو غيرها، بعلاقة كهذه، طالما لم يسدل الستار، بعد، على فصل في تاريخ العالم العربي عنوانه: صعود الإسلام السياسي وسقوطه. فما يزال الصراع محتدماً، والرهانات على حالها. سيحتاج الأمر إلى بضعة عقود أخرى، بالتأكيد، قبل اتضاح ما يبدو حتى الآن غامضاً في لعبة الدكتور جايكل والسيد هايد.
بيد أن ما يستحق التذكير يتمثل في:
أولاً، توجد مراكز متعددة لصناعة القرار في الولايات المتحدة: البنتاغون، والبيت الأبيض، والخارجية، والمخابرات المركزية، والكونغرس، علاوة على المركبات الصناعية والمالية، والتجارية العملاقة، ولكل منها ثقل خاص، واجتهادات ليست متطابقة. وحتى داخل المؤسسة الواحدة نفسها توجد تباينات واجتهادات. وبهذا المعنى ربما كان دور الخارجية (باستثناء فترة الأخوين دالاس في ذروة الحرب الباردة) الأقل نفوذاً وتأثيراً بين هؤلاء.
ثانياً، أعتقد، وهذا اجتهاد شخصي، أن النقلة الافتتاحية في لعبة ورهان الأميركيين على الإخوان جاءت مع خطاب الرئيس أوباما في العام 2009 إلى "العالم الإسلامي" في القاهرة. لا ينبغي التغاضي عن إحلال مفردة "الإسلامي" محل "العربي". فالقاهرة مركز العالم العربي وقلبه الحضاري، والثقافي، والسياسي، ومن يريد مخاطبته لن يجد بديلاً عن القاهرة، أما العالم الإسلامي فمتعدد المراكز والقلوب. ومشكلة أميركا ليست مع العالم الإسلامي (الذي يصعب تعريفه) بل مع العالم العربي، وفي القلب منها الاحتلال الإسرائيلي، وتغليبها للمصالح على القيم في تحالفها مع أنظمة يمثل بعضها إهانة للذكاء الإنساني نفسه.
ثالثاً، في بحث البعض عمّا يفضح علاقة الأميركيين بالإخوان، وغيرهم، ما يُنم عن رغبة في نقد ونقض الإسلام السياسي، ومختلف تجلياته الإخوانية، والجهادية..الخ. وهذا مفهوم. بيد أن الموقف المبدئي، سياسياً، وأخلاقياً، وثقافياً، من الإسلام السياسي، وتجلياته الإخوانية والجهادية، لا يستمد مسوّغاته من مدى صداقة هذا أو ذاك، أو عداوته، للأميركيين، بل من خصوصية مشروعه الاجتماعي، وموقفه من تداول السلطة، وحقوق الإنسان، بما فيها المواطنة، والمساواة، والنساء، والحريات الفردية والعامة، والفقر، وتوزيع الثروة، والعدالة الاجتماعية. ورصيد الإسلام السياسي في هذه كلها لا يجعل منه حامياً أو ضامناً لها.
أخيراً، بدلاً من النقل عن آخرين، نقلوا بدورهم عن آخرين، وبالعودة إلى المصدر الأصلي، فهذا كل ما يمكن، في الوقت الحاضر، أن يقال عن هيلاري و"مفاجآتها"، للجادين فقط.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشهاد المواطن المُسن..!
- بطولة الناس العاديين..!!
- تفصيل صغير في مشهد الخليفة..!!
- أحبتْ يهودياً، وما علاقة محمود درويش بالأمر؟
- مريض بالقلب وميكانيكي سيّارات!!
- الحق والبطلان في الفرق بين أتاتورك وأردوغان..!!
- هل الأرض كروية..!!
- عن غزة واستراحة المُحارب..!!
- حروب داعش والغبراء..!!
- المصالحة والمصارحة..!!
- غارسيا ماركيز في غزة..!!
- ربحنا باكستان وخسرنا الهند..!!
- عن العلمانية وأسلوب الحياة..!!
- كل يسار وعشائر وأنتم بخير..!!
- سورية: حرب مفتوحة وأفق مسدود..!!
- محمود درويش ومعرض الكتاب في الرياض..!!
- القليل منها يشفي القلب..!!
- حماس، أسئلة في فضاء مفتوح..!!
- أهلاً، يا نجلاء، في البيت..!!
- خلاف حماس والأونروا..!!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - هيلاري ومفاجآتها، للجادين فقط..!!