أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - انتفضوا للأقرع، وباركوا داعش!














المزيد.....

انتفضوا للأقرع، وباركوا داعش!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 16:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غضبوا للأقرع الأصم، ولم تحرّكهم الأكباد النازفة! صرخوا ملء حلوقهم من أجل ثعبان مجهول النسب، وناموا ملء جفونهم البليدة عن أبرياء تُقطف رؤوسهم من أجسادهم كل نهار! ثُعبان أقرع جعلوه خليفة عن الله في حساب الناس، أثار انتقادُه حفيظتهم، وصمتوا صمتَ القبور أمام ثعابين داعش ترفع رايات الموت السوداء في وجه العالم، باسم الله، حاشاه وتعالى عن ذلك! حاربوا من يُنقّون الدين من أدرانه ويطهرونه من أمراضه، وصفقوا طربًا لمن يحقنون الدين بالأدران والكذب والخرافات والدم والجماجم والتمثيل بالجثامين، وهتك أعراض النساء وتيتيم الأطفال وكيّ قلوب الأمهات بالثكل والويل، وطرد الكتابيين الآمنين من بيوتهم وتهجيرهم من أوطانهم وسرقة أملاكهم وهدم دور عبادتهم وتوعدهم بالسيف باسم الإسلام! صمتوا عن حرائر النساء يسلسلوهن بالجنازير وبسوقونهن قهرًا كما السبايا البغايا إلى جهاد النكاح، ورفعوا عقيرتهم النشاذ من أجل ثعبان أقرع لا يسكن إلا عقول من اخترعوه زورًا وكذبًا ليلصقوا بالدين إرهابًا، يضمنوا به ولاء السذج الأغبياء ليجمعوا بهم الغنائم، وترهيبًا لم يكتبه الله في كتابه ولا ضمّته سُنة نبيه الذي حذّره الله من الفظاظة وغلظة القلب لئلا ينفض الناس من حوله، وعاتبه ربُّه حين عبس في وجه الفقير الأعمى ابن أم مكتوم، وتولى عنه لانشغاله واهتمامه بأحد أثرياء قريش. شوهوا الإسلام، ثم يزعمون، في تبجح، أنهم رُعاة الإسلام، ولو صمتوا عنه، لعلا شأنه في الأرض ودخل الناس فيه زرافات ووحدانا! إنما يهجر المسلمون إسلامَهم بسبب فتاواهم البغيضة الركيكة وإساءاتهم اليومية لاسم الله، حاشاه، ودين الله وكتاب الله وسيرة رسوله الذي ما علمنا عنه قتلا ولا فظاظة ولا تنكيلا! أي بشر أولئك، وأي مسلمين!
يهاجمون اثنين من أعمق الباحثين في الشأن الإسلامي، إسلام بحيري، وإبراهيم عيسى، لأنهما حاولا تنقية الدين وكتب التراث من خرافات ألصقها به دواهٍ ودّوا إرهاب البسطاء لكي يسخّروهم في المعارك وحصد المغانم والسيادات. خرافات أضحكت العالم علينا، ونفّرت العقلاء من الدين، اللهم إلا من رحم ربي فأخذوا الدين عن مصدريه الوحيدين: كتاب الله، و"صحيح" سُنته. وإن تتبعت خُطى أولئك الغاضبين للثعبان الأقرع، لرأيتهم يُخفقون في استرجاع آية قرآنية بسيطة دون لحن أو عِوَج. هم الأواني الفارغة التي تُصدر الصخب وتصدّر العنف، لأنها فارغة. فالجاهل الفارغ دائمًا خطّاء طويل اللسان سريع الانتقاد دون علم، بينما العارف الممتلئ صبورٌ متأمل هادئ يقدّم الظن الحَسَن والقول الحسن، فلا ينطق لسانُه إلا بالخير.
فقير الإيمان دائم البحث عن صنم يلجأ إليه وقت العوز، ويرهب سوطَه لكي يسير على الصراط القويم. فالعبدُ لا يُشرى إلا والعصا معه، إن العبيد أنجاسٌ مناكيدُ. بينما الحرُّ قوي الإيمان لا يرى إلا الله، وحده، فيلجأ إليه عند العوز، وينهج النهج القومي ويسلك النجد الطيب حبًّا في الله لا خوفًا من ثعبان أقرع ولا حرباء صلعاء، ولا طمعًا في اثنتي وسبعين بكرًا لا تنفضُّ بكارتُهن أبدًا. يحبون الله لأنه أهلٌ لذاك، كما قال ابن الفارض، وليس حبًّا في زيتون الجنة ورمّانها وفومها وقثائها وعدسها ونسائها وغلمانها وأنهار عسلها ولبنها!
أيها المنتصرون للأقرع من ثعابين القبور، هلمّوا انتفضوا من أجل إخوان عزّل يُقتلون كل يوم في العراق وسورية على يد ثعابين داعش الملتحين. هلموا انتفضوا وطيروا إلى فلسطين حرروا الأقصى وانجدوا إخوانكم في غزة الجريحة. لكنني أعلم أنكم لا تزيدون عن "فنجري البُّق" كما وصفكم صلاح جاهين في أوبريت "الليلة الكبيرة":
ورونا القوّة، يا بني انت وهو.
لا يا عم سعيدة، دي البدلة جديدة.
هأووووووووو

http://www.24.ae/Article.aspx?ArticleId=94875



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باليرينا في سجن النساء
- تكفيريون في ثوب الميري
- القتل أرحم فظاعات داعش
- هل ندرس عملية الفرافرة؟
- سجينات الفقر
- أيها الشيطان، قرّ عينًا
- الدراما، آمرةٌ أمّارةٌ، أم مرآة؟
- ميرفت التلاوي، جبلُ الكريستال
- أستاذية العالم الداعشية
- لما كنا صغيرين
- سرقوا التلاجة يا محمد
- دريّة شرف الدين.. شكرًا
- -الشاعر- هاني عازر
- هل يعرف الداعشيون جبران؟
- العنف ضد المرأة
- الكاتب الداهية
- المجد للنباتيين يا آكلي اللحوم
- الفئران أول من يشعر بالخطر فتغادر السفينة قفزاً في الماء، يل ...
- متى ينام إبراهيم محلب؟
- ثاني رمضان، بلا إخوان


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - انتفضوا للأقرع، وباركوا داعش!