نبيل العدوان
الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 21:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كتبت بالسابق عدة مقالات حول الاسلام وتطرقت اليه من عدة نواحي على سبيل المثال الاسلام السياسي والاسلام والمرأة والاسلام والتطرف والارهاب وايضا الاسلام والتخلف والجهل لكن هنا ساتناول الاسلام من جانب اخر وهو الاسلام والحياة او المجتمع وذلك من خلال بعض القصص من الواقع والتجارب التي واجهتها مؤخرا خلال رحلة الى الغرب الأمريكي وبالتحديد لولاية كاليفورنيا حيث كانت مليئة بالاثارة وبعض الاحداث التي تتعلق بالجالية العربية المسلمه .
الشباب المصري الواعي:
بدأت هذه الرحلة على متن احدى طائرات الخطوط الامريكية وكان بجانبي شاب ملامحه تدل على انه من أصول عربية , من غير إضاعة أي وقت سالته من اين هو , وكما توقعت مصري , هنا بدات بمغامرة حيث كنت اود معرفة شخصية الشباب المصري من خلال هذا الشاب, وفعلا تطرقت لعدد من المواضيع في مجال السياسة والدين وحكم الاخوان والسيسي ومرسي, هذا الشاب كان قليل الكلام لكني لم افقد الامل فقمت بدور اخر حيث قررت ان العب دور ثاني بان اقدم له الأفكار واحاول ان ادرس ردة فعله , فسالته عن مجال عمله فقال انه محامي ويعمل قاضي , كانت مفاجأة لي فهو شاب وفي سن قد يبدو انه من غير الممكن ان يكون قاضي والسبب الاخر ان المحامي كما يعلم الجميع هو كثير الكلام , لكنه اخبرني انه بالإمكان ان يصبح قاضي جنائي بعد 7 سنوات من ممارسة المحاماة و3 سنوات لقاضي اداري , كان هناك نوعا من تقارب الأفكار وبعض التحفظ من جهته ممكن لانه حريص على عدم الكشف عن كل أفكاره ولكن لا باس تحدثتا عن تجربة الحكم الإسلامي الفاشل بمصر المتمثل بمرسي و الاخوان وسقوط هذا النظام وزوال الكابوس عن مصر خلال تجربة وفترة حكم وجيزة ثم تحدثنا عن الانظمة والحكومات العلمانية , وأضاف ان فقط الجهلة والغير مثقفين هم من يختارون الأنظمة الدينية , وأضاف ان هناك حوالي 20% مثقفين بمصر , وتكلمنا عن التطرف الديني والإرهاب, ثم اثنى على اقباط مصر. كنت اتمنى لو كثيرين من شبان الوطن العربي وخصوصا المثقفين ان يكونوا بهذا المستوى من الوعي الذي كان يتمتع به هذا الشاب المصري.
رمضان كريم :
بما ان الرحلة كانت خلال الشهر الفضيل فكان لا بد من بعض المغامرات الرمضانية , كنت في احد المتاجر لبيع التبغ والنرجيلة وكان احد العاملين هناك يساعدني وقال لي تعال شوف راس هذه الاركيله الالكتروني وقال لي جربه وبينما اجربه واذ بموظف ملتحي ينظر الي بطريقة غريبه ويقول لي شو مش صايم؟ هنا كنت على وشك ان أوجه له كلام قاسي وأقول له شو شغلك انت , لكني فضلت ان اتجاهله وكانه غير موجود فلم اجبه وهنا انقلب وجهه وغادر فورا.
بعدها غادرت ودخلت احد الافران المجاورة وكانت سيدة محجبه متقدمة بالعمر تاكل واحد الموظفين أيضا ياكل فدخلت فتاة شابة يبدو كانها أمريكية فذهبت وقبلت السيدة المحجبة وقالت لها كيفك حماتي ؟ ثم سالتها السيدة المحجبة ان كانت صائمة فاجابت الحمدلله , فعلا كنت اود ان اضحك على هذه الفتاة المغسوله الدماغ واوجه لها بعض الكلام لكني مرة أخرى تجاهلت الامر.
مظاهرة تأييد غزة:
كنت في احد ضواحي مدينة لوس انجلوس وفي منطقة تتواجد فيها الجاليه العربية واذا بمسيرة تاييد لفلسطين ولغزة وضد الاحتلال الإسرائيلي والعدوان على غزة , ليس لدي اعتراض او تحفظ لكن ما يقلقني اته تمت كتابه عبارة " لا اله الا الله محمد رسول الله" على العلم الفلسطيني, انا بالطبع ضد اية مقاومة تأخذ الطابع الديني ومع اية مقاومة وطنية وبدون اقحام عامل الدين لكن كما نعلم الطابع الديني اصبح هو الطاغي الان على منطقة الشرق الأوسط حتى في أوساط الجالية العربية المسلمة في أمريكا والغرب. وقريبا ساتطرق لحرب غزة من خلال مقالة مفصلة ومخصصة حول الموضوع وخصوصا حول مغامرة حماس وزجها للفلسطينين نساء واطفال بهذه الحرب الطاحنة ومعاناة المدنيين بينما قيادات حماس تقبع في قطر وتوجه التهديدات لاسرائيل وترفض الهدنة وتتوعد اطلاق المزيد من الصواريخ على اسرائيل. نعم اسرائيل قتلت اكثر من 1000 فلسطيني بينهم الكثير من النساء والاطفال وهذا شيء مؤسف ومستنكر لكنه رقم قليل بالمقارنة بما فعلته داعش والنصرة بسوريا حيث فاق عدد القتلى ال 200000 وما يفعلونه الان بمسيحيي الموصل الذين تم تهجيرهم وفرض الجزية عليهم.
في جنة السلطانة - الجزء 2:
قبل فترة وجيزة قمت بزيارة للسلطانه الدكتورة وفاء سلطان وكتبت مقالتي في جنة السلطانة الجزء 1 , وذكرت اني قبلت دعوة الدكتورة لزيارة ثانية وهذا فعلا ما حصل ,حيث كانت ختام رحلتي الى الغرب او كما يقولون ختامها مسك, سيكون لي مقالة مخصصة ومفصلة عن هذه الزيارة ساقوم بنشرها قريبا وفيها ساتطرق لبعض المواضيع التي بحثناها خلال هذه الزيارة وسيكون عنوان المقالة "في جنة السلطانه الجزء 2" ارجو من القراء الأعزاء المتابعة.
ساكتفي بهذا القدر حول هذه الرحلة وبالختام اود ان استخلص بعض ما جاء فيها وهو اهمية ودور الشباب المسلم المثقف والواعي في محاربة انظمة الحكم المبنية على الفكر الديني مثل الاخوان بمصر والنقطة الثانية هو دخول الطابع الديني على خط المقاومة الوطنية كما يحدث بفلسطين وسوريا والعراق وليبيا واخيرا الجهل الذي تعاني منه شعوب المنطقة والذي له الدور الرئيسي والاساسي في استفحال هذه التيارات الدينية المتشددة من امثال حماس وداعش والنصرة وانصار الشريعة وغيرهم
#نبيل_العدوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟