أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم البياتي - هل احرجت داعش المعارضة العراقية















المزيد.....

هل احرجت داعش المعارضة العراقية


جواد كاظم البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصرف النظر عن كل الآراء الشخصية ونظرتها او موقفها من المعارضة العراقية في الداخل او تلك التي اتخذت من فلل ومنتجعات وشواطئ البلدان العربية المتعاطفة معها وبلدان العالم الاخرى منطلقا لفعالياتها السياسية ضد نظام الحكم الحالي . فإن هذه الجماعات اخفقت خلال الاحد عشر عاما الماضية بالتأثير على العملية السياسية وكذلك على النظام السياسي الذي اسست له احداث 2003 بعد زوال النظام الشمولي .ورغم الدعم المالي واللوجستي الذي قدمته بعض الاطراف التي تتربص بالنظام الجديد بالعراق لعقد الاجتماعات والمؤتمرات هنا وهناك الاّ انها ظلّت عاجزة عن زحزحة النظام الجديد ، لكن ذلك لايعني ان هذا سلوك هذه الجماعات لم يحرك ساكناً ، على العكس من ذلك فقد اقلق تحرك المعارضة واتصالها ببعض مؤيديها في الداخل ببناء الكثير من الخلايا التي تسببت في ارباك الوضع الامني العام واثرت تأثيرا مباشراً في عمليات التنمية الاقتصادية وعرقلة المشاريع او حتى وصل تأثيرها الى مفاصل اعمق داخل الدولة العراقية عن طريق استخدام بعض الوزراء والنواب والشيوخ وبعض ذوي النفوذ الذين تأثرت مصالحهم بزوال النظام السابق بالعمل على تعطيل العملية السياسية بطريقة او بأخرى ، لكن جهود المعارضة لم تنجح في تحقيق اهداف يعول عليها في زحزحة النظام رغم الاصطفافات المذهبية والسياسية والكتلوية واللجوء الى قوى خارجية لتحقيق ولو جزء من تلك الاهداف برغم التسهيلات والمساعدات التي تتلقاها المعارضة من قبل تلك القوى ، بل انها كانت احيانا تتسبب في نشوب خلافات على كيفية توزيع تلك الصدقات والاعطيات ، مما تسبب في الكثير من الانقسامات من اجل العمل كل لحسابه الخاص ، لكن النجاح الواضح خلال السنين العشرة المنصرمة للمعارضة في ايجاد حواضن لبعض الجماعات المسلحة في المناطق التي كان يعتمد عليها النظام السابق بوجوده لأكثر من ثلاث عقود ،أكد غباءها خاصة وانها كانت تعول على بعض التافهين من اعضائها في إحداث تجمع هنا وتجمع هناك او صناعة تكتلات مذهبية ذات خلايا متخفية تعتمد على اثارة الفزع بين الناس عن طريق الخطف والتفجير ومحاولات التهجير وهذه الافعال ادت الى ردود فعل عكسية اثرت على المناطق والتجمعات السكنية التي يقطنها اهلهم . ولهذا بدأت باللعب على ورقة تنظيم ساحات الاعتصام من خلال عمل التجمعات والوقفات الاحتجاجية وما سمي بساحات العزة والكرامة في بعض المناطق والتي كان يقودها بعض المتحمسين العاملين لحساب اجندات خارجية للدعوة لأسقاط الحكومة والتهديد بإبادة الشريحة التي تمثلها دون ان تعلم بأنها غافلة او مغفّلة ، ولم تدرك بأن هناك من يستثمر صراخها ويعمل بهدوء وسلاسة لقطف ثمار جهودها بشكل حقيقي . ولا يُعرف ان كانت تعلم او ربما تكون قد تفاجأت بما حصل في الموصل في التاسع على العاشر من حزيران الماضي من اجتياح مخطط له ومدروس بحبكة خبروية عالية الدقة من كل الجوانب بالتعاون مع مفاصل مؤثرة جدا في المشهد السياسي والامني في المحافظة . ومع ذلك فإن وجهها – المعارضة- كما يتضح قد تهلل ورقصت فرحاً بإعتبار ان ( عدو عدوي صديقي ) حتى لو لم يكن هناك اتفاق مسبق على هذا الاجتياح مع انها كانت تعلم جيداً ان داعش كانت تفرض امرا واقعا في بعض مناطق الموصل عن طريق الاغتيالات وفرض الاتاوات التي فشلت الحكومة من وضع حد لها بسبب تعاون او خضوع عدد كبير من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين لهذا الابتزاز ولا تعفى المحافظة او قيادة قوات نينوى من هذا الاتهام الخطير . لكن الرياح كما يبدو كانت تجري بما لاتشتهي سفينة المعارضة خاصة عندما اعلن شيخهم ابراهيم دولته الاسلامية وطالب الجميع بالخضوع له عن طريق ماسماها بالمبايعة او البيعة ووضع السيف حداً بينه وبين من لايبايعه كخليفة لمسلمي طائفة محددة من مسلمي الموصل .
وهنا بهت الجميع وهتفوا : يافرحة ماتمّت .. فقد راح رفاق الدرب يضربون الاخماس بالاسداس خاصة مع قيام داعش بالابادة الجماعية للمئات من الجنود العزّل ثم التحول الى الشيعة وهدم دورهم ودور عبادتهم والأتفات الى المسيحيين وتهديم كنائسهم ورفع راياتهم السوداء التي تحمل صورة قريبة لدينار الخليفة عبد الملك بن مروان عليها بدل صلبانها، وما تلا ذلك من فرمانات اصدرها الخليفة الجديد ذو العمامة السوداء الشيخ ابراهيم كتحريم التدخين بنوعيه اللف والمزبّن والأراكيل بانواعها والخمور بأنواعها المحلي والاجنبي كما حرم لبس الجينز والكلاسك ورفع صور الفنانين والفنانات والرياضيين والرياضيات كما حرّم النغمات الرومانسية والموسيقية وكذلك حرم الموسيقى مستعيضا عنها بالدف واغلاق محلات الحلاقة بنوعيها الرجالي والنسائي ثم باشر قداسته بتحويل ملكية دور النصارى والشيعة الى دولته الفتية فاسحا المجال لمن والاه بالسكن فيها بعد ان جرّد اهلها من اموالهم المنقولة وغير المنقولة الى حد الفلس . وقبلها كان قد باشر بتحطيم النصب والتماثيل والمتاحف في المدينة وغيرها من الاعمال التي يشيب لها شعر الجنين في بطن امه . واخيرا وليس اخراً جهاد النكاح الذي فرضه على الارامل والعوانس والمطلقات . والذي ربما قد جدد الامل لدى بعضهن في الحياة تحت ولاية ابراهيم . وختمها مولانا بوجوب ختان النساء من عمر 45 – 11 سنة وكأنها خدمة عسكرية . ثم عمد الى تدريب الشباب والصبيان اجبارياً للقتال مع جماعته ضد القوات الامنية .
وهنا ادرك الرفاق بأن الماء كان يجري من تحتهم دون ان ينتبهوا لذلك . فبهت اللذين ابتهجوا بعمامة ابراهيم السوداء . وتبادلوا بينهم نظرات بلهاء وهم يركون تماما ان الشعب العراقي شعب طيب ومعتدل وغير ميّال للتطرف الديني او الطائفي او العرقي . فإحتار القوم في امرهم والذي هم فيه اليوم متورطون ، وكيف يتصرفون بعد ان ضيّعوا من اعمارهم عقدا كاملاً من الزمان ومثلما يقول المثل البغدادي ( ضاع الجوخ والبدّاوي ). وهاهو ذا ابراهيم يطالبهم بمبايعته خليفة عليهم وعلى اهلهم واجدادهم . فقد ارادوه عونا واذا به فرعون ، وبدل ان يكون عدوهم واحد اصبح لهم عدويّن فبمن يضحّون ، بداعش ، بالوطن ، بالحكومة ، بالحياة المترفة التي اعتادوا عليها في مواخير اقامتهم التي لاتنام حتى الصباح . لات ساعة ندم . هذا يعني انهم سيبدأون من الصفر والحرب ستكون على جبهتين وربما أكثر. انهم اليوم في حرج عظيم ، وعليهم ان يختاروا طريقا ليس لأنقاذ انفسهم فقط بل لأنقاذ العراق الذي سيفرض عليهم احد طريقين اما ان يتحالفوا مع داعش وهذا يعني القبول بحكم قره قوش الاسلامي الجديد ، او فتح قنوات مع الحكومة للمفاوضات ، وهذا مرهون بموافقة الحكومة التي فقدت الثقة بهؤلاء كمعارضة او انهم يطلبون الصفح منها ، او العودة الى الشتات . وكل الحلول حنظلية من الصعب تذوقها . وليس هناك سوى طريق واحد هو الانخراط مع الفصائل التي رفضت الولاء والمبايعة لأبراهيم ودولته العجيبة الغريبة . وفتح بعض قنوات التراضي مع الحكومة وتناسي الماضي المرير بكل ادرانه ومطباته على ان يتخلّوا عمن تلطخت ايديهم بدماء العراقيين . والتوكل بنوايا مخلصة لبناء العراق على اسس من المحبة والتآخي .



#جواد_كاظم_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للعراق وجهه الباسم
- خراب العراق بين الحزين والشامت والراقص
- الحركات الدينية المتطرفة وسقوط ورقة التوت
- ظاهرة انخراط المقاتلين الاجانب ضمن المجاميع المسلحة العربية ...
- ظاهرة انخراط المقاتلين الاجانب ضمن المجاميع العربية الاسلامي ...
- عندما يكون البرلماني تاجراً
- تكية الفيس بوك
- الى رمزي
- يوم مو عالبال
- الطن والرن والفن
- عصر التجاوزات القانونية في بغداد
- وعي الناخب العراقي
- كلمتي في تأبين الفنان احمد الربيعي
- كلمات بهيئة تأبين
- ابناء المسؤولون
- قانون الاحوال الشخصية الجعفري
- حلم منتصف ليلة صيف بغدادية
- تاريخ .. في حالة موت سريري
- مشهد طارئ
- الجزرات الوسطية


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم البياتي - هل احرجت داعش المعارضة العراقية