أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان















المزيد.....

خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 23:03
المحور: القضية الكردية
    


عرف عن السيد مام جلال الطالباني قدرته على خلق توافق بين الأطراف المختلفة ضمن الحكومة العراقية، في فترة المحاصصة الشديدة الحساسية، كما و قدر شخصيته كمعارض كردي ناضل من أجل عراق ديمقراطي، ولم يكن من دعاة استقلال كردستان بقدر ما بين على انه يناضل من أجل عراق موحدة، وفي الواقع الكردي رضخ أو قبل على مضض في بداية تكوين الإقليم الفيدرالي مبدأ المحاصصة مع الديمقراطي الكردستاني، والمحاصصة استمرت رغم الشرخ الواسع الذي حصل ضمن حزبه، وبقي مام جلال الشخصية القديرة من قبل مؤيديه ومعارضيه ورغم الاختلافات، في الساحتين الكردية أولاً والعراقية ثانيا، وتقديرا لهذه المكانة بقي منصب رئاسة الجمهورية العراقية الفيدرالية شاغراً في الفترة التي غاب عنها السيد مام جلال معالجا مرضه. رغم تأكد الجميع بعدم صلاحيته ثانية على تولي المنصب، لاعتبارات صحية، احترمت معظم القوى العراقية غيابه، والقوى العربية احترمت الموقف ربما بتقدير لا يقل عن الطرف الكردي.
عاد مام جلال إلى الوطن، ليقف على تراكم خلافات ربما عصية على الحل، بين تيارين متصارعين ضمن حزبه، ورغم بروز شقي الخلاف على منصب رئاسة جمهورية العراق، لكن في الواقع، ووراء الأروقة الحزبية، نقاط الخلافات أبعد بكثير من منصب الرئاسة، والشرخ لا يستبعد أن يبرز إلى العلن مثلما حصل في المرة الأولى وأدت إلى ظهور حركة كوران، ويذكر أن السيدة الأولى هيرو خانم تقف على رأس هذه الخلافات، وهي المرأة التي عاشرت الصراعات العديدة ضمن الحراك الكردي في جنوب كردستان، فكان الأولى بها أن تدرك مدى سلبية ظهور مثل هذا الصراع على سوية حزب زوجها، في المجالين الكردستاني والعراقي، لكنها وكما يبان إنها تفضل المصلحة الذاتية على الوطنية أو الكردستانية، وهذه الأنانية، التي تدعمها شريحة مستفادة ومن ضمنهم ابنها قباد الطامح إلى مناصب مشابه للتي يتبوؤها السيد نيجرفان برزاني السياسية كرئيس لوزراء الإقليم، أدت إلى تفاقم الخلافات وأخرجت بقضية الرئاسة المثارة من ضمن الحزب وجرفتها إلى الساحة الكردستانية، فتلقفها الطرف الأخر والذي كان ندا لهم على مدى عقود من الزمن، وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني، فعرضوا القضية بإطار قانوني، وحللوها ببنود دستور الإقليم، مبررين عليه قانونية العمل، وكحل أمثل للصراع الذي بات يفوح رائحته في كل الأوساط، خاصة وإن البرلمان العراقي بات يهتم بالقضية بشكل اقرب، ويلح على اختيار الشخص، وترشيحه لعرضه على أعضاء البرلمان للموافقة عليه.
خلاف ما بين السيد برهم صالح ومن معه وبين السيدة الأولى، ظهر على انه على رئاسة الجمهورية، والتي هي في كل أبعاده منصب فخري لا أكثر ولا يملك الرئيس في الدستور العراقي صلاحيات أكثر من التشريفات. لكن الحقيقة إنه خلاف بين استراتيجيتين يتشكلان ضمن الحزب، وعليه تظهر العلاقات الحزبية المتضاربة، إقليميا وكردستانياً، والسيدة هيروا على الأغلب هي الواجهة، هناك شريحة يقفون وراء صراعها مع السيد برهم صالح و تياره، وهذا ليس موضوع بحثنا، بل ما أدت إليه هذا الصراع إلى تقزيم دور الحزب في كل الأبعاد، وكانه سيخسر الكثير بغياب السيد مام جلال، وربما إلى ظهور تيار شبابي بمفاهيم يطالبون بالتجديد وإزاحة تيار المناضلين القدماء، ولا شك إذا استخدمت بطريقة نبيهة هذه الطفرة قد تؤدي على إعادة سمعة الحزب غليه، وإلا فإن نهايته تقترب، ليتراجع إلى سوية الأحزاب الصغيرة ضمن الإقليم وخاصة بعد أن يغيب السيد مام جلال، لا قدر الله.
عاد مام جلال ولم يتمكن من حل الخلاف بل ولم يتمكن من إيقاف انسياب المنصب من حضن الاتحاد، خسرت السيدة الأولى وخسر السيد برهم صالح المنصب، وكأنني رأيت مبدأ السيدة هيرو وهي تعمل على مبدا (علي وعلى أعدائي) وفي هذا المنطق لم يكن أسلوب السيد مسعود برزاني كرئيس للإقليم كردستانياً، ومن منطقين: وذلك باستخدام سيطرة حزبه على البرلمان للحصول على المنصب، الأول، تسخير الديمقراطية بوجهها المخادع، والثانية، من المنطق الأخلاقي، فكان يجب أن يبقي المنصب ضمن الاتحاد، نقله اليوم إلى الديمقراطي قد يذهب ربما غداً إلى أحد التيارات العراقية غير الكردية، لأن السيد مسعود برزاني وبهذا الأسلوب (الديمقراطي) فتح باب الانتقال وأخرجها من منطق المحاصصة، اليوم ضمن المجال الكردستاني غداً سيخرج من ضمن النطاق الاثني أيضا.

ليس استخفافا بقدرات السيد فؤاد معصوم، ولا بتاريخه النضالي، كما ولا نشك بأنه على قدرة بتحمل تبعات المنصب، وله خبرة في المجالين السياسي والإداري، والكل يدرك أنه الشخصية القريبة من السيد مسعود برزاني، ولا يمكن أن يخرج من ضمن وجغرافيته السياسية، وعليه حصل على الترشيح، وبدعم مباشر منه، كل هذا لا خلاف عليه، بل عملية إبرازه فجأة، منافسا لاسم تكرر على مدى الشهور التي غاب عنها السيد مام جلال، مثلما مهد لها لينقل إلى داخل البرلمان ذات الأغلبية الديمقراطية، وهنا حيث تخسر الأقلية ذاتها، وهي من إحدى ابشع نواقص المنطق الديمقراطي، وليس حبا بالسيد برهم صالح، ولا تأييدا لسياسته أو استراتيجيته، والتي تنحاز إلى الطرف المعاكس لرؤيتنا للعلاقات الكردستانية والإقليمية، بل من خلال بروزه على الساحة السياسية العراقية والكردية منذ زوال الدكتاتورية السابقة عن العراق وظهور دكتاتورية الهلال الشيعي بشخصية المالكي، وتمكن السيد برهم صالح من عرض شخصية وطنية وقومية متمكنة وذكية وصاحب دبلوماسية جديرة عالميا، ولاشك شخصية مثقفة وهادئة في أحرج المواقف، وعلى الأغلب إن إبعاده عن المنصب خسارة للوجه الكردي في العالمين العراقي والعالمي.
لا شك أن الانتخابات التي جرت تحت قبة البرلمان الكردي خداع سياسي وتلاعب بالديمقراطية ويدركها السيد مسعود برزاني رئيس حكومة الإقليم أكثر من غيره، فهل فعلها إرضاءً للسيدة الأولى هيرو خانم، وحلفها؟ أم إنها كانت فرصة مناسبة ليسود حزبه؟ وربما ليكون له صوت في بغداد يواجه المالكي والشريحة المحاطة به والتي تعادي الإقليم بشخص رئيسه، فمن المتوقع بقاء المالكي في منصب رئاسة الوزراء، والذي سوف لن يكف من عداوته الموجهة من قادة الهلال الشيعي، لعدة أسباب، منها انزياح حكومة الإقليم إلى استراتيجية الجبهة السنية في المنطقة؟
أي كانت الغايات فهي غير عادلة، وكما ذكرنا،
الديمقراطي الكردستاني كانوا يعلمون أنهم الأكثرية في البرلمان ولا يحق لهم استغلال هذا التسلط لترشيح السيد فؤاد معصوم المؤكد نجاحه وتغلبه على السيد برهم صالح، لرئاسة جمهورية العراق.
يا لسخرية السياسة، ونفاق السياسيين، معظمهم وربما أنقاهم يفضلون الذات على المصلحة القومية والوطنية، وفي هذه القضية، فعلها واجهة القوى الكردستانية، والذين منهم تؤخذ النصائح الوطنية! ألم يكن أولى بأن يكونوا قدوة للقوى الكردستانية الأخرى، ويفضلوا المصلحة الكردستانية على الحزبية أو الذاتية؟ مع ذلك مبروك للسيد فؤاد معصوم وللإقليم وشعبه وللعراقيين أجمع رئاسة جمهورية العراق، وتبقى لذيذة بقاء المنصب في جغرافية الكرد.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يجمع بين مجرمي قادة الشيعة والسنة
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الثاني)
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض استقلال كردستان
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)
- استقلال كردستان ثورة
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان
- لعنة السلطة السورية في غرب كردستان
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الأول)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الثاني)


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان