أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - يحدثُ في سورية














المزيد.....

يحدثُ في سورية


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 21:53
المحور: كتابات ساخرة
    



لو حكى لي أحد الرواة في الصومال أو تورا بورا أو أحد المشعوذين من قبائل الهوتو والتوتسي في إفريقيا.. الرواية التي سأسردها بعد قليل، لقلتُ عنه إنه يهرف بما لا يعرف. أو أنه يتحدّث عن نكتة سمجة يتعذّر على العقل البشري تصديق وقوعها. لكنها للأسف حصلت في اللاذقية وفي القرن الواحد والعشرين.

خلاصة الحكاية: «رفعت بستون» مواطن يملك أرضاً في منطقة صلنفة. يقوم بزراعتها منذ سنوات بعيدة وقد ورثها أباً عن جدّ. وفي أحد الأيام من عام (2005) أقدم أحد جيرانه باغتصاب عقار (ساحة عامة) عائدة ملكيته للدولة وضمّها إلى أرضه من دون أية حجة قانونية. وقطع بذلك حق الارتفاق بالمرور ليس على المواطن رفعت فحسب، بل وعلى شركة كهرباء اللاذقية التي تملك مقرّاً مجاوراً للساحة، فيه محركات احتياطية لتوليد الكهرباء، ومُنِعَ الإثنان من الدخول إلى عقاريهما.

أمام هذه الواقعة لجأ السيد (رفعت) بشكل حضاري إلى القضاء لاسترجاع حقه المغتصب، بإقامة دعوى أمام محكمة الصلح في صلنفة وانضمّت إلى الدعوى شركة الكهرباء بطريق التدخّل من خلال ممثلتها إدارة قضايا الدولة وذلك في عام (2008). وكلهما أمل بأن الدعوى بسيطة وسوف يربحانها بسهولة، فالحقّ بيّن لا لبس فيه.

وبعد انعقاد العديد من الجلسات و(الوساطات).. أصدرت المحكمة القرار /395/ أساس /134/ تاريخ 30/12/2009 المخيّب للآمال. قام المدّعيان باستئناف قرار الحكم أمام محكمة الجزاء باللاذقية. وهنا كانت الطامّة الكبرى؛ فقد أصدرت المحكمة قرارها الغريب والعجيب، برقم /7098/ أساس /420/ تاريخ 17/3/2011 والذي يقضي ببراءة المتهم من الجرم المنسوب إليه بسرقة الطاقة الكهربائية لعدم كفاية الأدلّة.!!!

نعم أيها الإخوة! الاتهام الموجّه للمدعى عليه هو «جرم اغتصاب عقار» ومنطوق الحكم يتناول جرماً آخر لم يدّعِ به، ولم يأتِ على سيرته أحد، وهو «سرقة الطاقة الكهربائية».

والأنكى من هذا وذاك، فإن القرار صدر مبرماً مكتسباً الدرجة القطعية. وليس بمقدور المدعيين (رفعت، وشركة الكهرباء) مراجعة أية جهة قضائية في هذه الدعوى بطريق الطعن بعد أن أصبح الحكم القضائي باتاً. ولم يبقَ أمامهما سوى اللجوء إلى دعوى مخاصمة القاضي الذي قام بإصدار القرار المشار إليه. والذي ينطوي على خطأ مهني جسيم ألحقَ ضرراً جسيماً بالمدّعيين حسب رأي العديد من القانونيين.

ومن المعروف بأن دعوى مخاصمة القضاة من أصعب أنواع الدعاوى ومن أكثرها تعقيداً. لما لها من خطورة على سمعة القاضي وعلى الجهاز القضائي بشكل عام. ويستغرق الفصل فيها سنوات.. يكون خلالها قد مات إما المدّعي أو المدّعى عليه أو القاضي.. بعد عمرٍ طويل.

بالرغم من أن المواطن رفعت، المحروم من الوصول إلى أرضه منذ عشرة أعوام إلا بواسطة «الهليوكوبتر أو المنطاد. والذي لجأ إلى «قاسيون» لعرض محنته، بات يتمنى الموت ويستعجله من شدة القهر بعد أن خسر دعواه. بينما خصمه يتبختر في أرضه متلذّذاً بنشوة (النصر) كلما مرّ صاحبنا بجانب أرضه ليشمّ رائحة ترابها المعجون بعرق آبائه وأجداده..

يا ناس! يا عالم! يا هو! إلى أين سنصل؟



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الباص
- عذراً.. لن أترشّح!
- فوق الموتة.. عصّة قبر!
- وصيّة
- الصورة
- المرآة
- السردين
- العاشق
- دقائق بلا حياء.. ولا خوف
- القطط الضامرة
- مشوار
- روسيا تزداد تعملقاً
- أوباما.. يا بالع الموس عالحدّين!
- عالمكشوووف
- S.M.S إلى الرفيق قدري جميل
- خريف العمر
- من تحت الدلف إلى تحت المزراب
- البصلات المحروقة
- غاز.. غاز!
- حَدَثَ في -بوركينا فاسو-


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - يحدثُ في سورية