أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - حَدَثَ في -بوركينا فاسو-














المزيد.....

حَدَثَ في -بوركينا فاسو-


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 15:52
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ مدة أعلنت القيادة الحاكمة في بوركينا فاسو والتي تعني "أرض الناس الذين يصعب إفسادهم" عن نيّتها في تطوير البلد وانتقالها إلى نظام أكثر عدالة. من خلال عزمها على إجراء انتخابات جديدة لمجلس القبائل لديها. وقد تم إيفادي إلى تلك البلاد النائية الواقعة في مجاهل أفريقيا, من أجل تغطية الانتخابات وتزويد الجريدة التي أعمل فيها بتقريرٍ صحفي عن مجرياتها.
لدى وصولي إلى تلك البلاد الغارقة بالفقر والتخلف من جهة, والفائقة الجمال من جهة أخرى, ارتأيتً أن أحطَّ رحالي في أقرب بقعةٍ يمكنني من خلالها رصد العملية الانتخابية. لا سيما وأن جميع القبائل المكوّنة لتلك البلاد, متشابهة إلى حدٍّ بعيد من حيث العادات والتقاليد. وكذلك الأمر المقاطعات, فهي أيضاً متشابهة وخلابة بكل معنى الكلمة. وكل شيءٍ فيها من موجودات الطبيعة ومن مفرزاتها, لذلك آثرتُ البقاء فيها ولم أطلب الانتقال إلى غيرها. لأن ما يحدث في إحداها يشبه كثيراً ما يحدث في بقية القبائل.
وحيث أن وسائط النقل لديها ما زالت تعتمد هناك على الدوابّ بشكلٍ أساسي, فقد تم نقلي مباشرة على أحد البغال إلى إحدى القبائل. وقد تم تخصيص كوخ على طرف المقاطعة مبنيٌّ من القش مقرّاً لإقامتي.
ومن خلال معايشتي لأهل المنطقة تلك فقد حصلت على كنزٍ من المعلومات أغنتني عن قراءة الكثير من الكتب عن تلك البلاد. وسأوردُ فيما يلي ومن خلال متابعاتي مجريات الانتخابات والتجاوزات التي حصلت فيها, بدءاً من الحملة الانتحابية وحتى صدور النتائج:
- تم تشكيل اللجان المشرفة على الانتخابات من قبل زعيم القبيلة وأعوانه من زعماء العشائر. بعد التأكد من ولاء أعضاء اللجان قبل تكليفهم. ومن دون التشاور مع المنافسين للزعيم.
- لم يُسمح لمنافسي المرشحين الموالين لزعيم القبيلة وشيوخها من العمل الدعائي للانتخابات. فقد صدّقت مجموعة من القبيلة وعود زعيمها ونيّته من أنه جادٌّ فعلاً بالتطوير, فقاموا برسم مطالبهم على أوراق البردي وجلود الثعالب - باعتبار أن جلّ الشعب هناك أمّي - تتضمّن هذه الرسومات عدة مطالب هامة لسكان القبيلة؛ كتوزيع جلود الحيوانات التي يتم اصطيادها على أفراد القبيلة بالتساوي, والسماح لهم بالشرب من البئر القريب من موطن زعيم القبيلة, ورعي مواشيهم في بيادر الشيوخ, والتفيّؤ بظلال الأدغال دون استئذان أو مساءلة من أحد, وما إلى ذلك.. إلا أن زعيم القبيلة اغتاظ من هذه الشعارات وأمر أنصاره بالانقضاض على هؤلاء المارقين.
- تقدّم أحد المارقين المغضوب عليهم بشكوى إلى الزعيم, يحتجّ فيها على ما جرى له ولرفاقه. فما كان من أنصار الزعيم إلا وهجموا على الشاكي وألقوه أرضاً, وقاموا بإزالة الصباغ عن وجهه ونزع أقراطه وريشته التي يتزيّن بها وقلادته وخلخاله. وشرعوا يدورون من حوله راقصين رقصة الحرب بأقدامٍ حافية ويزغردون بأصوات بدائية. بينما جماعة أخرى بدأت توقد النار في الحطب تمهيداً لحفلة شواء, فما كان من المارق إلا ورفع إشارة النصر بالمقلوب, ففهموا عليه وتركوه في حال سبيله.
- أثناء إجراء الانتخابات كان ثمة صندوقين في كل تجمّع أكواخ؛ وطبعاً نقول صندوقين مجازاً. والحقيقة هي أن الصندوق ما هو إلا عبارة عن جرن تم صنعه من بعض الثمار الإفريقية الضخمة اليابسة والمفرّغة. حيث يتم رمي نوى ثمار التمر من قبل الموالين للزعيم, أو حبّات الفول المجففة من قبل معارضيه. فيقوم المراقبون لعملية الاقتراع باستبدال الجرن المشكوك بولائه في نهاية العملية الانتخابية, أو برمي حفنات من نوى التمر فيه لتعديل النتيجة.
- بعض الناخبين الكسالى الذين يمضغون (القات) كلّفوا أولادهم بالاقتراع عوضاً عنهم. ولما أعجبتْ الأولاد طريقة الاقتراع, كونه يوجد عند كل مركز اقتراع عبوة من القرعوش مليئة بنوعٍ من الصباغ, يلوّنون أصابعهم منها عند كل اقتراع بلونٍ قرمزي كالحنّاء. فقد بدأوا يدورون على أغلب المراكز محتفلين بهذا التقليد الجديد. حتى أن بعض رؤساء المراكز لم يضعوا هذه العبوات العجيبة إلى جانب الجرن, بل أخفوها لتقديمها فيما بعد كهدايا لزوجاتهم وخليلاتهم لاستخدامها عوضاً عن الحنّاء الغالي الثمن.
- تم تكليف بعض الخطباء المفوّهين بالقبيلة, بإلقاء الخطب العصماء عند مداخل مراكز الاقتراع, لإقناع الناخبين ضرورة اقتناء نوى التمر حصراً دعماً لمرشّحي زعيم القبيلة وإلا فإنه سيطير.
- تم توزيع أنواع نادرة من البطيخ والقتّه وحبّات الخرز الخاصة بالزينة على الناخبين, من أجل كسب ودّهم ورضاهم. خاصةً أن الأسماء المرشحة من قبل زعيم القبيلة لم تحظَ بالرضا المطلوب.
- أثناء عملية الفرز وبسبب النعاس الشديد لأعضاء اللجان نتيجة الزمن الطويل للعملية الانتخابية, وحرصاً على دقة عمليات الفرز, فقد تم الاستعانة ببعض رجال العسس وحرّاس القبيلة.. وجلس هؤلاء على جذوع النخيل بالقرب من أعضاء اللجان لمساعدتهم في الإحصاء.
- أحد زعماء العشائر جمع شيوخها وبعد أن ضيّفهم (سحبة) دخان من غليونه القصبي, أمر بإحضار الأجران إلى كوخه ليشرف بنفسه على عملية الفرز. فهو لا يثق حتى بوكلائه.
ومن غرائب الصدف أن ما حدث في هذي البلاد من تجاوزات, يحدث في بلدان أخرى أكثر تطوراً منها بكثير, أين منها تجاوزات بوركينا فاسو..!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاءات الخمس و(النعمات) العشر
- الفاكهة المحرّمة
- الطبيب الذي لا يخاف
- قراءة في أعمال المجلس المركزي لهيئة التنسيق الوطنية
- رخصة بيع فلافل
- حكايات شخصية
- الثعلب
- حمامة وكوسا وأشياء أخرى...
- حين يتّسخ الضوء
- الجار قبل الدار
- سوبر ديلوكس
- القتل الرحيم
- الاحتفال الطبقي
- عزة نفس
- بعض أسرار الحرب السادسة
- القدر
- ما أحوجنا إليها
- قانا
- بين نارَين
- .com نفاق www.


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - حَدَثَ في -بوركينا فاسو-