أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - جريمة الاحتفال بمولد النبى















المزيد.....

جريمة الاحتفال بمولد النبى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 22:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جريمة الاحتفال بمولد النبى
طلعت رضوان
هل الاحتفال بمولد النبى محمد جريمة يستحق (مُرتكبها) اللعنات ؟ لقد عشتُ مرحلة صباى وشبابى وأنا أرى شعبنا يحتفل كل سنة بمولد النبى ، وكان شعبنا – حتى مُـنتصف السبعينات من القرن العشرين – يُمارس طقوس هذا الاحتفال ، ولم يعترض عليه الأصوليون الإسلاميون ، بل إنّ كثيرين منهم كانوا يحتفلون به ويُمارسون طقوسه ، مثل شراء حصان الحلاوة للولد والعروسة الحلاوة للبنت ، وشراء علبة (حلاوة المولد) المُـكوّنة من قطع (الحمصية والسمسمية والفولية والملبن) ورأيتُ زملائى فى العمل وجيرانى من المسيحيين وهم يشترون تلك العلبة. وعندما كنتُ أسأل أحدهم لماذا يفعل ذلك فكان الرد (الذى لم يختلف عليه أحد إلاّ فى الصياغة والكلمات) ((هوّ الاحتفال والبهجه حرام على غير المسلمين ؟ بعدين إحنا كلنا مصريين)) وكما احتفل المسيحيون بمولد النبى محمد وممارسة طقوسه ، كذلك فعلوا بالاحتفال بشهر رمضان وممارسة طقوسه ، سواء صيام بعض الأيام والاصرار على شراء (لوازم رمضان) من بلح وزبيب ومكسرات وصناعة الكنافة الخ .
ظلّ الاحتفال بمولد النبى وممارسة طقوسه مُستمرًا لمدة 1400سنة ، دون تكفير من أحد بل ودون معارضة ، إلى أنْ جاءتْ فترة السبعينات واستشرى نفوذ الأصوليين واشتد عودهم بعد أنْ أطلق الرئيس (المؤمن) السادات (الذى عيّنه عبد الناصر نائبًا له تمهيدًا لتولى رئاسة مصر) يد الجماعات الإسلامية ، التى لم تكتف بقتال الطلبة اليساريين فى الجامعات ، وإنما بدأوا فى ترديد الأحاديث النبوية التى تـُكفــّر المجتمع العصرى ، وأطلقتْ عليه تعبير (الجاهلية الحديثة) سيرًا على سنة حسن البنا وسيد قطب ، وكان من بين تلك (الجاهلية) الاحتفال بمولد النبى.
وبينما كان (تحريم) الاحتفال فى إطار خطبة الجمعة أو الأحاديث التليفزيونية أو حتى فى المقالات الصحفية ، إذا بالأمر يتطور لدرجة تخصيص كتاب مكوّن من 203 صفحة من القطع الكبير للهجوم على كل من يُنادى ويُدافع عن هذا الاحتفال . وهو الكتاب الذى أوقعته المصادفة فى يدى ، وقد شجّعنى عنوانه على قراءته (حوار مع المالكى فى رد منكراته وضلالاته) تأليف عبد الله بن سليمان بن منيع – الطبعة الرابعه- عام 1983- مطابع الفرزدق بالرياض .
تصوّرتُ من العنوان أنّ الكتاب سيتناول (مـُنكرات المالكى وضلالاته) لأتعرّف عليها ، والاختلاف بين إثنيْن يقفان على ذات الأرضية الإسلامية الخ ، إلى أنْ اكتشفتُ أنّ الكتاب كله يدور حول محور واحد هو (بدعة الاحتفال بمولد النبى) مع ملاحظة التكرار المُمل والسمج طوال صفحات الكتاب. ونظرًا لأنّ الأصوليين مــُـتشابهون لذلك كتب مقدمة الكتاب الشيخ عبد العزيز بن باز الأصولى السعودى الشهير.
كتاب ابن منيع رد على كتاب بعنوان (الذخائر المحمدية) تأليف محمد علوى مالكى الذى أضفى على النبى محمد صفات التكريم والاعجاب والتقدير الخ ، فما أسباب اعتراض ابن منيع وابن باز؟ من بين الأسباب أنّ الاحتفال بمولد النبى سيؤدى إلى ((الوثنية والجاهلية)) وأنّ المالكى منح النبى صفات وخصائص ليست من صلب الإسلام ، رغم أنّ المالكى اعتمد على حديث محمد الذى قال فيه ((أعطيتُ خمسًا لم يُعطهنّ أحد قبلى : نـُصرتُ بالرعب مسيرة شهر. وجـُعلتْ لى الأرضُ مسجدًا وطهورًا فأيما رجل من أمتى أدركته الصلاة فيصل ، وأحلــّتْ لى الغنائم ولم تحل لأحد قبلى ، وأعطيتُ الشفاعة ، وكان النبى يُبعث إلى قومه خاصة وبعثتُ إلى الناس عامة)) (نقلا عن كتاب- الأحاديث المختارة من كتاب فتح المبدى – تأليف الشيخ عبد الله الشرقاوى- من اصدارات المعاهد الأزهرية بمصر- دار الأخبار- عام 2006- ص31) أى أنّ المالكى لم يبتدع هذا الحديث ولا غيره من الأحاديث التى تتكلم عن (الجنة) وهو ما اعترض عليه ابن منيع، رغم وجود أحاديث نبوية عديدة تكلم فيها محمد عن الجنة مثل الحديث الذى قال فيه ((إنّ رائحة الجنة لتوجد من مسيرة خمسمائة عام الخ)) وحديث ((لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر.. الخ)) وهو حديث رواه أبو موسى الأشعرى وذكره ابن حبان فى صحيحه والحاكم وصحّحه منه ( كتاب الكبائر تأليف الإمام شمس الدين الذهبى- دار الغد العربى- ص 90) وابن منيع يعترض على ما جاء فى كتاب المالكى من إطراء لمحمد استنادًا على حديث قال فيه ((لا تطرونى كما أطرتْ النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)) (أخرجه البخارى عن عمر بن الخطاب) بينما محمد نفسه – فى أحاديث أخرى – منح نفسه صفات التعظيم التى فاقت ما ذكره المالكى مثل حديث ((إنّ خير كتاب كتاب الله وخير الهدى هدى محمد)) (صحيح مسلم عن جابر) وهو الحديث الذى اعترف به ونقله ابن منيع (ص64، 119) أى أنّ المالكى لم يخترع هذا الحديث وغيره مثل حديث ((خير القرون قرنى ثم الذى يليه)) (صحيح مسلم- رقم 2536) وابن منيع عاب على المالكى ما قاله من أنّ النبى يمتلك مفاتيح الغيب ، فى حين أنّ المالكى يستند إلى حديث محمد الذى بعث سرية غزو استعمل فيها رجلا من الأنصار هو عبد الله بن حذافة وأمر أتباعه أنْ يُطيعوه . فلما غضبوا قال : أليس الرسول أمركم بطاعتى؟ قالوا : بلى (= نعم) قال فاجمعوا حطبًا فجمعوا فقال أوقدوا نارًا فأوقدوها فقال : ادخلوها ، فجعل بعضهم يمسك بعضا ويقولون : إنما تبعنا النبى فرارًا من النار أفندخلها ؟ وبينما هم كذلك إذْ خمدتْ النار فسكن غضبهم فلما بلغ ذلك النبى قال ((لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامه)) (صحيح البخارى برقم 4085 وصحيح مسلم برقم 1840) ألا يدل هذا الحديث أنّ (محمد) يعلم علم الغيب؟ وفى حديث آخر((جاء رجل إلى النبى فقال : يا رسول الله أرأيت إنْ جاء رجل يريد أخذ مالى؟ قال : فلا تعطه مالك؟ فقال : أرأيت إنْ قاتلنى؟ قال : قاتله. قال : أرأيت إنْ قتلنى ؟ قال : فهو فى النار)) (صحيح مسلم برقم 140) وهنا أيضًا فإنّ (محمد) يعلم علم الغيب . وقال أيضًا ((من قـُـتل دون ماله فهو شهيد)) ألا يدخل هذا فى علم الغيب ؟
وابن منيع عاتب المالكى لأنه قال فى كتابه أنّ من خصائص النبى (محمد) إباحة النظر إلى الأجنبيات والخلوة بهنّ وإردافهنّ ، والنكاح بلا مهر ابتداءً وانتهاءً ، وبلا ولى وبلا شهود ، وفى حال الإحرام وبغير رضا المرأة ، وإذا رغب فى نكاح المرأة حرّم على غيره خطبتها بمجرد النظرة ، وإذا رغب فى امرأة متزوجة وجب على زوجها طلاقها لينكحها محمد (ص22)
ابن منيع هنا يتعمّد إغفال النصوص القرآنية التى نظــّمت منظومة (ملك اليمن) أى امتلاك الرجل لأى عدد من النساء اللائى أطلق عليهنّ إماء (= عبيد) وهو ما نصّ عليه القرآن وكرّره فى سور عديدة مثل النساء/ 25، 36 والنحل/71 والمؤمنون/6 والنور/31،33،58 والروم/ 28 والمعارج/ 30. وكما أباح القرآن للرجال أنْ يتمتــّـعوا ب (ملك اليمين) أباح للمرأة (المسلمة الحرة) أنْ يكون لها هى الآخرى (ملك يمين من الرجال (العبيد) وهو ما نصّتْ عليه الآية رقم55 من سورة الأحزاب . فإذا كانت تلك الآيات تـُخاطب الرجال والنساء كافة ، فهل يُستثى (محمد) منها؟ بل إنّ القرآن خصّه بأكثر من آية مثل ((لا يحلُ لك النساءُ من بعد ولا أنْ تـُبدل بهنّ من أزواج ولو أعجبك حسنهنّ إلا ما ملكتْ يمينك)) (الأحزاب/ 52) ورغم أنّ تلك الآية صريحة فى حرمان النبى (محمد) من الرغبة فى امرأة غيره من الرجال ، حتى ولو ((أعجبه حسنها)) ومع ذلك استجابتْ السماء لرغبة محمد عندما رغب فى بنت عمته (زينب بنت جحش) وكانت متزوجة من (زيد) وكان مملوكــًا لخديجة ، وبعد زواج محمد منها وهبته له (تاريخ الطبرى- ج2- ص 215 وفى رواية أخرى أنّ (حكيم بن حزام) اشتراه لعمته (خديجة) من سوق عكاظ بأربعمائة درهم فلما تزوجها محمد وهبته له فأعتقه وتبناه بعد دعوته – الاستيعاب - ج2- ص544) وبعدها قال محمد أمام الملأ من قريش ((اشهدوا أنّ زيدًا ابنى ومُورثى)) فلما بلغ زيد سن الزواج اختار محمد له بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب (زينب بنت جحش) وهناك روايات فى كتب التراث العربى/ الإسلامى أنّ زينب رفضتْ – فى البداية – الزواج من زيد لأنه كان عبدًا حتى لو تم عتقه وفقـًا للعرف السائد فى الجزيرة العربية. وقد عالج القرآن تلك المسألة فقال ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أنْ يكون لهم الخيرة من أمرهم . ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (الأحزاب/ 36) وكان سبب نزول تلك الآية رغبة محمد فى تطليق زينب من زوجها وفى تفسير الجلاليْن (جلال الدين محمد المحلى وجلال الدين السيوطى) جاء ((نزلتْ فى عبد الله بن جحش وأخته زينب خطبها النبى لزيد بن حارثة فكرها ذلك . وبعد زواجها من زيد وقع بصر النبى عليها فوقع فى نفسه حبها (وتـُخفى فى نفسك ما الله مُبديه) مظهره من محبتها وإنْ لو فارقها زيد تزوجتها (وتخشى الناس) أنْ يقولوا تزوّج زوجة ابنه واله) أحق أنْ تخشاه . فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها فدخل عليها النبى بغير إذن)) (شركة الشمرلى للطبع والنشر- فى تفسيرهما لسورة الأحزاب) وكانت الحجة فى كل كتب التفسير أنّ زواج محمد من زينب بنت جحش حتى يتم إلغاء نظام (التبنى) حيث كان زيد يُـدعى (زيد بن محمد) مع ملاحظة أنّ الآية ربطتْ (الله) و(محمد) فى مترادفة بدون فواصل (إذا قضى الله ورسوله أمرًا) فإذا كانت (الحكمة) من تطليق زينب ليتزوجها محمد منع التبنى ، فكيف يتزوج الرجل من زوجة ابنه؟ وكيف ينشغل (الإله) برغبات نبيه الجنسية ؟ هنا يصمت المفسرون وكل الإسلاميين ويتجنــّبون مناقشة - أو حتى التعرض – لهذه المسألة.
وابن منيع يعتب على المالكى قوله أنّ لمحمد خصوصيات ينفرد بها وحده ، بينما المالكى يستند فى ذلك إلى ما ورد فى القرآن ((وامرأة مؤمنة إنْ وهبتْ نفسها للنبى إنْ راد النبى أنْ يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين)) (الأحزاب/ 50) وفى تفسير الجلاليْن لهذه الآية ((يطلب نكاحها بغير صداق)) وفى شرحهما لباقى الآية ((قد علمنا ما فرضنا عليهم)) أى المؤمنين فى أزواجهم من الأحكام بأنْ لا يزيدوا على أربع نسوة وما ملكتْ أيمانهم من الإماء بشراء وغيره بأنْ تكون الأمة ممن تحل لمالكها كالكتابية (يهودية ونصرانية) بخلاف الوثنية والمجوسية)) أى أنّ المالكى لم يخترع ذاك التخصيص لمحمد ، إنما ورد صراحة فى القرآن، فلماذا غضب عليه ابن منيع ورماه بالفحش والزندقة والضلال لمجرد أنه مع الاحتفال بذكرى مولد النبى ؟ خاصة أنّ تطليق زينب من زوجها وزواج محمد منها كما ذكر الطبرى بسند محمد بن يحى حبان أنّ الرسول افتقد ((زيدًا فجاء منزله يطلبه. فهرعتْ زينب تستقبله وقد أعجلتها اللهفة عن استكمال ثيابها)) وفى رواية أخرى نقلها الطبرى أيضًا أنّ الرسول ((جاء يطلب زيدًا وعلى باب زينب ستر من شعر، فرفعتْ الريحُ الستر فانكشف عنها وهى فى حجرتها حاسرة فوقع اعجابها فى قلب الرسول)) (تاريخ الطبرى 3/ 43وما بعدها) وذكر الزمخشرى ((أنّ رسول الله أبصر زينب بعدما أنكحها زيدًا فوقعت فى نفسه فقال: سبحان الله مقلب القلوب. وذلك أنّ نفسه كانت تجفو عنها قبل ذلك لا تـُريدها . فإنْ قلتُ : ما الذى أخفى فى نفسه ؟ قلتُ تعلق قلبه بها. وقيل : مودة مفارقة زيد إياها)) (تفسير الكشاف : سورة الأحزاب - ج3/ 237) إذن التفسير صريح فى أنّ (محمد) لم يهتم بزينب إلاّ بعد أنْ رفعت الريح الستر فانكشف عنها وهى فى حجرتها حاسرة. وأنّ النبى انبهر بجمالها فقال ((سبحان الله مقلب القلوب)) أما قبل أنْ يراها فكانت ((نفسه تجفو عنها)) أى لم يرغب فيها ولم يهتم بها . وكان الزمخشرى على درجة عالية من التوفيق عندما صاغ عبارته الدالة فى وصف رغبة محمد ((مودة مفارقة زيد لها)) وأنّ السماء استجابتْ لرغبته ، وبالتالى فإنّ تلك الرغبة منفصلة تمامًا عن حكاية (تحريم) التبنى . ولذلك كان سبب نزول آية ((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم)) أنّ ((المنافقين قالوا حرّم محمد نساء الولد وتزوّج امرأة ابنه)) فعالج القرآن المسأله بقوله (ادعوهم لآبائهم) (الأحزاب/5، 40) فدُعى من يومئذ (زيد بن حارثة) وكان يُـدعى من قبل (زيد بن محمد) (الاستيعاب وتفسير الطبرى والاصابة وعيون الأثر) وذكر البعض أنّ الذى نقل الخبر لزينب سلمى خادمة محمد وجاء فى تاريخ الطبرى وصحيح مسلم أنّ (زيد) هو الذى نقل الخبر بنفسه إلى التى كانت زوجته. وأنّ (محمد) أمر بذبح شاة (وليمة العرس) وأمر عبده أنس بن مالك أنْ يدعو الناس للوليمة.
وفى طبقات ابن سعد (8/ 73) وغيره أنّ عائشة باتت ليلتها فريسة الغيرة خاصة لما تعرفه عن ((جمال زينب)) وكذلك غارتْ نساء النبى وضقنَ بهذه العروس الجديدة بعد أنْ قالت لهنّ ((أنا أكرمكنّ وليًا وأكرمكنّ سفيرًا : زوجكنّ أهلكنّ وزوّجنى الله من فوق سبع سماوات)) وكانت عائشة (زوجة محمد) أكثر موضوعية من المُـفسرين الذين ركزوا على حكاية (تحريم التبنى) فعندما حاول محمد أنْ يُمهد لها بخبر زواجه من زينب بناءً على وحى من السماء، ردّتْ عليه ((إنى أرى ربك يُسارع فى هواك)) (السمط الثمين/ 82) أى أنّ وعى عائشة كان أعمق من المُـفسرين ، وأنّ المسألة لا علاقة لها بتحريم التبنى ، إنما تلبية لرغبة محمد فى زينب .
وعاب ابن منيع على المالكى قوله أنه لا يجوز أنْ تتزوج أى زوجة من زوجات محمد بعد الفراق ، فى حين أنّ المالكى لم يخترع ذلك (التحريم) الذى ورد صراحة فى القرآن ((ولا تنكحوا أزواجه من بعده أبدًا)) ولم تكتف الآية بهذا النهى المُطلق وإنما أضافتْ أنّ ذاك النهى جاء ليُجنــّب المسلمين الافك العظيم فقال فى عجز الآية ((إنّ ذلكم كان عند الله عظيمًا)) (الأحزاب/ 53) فلماذا تغافل ابن منيع عن ذكر هذه الآية رغم أنّ كتابه مليىء بالاستشهاد بالقرآن ؟ وهذا السؤال لا إجابة عنه غير موقفه الرافض لفكرة الاحتفال بمولد النبى ، وكانت حجته التى ردّدها فى معظم صفحات كتابه حديث محمد الذى قال فيه ((عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ . وإياكم ومحدثات الأمور، فإنّ كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار)) (ص54، 109، 112، 132) على سبيل المثال ، ((وأنّ المالكى يُردد ما قاله القرامطة والفاطميون وأتباعهم أشياخ المالكى)) كما أنها بدعة جاءتْ من مصر. وتبنتها طرق صوفية قائمة على الكفر(ص 10) وعاب عليه تشبيهه الاحتفال بمولد النبى بما يحدث من طقوس فى موسم الحج (ص124) وكذا التشبه بأعياد (أهل الكتاب والأعاجم) وأنها ((مُـشابهة للكفار ومن البدع)) (ص131) كما أنه مغرم بأحد الشيوخ الذى ساوى بين ((اليهودية والنصرانية والوثنيه)) (ص161) ولذا ركز فى كل صفحات كتابه على أنّ الاحتفال بمولد النبى ((شرك بالله)) (ص 129على سبيل المثال)
000
إنّ دعوات الأصوليين بتحريم الاحتفال بمولد النبى محمد مرتبطة بموقفهم من العداء للشعوب المُـتحضّرة التى عرفتْ البهجة والفرح ، ومن بينها الاحتفال بالأنبياء والقديسين والأولياء. وكذلك تمسكهم بآلية (الاتباع) حيث يُردّدون حديث محمد ((المسلمون لا يحتفلون إلاّ بعيديْن : عيد الفطر وعيد الأضحى)) وهذا الاتباع يعنى (الانغلاق) الفكرى الذى يُولد (الأحادية) التى تولد (التعصب) وكل أشكال العنف ضد المختلفين مع الأصوليين حتى ولو كانوا على ذات المرجعية الإسلامية ، إذْ أنّ ابن منيع كفــّر (كل) المسلمين الذين يحتفلون بمولد النبى محمد ، لمجرد أنّ ذاك الاحتفال (بدعة) وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار. ورغم هذا التهديد بنار جهنم ، فإنّ المُـتحضرين يحرصون على إبداع كل الطقوس التى تـُضفى على حياتهم البهجة ، لمقاومة كل أشكال القهر.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى البدء كان الخيال
- شخصيات فى حياتى : ع . س . م
- شخصيات فى حياتى : الأستاذ المنيلاوى
- شخصيات فى حياتى : ثابت الأسيوطى
- العلاقة بين العروبة والبعث
- الصراع بين الوحدة الإسلامية والوحدة العربية
- الإعدام = رصاصة الرحمة
- عودة الروح وعودة الوعى
- مغزى مكافأة أحد كبار الأصوليين
- كوميديا / سوداوية / عبثية / واقعية (2)
- كوميديا / سوداوية / عبثية / واقعية
- الحقوق الإنسانية والإسلام (3)
- الإسلام وحقوق الإنسان (2)
- الإسلام وحقوق الإنسان (1)
- التعصب العرقى والدونية القومية
- الشعر والثقافة العربية / الإسلامية
- عبد الوهاب المسيرى والمدرسة الناصرية / العروبية
- المعيار العلمى للهوية الثقافية
- حدود العلاقة بين التراث والإبداع
- الدين والحياة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - جريمة الاحتفال بمولد النبى