أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - الصيام الروحي للذات : طريقنا الى قهر غرائزنا الدنيوية















المزيد.....

الصيام الروحي للذات : طريقنا الى قهر غرائزنا الدنيوية


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 22:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تحفل العديد من الديانات والثقافات المتنوعة بطقائس وشعائر دينية عديدة ، ويحتل الصوم فيها مكانة كبيرة ، ففي الديانة الاسلامية يقوم الصوم على الامتناع عن تناول الطعام و الشراب ونبذ القبيح من الأعمال و الأقوال والابتعاد عن الشهوات ، وفي الديانة المسيحية يقوم الصيام على تقليل وجبات الطعام في اليوم فضلا عن توزيعه على الفقراء ، وفي الديانة اليهودية يمثل يوم التوبة أهم أيام الصيام لديها حيث يصوم اليهود فيه 25 ساعة مع الكثير من الصلوات والادعية أما الديانة الهندوسية فهي قريبة على الديانات السابقة حيث يأكل الهندوس قبل شروق الشمس ويمتنعون عن الأكل الى غروب الشمس ، و يسمح لهم بشرب السوائل واثناء ذلك يقوم الهندوسيون بالتطهر والدعاء ومحاولة التقرب الى الاله ومساعدة المحتاج ونشر السلام . لذا تشدد وتأكد هذه الديانات على أهمية الصوم ووجوب تأديته والقيام به ، ويأتي هذا التأكيد لما يمارسه الصوم من أثرا كبيرا على نفس الانسان وتهذيب غرائز وشهواته كحب المال والانانية والحسد والكره والعدوانية ، وليس ذلك فقط بل أن للصوم فائدة كبيرة لجسم الإنسان ففي الدراسة التتبعية التي أجراها العالم Oda Birchinge على أكثر من 7000 صائما يعانون من مشكلات صحية ، وجد إن الصيام لأكثر من شهر يجعل الجسم يتخلص من السموم ويعطيه الفرصة لتجديد قوته وخلاياه ، فضلا عن ذلك يساعد الصوم على الشفاء من الروماتيزم في المفاصل والعضلات، ومشكلات الدورة الدموية، والأمراض الجلدية، والحساسية، ومشكلات الجهاز التنفسي، والعين.
الصوم بوصفه علاجا نفسيا
أنتبه المختصين في الطب النفسي وعلماء النفس في الفترة الاخيرة لفوائد الصوم لعلاج الاضطرابات النفسية ، وجاءت أولى الدراسات في معهد موسكو في الطب النفسي على يد العالم Yuri Nikolayev عام 1972 على مرضى مصابين بالفصام (الشيزوفرينيا) ، وكانت النتيجة ايجابية ومفاجئة ، إذ تحسنت حالة المصابين بهذا الاضطراب، واصبحوا قادرين على اداء بعض الانشطة الحياتية بعد أن كانوا عاجزين عنها . ويرجع سبب ذلك على وفق راي الطبيب Yuri Nikolayev بأن الصوم يجدد خلايا الدماغ ، ويحسن تدفق الدم الى مناطق الدماغ وهو ما يحسن أداء عملياتنا العقلية.
الدراسة الأخرى اجريت من قبل Michaelson et,2003 على المصابين باضطرابات النوم (كالآرق ، وصعوبة النوم ، والتقلب في الفراش) ووجد أن حالتهم تحسنت بعد 8 أيام فقط ، في حين وجدت دراسة أخرى للعالم نفسه Michaelson et,2009 أجريت على مصابين بالاكتئاب ، أن الصيام عالج اعراض الاكتئاب (مثل : الافكار السوداوية ، والحزن ، والشعور بالضيق ، والبكاء ، والشعور بالفشل) لدى 80% من المصابين به بعد أسبوع فقط من بداية الصيام .
ومن نتائج الدراسات ايضا وجد أن الصيام مفيد في التخفيف من الصداع النصفي ، إذ يرفع الصوم مستوى السيروتونين في الدماغ ويخفف من وجع الصداع ، في حين تشير نتائج دراسة اخرى ان الصيام يساعد المسنين على مقاومة مرض الزهايمر ويحسن من مستوى أدائهم العقلي.
ما المقصود بالصوم الروحي Spiritual Fasting
إن الصوم الروحي يختلف كثيرا عن امتناع الشخص لتناول الطعام والشراب أو أدخال شيء ما الى جوف معدته ، فالصوم الروحي هو تركيز ذات الفرد نحو القيام بالاعمال الخيرة والطيبة والابتعاد عن شهوات الذات وملذاتها السيئة ، والذي يتم من خلال توجيه الذات وحثها نحو الايثار وقول الحقيقة ومساعدة الاخرين والتضحية براحة البال والمال في سبيل اسعاد الاخرين ، لذا فان الصيام الروحي عملية تطهيرية لما يصدر عن الذات من افكار سيئة وشرية لا تنسجم مع الطبيعة الخيرة للانسان او عادات المجتمع وقيمه العليا .
ويشير الدكتور Laura De Giorgio ان الصوم الروحي من ارقى العمليات النفسية الروحية لأنها تسعى وتحفز الفرد نحو تنقية ذاته من الاثام والوقوع في الخطايا ، وليس ذلك فقط بل يرتقي هذا النوع من الصيام بالانسان نحو درجات السمو النفسي الذي يجد فيه الانسان احترام الذات وقيمتها العليا في هذه الحياة . ويجد العالم Ron Lagerquist أن هذه العملية الروحية مهمة لكل شخص لأنها تساعده على حماية نفسه من اندفاعاته الغريزية وحب الشهوات الزائلة وتجعله يحب ذاته ويرى شخصيته على حقيقتها ، فالصوم الروحي يجبرنا على مواجهة الفوضى التي نعيشها ، ويخفف عنا الشعور بالاكتئاب والألم الداخلي والانانية وحب الذات، ونعيش بهدوء وسلام مع ذواتنا ، ونتخلص بواسطته من ادماننا على بعض الاشياء كأدمان السجائر والاكل وهوس شراء الملابس ومشاهدة الافلام الغير اخلاقية ، ونصبح اشخاصا جدد نختلف عما كنا عليه سابقا .
ستة عادات للقيام بالصوم الروحي
إن القيام بعملية الصوم الروحي ليست بالسهلة بل تحتاج الى اتباع بعض النصائح والسلوكيات الروحية التي تساعدنا على القيام بالصيام الروحي والاستمرار فيه ، وهذه السلوكيات هي :
1. الالتزام الديني والروحي مع الله من خلال اللجوء اليه وأداء العبادات الدينية والاوامر الالهية كالصلاة والصوم ومساعدة اليتيم والمحتاج والفقير والغريب والعطف على الصغير وكبار السن والابتعاد عن القيام بعاداتنا اليومية السيئة مثل قول النميمة والكذب والانانية والتحدث بالسوء وازعاج الاخرين وعدم الاحساس بحاجاتهم وراحتهم .
2. توبيخ الذات : ويتمثل في توجيه اللوم والنقد نحو الذات على أي فعل قبيح أو غير مستحسن قامت به ، والرغبة الكبيرة في عدم تكرار هذا الفعل وبذل اقصى الطاقات نحو فعل الخير .
3. التفكير الايجابي : ويتم من خلال تذكر النتائج السيئة والاثام والخطايا وعدم رضا الله الذي قد نحصل عليه اذا قمنا بالافعال السيئة وتذكر النتائج الجيدة والمنافع التي تعود علينا اذا قمنا بالافعال الطيبة لنا وللاخرين .
4. السيطرة على عواطفنا وانفعالاتنا : إن الانفعالات الناجمة عن شهواتنا أقوى عدو تواجهه الذات نحو القيام بالخير وتجنب القيام بالافعال المنكرة ، لذا يجب السيطرة عليها والتحكم فيها ، ويتم ذلك من خلال تركيزنا نحو مقاومة اشباع الشهوات وتوجيه انتباهنا نحو مواضيع اخرى محببة مثل اللجوء الى الطقوس الدينية أو كتابة شيء معين او رسم صورة او القيام باعمال مفيدة في البيت.
5. التغلب على أنانية الهوية الاجتماعية من خلال مشاركة مشاعر الحب والانتماء مع ابناء الاقليات والمذاهب والطوائف الدينية الاخرى عبر مشاركتهم أعيادهم واحزانهم ومساعدتهم وحمياتهم في ظروف الشدة .
6. التطوع في الاعمال الخيرية والمشاركة في النشاطات الايجابية والهادفة نحو تطوير الذات والمجتمع مثل مساعدة الايتام والفقراء وكبار السن وحملات التوعية الصحية والمدنية كالنظافة ورفض التحرش والتعصب ضد الاقليات .
وبذلك فأن الالتزام بهذه الخطوات سيسهل عليك الطريق نحو القيام بالصوم الروحي ، ومقاومة الاغراءات المادية وتطهير نفسك من شوائب الدنيا ومتعها ، وستشعر بعدها بالراحة والرضا عن عن الذات ، والشعور بطاقة نفسية وبدنية كبيرة نحو الانجاز والعمل .



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية المثرثرة : سيكولوجية اضاعة الوقت وهدر الجهد
- المختصر في الشخصية الداعشية السلفية : التعريف ، العقلية الفك ...
- عتاب الذات سيكولوجية الترميم والتوجيه الايجابي
- مثلث الحب سيكولوجية الالفة والشغف والالتزام
- الانطباع الايجابي : سيكولوجية ثراء العلاقات الاجتماعية
- خريطة الحياة سيكولوجية معالم النجاح والانجاز
- التشويق سيكولوجية التشبث بالحياة : (سبعة خطوات تغير حياتك)
- التشجيع الداخلي سيكولوجية التصفيق للذات
- الشخصية المبهجة : روح الحياة المفعمة بالآمل
- إشكالية النجاح بين ايمان الذات وقدراتها
- سيكولوجيا النوايا الحسنة : اشراقة في روحنا الإنسانية
- سيكولوجية الخبرات الممتعة : الوان الحياة الزاهية
- سيكولوجية الحظ : أنا محظوظ ، فأنا سعيد !!!
- هل أنت صندوق مغلق أم مفتوح ؟ رؤية في إدارة الذات .
- سيكولوجيا مدعمات الحياة : ما الذي يجعلك سعيدا ؟
- سيكولوجية طعم الحياة : كيف ترى العالم بعينيك؟
- سيكولوجيا الفيس بوك بين انعكاسات الشخصية والواقع العراقي
- ثقافة الاعتذار رؤية في سيكولوجية العفو والتسامح
- الامتثال المستوحى : تخويل قدرة العقل لسلطة الآخرين
- سيكولوجية صنع الحب والسلام


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - الصيام الروحي للذات : طريقنا الى قهر غرائزنا الدنيوية