أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة في نص _نبضة_ لنزهة بنادي / إنجاز نجية نميلي














المزيد.....

قراءة في نص _نبضة_ لنزهة بنادي / إنجاز نجية نميلي


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 17:37
المحور: الادب والفن
    


نبضة
الجميلة التي يتضاعف رصيدها في البنك ورصيدها من العلاقات الإنسانية.. تشتهي امتلاك كرسي مهترىء في حديقة عمومية ونبضة قلب.
__________________________________
1-العنوان :
" نبضة " اسم نكرة مؤنث يشكل فرضية لتلقي القصيصة وقراءتها ، أحادية لفظية اسم مرّة من فعل " نبض" والذي يعني الدفقة الواحدة من النبض ، من خلال هذا العنوان نفترض أن المتن قد يتحدث عن علامة من العلامات الحياتية عند الإنسان و التي بفقدانها يعني توقف القلب وبالتالي وفاته.
2-المتن
استهلت الساردة المتن باسم معَرّف مبتدأ " الجميلة" متبوع باسم موصول يدل على معين " التي" بعده جملة صلة الموصول " يتضاعف رصيدها...ورصيدها " والرصيد مشتمل على ضمير ( ها) يعود على" الجميلة "هذا من حيث التركيب
أما من حيث الدلالة فمن الواضح أن المتحدث عنها من خلال الجملة التي تقول : " الجميلة التي يتضاعف رصيدها في البنك ورصيدها من العلاقات الإنسانية "أنثى تتصف بالجمال وهو شيء ثابت فيها بدليل " التعريف وورود كلمة جميلة التي هي صفة مشبهة"
هذه الجميلة التي حظيت أيضا بالجانب المادي الميسور المتمثل في مضاعفة رصيدها في البنك ، الشيء الذي يضطرنا إلى طرح السؤال المشروع ؟
ما وظيفتها وماهو عملها الذي يجعل من رصيدها مضاعفا في البنوك ؟
الساردة لم تذكر لنا شيئا عن نوع عملها لكنها أردفت وقالت " ورصيدها من العلاقات الإنسانية " فبالإضافة إلى ميزة الجمال والمال هناك ميزة أخرى تتمتع بها هذه الأنثى وهي كثرة العلاقات الإنسانية.
وبالتالي نجد أنفسنا أمام صورة متكاملة-نسبيا- لأنثى حباها الله الجمال والمال و معارف من الناس .
لكننا نفاجأ بالخبر الذي كان غريبا ، فرغم كل ما تتمتع به هذه الأنثى فهي (تشتهي امتلاك كرسي مهترئ في حديقة عمومية ونبضة قلب)
إن كلمة"تشتهي" ...تعني تشتد رغبتها وتتمنى .. فماذا تتمنى هذه الجميلة الميسورة ذات العلاقات الاجتماعية ؟
نلاحظ هنا أن شهوة -البطلة - على نوعين : مادية تتمثل في كرسي مهترئ وفي مكان عام وروحية تتمثل في نبضة قلب .
وبالرجوع إلى لفظتي " نبضة قلب " يتبين أن الساردة أوردتهما على شكل جملة اسمية تربط بينهما علاقة إضافة ، هذه الإضافة التي تفيد التخصيص حيث إن " نبضة " نكرة ومضافة إلى نكرة " قلب" بما يعني أن القلب يحتمل أن يكون قلبها أو قلب شخص آخر ينبض لها .
فإذا اعتبرناه قلبها يبقى السؤال المطروح :
ألم يكن من الأجدر أن تضيف ياء المتكلم إلى " قلب" ؟
يبدو أن -الساردة- تعمدت أن يكون الاسم نكرة، للدلالة على أنه قلب لايتمتع بصفات معينة ، عديم الإحساس أو شبه ميت ، قلب نكرة لاينبض بالحياة ..إنه -فيزيولوجيا - محطة الضخ الرئيسية للدم ..الدم المحمل بالأوكسجين ..لكنه هنا ينبض بالحياة العقيمة !
وكأنها تحيلنا على حالة نفسية تعيشها " الجميلة" أثرت فيما تحب وتكره ، فبدأت تشتهي ما لايخطر على بال " كرسي مهترئ في حديقة عمومية "
فكيف لجميلة -غنية أن تجلس على كرسي مهترئ وفي حديقة عمومية ؟!
وكيف لها أن تشتهي نبضة قلب وهي صاحبة علاقات إنسانية كثيرة ؟!
ألم تعرف حياتها شابا وهي " الجميلة " ينبض قلبها له ؟!
ألم تصادف -شخصا- ممن تعرف من الناس ينبض قلبها له ؟!
ألم ينفعها مالها في شراء نبضة قلب ؟ ويبعد عنها هذه الوحدة القاتلة ؟! أو هذا الفراغ العاطفي ؟!
لقد أوردت الساردة القفلة بطريقة مفارقة وبغير ما يتوقعه القارئ حركت فينا فضولا و دفعتنا إلى تأويلات :
لعل " الجميلة" من بائعات الهوى ورغم قدرتها على التواصل مع الزبائن الذين ينتمون إلى مستوى معين من الثراء ، لم تشعر بنبضة قلب .
ولعلها" مطلقة" ولم تنجح في حياتها الزوجية رغم الجاذبية الشكلية والجسمانية التي تتمتع بها فلم تجد في الشريك نبضة قلب .
ولعلها ذات حسب ونسب ، ولها ثروة لكنها تعرف أن المحيطين بها يطمعون في رصيدها البنكي فحسب وهي تحتاج إلى نبضة قلب .
ألم يشفع المال ولا الناس لهذه الجميلة ، حتى تشعر بنبضة قلب ؟!
3-الخلاصة:
إن المال مهم للكثير من الناس لأنه مرتبط بإحساسنا بالثراء، وهو رمز للمكانة الاجتماعية بما تمثله من شعور بالأمان والقوة والسلطة والقيمة والهيبة فكيف لم يستطع أن يحقق الارتياح العاطفي لبطلة النص ؟!
و الجمال الطبيعي نعمة من أفضل النعم على المرأة ، من شأنه أن يفتح أمامها كل الأبواب المغلقة ويهبها القبول بين الناس من أول لحظة تبصرها العيون ، له مفعول السحر فى كل آن وكل مكان تطأه قدماها ، فكيف لم يسعد هذه :"بطلة النص"؟!
إنها بنية فنية متناقضة ، مشحونة بإحساس عميق تعيشه البطلة بين زمنين :
زمن الواقع وزمن الرغبة في تغيير الواقع !
ويبقى الحل في " نبضة"
" نبضة قلب"
فالحب الحقيقي هو مطلب الجميلة ، ذاك الحب الغالي الثمين الذي لايقدر بالمال ولا الجاه ..الذي يصعب على الكثيرين الحصول عليه حتى لو امتلكوا مزايا كثيرة إنه العطاء النفسي الذي يمنحه المحبوب لمحبوبه ، إنه الاهتمام الحقيقي اللامشروط.
وتبقى صورة - البطلة - (التي تخدع الأبصار بجمالها ومستواها المادي ) في الأخير واحدة من أولئك التعساء الذين حرمتهم الحياة ممايحرك مشاعرهم ، ويُسكن أحاسيسهم ...حرمتهم من نبضات حب غير مزيف .







#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عويشة
- بعض من قصصي القصيرة جدا
- احتضنّي
- تعليقات و آراء حول -نمر-
- قراءة في القصة القصيرة جدا :-حلاوة- لنزهة بلخير /إنجاز: عبدا ...
- وظائف الخطاب السردي والوصفي في القصة القصيرة جدا (اختيار ) ل ...
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي على صفحة رابطة الق ...
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي
- أ.د المصطفى سلام يكشف لنا عن غواية من غوايات القصة القصيرة ج ...
- قصص قصيرة جدا تحت عنوان :رسالة
- هي...في قصصي القصيرة جدا
- قراءة في نص (إشباع) لنجية نميلي /إنجاز: المصطفى سلام
- لم أكبُر
- النظم المفقود
- الصوت المشاكس
- صلاة عاشقة
- قصة قصيرة جدا للقاص :عبد الرحيم التدلاوي تحت مجهر الأستاذة:س ...
- قراءة في نص -بطل- لنجية نميلي /إنجاز :المصطفى سلام
- قراءة في نص المصطفى سكَم / إنجاز محسن حزيران لفقيهي
- قراءة في نص -زيارة- لنجية نميلي /إنجاز :حيدر لطيف الوائلي


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة في نص _نبضة_ لنزهة بنادي / إنجاز نجية نميلي