أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - سماحة الإسلام في التعامل مع الغير














المزيد.....

سماحة الإسلام في التعامل مع الغير


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 19:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سماحة الإسلام في التعامل مع الغير
نايف عبوش
يتعرض الدين الاسلامي الحنيف هذه الايام الى حملة ظالمة بقصد الاساءة الى سماحته،والمس بمنهج خيريته المطلقة للناس المتجسد بقاعدة الامر بالمعروف في كل ما من شأنه منفعتهم في دنياهم واخراهم ،والنهي عن المنكر لكل ما هو افسادي، ومصدر اساءة لهم،تمشيا مع مقاصد هذه الخيرية بمعيار(كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)،حيث بات يشاع اليوم في اكثر من مجال، بأن الاسلام انما انتشر بحد السيف، وفرض الايمان على الناس بالترهيب، والقسر، والاكراه،في حين ان الدعوة للإسلام كانت تتم ،كما هو معروف جيدا،وفقا لأعلى معايير الحوار الحضاري، القائم على المجادلة بالتي هي احسن،تساوقا مع القاعدة القرآنية (وجادلهم بالتي هي احسن).
ومن يتدبر القرآن الكريم بحيادية، وبتأمل متجرد خال من الغرض، والأحكام المسبقة، يكتشف بسهولة ويسر، ان القران الكريم الذي اقر الاسلام دينا عند الله للناس ليكون خاتم الرسالات،بما هو الانفع لهم في دنياهم وآخرتهم بمعيار(ان الدين عند الله الاسلام)،حيث ابتغاء الانسان غير سبيل الاسلام دينا،يكون مدعاة لهلاكه، وخسارته في الاخرة(ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) ، باعتبار ان الاسلام هو الدين الحق من الله على قاعدة (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،وبالتالي سيجد ان القران قد نهى عن حمل الناس على الايمان بالإسلام قسرا بعدما تبين لهم بالهدي الالهي سبيل الرشد القائم على الايمان بالله تعالى، والكفر بالطاغوت ايا كان شكله،حيث (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها)،مما يفند مزاعم التشهير بسماحة الاسلام تحت أي ستار.
واذا كان القران الكريم قد فصل بين جماعة المؤمنين ومجموعة الكافرين في جانب العقيدة بقياس(لكم دينكم ولي دين)وما يستوجبه هذا الفصل العقائدي من تمييز واضح للمؤمن على الكافر عند الله( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقأ لا يستوون)،الا انه في الوقت نفسه لم يفصل بينهم في الحياة المدنية المجتمعية على قياس(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)،حيث كان جار النبي في المدينة يهوديا كما معروف, وفي ذلك نلحظ ان القران الكريم لم ينه المسلمين عن بر المخالفين لهم في العقيدة من الذين لم يرفعوا السلاح بوجههم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أَن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) , ومعلوم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد دشن مسيرة الإسلام الإنساني المدني عندما أبرم عقد (صحيفة المدينة) كأول عقد اجتماعي مدني في التاريخ يستحضر مبدأ المواطنة بشكلها المدني الصريح، والذي لا يتطلب من صاحبها سوى الالتزام بحقوق المواطنة، والإيفاء بمتطلباتها، بما فيها حفظ مصالح البلد والدفاع عنه، في مقابل أن يحتفظ بدينه ، حيث كان ينظر إلى المسلمين واليهود في دولة المدينة على أنهم شعب واحد، يقع عليهم واجب الدفاع عن الوطن ودولته،وبذلك يكون الاسلام قد اسس لاحترام حقوق الانسان بأعلى المعايير،تأسيسا على قاعدة(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)،وذلك قبل ان تظهر للوجود لائحة حقوق الانسان المعاصرة بأكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان، والتي يتبجح بها المتنطعون اليوم باعتبارها اللائحة المعيارية المثلى لحقوق الانسان .
ويلاحظ ان القران الكريم لم يأمر بقتال المعاندين للإسلام الا اذا هم ابتدأوا المسلمين القتال، بل انه امر بالجنوح الى السلم معهم متى ما اظهروا الركون لها على قاعدة (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)،ولم يأمر إلا بقتال من شهر السيف بوجه الإسلام، وناصبه العداء صراحة، حيث لم يبدأ الرسول بقتال اليهود كما هو معروف، الا عندما نقضوا العهود والمواثيق معه (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)،فجاء استخدام القوة في هذه الحالة من باب الدفاع المقدس عن النفس ليس الاّ.
ولقد صان الاسلام من حيث المبدأ، النفس، والمال، والعرض، والمعتقد، من أي اساءة سواء اتت من المسلم، او من الآخر تحت أي غطاء، خارج سياق تلك المعايير، والضوابط المركزية التي تمت الاشارة اليها انفا،ومن هنا نجد ان القران الكريم ، يستنكر اكراه الناس، واجبارهم على الايمان برسالته بالقوة (ولو شاء ربك لآمن من في الأَرض كلهم جميعا أَفأَنت تُكْرِهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين)، رغم كل ما يحاوله البعض المغرض اليوم من تصويره القران على انه كتاب يجبر الناس على الايمان بالله وبرسوله. ‏
ولاشك ان هذا المعنى السامي من سلوك الرحمة بالآخر، والإقساط اليه، ومودته،والإحسان اليه الذي انفرد به القران،انما يعكس حقيقة ابعاد التسامح الانساني للإسلام في التعامل مع الغير كمنهج، والتعايش معه بمقاييس ضوابط عقد المواطنة، حتى وان كان مخالفا في الرأي،مما يدحض بشكل قاطع الادعاءات المغرضة التي تثار اليوم لتبشيع الاسلام في نظر الناس، وتشويه صورته المبدئية، والتاريخية الناصعة في التسامح، بمزاعم انتهاك حرية معتقد الاخر ، وإرغامه على الايمان بالدين الاسلامي بالترهيب، والسيف،والإكراه، كما يحلو لهم ان يفتئتوا زورا وبهتانا.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين اليوسف الزويد..وحسن الجار ونكتة اقتدار تكامل نظم الزهير ...
- في ذكرى النكبة
- شجرة الزعرور
- العرب..والتعددية القطبية الدولية الناشئة
- تداعيات الربيع العربي على الحركة العمالية العربية
- الاستاذ زهير جلميران في ذاكرة الجيل الاول من طلابه
- القمر.. والليل.. والسهر.. في ذاكرة ايام زمان
- الكمأ.. والربيع في ذاكرة الماضي
- في ظاهرة الحنين الى الماضي
- اقتيات على ذكريات الماضي
- الشاعر معد الجبوري.. وجدل التوحد مع درة المدن ام الربيعين
- الشاعر الدكتور حسين يوسف محيميد الزويد يتواشج مع رعيل البردة
- النهوض باللغة العربية.. مخاطر الانزلاق الى العامية وتحديات ا ...
- المستهلك..وتنمية حس تدقيق صلاحية استعمال السلع
- الشاعر احمد علي السالم يتسلل الى مصاف الرعيل الاول من المداح ...
- مفتاح علي السالم..طبيب وأديب وفنان
- مجالس الدواوين..موروث اجتماعي رمزي بحاجة تفعيل
- تجليات الصبر في مرثية (الصبر هو الملاذ) للشاعر ابو يعرب
- التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي
- التوظيف الابداعي للمفردة الشعبية في نظم الازهيري


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - سماحة الإسلام في التعامل مع الغير