أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام حتاته - فلسفة المنفعه والمصالح المشتركة















المزيد.....

فلسفة المنفعه والمصالح المشتركة


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعرضنا ضمن سلسلة الخروج الى النهار الى المبادئ والفلسفات الرئيسية التى قام عليها فكر التنوير فى اوروبا ومنها فلسفة المنفعة او مفهوم المنفعه والتى اعتبرها خلقا اجتماعيا واصبح اساسا في التعامل الانساني وكفلسفة اجتماعية- قيمية فسرت الاخلاق بمفهومي "اللذة والالم " واتخذت من سعادة الاكثرية اساسا لتقرير وتقييم السلوك الاجتماعي.
حيث ان الايمان بالمنفعة المشتركة او المصالح المشتركة لاى علاقة بين طرفين لابد ان تقوم على هذا المبدأ فى كافة مناحى الحياة
فلسفة المنفعه الى نتحدث عنها فى هذا المقال تختلف قليلا عن البرجماتية التى اصلها واول من تحدث عنها واطلق عليها هذا المصطلح هو تشارلز ساندر بيرس ( 1839 ـ 1914م ) عام 1878 قائلا ( ان البرجماتيه هى أن نحدد السلوك الذي يمكن أن ينتج عنها، فليس السلوك بالنسبة لنا سوى المعنى الوحيد الذي يمكن أن يكون لها ) وصاحب فكرة وضع العمل كمبدأ مطلقًا ؛ في مثل قوله : (إن تصورنا لموضوع ماهو إلا تصورنا لما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار عملية لا أكثر)

قلسفة المنفعه فى رأييى هى تاصيل لمفهوم المصالح المشتركة بين البشر بعضهم البعض فى كل المجالات وعلى كل المستويات
1) على المستوى الدينى : فى قول منسوب للنبى محمد ان احدهم قال له : يانبى الله لماذا تقيم العبادات كلها من صلاة وصوم .... الخ والله وعدك بدخول الجنه ، فقال له : الا اكون عبدا شكورا
فالمنظومة الدينية تقوم على مبدا المنفعه المشتركة بين طرفين : الله الخالق الرازق
والمخلوق الشاكر، وان كان البعض يرى ان السماء لم تمطر ذهبا ولافضه ويعتبر فضية الايمان لاتقوم على مبدا المنفعه والمصالح المشتركة .
2) على المستوى الاسرى :
- بين الزوجين : خبرة حياتيه رسختها اكثر من آية قرآنية ، فالزوج عليه الحماية وتوفير المتطلبات الحياتية للاسرة والزوجه عليها رعاية هذه الاسرة ، وسنجد ان اى اختلال فى هذه القاعده بسبب انهيارها .
- وعلى مستوى الابناء : الاب والام يقوموا بواجبهم فى تربية الاطفال ويساندونهم صغارا حتى يجدوا المقابل فى المساندة والرعاية فى الكبروالشيخوخه ، واى خلل فى هذه العلاقة سيخلق ايضا اسرة مفككه وغير قابلة للاستمرار

ثم ناتى الى العامود الفقرى لهذه المقالة والتى تتمثل فى شيئين :
1) العلاقة بين الدولة والمواطن : يعتبرالدستور عقد اجتماعى بين هذين الطرفين ، يتنازل فيها المواطن عن جزء من حريته لصالح حرية الاخرين ، وعن جزء من ارباحه لصالح الدولة ، على ان تقوم الدولة بتنظيم العلاقة بين مواطنيها ووضع ضوابط الحرية الشخصية التى تقوم على مبدأ ( نهاية حريتك هى بداية حرية الاخرين ) وتقوم بتوفيرالحماية والرعاية لهم
واى خلل فى هذه العلاقة يخلق اما العودة لقانون الغابة ( البقاء للاقوى ) من جانب المواطن ، واما حاكم ديكتاتور اذا تنازل المواطن عن حقوقة التى قام عليها العقد الاجتماعى .

2) العلاقة بين الدول وبعضها البعض : الكثير من المصريين تحكمهم العواطف فى هذه العلاقة ، اما كراهية مطلقة واما حب وعشق مطلق فى ترديد لشعارات بدأت منذ العهد الناصرى واستمرت حتى اليوم واصبح الاقتراب منها ومناقشتها فى مفهوم البعض يرقى الى مستوى الخيانه
كتبت فى مقالة ( علمانية العسكر واكاذيب الشيوخ ) ان عبد الناصر كانت تحكمه عقدتين لازمتاه طوال فترة حكمه وكانت نتائجهم مدمرة على الدولة المصرية
- عقدة الفقر والتى تولدت لديه نظرا لنشاته فى اسرة فقيرة وكان من نتيجتها تطبيق العداله الاجتماعية وفق مفهومه الضيق وارتباطه بعقدة الفقر ، فبدلا من ان يكون تطبيق العدالة الاجتماعية فى ضرائب متصاعدة على الاغنياء من كبار ملاك الاراضى ورجال الاعمال ثم انشاء نقابات عمالية قوية واقرار حق الاضرار وهو النظام الذى ادى الى التوازن بين العمال واصحاب العمل فى الغرب ، الا انه لجا الى التأميم وانشاء القطاع العام الذى اصبح صنما لا نستطيع ان نستمر فى عبادته ولا يجرؤ احدا على الغائه ، علاوة على ترديد مقولة ترسخت فى الوجدان المصرى الى الان تتهم كل الاغنياء بالسرقة والنهب ، فبدلا ان تكون العلاقة بين الدولة ومواطنيها من الاغنياء علاقة نفيعة متبادله اصبحت علاقة قسرية جبرية وحتى علاقات العمل فى القطاع العام انتفت فيها ايضا العلاقة النفعية فاصبح راتب بلاعمل وتساوى فيها المجتهد والكسول .

- عقدة القالوجا التى تولدت لديه اثناء حصار اليهود له فى حرب 1948 كانت دافعا الى تبنى القضية الفلسطينية لبؤجج مشاعر الكراهية لدى المصريين وتكون دافعا له لكل الاعمال العدائية التى جدثت مع دولة اسرائيل والتى انتهت بهزيمة 1967 ليسير على نفس النهج كل من اراد تكريس زعامته على العرب ليلقوا نفس المصير من امثال صدام العراق وقذافى ليبيا واسد سوريا ، فى الوقت الذى فقد فيه الفسطينيين بسبب تلك الزعامات والمتاجره بقضيتهم مزيدا من الارض ومزيدا من اللاجئين فى الشتات . ويضطرالمصريين الى خوض حرب 1973 لاسترجاع الارض والكرامه التى اضاعها الزعيم المعقد نفسيا .

وما زلنا الى الان نردد ان القضية الفلسطينية هى قدرنا ( ولا ندرى من قدره علينا ) ومن اوليات السياسة المصرية وان واجبنا تجاهها هو واجب مقدس ، ومازلنا نردد ان الامن العربى هو العمق الاستراتيجى للامن المصرى ، وان كان تم حصرة فى الفترة الاخيرة بالامن الخليجى وحده ضد ايران ، فى الوقت الذى تنشغل فيه دول الخليج برفاهية شعويها ولا تلتفت الى الشان المصرى الا عند
الحاجة لنجد ان عرب الخليج يتعاملون معنا بمبدا المنفعه والمصالح المشتركة ونحن نتعامل معهم بمبدا الاخوه العربية والواجب المصرى تجاه العروبة .
وعلينا ان نطرح بعض الاسئلة المبصرة والتى اعرف اننى ساتلقى عليها اجابات عمياء من المؤمنين بالعواطف والشعارات القديمة

- مع كامل تعاطفى الانسانى مع القضية الفلسطيننية- ما الذى عاد على مصر من تبنى هذه القضية والقيام باعبائها بالكامل غير خسارة جزء من ارضها فى 1967 واستعادتها فى عام 1973 بعد ابرام اتفاقية سلام مع اسرائيل واعترافنا بها كاحدى دول المنطقة وخروج مصر من معادلة القوة تجاهها فى المنطقة
ماهى المنفعة التى عادت علينا ؟ بل ان الواقع يقول اننا خسرنا الكثير من الدم والمال فى مواجهات عسكرية مع اسرائيل لنعود عن نقطة الصفر وتصبح اسرائيل من اقوى دول المنطقة .
يتردد حديث الاطماع الاسرائيلية فى مصر ، وانا اجزم ان اسرائيل اعادت لمصر سيناء ثمنا لخروجها من المواجهة العربية لانها تحسب الف حساب للجيش المصرى والكثافة السكانية المصرية ولا تجرؤ الاقتراب من حدودنا ، ففى حرب حزيران 1967 كان الطريق مفتوحا امام القوات الاسرائيلية من شرق القناه حتى القاهرة ، فلماذا لم تتقدم اسرائيل وبقيت على الضفة الشرقية لقناة السويس ؟

انتهينا من القضية الفسطينية - بعد ان عدنا بخفى حنين - لنرتمى فى احضان قضية امن دول الخليج
ماذا تستفيد مصر فى التصدى لحماية الخليج من الاطماع الايرانية ؟
وهل تستطيع ايران اختراق الجبهة المصرية عسكريا حتى وان هيمنت على الخليج
ان السبب الى توقفت عنده القوات الاسرائلية شرق القناة هو نفس السبب الذى يمنع ايران من التفكير فى مواجه عسكرية مع مصرالجيش المصرى والكثافه السكانية

من قال ان حسنى مبارك كان صديقا لاسرائيل فقد جانبه الصواب
حسنى مبارك على المستوى الشخصى كان لايطيق امريكا ولا اسرائيل ، فاى قائد عسكرى دخل فى مواجهه عسكرية مع دولة اخرى وعرف تفوقها النوعى لايمكن ان يحبها ، ولهذا ترك الانفاق مفتوحه اما حماس وغض البصر عنها وفى تصريح لمدير مكتب اللواء عمر سليمان على احدى الفضائيات من وقت قريب قال ان مصر كانت تتعامل مع اسرائيل بمنطق العصا والجزرة بمعنى تقيم معها السلام وفى نفس الوقت تشجع الفلسطميين على التصلب فى المفاوضات وتفتح الانفاق لغزة ولهذا ايضا بدات اسرائيل فى دعم دول افريقيا لمحاصرة مصر من الجنوب وعلى راسيها اثيوبيا وسد النهضة فماذا فعلت لنا حماس نظيرهذا سوى ماعرفناه فى الفترة الماضية ـ وماذا عاد علينا غض البصر عن الانفاق بين سيناء وغزه سوى ماعرفناه مؤخرا ؟
لماذا نقاطع ايران وهى قوة اقليمية كبرى نستطيع ان نقيم معها مصالح مشتركة ونستطيع من خلالها الضغط على دول الخليج لتكون اكثر ايجابية بدلا من عده مليارات وتمويل صفقة سلاح روسى لمصر من اجل حماية نفسها ؟
السياحة الايرانية كان من الممكن ان توفر دعما للاقتصاد المصرى ـ وبعد ان عقد معها وزير السياحة فى عهد مرسى اتفاقية بهذا الشأن اعترض الطابور الخامس الوهابى السلفى السعودى فى مصر على اساس عقائدى لاطائل من ورائه وبتوجيه من مملكة آل سعود .
ان العالم الغربى لايتحدث الا بلغه المنفعه فى علاقاته الدولية وفى كافة شئونه الحياتية ، ولكننا نتحدث بلغة العواطف فى علاقاتنا الدولة وفى كل مناحى الحياة .
ولاتقدم ولا تنوير فى حياتنا الا اذا رسخنا مبدا المنفعه والمصالح المشتركة لاننا فى اشد الحاجه الى ثورة فى الافكار
والشكر والتحية لمن الهمتنى فكره هذه المقالة والتى تعيش وراء المحيط فى العالم الذى تحكمه قوانين المنفعة
والى لقاء آخر



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة المليون : شكرا .. شكرا
- الخروج الى النهار 3/3 ( جزء أخير )
- الخروج الى النهار 3/3 (جزء اول )
- الخروج الى النهار 2/3
- الخروج الى النهار 1/3
- الجدلية والتاريخية فى النص الدينى : الحجاب نموذجا 3/3
- الجدلية والتاريخية فى النص الدينى : الحجاب نموذجا 2/3
- الجدلية والتاريخية فى النص الدينى : الحجاب نموذجا 1/3
- الابتزاز السلفى للمشير السيسى
- حكايتى مع تراث العفاريت
- تراث العفاريت بين العلم والخرافة (4)
- الوهابية وتراث العفاريت (3)
- الوهابية وتراث العفاريت (2)
- الوهابية وتراث العفاريت (1)
- الدستور بين اقبال المراة وعزوف الشباب – قراءة تحليلية
- ( علمانيون ) وسنابل القمح
- السحر التشاكلى والسر الاعظم
- الدستور من التوفيق الى التلفيق
- الى الاخوة الاقباط : المواطنة بالميلاد
- فى ممالك البترودولار : قائمة باجمل النساء مع قهوة الصباح


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام حتاته - فلسفة المنفعه والمصالح المشتركة