الصديق المجهول

فاروق الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 19:37
المحور: كتابات ساخرة
    

في زياره خاطفه لداري ،حضر صديقي "المهاجر الحزين" وبعد التحيه امطرني بعدة اسئله لم افهم سوى السؤال الاخير، الذي مفاده ،انه يشعر بالوحده ولايوجد عنده اصدقاء ،فبينت له استغرابي وسألته اذا كان يتكلم مع نفسه عندما يكون وحده ،فاجابني بالايجاب، وقال ان هذا ما يقلقه لانه يتكلم مع نفسه ويفكر كثيرا". ضحكت وقلت له ,"انك تتكلم مع صديق ولاتدري" . استغرب لكلامي وقال(تنصب عليه) يا صاحبي؟ ، فبدأت اشرح له كيف ان كل انسان له صديق في داخله يتكلم معه ويناقشه في امور الحياة ،وبالاتفاق معه يصل الشخص الى قرار مقتنع به. هز رأسه ليبين لي انه غير مقتنع بكلامي ،لكنني لم ادعه يفكر كثيرا"،سألته من يأتي له في المنام ويتكلم معه ويتسامر ؟ قال "هذه احلام"، قلت," كلا انه صديقك يتكلم معك ويجعلك تحلم بامور كثيره لكي تبقى نائم وترتاح لليوم الثاني ،وبعض الاحيان يجعلك تحلم بامور مفرحه واخرى حزينه ،الغرض من ذلك هو زيادة التشويق في محاكاتك"....ا .
هل ترى يا صديقي انك عندك صديق ولا تدري !!!،انه صديق ملازم لك، فاذا كان صديقك هذا طيب القلب وصافي النيه فسوف يساعدك بالابتعاد عن كل عمل سيئ ويعطيك النصائح التي تجعل منك رجل طيب ومفيد في المجتمع ، واذا كان هو اساسا" سيئ فسوف تظهر معالمه عليك من خلال تصرفك اليومي في عملك ومع الناس وسوف ترى ردود فعل حسب هذا التصرف. طلب صديقي ان اوضح له اكثر بما أقصد ،لانه بدأ يشعر فعلا" عنده صديق مجهول يفكر معه الآن لفهم ما اصبوا اليه في كلامي . قلت طيب هذه بادره جيده ،اذن اصغي الى كلامي . في الوقت الحاضر نحن محكومون في الدوله من قبل اناس جاءوا من خارج الوطن ،قسم منهم مخلص بعمله وكثير منهم اغبياء وغير مخلصين ،همهم الوحيد سرقة اموال الفقراء والايتام وقتل الابرياء من قبل المليشيات التابعه لهم....قلت," هل كلامي صحيح؟" . قال, "كلامك صحيح ومضبوط" قلت له, "الحمد لله اذن انك تفهمني،ولهذا اسألك، من جعل هؤلاء مختلفين بعضهم عن بعض؟ " نظرني ولم يجب ولكن استدرك وقال, "لاتقل لي ان صديقهم الذي بداخلهم جعلهم هكذا ،فيهم الجيدين وفيهم الخبثاء"؟ صحت بصوت عالي "أحسنت" . ان الاشخاص الصالحين محظوظين لان لهم صديق صالح، اما السيئين منهم فقد درسوا على يد صديق لئيم جعل منهم اناس لايخافون الله ورسوله وهمهم الوحيد هي الحياة المترفه في الدنيا، لهم ولعائلتهم فقط . وقف الصديق الزائر عن الكلام واخذ (صفنه) وهمَ بالرحيل ولكن قبل ان يترك داري سألني ," (بروح الوالد) ماهذا الصديق الجديد الذي جعلتني افكر به....؟"ضحكت وهمست بإذنه ..انه (الضمير) ياصاحبي!!!!ا
كم تمنيت للقاده الجدد ان يكون لهم صديق يدفعهم الى العمل بالمعروف والتفكير السليم لخدمة هذا البلد وان يبعدهم عن اعمالهم المشينه التي يقترفوها كل يوم بحق الشعب العراقي.

#فاروق_الجنابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات