أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - لهذه الأسباب أؤيد حمدين صباحي














المزيد.....

لهذه الأسباب أؤيد حمدين صباحي


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 23:26
المحور: المجتمع المدني
    


في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الأولى أعطيت صوتي لحمدين صباحي، وفي الثانية ـ بعد خروجه ـ أبطلت صوتي.. مع إنني لست ناصرياً.. لكنني لم أقتنع بمرسي نهائياً ولم أر مبرراً لعصر "ليمونة"!
في هذه الجولة ولأسباب كثيرة فكرت في المقاطعة، لأنني لا أرى مناخاً صحيا لانتخابات حقيقية، ومثلما أخلف مرسي وعوده في اتفاق فيرمونت، أخلف السيسي بنود بيانه الذي كان من المفترض أن يؤسس لمرحلة انتقالية أفضل، فأزمة البلد ليست في اجتثاث أو عدم اجتثات الإخوان (مع إنهم صداع مزعج فعلا مثلهم مثل حزب النور السلفي) لكن الأزمة الحقيقية تبقى في الانتقال الديمقراطي الذي فشلنا فيه طيلة سبعة عقود.
ورغم إن برنامج حمدين لم يصلني ولو مختصرا، مع كثرة المناصرين له في صفحتي على الفيس بوك، لكنني لا أجد ـ عملياً ـ مرشحاً سواه، للأسباب التالية:
1. اختيار السيسي رئيساً يعني استمرار إرث دولة يوليو، بكل تقلباتها، وترسيم "العسكري" على قمة هرم السلطة من أول مجلس بلدي صغير حتى رئاسة الجمهورية، مروراً بمناصب اقتصادية ودبلوماسية ورياضية.. وفق "الأقدمية لا التميز" و"الولاء لا الكفاءة". وهي التراتبية التي أودت بنا إلى انهيار شبه تام، مع توزيع معظم هذه المناصب على عواجيز الجيش والشرطة، باعتبارها مكافآت ما بعد الخروج على المعاش
2. حتى لو سلمنا ببراعة السيسي العسكرية والأمنية، فإن الرئاسة منصب سياسي بآليات مختلفة تماماً، وليس بالضرورة أن يكون كفئاً لها، لمجرد براعته في مجال آخر.. بينما حمدين في الأساس سياسي ولديه خبرة طويلة في ذلك المجال.
3. أتفهم المبررات القوية ـ لدى كثير من الصادقين ـ عن الأخطار الداخلية والخارجية التي تهدد البلد، وإذا كان السيسي كفئاً للتصدي لها، فمكانه في منصب أمني أفضل للبلد من منصب الرئيس، كي يركز على تلك الأخطار وليس استقبال السفراء وافتتاح محطات تحلية المياه.
4. قاد السيسي عملية إخراج الإخوان، وجاءت مكلفة دموياً، عدا عن أعداد المسجونين، وأحكام الإعدام.. أي هو قدم الحل الأمني "الخشن" نوعا ما، ولم تحدث المصالحة التي وعد بها في بيانه.. ليس معنى ذلك عدم تحميل الإخوان مسئولية معظم التداعيات، لكن فقط أشير أن صعوده إلى منصب الرئاسة لن يحل الأزمة، بل سيزيدها تعقيداً، في وقت نحن في حاجة إلى أجواء مستقرة نوعا ما، ومصالحة بالفعل، ومحاسبة كل من تلوث بدم أو سرق مالا.
5. يعتمد السيسي في حملته، وأبواق دعايته المفرطة، على نفس منظومة مبارك وحاشيته ولصوصه، وهذا مؤشر خطر في كونه بمثابة حصان طروادة الذي يضمن عودة هؤلاء إلى السلطة.. إذا افترضنا أنهم غادروها أصلا.. بالتالي، ليس معقولاً أن تقوم "ثورة" ليرثها مبارك "بشرطة" بدلا من "مبارك".
6. خطابات كبار القادة وعلى رأسهم طنطاوي تكرس أن ما جرى في يناير "مؤامرة" وليس "ثورة"، ومشكلة هذا التوصيف يكشف عن عدم إقرار حقيقي واعتراف بالمطالب الشعبية، وهو ما أطاح بمبارك، ويمكن أن يطيح بالسيسي نفسه في لحظات. لأن الثورة مثل حُمى لها ارتدادتها، ما لم تشخص دواعيها بدقة ويتم علاجها. وحتى الآن، تم تفريغ معظم الملفات من مضمونها مثل: تهريب الأموال خارج مصر، التفاوت الرهيب في الأجورـ تدني الخدمات كالصحة والتعليم، المحسوبية والرشوة، سرقة المال العام بشركاته وثرواته.. إلخ
7. تأييد حزب "النور" للسيسي وبيان النقاط العشر، يعني استمرار مهزلة الأحزاب الدينية وتأثيرها على الغوغاء والأعداد الكبيرة من الأميين في إثارة الفتن، واختلاق أعداء ك "الشيعة" ـ مثلا ـ حسب البيان المؤسف المعلن. وبالنسبة لي أريد دولة مدنية "علمانية"، ليس كما يروج سفهاء الإسلاميين، باعتبار العلمانية ضد الدين، بل باعتبارها "آلية" وليست "أيديولوجيا"، تضمن فتح مجال لتنافس الخطابات، وحيادية الحكومة إلى حد كبير، وعدم فرض خطاب على آخر قهراً وعنفاً، وضمان حقوق المواطنة كاملة للأقليات كالأقباط والمرأة. وإلا، فنحن نعيد إنتاج دولة القهر والتخلف والشعوذة وفتاوى إرضاع الكبير وزواج الأطفال.
8. حمدين لا يمثل الثورة بالطبع، لكنه جزء منها، وهذا يعني أنه الأقرب إلى روحها وأهدافها، من المرشح الآخر، وأي كلام عن عدم كفاءته، يعني أننا مازلنا متعلقين بوهم الرئيس الفذ القائد الضرورة، الذي يأتي الرءوساء لأخذ "حكمته" في حقائبهم ثم يغادرون.. فليس المطلوب أن يكون الرئيس عبقري العباقرة، بل يكفي أن يكون مواطنا مصريا، لديه برنامج واضح يمكن محاسبته عليه، والأهلية واللياقة للمنصب، والمفترض أننا نسعى لبناء مؤسسات للقرن الحادي والعشرين، وليس تكريس عبادة الفرد المخلص والمنقذ.

في النهاية، أطالب حمدين أن يتخلص من طريقة "إمساك العصا من المنتصف" ويقدم رؤية مدنية جادة، ويفتح حوارات جادة مع كل القوى والتيارات المدنية والشبابية والعمالية، ومن بينهم من كانوا يلتفون حول البرادعي.. وأن تكون له مواقف أكثر حسما حول الاعتقالات والاحكام المسيسة والأحزاب الدينية. وأن يكون على ثقة بأن الشعب في مجمله ناضج ولن تنطلي عليه التعبئة الانفعالية من رجال دين وغيرهم، فقد قابلت مواطنا نوبيا بسيطا وفوجئت به يقول لي "احنا عاوزين رئيس علماني" رغم أنه يصلي ولا يترك فرضا.
كما أطالبه أيضاً ألا ينظر إلى المسألة كانتخابات رئاسية فقط، فهي أعمق من مجرد منصب، هناك حكومة قادمة، وبرلمان، وانقسامات، وطاقات شبابية هائلة لم تمثل بعد في العملية السياسية، وعليه أن يتبنى استراتيجية بعيدة المدى، كرأس حربة لمعارضة تدافع عن قيم ثورة يناير.. أي أنه بحاجة إلى تغيير وتحسين أداءه، حتى لا يبدو مثل دمية إلكترونية تتحرك في كل اتجاهات ولا تذهب إلى أي مكان أبعد من خطوة واحدة.



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للدستور ليست -نعم- للسيسي
- -الإخوان- تنظيم إرهابي
- سبعة أسباب.. لرفض أحزاب العنف والخراب
- المعارضة المصرية بنت ستين كلب
- 30 سبب للخروج في 30 يونيو
- ماذا يريد الداعية الإسلامي مني؟
- أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر
- حوار مع إخواني
- الجندي صدمته سيارة في السماء
- الأمنجي الملتحي والملتحي الإخوانجي والإخوانجي البلطجي
- ماذا يريد المواطن المصري من -الدستور-؟
- مسودة الدستور المصري لإنتاج -إله- جديد!
- إني اتهمك يا سيادة الرئيس محمد مرسي
- الشراميط الأوساخ.. مسلمين ومسيحيين!
- أبو إسماعيل المروج الأكبر للجهل
- العريان.. عارياً
- أولمبياد لندن.. ومارثون الأسد
- ملاعيب شفيق و-العسكري-
- الجهاز يلعب بذيوله
- لماذا انتخبت حمدين صباحي؟


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - لهذه الأسباب أؤيد حمدين صباحي