أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن طويل - ازمة اصلاح نظام التربية والتكوين بالمغرب














المزيد.....

ازمة اصلاح نظام التربية والتكوين بالمغرب


حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 14:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




ان احد المداخل الاساسية لاصلاح منظومة التربية والتكوين في المغرب ؛هو تحديد تصور عام يتبنى باراديغم تحدد فيه الحاجيات والغايات والمرامي والاهداف من هذه المنظومة، وتوضع الآليات والميكانيزمات اللازمة للاستجابة للحاجيات وللوصول الى هذه الغايات بطريقة واضحة وعملية . فالتصور المؤطر لاي مجال يشكل نحو 40 بالمئة من اي مشروع اصلاحي له ، هذا ما تركز عليه مختلف الدراسات المتعلقة بالجودة .
اتسمت المشاريع الاصلاحية لنظام التربية والتكوين بالمغرب بضبابية في هذا التصوروهيمنة مقاربة موازاناتية تقنية ، وطغت عليها روح توافقية للنخب السياسية المهيمنة ، فتحولت هذه المشاريع الى تجميع فتات افكار هنا وهناك، في محاولة منها لارضاء نخب سياسية بطبيعتها مشوهة تعيش على ايقاع الاختلاف المصالحي الضيق وافتقاد لوضوح الرؤية ، مما جعلها تعاني من غياب فلسفة نسقية تعطي لها معنى و امكانية تحقيق، وهو ماتنج عنه الاخفاق والفشل رغم كل المجهودات المبذولة .ان المدرسة المغربية عبر سيرورة هذه المشاريع، تحولت الى "مسخ" يعيش تشوهات في مختلف الابعاد والادوار المنوطة بها ، ومشتلا لانتاج الفشل والعقم على مستوى الابداع والخلق وهو ما تعكسه مختلف المؤشرات التقييمية الخاصة بالمجال.
ان اي مشروع اصلاحي لنظام التربية والتكوين يفرض الانطلاق من تصورشمولي واضح المعالم ضمن مشروع مجتمعي عام يكون هدفه الاسمى انتاج" الانسان-الفرد –المواطن" والقطع مع مفهوم"الانسان المبتلع من طرف الامة - الفرد المبتلع من طرف الجماعة-مفهوم المواطن المعتقل في سجن الرعية" ، والتخلص من اشكال الهدر الانساني الذي يعيشه المغربي في مختلف الابعاد ، عبر تبني منظومة للتربية والتكوين توفر عوامل لانتاج مواطنين متصالحين مع ذواتهم وعصرهم و قادرين على الابداع والخلق ،عبر اكتساب قدرات وكفايات في تفجير طاقاتهم للمساهمة في تنمية ذواتهم ومجتمعهم. وهذا لن يتاتى الا عبر الحسم والقطع مع المقاربات التوفيقية السياسوية التقنوية ، واعتماد تصورات تربوية مبينة على رؤى علمية تحدد الاشكاليات والحاجيات المجتمعية الحقيقية المطروحة و تحترم السياق المجتمعي وتتبنى استراتيجيات محددة لتحقيق الاصلاح وآليات المراقبة والتعديل .
ان هذه القطيعة الابستمولوجية بين الخطاب الاصلاحي الذي عرفه المغرب وكل اصلاح حقيقي، يجب ان يتم من خلال القطع مع مجموعة من التمظهرات التي كانت توفر عوامل وشروط الفشل ولعل اهما مايلي :
- سيادة خطاب واجهاتي مصطنع : يعتمد هذا الخطاب على انتاج الغزارة في المفاهيم التي لاتجد اجرأتها في الواقع ،و يمارس نوعا من " شعوذة المفاهيم" حيث يعتقد ممارسوه، عن وعي او عن غير وعي، انه بمجرد ترديد المفاهيم تصبح هذه الاخيرة واقعا معيشا وهذاهو لب التفكير الخرافي ، الذي يعطي قدرات لاشياء لاتملكها؛
-اعتماد التركيبة الهجينة المشوهة "الاصالة والمعاصرة" كحل سحري مولد لانتاج الخطاب الاصلاحي لمنظومة التربية والتكوين، وهي في حقيقتها تعبير عن فشل في ملامسة الواقع المعقد و محاولة تجاوزه ، و ميكانيزم للهروب من الاشكاليات الحقيقية التي يطرحها الاصلاح؛
-عدم ربط المدرسة بالمحيط الاجتماعي وجوديا وقيميا، حيث تعاني المدرسة المغربية نوعا من "الغربة" في علاقاتها بمحيطها بسبب عدم وضع استراتيجيات للتفاعل بين الثقافة المدرسية و ثقافة المجتمع ؛ فالمعارف والمكتسبات المدرسية تبقى حبيسة هذه الاخرى وبمجرد خروج المتعلم الى العالم الغير المدرسي يرمي وبسرور كل هذه المعارف؛
-عدم وضع المدرسة كأداة لمشروع عام للتنمية ، عبر تكوين المواطنين واكسابهم الكفايات اللازمة لتنمية ذاتهم و تخريج الاطر اللازمة للمساهمة في تنمية بلادهم. حيث يغيب عن المناهج والبرامج المعتمدة المهارات السلوكية والكفايات الخاصة بتطوير السلوك المدني الحضري و اكساب المتعلم قدرات في تنمية شخصيته عبر تقدير الذات و الاستفادة من علم النفس الايجابي . كما انه ليس هناك استراتيجيات تربط التكوين بحاجيات المجتمع للتنمية والتقدم؛
-عدم تشجيع التفكير العلمي ، حيث اصبح هذا الاخير مجرد "سترة " يلبسها المتعلم عند دخوله الى قاعة الدرس او المختبر ، ويزيلها بمجرد خروجه منهما . كما ان بؤس طريقة تدريس العلوم تحولها الى اصنام فاقدة لكل حياة وتختزلها الى نظريات جافة تقنوية فاقدة لاي معنى ، فالعلوم تدرس في المدرسة المغربية بعيدا عن الثقافة العلمية (غياب مواد الابستمولوجيا وتاريخ العلوم بالنسبة للشعب العلمية) التي تعطي لها معنى وفي اغتراب عن المنهج العلمي الافتراضي الرياضي و التجريبي ، مما ينعكس سلبا على المجتمع وخاصة ان من ضمن التعاريف التي تعطي للتقدم " هو عندما يصبح العلم ثقافة"؛
-عدم وجود اهتمام كاف بتربية المتعلم على التفكير الحر والقدرة على المبادرة و الابداع والابتكار، واكسابه الكفايات المعرفية والمنهجية لانتاج الجديد والقدرة على الخلق؛
-عدم توفير البنيات المادية والبشرية الكافية لتنزيل اي اصلاح خاصة في ظل ثورة الاتصال والمعلوميات وسيادة النماذج البيداغوجية الفارقية و المعتمدة على التتبع الفردي للمتعلم وهذا مايفرض على الاقل التخلص من ظاهرة الاكتظاض التي تعرفها مدارسنا.
ان اي اصلاح في مجال التربية والتكوين، يفرض تبني مقاربة شمولية تلامس جميع ابعاد المنظومة وتعقداتها ويضع الاسئلة والاشكاليات الحقيقية بعيدا عن التجاذبات الايديولوجية والسياسية ، ويجعل من تنمية الفرد والمجتمع غاية وهدفا وليس شعارات فارغة قابلة فقط للاستهلاك والمزايدة.
حسن طويل مستشار تربوي



#حسن_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شطحات مايسة الناجي الشعبوية
- بن كيران : البهلوان المبكي
- العلمانية روح الديمقراطية
- -فقسات - مغربية
- حركة 20 فبراير : نقذ ذاتي
- تسويق الوهم : حزب بنكيران و الإصلاح
- المغربي الصغير
- قوى اليسار والانتفاضات العربية : الادوار والمهام
- العدالة والتنمية في المغرب :محاولة المخزن لادارة الازمة
- خواطر و أغلال
- بؤس التفكير الأصولي
- مشاهد مغربية بئيسة
- مشاهد مغربية
- وهم النجاح في المجتمعات المتخلفة
- اللغات بالمغرب : مجال للهيمنة
- تفجير أركانة : المطالبة بالديمقراطية أكثر أحسن رد
- كلمات خارجة عن القانون
- حركة 20 فبراير و عيد العمال الأممي
- حركة 20 فبراير : السلفية الجهادية لغم ظلامي
- مجتمع الزيف الأنيق


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن طويل - ازمة اصلاح نظام التربية والتكوين بالمغرب