أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يعقوب ابراهامي - بؤس الترجمة















المزيد.....

بؤس الترجمة


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 17:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كنظيره الإسباني الذي امتطى حصانه، شهر سيفه وخرج، قبل 400 عام، يحارب قوى الشر والظلام، امتشق الزميل جاسم محمد كاظم سلاح "بؤس الفلسفة" (من هو المجرم الذي حوّل "فقر الفلسفة" إلى "بؤس الفلسفة"؟) وراح يطارد نفراً (!!) من أعداء الماركسية الذين يحاولون "تشويه الإحداث باختلاق الكلمات والتجريديات الموهومة وتحميل تبعات الفشل (!!) على الآخرين ممن أكملوا (!!) الطريق وأبدعوا فيه غاية (!!) الإبداع" ("الحوار المتمدن" - 2014 / 4 / 18)
الهجوم كان كاسحاً ومباغتاً. حتى إن فؤاد ("الديالكتيك هو الوجود") النمري فقد القدرة على التعبير عن مشاعره الفياضة بلغة أبي العلاء وراح ينطق بلغة شكسبير: Hurrah to comrade Jasim - كتب معجباً.
وإذا كان هذا هو الحال مع فؤاد النمري – ما عجب أن علاء ("بوبر مهرج") الصفار قد علا هذه المرة حتى على نفسه وأنتجت قريحته نثراً يمكن على الأقل فهمه. "مقال دسم يضع النقاط على الحروف كما يقال, لذا هرب المنجمين (=المنجمون) وان صدقوا!" – قال ولم يفصح من هم المنجمون، لماذا هربوا وكيف صدقوا.

بسخاء المنتصر الواثق من نفسه يقترح جاسم محمد كاظم على خصومه الفكريين، في نهاية المقال، إلقاء سلاحهم ("فلنرمي (= فلنرمِ) خناجر "بروتس" من بعضنا البعض") والجلوس معاً ("بدل الخصام ونهش اللحم الذي لا يؤدي سوى إلى الهدم والضياع") وكأننا متناطحون في سوق الشورجة على كيلو من الطماطة أو على قطعةٍ من القماش. (هل لا زال سوق الشورجة قائماً؟).

المشكلة إن مقال السيد جاسم محمد كاظم والإقتباسات التي يقتبسها عن كارل ماركس (والتي أثارت إعجاب فؤاد النمري وعلاء الصفار) تحمل كل مساوئ الترجمه العربية للكلاسيكيات الماركسية التي ما فتئ الزميل جاسم الزيرجاوي يحذر منها في مقالاته.
أكثر من ذلك - مقال السيد جاسم محمد كاظم يؤكد مرةً أخرى إن المتاجرين بالماركسية (اولئك الذين يقتبسون (كان يجب أن أقول: يشوهون) كارل ماركس في كل جملةٍ يكتبونها) - إما أنهم لم يقرأوا كارل ماركس أو إنهم لم يفهموا حرفاً واحداً مما قرأوا.
أما الترجمة فحدث ولا حرج. اسلوب كارل ماركس في الكتابة هو اسلوبٌ فريد من نوعه (هناك من يقول: إن كارل ماركس هو الإسلوب) وترجمته إلى اللغة العربية هو عملً في غاية الصعوبة ولكن هذا لا يمكن أن يكون عذراً لتشويه كارل ماركس. وجاسم محمد كاظم شوّه كارل ماركس.

سأحاول أن أثبت ذلك بتحليل أهم قطعةٍ يقتبسها جاسم محمد كاظم عن كارل ماركس في مقاله الأخير. سأحاول أن أثبت إن السيد جاسم محمد كاظم لم يفهم ما كتب (أو ما ترجم) وكل من أعجب بما كتب أعجب بما لم يفهمه وبما لم يقله كارل ماركس على الإطلاق.
إليكم القطعة. هي مؤلفة من جزأين يتلو أحدهما الآخر (يسبق الجزء الثاني جملة يصعب فهم الجزء الثاني بدونها لكن الكاتب حذفها لأنها على ما يبدو كانت عصية على فهمه). جاسم محمد كاظم وضع الإقتباس بين قوسين للدلالة على أنه طبقاً للنص الأصلي:

"إننا سنقدم القاعدة المقدمة لهؤلاء الذين لا يعرفون لغة هيجل: التأكيد Affirmation والنفي Negation ونفي النفي Negation of Negation وهذا تعنيه اللغة. إنها ليست عبرية لكنها لغة هذه الحقيقة الصافية، هذه اللغة المختلفة عن لغة الفرد."

(أكثر ما يعجبني في الفقرة السابقة هو العبارة التالية: "وهذا تعنيه اللغة". ماذا تعني هذه العبارة بالضبط عزيزي المترجم جاسم محمد كاظم ؟ هل أنا هو الوحيد الذي لم يفهم هذه العبارة؟ هل هذه غلطة مطبعية؟ لماذا لم تُلفت نظرنا إليها؟ هل هي فذلكة لسانية؟ لماذا لا تنورنا وتفتح عيوننا؟ هل هي معجزةٌ فلسفية؟ لماذا لا تشرح لنا؟)

"ولكن عندما تبدأ الحقيقة في وضع قاعدة لذاتها Thesis، فإن هذه القاعدة أي هذه الفكرة تناقض ذاتها Antithesis فتقسم إلى فكرتين متناقضتين – الايجابي والنفي، نعم ولا. والصراع بين هذين العاملين المضادين المتضمن في التناقض يشكل حركة الديالكتيك. النعم تصبح لا، ولا تصبع نعم، نعم تصبح لا ونعم، ولا تصبح نعم ولا، فتتعادل المتناقضات وتتجانس وتشكل بعضها. وتداخل هاتين الفكرتين المتناقضتين يشكل فكرة جديدة هي نتيجة الاثنين Synthesis. إن هذه الفكرة تنقسم مرة أخرى لفكرتين متعاكستين فتعود وتتشابك في نتيجة واحدة. ومن هذا العمل تتولد مجموعة من الأفكار. وهذه المجموعة من الأفكار تتبع نفس حركة الديالكتيك كلائحة بسيطة. "

قبل الحديث عن "بؤس الترجمة" ملاحظة حول المحتوى.
لماذا أتى جاسم محمد كاظم بهذا الإقتباس من كارل ماركس؟
جاسم محمد كاظم أتى بهذا الإقتباس لكي يفند أراء "البعض" (!!) الذي "بدا بالتقول كما يحلوا (= يحلو) له بان القوانين الثلاثة للديالكتيك الهيجلي التغيير من الكم للكيف وصراع الأضداد وتداخلها ونفي النفي قد وضعها انجلز في ديالكتيك الطبيعة"
ليس واضحاً لماذا يعتقد جاسم محمد كاظم إن هذا الإقتباس من كارل ماركس يفند رأي القائلين إن أنجلز هو الذي أدخل على الماركسية "قوانين" الديالكتيك التلاتة (بمعنى قوانين طبيعية مفروضة على الإنسان والطبيعة).
أولاً: لم ترد كلمة "قانون" في كل هذا الإقتباس عن كارل ماركس
وثانياُ: كارل ماركس يتحدث هنا عن "قانون" واحد فقط هو قانون نفي النفي وليس هناك ذكرٌ ل-"قانون التغيير من الكم للكيف"؟
وثالثاً: كارل ماركس يتحدث عن نشوء الأفكار وتطورها (وفقاً لطريقة (method) هيغل) وليس عن قوانين مفروضة على الطبيعة الجامدة.
ورابعاً: أنا لا أدري إذا كان جاسم محمد كاظم قد انتبه إلى لهجة السخرية في كتابة كارل ماركس عن "قانون" نفي النفي.

نعود الآن إلى الترجمة.
"إننا سنقدم القاعدة المقدمة": غير صحيح. كارل ماركس لم يقدم "قاعدة مقدمة" لسببٍ بسيط واحد هو إن "قاعدة مقدمة" هي مجموعة من الكلمات الخالية من كل معنى. ما معنى "قاعدة مقدمة"؟. العبارة الواردة في "فقر الفلسفة" هي: Consecrating formula"" و أقرب ترجمة ل- " Consecrating formula" (إلى أن أتلقى اقتراحاً آخر من القراء) هو: وصفة جاهزة أو صيغة جاهزة.

"الحقيقة الصافية": ما هي، باسم كل الملائكة والقديسين، هذه "الحقيقة الصافية"؟ هل هناك "حقيقة" صافية وأخرى غير صافية؟ هل هذا هو ما قاله كارل ماركس؟ هل تحدث كارل ماركس هنا عن "حقيقة صافية"؟ كيف متى ولماذا؟ هل "الحقيقة الصافية" هي التي أفقدت فؤاد النمري القدرة على الكتابة بالعربية؟ في أي قاموس من قواميس العالم وجدتَ، يا سيدي المترجم الحاذق، إن كلمة "Reason" تعني: "الحقيقة"؟ وأين وجدتً أن "Pure Reason" تعني "الحقيقة الصافية" وليس "الفكر الصرف" أو "الفكر الخالص"؟

"هذه اللغة المختلفة عن لغة الفرد": كلمة "Separate"، كما يعرف كل من أنهى الصف الخامس الإبتدائي، لا تعني "مختلف" بل تعني "منفرد" أو "منفصل". و : It is the language of this pure reason, separate from the individual
ترحمتها الصحيحة هي: إنها لغة هذا الفكر الخالص منفردةً عن الفرد نفسه
وليس: لغة هذه الحقيقة الصافية، هذه اللغة المختلفة عن لغة الفرد

الجزء الثاني من الإقتباس (والمبتور كما أشرنا سالفاً) يبدأ بضربة قاضية تترك القارئ مشلولاً لا يقوى على التفكير والحركة: "ولكن عندما تبدأ الحقيقة في وضع قاعدة لذاتها Thesis".
لا نطيل الحديث هنا على هذا الإبداع في ترجمة (أي: تشويه) كارل ماركس. نكتفي بالقول فقط إن "الحقيقة" ليست حقيقة و"القاعدة" ليست قاعدة و"لذاتها" ليست لذاتها. أما " Thesis" فهي هنا اطروحة,
"Travail" ليست "عمل" (أراهن إن جاسم محمد كاظم يعرف الفرنسية) بل "آلام المخاض".
"Category" ليست "لائحة" (من قال لك ذلك؟) حتى ولا "لائحة بسيطة" بل تعني هنا "مجموعة مصنفة من الأفكار".

أكتفي بهذا. أنا أنتظر الجواب.










#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر الماركسي والمهرج الماركسي
- علي عجيل، حسين علوان وبيرتراند رسل
- عودة إلى خرافة قوانين الديالكتيك-2
- وعصام مخول لا يجيب
- عودة إلى خرافة قوانين الديالكتيك-1
- خرافة قوانين الديالكتيك
- شعب اسرائيل يبكي مقتل الأطفال السوريين
- ويلٌ لشعبٍ هؤلاء هم قادته
- الشعب الذي لا يطاق
- كاثوليكي أكثر من البابا
- عبد الحسين شعبان، الصهيونية والديالكتيك
- ماركسية محنطة في أعلى مراحلها
- ماجد الشمري، يعقوب ابراهامي والسمارت فون
- لا يعرف ولا يعرف أنه لا يعرف
- حسقيل قوجمان في أعلى مراحله
- لينين كقابرٍ للماركسية
- لا يتراجع عن أخطائه
- ردّي على عتريس المِدَح
- رسالة مفتوحة إلى علي الأسدي
- بعد العاصفة - 2


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يعقوب ابراهامي - بؤس الترجمة