أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيومي خليل - صناعة المعتقد














المزيد.....

صناعة المعتقد


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 23:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكاتب : سيومي خليل
-------------------------------------------
عن صناعة المعتقد
--------------------------------------------------
ساسَ الأَنامُ شَياطينٌ مُسَلَّطةٌ
في كُلِّ مِصْرٍ مِنَ الْوالينَ شَيْطانُ
مَتى يَقومُ إمامٌ يَسْتَقيدُ لَنا
فَتعْرِفُ الْعَدْلَ أَجْيالٌ وَغيطانُ
رُوَيْدَكَ قَدْ خُدِعْتَ وَأَنْتَ حُرٌّ
بِصاحِبِ حيلةٍ يَعِظُ النِّساءَ
يُحَرِّمُ فيكُمُ الصَّهباءَ صُبْحـاً
وَيَشْرَبُها عَلى عَمَدٍ مَسـاءَ
يَقولُ لَكُمْ غَدَوْتُ بِـلا كِساءٍ
وَفي لَذّاتِها رَهَنَ الْكِسـاءَ
إذا فَعَلَ الْفَتى مـا عَنْهُ يَنْهى
فَمِنْ جِهَتَيْنِ لا جِهةٍ أَسـاءَ.
أبو العلاء المعري .
------------------------------------------------

تؤسس شياطين الإنس لمعتقدات تنميطية دونها جز الرقاب ،والصلب من خلاف ، والتعليق على أسوار المدن القديمة ، والإذابة في حامض الإشاعة . لقد أسس الإنسان لمنظومة من المعتقدات رسمها على الأديم والروح ،وراح يشعل النيران حولها كي تنتعش ،وقدم لها قرابين لا تنتهي في فم الوحش وإنما تستقر في كل جسده .

ضلالة المعتقد الثابت والأبدي، والذي يفرضا فرضا، ضلالة عجيبة غريبة ، لا هي من العقل ولا هي من النقل ؛ كيف نجمع الناس على قناعات واحدة ؟؟ثم كيف نجمعهم على هذه القناعات بوضع مهند على أعناقهم ؟؟؟.

تواضع الكهنوت ورجالته على وضع دوائر اعتقادية ،مركزها أوامر الله ونواهيه والتي هي أوامرههم ونواهيهم ، وشعاعها الخوف الإنساني ، وقطرها أمل موهوم بوضع غير الوضع ، فكانت الدائرة شراك أسوأ من شراك صيد الذئاب ،تمتد من لحظة الولادة إلى لحظة تعطل العقل وانحصار التصور الخاص للوجود .

ومازال في عصر إكتشاف النانو، والإستنساخ ،وقياس حجم المخ الإنساني وتحديد طريقةإشتغاله ،من يقول ؛ هذا خارج عن الملة لأنه أتى بما لا يؤتى .

كيف جمع الكهنوت تعدد المعتقدات في معتقد بقياس وطول وعرض وارتفاع ؟؟؟ هذا سؤال يدعونا لنبحث في تفكير هؤلاء الناس الذين يشكلون مؤسسة الكهنوت ؛ هل يفكرون أم يمثلون أدوار رجال يفكرون ؟؟؟.

تحالف الكاهن الذي خرج من جبة ساحر بأدوات خيميائية وطلاسم وكلام مبهم ،مع عسس لا يفكرون ،بأمر من كبيرهم *مول الشكارة * وصاحب غذائهم ومائهم وأرزاقهم ،وفي ليل طويل بهيم ،حددوا ما يليق وما لا يليق من الأفكار ،ولفوا المعتقد في سلفان رقيق ،وقدموه الثابت الذي لا يتغير للناس ولأفراد الجماعة التي هم على رأسها قائمون .

فرض المعتقد بالإكراه أدى بأعقل الناس إلى التعذيب والقتل ، وإلى إرغامهم الى العودة الميمونة إلى عين الصواب وقلبه ورئتيه ومعدته وهلم صفعا ،ومن فضل فيهم الإستماع إلى صوت العقل لديه رميت جثته لجرذان الأقبية ، وكأن ببتيي أبي العلاء المعري يقيسان دنس الإنسان بقدرته على فرض اعتقاد بحد السيف :

قَدْ فاضَتِ الدُّنْيا بِأَدْناسِها
عَلى بَراياها وأَجْناسِها
وَكُلُّ حَيٍّ فَوْقَها ظالِمٌ
وَما بِها أَظْلَمُ مِنْ ناسِها.

المغرب يخطو خطوة مهمة بمصادقته على حرية المعتقد ، لكنها خطوة تكربس ، بها قيود لا تجعلها قفزة من أجل الإنسان والحرية ؛ فمادام الواقع يقول بعكس التعدد العقدي ،ويضايق على المخالفين أيا كانت توجهاتهم ، فالأمر سيبقى تزيين لواجهة داخلها مغبر .

لما حرية المعتقد عقلانية إلى أبعد الحدود ؟؟؟ ببساطة لأنها تؤكد الحرية ، والإستقلالية في تبني أفكار ومعتقدات يراها الفرد مناسبة له ، إنها ستؤدي إلى تعميق مفهوم المسؤولية ، فالإختيار قنطرة المسؤولية وجسرها الملتصق بها دائما ،والأكثر أنها تتأسس على مبادئ عقلية ، بل على بديهيات شاء لها الكهنوت أن تكون كمسألة قياس حجم الفضاء .

أولى البديهيات أن تعتقد ما تراه مناسبا لك وأن تحيط به عالمك الخاص ، وأن لا تتدخل في فرض اعتقاداك على آخر مخالف .

ثاني البديهيات أن تراعي بنيتك الاجتماعية القائم فيها وأن لا تعادي ناسها البسطاء.

ثالث البديهيات أن لا تتخلى عما أمنت به من معتقد ،وتمثل أن غيرك في زمن الجهل الشديد آمنوا بمعتقداتهم العقلية حتى وإن كانت أسياخ ملتهبة توضع على أعينهم ، فلولا صمودهم ما كانت لي الجرأة على أن اذبج مقالا حول حرية المعتقد .

إن ما يجب التأكيد عليه في الأول والأخير أن تصوراتنا ورؤانا الوجودية والغيبية لا يمكن وضعها في قالب يصنع في محلات الكهنوت .



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *لحسانة بلا ما * والإنتحار
- دراسة سيوسيولوجية لظاهرة التشرميل
- أنت أيها الطائِرُ لا تطير
- إنتحار الأمل
- الإنسان الديانة التي تسعى إليها الفلسفة
- لما نحب التخيل ؟؟؟
- علمانية أكثر
- معركة الأرقام في السياسة
- صناعة المجازر
- مشهد من مصر
- حق -واجب
- في إرتقاب إمانويل كانط
- عقد عن الإنفجارات
- طلاق الأغلبية
- الشيخ الحداثي جدا .
- سياسة الإستجداء والبكاء
- أنا اتحرش أنا موجود
- خطاب الأزمة
- بالألوان
- أنا أومن لأن ذلك مناقض للعقل GREDO QIA ABSRDM--باللغة اللاتي ...


المزيد.....




- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيومي خليل - صناعة المعتقد