أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حوار مع الاستاذ سامي لبيب2















المزيد.....

حوار مع الاستاذ سامي لبيب2


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار مع الاستاذ سامي لبيب2
في الحلقة السابقة راينا كيف ان الاستاذ سامي لبيب الذي اعتبر التخلف الديني التناقض الرئيسي لم يجد طريقا لحل المشكلة وانهاء التخلف الديني الا بالثورة على الراسمالية العالمية والقيادات العربية المالكة للنفط اي باعتبار الاستبداد والسيطرة هي التناقض الرئيسي.
ان المجتمع الانساني منذ انقسامه الى طبقات ونشأ نتيجة لذلك صراع طبقي دام طوال تاريخ المجتمع ومازال وسيبقى ما دام المجتمع منقسما الى طبقات يعاني من جميع اشكال التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري والتخلف الديني. وهذا امر طبيعي سائد في المجتمعات الطبقية لان فيه طبقات تجد من مصلحتها ادامة التخلف وتعميقه لان استغلالها للطبقات الكادحة يتطلب تخلفها ولا يمكن استمراره اذا تخلص المجتمع من تخلفاته.
انهى الاستاذ سامي لبيب مقاله بدون اية علاقة بالموضوع بالشعار الشيوعي من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته. فهل يعني هذا الشعار التخلص من التخلف الديني باعتباره التناقض الرئيسي؟ في الحقيقة يعبر هذا الشعار عن مجتمع غير طبقي متخلص من كافة اشكال التخلفات التي عانى منها طوال انقسامه الطبقي وسيادة الصراع الطبقي.
يجري التخلص من جميع التخلفات الاجتماعية بطريقة متشابهة تتالف من مرحلتين. المرحلة الاولى للتخلص من اي تخلف اجتماعي هي طريقة فورية سريعة حاسمة هي اسقاط الطبقة او الفئة الاجتماعية التي تعيش على ادامة التخلف وتعميقه. وتشكل هذه المرحلة خلق الفرصة امام المجتمع للتخلص من تخلفه ولكنها لا تنهيه. اذ ان المجتمع عانى من التخلف الاف السنين في ظل المجتمعات الطبقية ولا يمكن التخلص منه بسهولة وبسرعة. ولكن المرحلة الاولى من عملية التخلص من اي تخلف باسقاط الطبقة التي تقوم بادامته وتعميقه تفتح امام المجتمع الفرصة من اجل التخلص منه عند عدم وجود طبقة تبني استغلالها على عدم انهائه.
ان الانسانية لم تتوصل بعد الى تحقيق هذا الشعار الشيوعي لحد الان في اي مجتمع بشري. ولكن البشرية توصلت الى تجربة قصيرة دامت ثلاثين عاما من نظام اشتراكي كمقدمة ضرورية لتحقيق النظام الشيوعي. اذ من الناحية الاقتصادية لا يمكن تحقيق النظام الاقتصادي الشيوعي بدون المرور بالنظام الاشتراكي الذي يتخلص من كل انواع التخلف الاجتماعي قبل التوصل الى تحقيق هذا الحلم الذي تحلم البشرية به.
ان مهمة النظام الاشتراكي الذي سماه كارل ماركس المرحلة الاولى من النظام الشيوعي كانت التخلص من كل مساوئ الانظمة الطبقية السابقة في كافة المجالات الاقتصادية كالتناقض الرئيسي وغيرها من اشكال التخلف الديني والعائلي والاجتمعاي والسياسي والثقافي والفكري التي بدون التخلص منها لا يمكن حتى التفكير بوجود النظام الشيوعي وتحقيق شعاره.
وبما ان التخلف الاقتصادي هو التناقض الرئيسي كان على النظام الاشتراكي قبل كل شيء ان يقضي على التخلف الاقتصادي. ولكن القضاء على التخلف الاقتصادي الذي دام الاف السنين من التطور الاجتماعي لا يمكن تحقيقه باجراء فوري من اعلى وكل ما تستطيع الثورة الاشتراكية تحقيقه هو ازالة السبب الرئيسي للتخلف الاقتصادي كمقدمة هامة وضرورية من اجل التخلص منه.
كان السبب الر ئيسي للتخلف الاقتصادي وجود طبقة ترى من مصلحتها ادامة التخلف الاقتصادي، الطبقة المالكة لوسائل الانتاج التي لا يستطيع الانسان العامل ان ينتج الا بتاجير نفسه وبيع قوة عمله الى مالك ادوات الانتاج، الطبقة الراسمالية وغيرها من الطبقات الحاكمة السابقة. ولهذا قامت الثورة الاشتراكية في روسيا باجتماعها الاول يوم الثورة باتخاذ قرارين اساسيين هما اولا اسقاط الطبقة الراسمالية بقرار تاميم كافة الشركات الراسمالية التي تستخدم اكثر من خسمين عاملا وقرار تاميم الارض وجعلها ملكية الدولة وليس من حق اي انسان ان يمتلك الارض او بيعها او شراءها. كان هذان القراران تنفيذ المرحلة الاولى من القضاء على التخلف الاقتصادي والتخلص منه.
لكن هذه الخطوة لا تنهي التخلف الاقتصادي بل تفسح المجال للتخلص منه عن طريق نضال شاق طويل يحول الاقتصاد الراسمالي المتخلف الى اقتصاد اشتراكي متقدم يمهد الطريق الى تحقيق الاقتصاد الذي يتطلبه تحقيق الشعار الشيوعي، انتاج ما يكفي لتوفير لكل فرد من المجتمع حسب حاجته. وكانت هذه الطريقة للتخلص من التخلف الاقتصادي هي نفسها طريقة التخلص من جميع التخلفات التي دامت الاف السنين من عمر البشرية. وهذا ينطبق ايضا على التخلص من التخلف الديني. وبما ان موضوع هذا الحوار هو موضوع التخلف الديني فمن المفيد جدا ان نبحث كيف جرى التخلص من التخلف الديني في الاتحاد السوفييتي الاشتراكي كنموذج لعمليات التخلص من جميع التخلفات الاجتماعية.
جرت المرحلة الاولى من عملية التخلص من التخلف الديني يوم الثورة كعملية التخلص من التخلف الاقتصادي. قامت الدولة الجديدة فور الثورة بالقضاء على السلطات الدينية التي كان دوام استغلالها للمجتمع يتطلب ادامة التخلف الديني وتعميقه. اعلنت الدولة الجديدة فصل الدين عن الدولة ومصادرة اموال الطبقة الدينية السائدة التي جمعتها من استغلالها لكادحي الشعوب طوال الاف السنين. الغت الثورة وجود دين للدولة ومنعت تدريس الدين في المدارس والدعاية للدين علنيا في المجتمع. ولكن هذا ليس سوى المرحلة الاولى الفورية القسرية من عملية التخلص من التخلف الديني الذي لا يمكن تحقيقه الا خلال نضال شاق طويل بعد القضاء على السلطات الدينية.
ان التخلص الحقيقي من التخلف الديني يتطلب المرحلة الثانية، مرحلة طويلة يمنح كل انسان خلالها حرية التدين وحرية عدم التدين، والاقتصار على تعليم الاطفال في المدارس على التعليم العلمي وانهاء التعليم الديني من المدارس. وهذا التخلص من التخلف الديني كالتخلص من التخلف الاقتصادي والتخلص من جميع اشكال التخلفات الاجتماعية يتطلب مدة طويلة لاجتثاث التفكير الديني من الانسان وهو ما يتطلبه تحقيق المجتمع الشيوعي الذي يحلم الانسان في تحقيقه على الارض وليس في السماء.
بخلاف المرحلة الاولى من انهاء التخلف الدينى التي تمت بصورة فورية قسرية سريعة لا تجري المرحلة الثانية من التخلص من التخلف الديني بطريقة قسرية. بل على العكس كانت المرحلة الثانية تتطلب منح كامل الحرية للتدين ولعدم التدين. فمن حق كل انسان ان يتدين ويمارس جميع الطقوس الدينية التي يتطلبها تدينه بكل حرية. وليس من حق اي انسان او اية سلطة ان تحاسبه على ذلك. وفي نفس الوقت يحق لاي انسان ان لا يؤمن بالدين وان يمتنع عن ممارسة اي امر يتطلبه الايمان بالدين وليس من حق اي انسان واية سلطة محاسبته على ذلك. والقانون يحاسب اي انسان يسأل اي انسان اخر عن دينه او عن تدينه او ان يسجل في اية وثيقة اصل الدين الذي كان ينتمي اليه قبل الثورة. بهذه الطريقة والاقتصار على التثقيف المدرسي والاجتماعي العلمي البحت يتحقق الخلاص من التخلف الديني بمرور الزمن.
هذه الطريقة التي استخدمت للخلاص من التخلف الاقتصادي والتخلف الديني استخدمت ايضا في التخلص من جميع التخلفات الاجتماعية الاخرى الكثيرة. ولكن الفرصة لم تتح للاتحاد السوفييتي لاكمال التخلص من جميع التخلفات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والعائلية نهائيا ولذلك لم يتحقق المجتمع الشيوعي وادى الغزو النازي وحرب الدفاع عن النظام الاشتراكي والعالم من سيادة العبودية النازية واستشهاد اغلبية الشباب السوفييتي الثوري في هذه الحرب وتصاعد الاتجاهات الرجعية داخل الحزب الشيوعي الى انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء اول تجربة جدية للتقدم نحو تحقيق الشعار الشيوعي لكل حسب حاجته وما زال العالم كله رازحا تحت سيطرة الراسمالية العالمية الامبريالية التي تهدد بفناء الانسانية والحياة على الكرة الارضية. وكان التخلف الديني من اهم الاتجاهات الرجعية التي استخدمت في الاتحاد السوفييتي في الفترة الخروشوفية التحريفية باعادة تناء وفتح الكنائس التي الغت الحكومة الاشتراكية استعمالها اثناء بناء المجتمع الاشتراكي.
ان اية ثورة اشتراكية تجري في المستقبل بصورة جماعية او بصورة فردية لا بد ان تتخذ التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي اساسا لتحقيق المجتمع الاشتراكي ثم المجتمع الشيوعي بالاستفادة من محاسن هذه التجربة وتحاشي اخطاءها ومساوئها.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الاستاذ سامي لبيب1
- حملة من اجل سن قانون عادل للعمل
- حوار مع محمد دوير 2
- حوار مع محمد دوير
- ماذا بعد انتخاب السيسي رئيسا؟
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية5
- مصر بعد الدستور
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية4
- حوار مع الاستاذ عبد القادر ياسين
- الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية3
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية2
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية 1
- حوار مع تاج السر عثمان
- حوار مع ابراهيم حجازين
- في ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية 1917 (2)
- في ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية 1917 (1)
- تمرد بعد الثلاثين من يونيو
- حوار حول سقوط وهزيمة الاخوان واثارها2
- حوار حول سقوط وهزيمة الاخوان واثارها
- هل ثمة خطر اندلاع حرب اهلية في مصر بعد الثورة؟3


المزيد.....




- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل
- بالفيديو.. طالبة توبخ رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف ...
- بعد إجراءات تأديبية مثيرة للجدل بحق طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئ ...
- بيستوريوس: روسيا ستظل أخطر تهديد للأمن الأوروبي
- البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلح ...
- فوائد وأضرار نبات الخزامى
- الألعاب النارية احتفالا بعيد النصر
- ميقاتي يبحث مع هنية آخر التطورات والمستجدات السياسية والميدا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حوار مع الاستاذ سامي لبيب2